TODAY - September 26, 2010
الصحف البرطانية صباح هذا اليوم

الأخوان ميليباند: عناق وإشاعات وتنافس ومفاجآت الطريق إلى الزعامة
صور عناق الأخوين إد وديفيد ميليباند تحتل صدر الصفحات الأولى من أعداد الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأحد، والتي تفرد مساحات واسعة لنبأ اختيار الشقيق الأصغر إد زعيما جديدا لحزب العمال المعارض، وتغوص بتحليل أبعاد العلاقة بين الشقيقين ودورهما برسم مستقبل السياسة في بريطانيا.


والصورة نفسها تحكي جزءا كبيرا من الحكاية: عناق واحتضان وتهاني ونظرات تنم عن مشاعر مختلطة من أخوة وتنافس ونشوة بالنصر وإحساس بالهزيمة وضياع الأمل.
في الصنداي تايمز يبدو ديفيد وكأنه غير مصدق بعد أن شقيقه الأصغر إد وليس غيره هو من سرق منه الحلم.
وفي الصنداي تلجراف يغمض إد عينيه على نصر تاريخي بات ملكه هو، بينما تنطلق من عيني ديفيد نظرة شاردة إلى الحلم الضائع.

خطاب النصر
أمَّا الإندبندنت، فتفرد جلَّ صفحتها الأولى للصورة التي يظهر فيها إد وكأنه هذه المرة هو غير المصدق أن النصر بات في جيبه وأنه تمكن من هزيمة الخصم الشرس والشقيقه الذي يحب: ديفيد.
وحدها الأوبزرفر تنشر صورة إد وحيدا وقد راح يلوِّح بيده لمندوبي حزبه، من انتخبه منهم ومن لم ينتخبه، قبل أن يلقي بهم خطاب النصر كزعيم جديد للحزب.
عناون الصفحات الأولى أيضا تلتقي على نبأ واحد: فوز إد ميليباند بزعامة حزب العمال. لكنها تبرز أيضا ذلك الجانب المثير من الحكاية، فها هو شقيق أكبر وسياسي مفوَّه يتلقى هزيمة نكراء على يد شقيقه الأصغر الذي ما كان ليتوقع هو، ومعه معظم المراقبين والاستطلاعات، بأن تحصل المفاجأة.
وعلى صفحات الرأي والتحليل نطالع أيضا عددا وافرا من المقالات النقدية والتحليلية التي ترصد الجوانب المختلفة للحدث وتحاول رسم معالم شخصية الزعيم العمالي الجديد.
كما يحاول الكتَّاب أيضا في مقالاتهم استشراف الأفق المستقبلي للمعارضة العمالية بزعامة إد ميليباند، والتنبؤ بمدى قدرتها على انتزاع السلطة من الائتلاف الحكومي بين المحافظين والديمقراطيين الأحرار.

رسالة مفتوحة
من بين تلك المقالات، يلفت الانتباه رسالة مفتوحة يبعث بها ألان جونسون، وزير الداخلية السابق وأحد أبرز الوجوه في حزب العمال، إلى إد ميليباند وتنشرها الإندبندنت على صفحة كاملة.
يبدأ جونسون رسالته بتقديم التهاني لإد ميليباند بانتخابه زعيما جديدا للحزبه، ومن ثم يسرع لتقديم نصائح ست يرى أنه بأمس الحاجة إليها في "هذا الزمن الصعب له وللعمال".
تتمركز نصائح جونسون حول ضرورة الاستغلال الحكيم لطاقات الحزب، والتعامل بحنكة مع العجز في الميزانية، والاستفادة من الاهتمام المتنامي بحزب العمال مؤخرا من أجل استعادة الثقة به، لاسيما إعادة من خسرهم الحزب في الانتخابات، وعدم أخذ الحزب إلى اليسار، وبعث أفكار جديدة وأساليب حديثة في الحكم والقيادة.
وتأتي خاتمة رسالة جونسون مفاجأة بعض الشيء، وإن انطوت على قدر من الصراحة والبساطة، إذ يقول فيها مخاطبا إد ميليباند: "بلِّغ ديفيد تحياتي وقل له إنني كنت سأبعث له بنفس الرسالة فيما لو كان هو الفائز."


