TODAY - September 26, 2010
قال ان هذا الجناح يعول على حدوث خراب أمني على أمل أن تستدعيه أميركا لتولي السلطة مجددا
قيادي بعثي: «طائفية»الدوري ضيعت «علمانيتنا» وخلقت حساسيات مع مختلف الاديان
بيروت - السومرية نيوز
انتقد قيادي بعثي ينتمي الى ما يعرف بـ "تيار المراجعة والتوحد" التابع للحزب المحظور، نائب رئيس مجلس قيادة الثورة المنحل عزت الدوري، الذي رجح وجوده بين العراق واليمن، بإثارة الحساسيات الطائفية جراء خطابه السلفي، على عكس صدام حسين الذي كان يتجنبها حفاظا على علمانية حزب البعث على حد وصفه، فيما أشار إلى أن الخلاف بين جناحي البعث اليوم (الدروي ويونس الأحمد) يدور على الزعامة، نافيا في الوقت نفسه ضلوع جناح يونس الاحمد باعمال عنف في العراق.
وقال القيادي في تيار المراجعة والتوحد البعثي الدكتور عبد الخالق الشاهر، إن صدام "لم يكن متدينا، ولكنه لم يكن ضد الدين بل كان رجلا علمانيا، إذ انه كان يمنع الكادر البعثي من الدخول إلى صلاة الجمعة، كي لا يؤدي البعثي السني صلاته في الجامع والشيعي في الحسينية، الأمر الذي قد يثير الحساسيات في صفوف البعثيين، حيث إنه قال لهم (البعثيين): "الأفضل أن تصلوا في بيوتكم".
وقارن القيادي المقرب من جناح محمد يونس الأحمد سلوك صدام بسلوك نائبه عزت الدوري وأوضح قائلا إن "خطاب عزت الدوري السياسي بدلا من أن يتجنب الحساسيات الطائفية على غرار ما فعل صدام، أدى إلى فقدان شعبية الحزب وخلق حساسيات بين البعثيين من الطوائف والأديان الأخرى".
وبين الشاهر الذي كان يرأس قسم الدراسات العليا في جامعة البكر للعلوم العسكرية أننا "عندما نقرأ خطابات الدوري نجدها مليئة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية في حين انه يمثل حزبا علمانيا"، ويستدرك "لكن هذا لا يعني إطلاقا أن الحزب ملحد، وإنما هو حزب إذا ذكر شيئا من كتاب ديني فعليه أن يستشهد في الوقت نفسه من كتاب ديني آخر، أي أن يتجاور الاقتباس ألقراني مع كلمات مقتبسة من الانجيل، مثلا".
وتابع قائلا إن "عزت الدوري كان ومنذ بدايته سلفيا، ونظرا لأن المقاومة الحالية في العراق إسلامية فقد بدأ يتقرب إليها بخطابه الديني، وهكذا أضاع إسلاميتنا غير الطائفية كبعثيين وأضاع علينا أيضا علمانيتنا!"، على حد قوله.
وكان مصدر سياسي عراقي في العاصمة السورية دمشق أشار إلى أن جناح عزت الدوري وبعد الخلاف الذي جرى بين الجناحين على إثر فصل الدوري من البعث بدأ يغمز من قناة زعيم جناح قيادة قطر العراق- المؤتمر الاستثنائي بأنه من أصول شيعية، وينحدر من مناطق يسكنها الشيعة في محافظة نينوى. ولفت المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إلى أن جناح الدوري وعلى الرغم من تلميحه "الطائفي" إلى الأحمد، إلى أن الدوري عادة ما يعمد الى تنصيب شخص شيعي كمتحدث باسم جناحه مثل خضير المرشدي، وهو شيعي من أهالي الحلة، والذي حتى عندما سرت إشاعة باستبداله في الفترة الأخيرة تردد أن بديله شيعي بعثي من محافظة ذي قار".
وكان اللواء محمد يونس الأحمد (يبلغ من العمر 60 عاما)، عضوا في القيادة القطرية لحزب البعث في العراق ونائب أمين سر المكتب العسكري للحزب في فترة حكم صدام، وعقد مع 150 عضوا مطلع عام 2007 مؤتمرا للقيادة القطرية للحزب بدون موافقة جناح عزت الدوري، وسمي بالمؤتمر الاستثنائي وجرى فيه فصل الدوري من الحزب، وهو يقيم في سوريا منذ سقوط النظام السابق، وتتهمه الحكومة العراقية بأنه سهل عمل المسلحين على تنفيذ هجمات ضد المدنيين في العراق.
أما عزت إبراهيم الدوري فكان الرجل الثاني إبان حكم صدام حيث شغل مركز نائب رئيس مجلس قيادة الثورة وقبلها عدة مناصب من بينها منصب وزير الداخلية ووزير الزراعة.
والمعروف أن لدى الدوري المولود عام 1942 نزعة صوفية تنتمي إلى الطريقة الحسينية القادرية، وكان مشرفا من قبل صدام على ما سمي حينها بـ"الحملة الإيمانية"، في عقد التسعينيات، وكانت له علاقة وطيدة مع مشايخ الأكراد والعرب الصوفية، كما كانت لديه تكية في بيته بالعاصمة بغداد. ويشاع أن تنظيم "الطريقة النقشبندية" الذي تأسس العام 2007، وهو تنظيم مسلح يعتقد أنه يضم في صفوفه ضباطاً عملوا في الجيش العراقي السابق، يدين بولائه إلى نائب الرئيس العراقي السابق عزت إبراهيم الدوري، وينشط في مناطق جنوب غرب كركوك ومحافظتي نينوى وصلاح الدين، شمال غرب العراق.
