TODAY - September 25, 2010
الاكراد يهجرون ابرز المناطق المتنازع عليها بالعراق

غادرت مئات العائلات الكردية منطقة توزخورماتو خلال الاشهر الماضية بسبب انعدام الامن والخدمات.

طوزخورماتو
كشف مصدر اداري في قضاء طوزخورماتو، ابرز المناطق المتنازع عليها في العراق، ان مئات العائلات الكردية غادرت المنطقة خلال الاشهر الماضية متذرعة بانعدام الامن والخدمات.
وقال قائم مقام القضاء شلال عبدول عبدالله، وهو كردي، ان "حوالى 400 عائله كردية غادرت طوزخورماتو (180 كلم شمال بغداد) وبلغ عدد طلبات السماح بالهجرة ستة في اليوم الواحد مؤخرا".
ووفقا لدراسة كردية، هناك 36 مدرسة و504 مدرسا للاكراد في القضاء.
لكن نقص الكوادر التدريسية بالكردية وعدم تجهيزهم بالكتب جعل الاكراد يعزفون عن البقاء في القضاء، فقد نجح خمسة طلاب فقط من اصل 57 خاضوا الامتحانات في القسمين العلمي والادبي.
واضاف عبدالله ان "المبالغ المرصودة لاعادة اعمار القضاء التابع لمحافظة صلاح الدين تقدر باكثر من تسعة مليارات دينار (7,5 ملايين دولار) لكن القضاء ما يزال مهملا (...) فالمغادرين ليسوا اغنياء بل اداريين وحزبيين وبشمركة وامن".
وتابع ان "اهتمام حكومة اقليم كردستان بنا منعدم حاليا مقارنه بالاعوام التي تلت سقوط النظام السابق" .
ويسكن وسط قضاء طوزخورماتو تركمان شيعة والعرب في الغرب والاكراد في الشرق ويسيطر الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني على الادارة ويشهد القضاء اعمال عنف وتفجيرات وخطف خصوصا وانه محاذي لجبال حمرين.
ويتجه المغادرون الى كلار والسليمانية واربيل.
وقال الآر عبد الجبار (38 عاما) "نهاجر لعدم توفر الامن بشكل خاص، نخشى خطف اطفالنا فطوزخورماتو ليست آمنة كما ان الكهرباء تقطع 18 ساعة والحصول على الوقود اشبه بالحلم".
واضاف ان طوزخورماتو "مهمة للصراع الدائر حول المناطق المتنازع عليها لكنها مهملة".
وتابع "وضعت اطفالي في مدارس كردية، فاذا ظلوا هنا فلن يتم قبولهم في معاهد وجامعات الاقليم لان من يدرسهم الكردية عربي، اما استاذ العلوم فهو مختص بالاداب بينما استاذ الرياضيات ليس مختصا بها. ولذا، كان مستوى النجاح متدنيا".
من جهته، قال كامران غفور عزيز "قررت الهجرة لان اصحاب السلطة في طوزخورماتو واقليم كردستان، لا يقدمون الخدمات وخصوصا للمواطنين الاكراد".
وقال كريم وهاب "غادرت الى بلدة كفري لان امكانياتي بسيطة ولا استطيع تشييد منزل في مدن الاقليم مثل المسؤولين في طوزخورماتو، والسبب الرئيسي للمغادرة هو انعدام الامن والخدمات وعدم قبول أطفالنا في معاهد وجامعات اقليم كردستان".
اما فرهاد عبدالله دلك، فقال "عتبي كبير على العائلات الكردية التي تهجر طوزخورماتو وتبيع منازلها للعرب والتركمان، لانها تساهم بذلك في تعريب القضاء مرة أخرى مما سيخلق مشاكل سياسية للاكراد في المستقبل".
واشار مصدر امني الى "احتقان سياسي بين المكونات وصراع على الارض فطوزخورماتو نموذج مصغر لصراع المناطق المتنازع عليها".
وقال عضو مجلس محافظة صلاح الدين ومسؤول الجبهة التركمانية علي هاشم مختار اوغلو ان "الهجرة حقيقية فهم يذهبون لاستثمار اموالهم في اربيل ويبعيون املاكهم ومن الطبيعي ان يشتريها التركمان والعرب. الاكراد يبحثون عن الخدمات والامن" .
ويبلغ عدد سكان قضاء طوز خورماتو (كلمة تركمانية تعني مكان الملح) حوالى 200 الف نسمة وتتبعه نواحي امرلي وسليمان بيك وتقطنه مكونات كردية وعربية وتركمانية.
وكان شهد صدامات بعد العام 2003 بين تركمان ومتظاهرين اكرادا فضلا عن التفجيرات الدامية التي استهدفت حسينيات ومسؤولين وعمليات اغتيال وخطف.
ويقول اوغلو "نعاني من القوات الامنية التي بنيت على اساس غير متكافئ وهي نتاج للاطراف المهيمنة على الاوضاع كما توجد في اطراف القضاء قوات تابعة لشرطة حرس الاقليم الى جانب الامن الكردي والبشمركة."
والصراع الدائر مرده الخلاف بين العرب والاكراد والتركمان بسبب التغيير الديموغرافي ابان النظام السابق بهدف "تعريب" هذه المناطق للسيطرة عليها.
يشار الى ان المناطق المتنازع عليها موزعة اداريا ضمن 12 قضاء في خمس محافظات، ابرزها كركوك بجميع مناطقها.
وتشمل المناطق المتنازع عليها في محافظة نينوى كبرى مدنها الموصل، فضلا عن الحمدانية وتلكيف وبعشيقة وقره قوش (مسيحيون) وسنجار وزمار وشيخان وسكي كلك (اكراد من الايزيديين) وتلعفر (غالبية تركمان شيعة) ومخمور (غالبية عربية).
وفي محافظة ديالى، خانقين (اكراد شيعة) وقره تو (تركمان شيعة) والميدان (عرب سنة وتركمان)، وجلولاء (غالبية كردية)، ومندلي (اكراد شيعة) والسعدية (خليط قومي)، وقرة تبه (غالبية تركمانية).
وفي محافظة صلاح الدين، قادر كرم (اكراد) وامرلي (تركمان شيعة) بالاضافة الى طوزخورماتو، وهناك بدرة وجصان وزرباطية (اكراد شيعة) في محافظة واسط.
elaph