وفي الأوبزرفر عناوين كثيرة ومثيرة عن صراع الأخوين ميليباند، والكثير الكثير عمَّا حفلت به رحلتهما المضنية للبحث عن كرسي السلطة، من مشاعر وإشاعات وترقب حُسم أخيرا بإعلان فوز الشقيق الأصغر، وإن بفارق ضئيل زاد قليلا عن نسبة 1 بالمائة.
نقرأ على الصفحة الأولى من الأوبزيرفر عنوانا يعيدنا إلى لحظة البداية بين "الشقيقين اللدودين". فالعنوان هو اقتباس من نداء وجهه إد بُعيد فوزه مخاطبا أخاه المنهزم أمامه قائلا: "أحبك يا ديفيد كثيرا كأخ".

"صفقة الجرانولا"
أمَّا الصنداي تلجراف فتنفرد بنشر ما تسميه بـ "صفقة الجرانولا السرية" بين الأخوين ميليباند، والتي تقول الصحيفة إنهما توصلا إليها خلال لقاء جمعهما في منزل إد مؤخرا وناقشا خلاله سُبل إنقاذ مستقبل الحزب والعلاقات العائلية بعد أن وصلت حدة التنافس بينهما إلى مستوى خطير.
تقول الصحيفة إن إد أدرك خلال إفطار مشترك مع شقيقه ديفيد في منزل الأخير الكائن بمنطقة "بريمروز هيل" بلندن قبل 10 أيام كم أنه قد أصبح أقرب إلى زعامة حزب العمال، وبالتالي كان لا بد من مصارحة أخيه الأكبر بالأمر وبضرورة التوصل إلى اتفاق بينهما.
وعن الصفقة بين الشقيقين، والتي تقول الصحيفة إنها جاءت في وقت وصلت العلاقة بين معسكري الأخوين إلى أسوأ مستوى لها، نقرأ أن إد وديفيد قررا إنقاذ مستقبل الحزب والعلاقات العائلية من خلال التوصل إلى صفقة على غرار تلك التي أبرمها توني بلير وجوردن براون في أحد المطاعم شمالي لندن عام 1994 إثر تفاقم الخلاف بينهما على زعامة الحزب في ذلك الحين.

صراع في بيونجيانج
وبعيدا عن رحلة الأخوين ميليباند على الطريق الوعرة نحو زعامة حزب العمال والحديث عن التحديات الكثيرة التي تنتظر الفائز إد، تأخذنا صحيفة الأوبزرفر في رحلة أخرى للبحث عن مستقبل زعامة في مكان آخر مختلف في سياقه وثقافته وأسلوب تحديد الفائز فيه: البحث عن وريث لزعيم كوريا الشمالية.
فتحت عنوان الفصائل المتنافسة في كوريا الشمالية تتصارع لتأمين السلطة، تنشر الصحيفة تحقيقا لمراسليها في لندن وريسون، بيتر بومونت ومايكل رانك، يرصدان فيه آفاق المعركة المرتقبة للتأثير على قرار الزعيم كيم يونج-إيل باختيار الشخص الذي سيخلفه بزعامة البلاد.
يقول التحقيق إن معالم المعركة ستتكشف ابتداءا من يوم الثلاثاء المقبل حيث تبدأ أعمال المؤتمر الثالث للحزب الحاكم في كوريا الشمالية، والأول له منذ عام 1966.
فالمؤتمر يُتوقع أن يشهد أيضا بداية عملية نقل السلطة من كيم يونج-إيل إلى ابنه كيم يونج_أون البالغ من العمر 27 عاما.
ورغم أن التحقيق ينقل عن مراقبين ودبلوماسيين توقعاتهم بانتقال سلس للسلطة من الأب العليل البالغ من العمر 68 عاما إلى ابنه الشاب البالغ من العمر 27 عاما، إلاَّ أنه يركز أيضا على احتمالات أخرى واردة قد تتضح معالمها لاحقا مع انتقال مقاليد الأمور من "الحرس القديم" إلى "الجيل الجديد" من القادة في كوريا الشمالية.