وحول سبب الخلاف بين جناحي عزت الدوري والأحمد، يؤكد الشاهر أنه "ليس هناك انشقاق عقائدي بعثي حتى مع البعث السوري، وإنما هو خلاف على الزعامة بين عزت والأحمد، وحين أرادت جماعة الدوري من البعثيين الآخرين أن يعتذروا ويعودوا إلى جناحه (قيادة قطر العراق) كأفراد وليس كحركات، عُقد مؤتمر على إثر ذلك، ضم 240 عضوا من حزب البعث في سورية، وتقرر فيه فصل عزت، وانتخاب قيادة قطرية بزعامة محمد يونس الأحمد".
وهكذا انقسمت قيادة حزب البعث في العراق إلى جناحين الأول يسمى قيادة قطر العراق بزعامة عزت الدوري والجناح الثاني هو قيادة قطر العراق- المؤتمر الاستثنائي بزعامة محمد يونس الأحمد وهو المؤتمر، الذي عقد في دمشق، وتم فيه فصل عزت الدوري من الحزب لأنه "خان الرئيس الشهيد"، بحسب تعبير المؤتمر، على اعتبار أن أقارب عزت هم من دلوا على موضع اختباء صدام حسين، إلا أن المؤتمر مع ذلك، ومن وجهة نظر الشاهر لم يراجع المسيرة السابقة ولم يضع إستراتيجية جديدة للعمل.
ووصف القيادي البعثي زعيم جناح القيادة القطرية - المؤتمر الاستثنائي يونس الأحمد بأنه "شخص قابل للحوار ويستمع وينصت، لكنه يرفض العملية السياسية مثل عزت الدوري"، نافيا في الوقت نفسه أي علاقة لجناح الاحمد بتفجيرات آب (اغسطس) في العام الماضي التي استهدفت وزارتي المالية والخارجية، وقال إن "التفجيرات التي وقعت في آب (اغسطس) من العام الماضي 2009 لا دخل لحزب البعث بها بدليل أن والي بغداد مناف الراوي ظهر على شاشة التلفزيون واعترف أنه هو المسؤول عن الانفجارات التي ضربت مؤسسات الدولة، وهو من أبناء مدينتي الرمادي"، لافتا إلى أن الراوي "كان شرطيا مفصولا من الخدمة بسبب تطرفه الديني في زمن النظام السابق، ولا يمكن أن يجتمع البعثيون مع المتطرفين الدينيين لان البعث حزب علماني".
وكانت العلاقات العراقية السورية شهدت تأزماً كبيراً بين الطرفين عقب اتهام رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي لسوريا بالوقوف وراء التفجيرات الدامية التي هزت العاصمة بغداد في آب(اغسطس) العام 2009، مطالباً الحكومة السورية بتسليم قيادات من حزب البعث والجماعات المسلحة التي اعتبرها مسؤولة عن هذه التفجيرات.
وأكد الشاهر أن "سلطان الفرحان الذي اتهمته الحكومة العراقية بالضلوع في تفجيرات آب، يتعذر عليه أحيانا أن يتدبر إيجار شقته، فكيف يسهم بتفجيرات وهو رجل بسيط؟". ولفت الشاهر إلى أن "بعض البعثيين يأتون أحيانا بالشبهة على أنفسهم لأنهم ليسوا بقيادات سياسية، تخيل أن أحدهم يقول إن العراق لم يكن نظاما استبداديا، وإنما كان نظاما مركزيا وكان مضطرا لانتهاج المركزية لأنه كان معرضا لاعتداءات مثل الاعتداء الكويتي، وكأن الكويت هي من غزت العراق، وآخر يقول انه سلفي معتدل في حين أن البعثي علماني مدني"، حسب تعبيره.
ووصف القيادي البعثي المنضوين في جناح عزت الدوري بالقول انه "لا مجال للحوار معهم، فشعارهم أن ما بني على باطل فهو باطل، ويصفون أنفسهم بأنهم حاضنة المقاومة وهو ما رفضته المقاومة واستنكرته، ويعولون كثيرا على حدوث خراب امني وسياسي واقتصادي على أمل أن تستدعيهم أميركا ليتولوا السلطة مجددا"، مضيفا أن جماعة عزت الدوري "يطرحون حلا يتمثل بحكومة إنقاذ لمدة سنتين، ولكن من دون ان يسالوا أنفسهم عن الجهة التي تشكل تلك الحكومة، وهل تتركهم الحكومة العراقية الحالية بجيشها وأجهزتها لكي يقوموا بذلك، وهل الاميركان مضطرون لهذا الأمر، وهم الذين يحاولون إنجاح تجربتهم التي يصفونها باسم (الديمقراطية) في العراق؟".
وحول ما يقال من أن حزب البعث استغل لحظة إعدام صدام كي يحظى بدعم العرب، علق الشاهر قائلا إن "حالات التعاطف دائما قصيرة، وهو تعاطف لا لشخص الرئيس (صدام) بالاساس فحسب، وإنما لتوقيت الإعدام وطريقته التي خلفت صدمة لدى الرأي العام"، مؤكدا عدم وجود "غطاء عربي لحزب البعث، وإنما الغطاء العربي هو للسنة خوفا من التدخل الإيراني". وحزب البعث محظور في العراق بعد العام 2003 وفقا للمادة السابعة من الدستور، لكن المادة ذكرت الحزب بصفة حزب البعث الصدامي، لوجود جناح آخر في الحزب الذي يسمى حزب البعث اليساري وكان احد أحزاب معارضة نظام صدام.
alalem
رد مع اقتباس
