TODAY - September 29, 2010
الصحف البرطانية هذا الصباح

صحف بريطانية: ميليباند الأصغر "وردي أم أحمر؟"

يُعد خطاب أمس أول خطاب له كزعيم لحزب العمال البريطاني

لا يزال انتخاب إد ميليباند زعيما لحزب العمال، وبالتالي رئيسا لحكومة الظل (أهم حزب في المعارضة ببريطانيا)، يستحوذ على اهتمام الصحف البريطانية. وكان خطاب "التتويج" الذي ألقاه أمس، موضوع تغطية وتعليق متضاربين لهذه الصحف.

"إصلاحي أكثر من أحمر"
ترى افتتاحية الجارديان أن خطاب زعيم المعارضة البريطانية، كان خطاب زعيم، على الرغم مما شابه من بعض العيوب الطفيفة سواء الأسلوبية منها أوغير ذلك.
فقد تمكن ميليباند خلاله أن يعرف بشخصه ليس فقط لأنصار وأعضاء حزبه، بل لكل أولئك الناخبين الذين "باتوا عديمي الاهتمام لما يقوله حزب العمال، أثناء توليه الحكم".
وتضيف الافتتاحية قائلة: "لقد كان الخطاب الطويل في غاية التوازن. لقد كان لديه أشياء جذرية للإفصاح عنها، من قبيل نقد المنحى النخبوي الذي اتخذه الحزب في الآونة الأخيرة...واعتبار أن حرب العراق كانت غلطة."
وبينما تضمن الخطاب عبارات التقدير لزعماء الحزب السابقين، لا نجد فيه نعيا "لسنوات الميوعة الأيديولوجية."
"كانت النقابات العمالية مؤسسات ضرويرية، قال [ميليباند في خطابه]، ولكن لن يكون المجال مفتوحا أمام إضرابات غير مسؤولة."
وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول: " قد يكون السيد ميليباند خيب آمال أولئك الذين يريدون قطيعة واضحة مع سنوات حزب العمال الجديد، لكنه قد يكون سببا في ارتياح أولئك الذين يخشون ان يكون من الذين يفضلون الخيارات السهلة على الحقائق الصعبة".

"غموض سياسي"
على العكس تقريبا من الجارديان، ترى الإندبندنت أن خطاب ميليباند في مانشستر كان خلوا من أي برنامج سياسي واضح يشي بوضوح عن مؤهلات للزعامة.
صحيح -تقول الصحيفة في إحدى افتتاحياتها- أنه سعى إلى أن يركن سنوات بلير وبراون، في مكان قصي، وإلى انتقاد "العقلية العتيقة" التي قادت العماليين إلى كثير من المزالق، كما حرص على أن يتخلص من العباءة اليسارية التي حاول البعض أن يلبسه إياها، موضحا أنه قد يدعم خطط التقشف الاقتصادية التي ينوي الائتلاف الحاكم أن يطبقها في السنوات المقبلة.
كل هذه الكلمات تكشف عن شخص بلغ سن الرشد السياسي، لكن هذا الوضوح غاب عنه عندما بدأ الخوض في الشؤون السياسية الملموسة من قبيل خفض نسب انبعاث الغازات المضرة بالبيئة، أو مشروعه الذي أطلق عليه اسم "المجتمع الطيب" –في مقابل "المجتمع العظيم" لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون-.


استنكر وزير الخارجية البريطاني السابق موقف نائبة زعيم الحزب

وتتلمس الصحيفة العذر لميليباند على اعتبار أنه لا زال حديث عهد بزعامة الحزب، ولكنها تدعوه في نفس الوقت إلى أن ينكب على صوغ سياساته بدقة وأن يبحث عن "صوته الحقيقي."

خطاب "مخادع"
تتهم ديلي تلجراف إد ميليباند بالمخادعة، وبالتفوه بكلام هدفه استرضاء أعضاء الحزب.
وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها المطولة التي علقت بها على خطاب زعيم العماليين الجديد قائلة: "إنه [ميليباند] لا يمثل قطيعة مع ماضي حزب العمال: لقد ساهم في تشكيل ماضي العماليين".
وتشير الديلي تلجراف بذلك إلى السنوات التي قضاها ميليباند مستشارا لجوردون براون ما بين 1994 و2002 ثم وزيرا في حكومته، لذا يبدو الحديث عن "الجيل الجديد" الذي لمح إليه 40 مرة خلال خطابه، لا يعدو إلا أن يكون تلاعبا بالألفاظ، حسب الصحيفة.

الحرب الخطأ
وتعود الديلي تلجراف إلى إقرار الزعيم العمالي الجديد بأن قرار الحكومة البريطانية غزو العراق كان "غلطة"، ولكن من زاوية شقيقه ومنافسه المنهزم على زعامة الحزب ديفيد مليباند، الذي يعد من كبار أتباع التيار البليري في الحزب، كما يعتبر من بين من آزر رئيس الوزراء البريطاني السابق في الحرب على العراق.
وتروي الصحيفة كيف شوهد ديفيد ميلباند -الذي شغل منصب وزير الخارجية في حكومة براون الأخيرة- ساكنا كالصخر عندما كان الكل يصفق لتصريحات شقيقه الزعيم، وذلك قبل أن يلتفت إلى هارييت هارمان إحدى الشخصيات البارزة في الحزب العمالي، ليحدجها بنظرة ملؤها الاحتقار ثم يقول: "لماذا تصفقين؟ لقد أيدت الغزو". وترد هي قائلة: "أنا كما تعلم لا أصفق إلا لأنني أدعمه [إد ميليباند]".
وتعتقد الصحيفة أن تصريحات الزعيم العمالي الجديد بشأن العراق، قد تكون القشة التي ستقصم العلاقة المتوترة مع شقيقه على الرغم من مظاهر الود التي أبانا عنها أمام مؤتمر الحزب في مانشستر.
وتنقل الصحيفة عن مقربين من ميلباند المنهزم كيف أنه يعاني من مشاعر المرارة والإحباط بسبب الهزيمة التي تكبدها على يد شقيقه، وأنه سيعيد النظر في مصيره داخل قيادة الحزب كما من المتوقع ألا يرشح نفسه لعضوية حكومة الظل "لاعتقاده أن ذلك قد يشوش على شقيقه الزعيم."