مفاتيح المكتب البيضاوي


ونبقى مع الأوبزرفر، ولكن من العاصمة الأمريكية واشنطن هذه المرة، إذ نطالع في الصحيفة مقالا تحليليا يتناول شخصية بوب وودورد، الصحفي الأمريكي المخضرم ومفجِّر فضيحة "ووترجيت" خلال سبعينيات القرن المنصرم، وقصة كتابه الجديد "حروب أوباما" الذي يُنشر غدا.
فتحت عنوان "الرجل الذي يحمل بيديه المفتاح إلى المكتب البيضاوي"، نقرأ في المقال، الذي أعده إد فوليامي، عن الصحفي وودورد الذي ساعد بإقصاء الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون عن البيت الأبيض.
يقول فوليامي عن وودورد: "لقد كتب منذئذ عن كل رئيس، وها هو الآن يقف عند حالة أوباما."
ويتساءل الكاتب عن الصحفي موضوع المقال مشككا: "لكن، تُرى هل هو ودود مع ساكني البيت الأبيض؟"
يخبرنا الكاتب كيف يسلِّط كتاب وودورد الضوء في كتابه على الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة في ظل رئاسة أوباما، لاسيما استراتيجيته في أفغانستان، والدور الذي تلعبه في كل ذلك الشخصيات ودوائر صنع القرار المحيطة بالرئيس.
يخصص فوليامي جل مقاله للحديث عن وودورد المؤرخ الذي يحكي قصة الأحداث التي تلد في حجرات البيت الأبيض وممراته وخباياه، وذلك دون أن ينسى طبعا أن يعرِّج على الشخصيات التي تصنع تلك الأحداث أو تؤثر بصنعها.

"هوس كرزاي"
صحيفة الصنداي تايمز هي الأخرى تهتم بكتاب "حروب أوباما" لوودورد، وإن تنتقي منه فقط الجزء الذي يتناول المزاعم التي تتحدث عن معاناة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي من "اكتئاب مرضي".
فتحت عنوان "اكتئاب كرزاي الهوسي يغزي مشاعر القلق لدى الأمريكيين"، تنشر الصحيفة تحقيقا لمراسلتها في واشنطن، كريستينا لامب، تكشف فيه أن مشاعر الارتياب وعدم الثقة آخذة بالازدياد لدى الولايات المتحدة بسبب تلك المزاعم التي تطال صحة الرئيس الأفغاني.
وينقل وودورد في كتابه عن تقارير استخباراتية قولها إن "كرزاي مصاب بهوس الظنون" بأن هنالك ثمة مؤامرة أمريكية-بريطانية لإزاحته عن السلطة.
كما تسلط الصحيفة الضوء على الإشاعات التي تتحدث عن "تورط بعض أفراد أسرة كرزاي والمقربين منه بالفساد وتجارة المخدرات".
كما تشير أيضا إلى مناقشات تجري في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بشأن إقناع كرزاي بالتنحي عن السلطة والذهاب للعيش في فيللا فاخرة في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

مقتل عراقيين


ورغم انشغال صحف الأحد بالشأن الداخلي، لا سيما انتخاب زعيم جديد لحزب العمال، فإننا نطالع فيها أيضا مواضيع أخرى تعالج قضايا عربية وشرق أوسطية مختلفة.
ففي الصنداي تايمز نطالع اليوم تحقيقا لمراسليها، مايكل سميث وستيفين سوبنفورد، يكشفان فيه أن ضابطا رفيعا في الجيش البريطاني طلب من "عسكريين عاملين تحت إمرته أن يكذبوا بشأن مقتل عراقيين".
وفي التفاصيل نقرأ عن اتهام الكولونيل دادلي جايلز بتوجيه أوامر لعسكريين كانوا يعملون تحت قيادته في العراق لكي يكذبوا أمام قضاة المحكمة العليا في بريطانيا، والتي تنظر بمزاعم تتحدث عن قتل جنود بريطانيين 20 عراقيا كانوا جميعهم عزَّلا من السلاح.