TODAY - September 30, 2010
دولة القانون: التيار يتبع فتوى دينية . علاوي: طلبت تدخل الأسد قبل سفره لطهران
الصدر يوضح لأنصاره حقيقة الموقف من مرشح الحكومة: السياسة لا قلب لها

بغداد – العالم
قال زعيم التيار الصدري في عبارات غير مباشرة ان "الضغوط" هي التي جعلته يدعم مرشح التحالف الوطني لمنصب رئيس الوزراء مبينا في جواب على تساؤلات اتباعه ان "السياسة لا قلب لها"، في وقت قالت كتلة رئيس الحكومة نوري المالكي ان رجل الدين الشاب يدعم زعيمها "تطبيقا لفتوى مرجعية دينية".
ورغم ان الساحة السياسية ظلت مشغولة طيلة الايام الماضية بتغيير كبير في موقف التيار الصدري من ترشيح المالكي، الا ان التحالف الشيعي اضطر الى تأجيل اجتماع حاسم امس الاربعاء، للمرة الثالثة على التوالي، بسبب مقاطعة المجلس الاعلى، ما يؤخر تسمية المالكي الى اشعار آخر.
وفي هذه الاثناء ظل زعيم القائمة العراقية يتحدث من دمشق عن محاولاته "تخفيف الضغط الايراني" عبر الوساطة السورية، وقال مكتبه انه تلقى تطمينات من واشنطن بأن "استحقاق القائمة العراقية" لن يجري تجاوزه.
ووجه احد اتباع الصدر سؤالا حول مدى صحة الانباء التي تقول ان التيار الصدري الذي ظل معارضا لرئيس الوزراء، قد غير موقفه مؤخرا تحت ضغوط سياسية. فأجاب الصدر حسب نص الرسالة التي وزعها مكتبه "ان قصدت بالضغوطات السياسية، فهذا لابد منه في العمل السياسي فكل يجر النار الى قرصه.. اضافة الى ما قاله السيد الوالد (السياسة لاقلب لها)" في اشارة الى عبارة لوالده الراحل آية الله محمد الصدر.
وتابع "أعلموا أن السياسة هي أخذ وعطاء.. ومهما كان المرشح قديما أو جديدا فلابد ان تكون خدمتكم ورفع مظلوميتكم قدر الامكان هي هدف الهيئة السياسية وهذا ما وجدتهم ساعين له فقفوا معهم في خندق واحد ومن يقف ضدهم فهو يقف ضد المصالح العامة والعامة التي نتوخاها".
ويقول المجلس الاعلى الذي كان يشارك الصدريين معارضة المالكي طيلة الشهور الماضية بينما ظل وحده يقاطع اجتماعات الاحزاب الشيعية لتسمية رئيس الوزراء، ان الصدريين "يشعرون بالحرج كما انهم كانوا يأملون ان يشترك المجلس الاعلى معهم في حكومة يرأسها المالكي كي يتمكنوا من مواجهته في صناعة القرارات المهمة، لكن انسحاب المجلس المحتمل من شأنه ان يجعلهم يترددون في المضي بدعم المالكي".
لكن عضوا بارزا في كتلة المالكي قال انه واثق من خطوة التيار الصدري وأنها "نهائية".
وذكر قاسم البيضاني، ان المجلس الاعلى "اذا اراد ان يتخلى عن التحالف الوطني فان اطرافه لا تقبل ان تقف مكتوفة الايدي" موضحاً لـ"العالم" "لا يمكن لاطراف التحالف الوطني (الشيعي) ان يقوموا بتقبيل الايادي من اجل ضمان موافقته (المجلس الاعلى) او العدول عن رأيه".
وزاد ان التيار الصدري "لن يكون له موقف متردد، خاصة وان لديه مرجعية واحدة يدين لها بالولاء والتي افتت بالعمل مع رئيس الوزراء السابق والحالي" في اشارة الى فتوى اية الله كاظم الحائري المقيم في مدينة قم الايرانية.
وعن تلميح الصدر خلال بيانه بأنه تعرض لضغوط سياسية من اجل القبول بالمالكي، قال البيضاني "اشكك في هذا القول، لان زعيم التيار الصدري لن يرضخ تحت اي ضغط خاصة وانه من الشخصيات القوية التي لا تتاثر، وان اغلب قراراته نابعة من المرجعية وقاعدته الجماهيرية".
من جهتها ظلت القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الحكومة السابق اياد علاوي بإعلان تغيير في موقف الصدر وألمح شاكر كتاب، العضو فيها، الى ان تيار الصدر "لم يقرر بشكل قاطع ورسمي ترشيح المالكي لمنصب رئاسة الحكومة".
ويؤكد في تصريح لـ"العالم" ان التصريحات "المتضاربة لاعضاء التيار تؤكد عدم وجود تاييد واضح او رسمي تجاه زعيم ائتلاف دولة القانون".
وحول ما يتردد بان تحالفاً سيظهر بين العراقية والمجلس الاعلى قال كتاب "ان العلاقة بين العراقية والمجلس الاعلى لم تنتقل الى مرحلة اعلى، بل انحصرت على المستوى الشخصي من خلال اللقاءات التي تجري بين قادة الطرفين والاتفاق على عدم ترشيح المالكي لولاية ثانية".
وتابع ان المجلس الاعلى "لايزال مصراً على ان عبد المهدي (نائب رئيس الجمهورية والقيادي في المجلس الاعلى الاسلامي) مرشحهم عن التحالف الوطني لرئاسة الحكومة، ويطالبون بالمقابل من العراقية التعاون وفقاً لهذا الاساس".
وقال ان العراقية "موافقة على مقترح الائتلاف الوطني والقاضي بتقليل صلاحيات منصب رئاسة الوزراء مقابل توسيع الصلاحيات للمناصب الاخرى الامر الذي يمكن معه التفاوض بشأن فكرة ترشيح عبد المهدي لمنصب رئاسة الحكومة".
لكنه عاد واضاف "ان الاخوة في الائتلاف الوطني لم يحسموا امرهم الى الان، كذلك لم يقدموا مشروعا متكاملا يمكن التفاوض حوله".
وبشأن الموقف الاميركي قال كتاب "ظهرت مؤخراً بعض التسريبات غير السليمة والتي تشير الى ان اميركا غيرت رأيها بشأن دعم العراقية، وهذا خلاف الواقع حيث لازالت اميركا تطمح الى ان يكون هناك تحالف بين العراقية ودولة القانون باعتباره الصيغة الفضلى لديها".
الى ذلك طالب علاوي امس الاربعاء، في دمشق القوى الدولية والاقليمية بعدم التدخل في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة مناشدا سوريا المساعدة في خلق هذا المفهوم والتوسط لدى ايران في ذلك.
من جهته اكد الرئيس السوري بشار الاسد الذي استقبل علاوي دعم سوريا "لاي اتفاق يخرج العراقيين من الازمة الحالية".
واكد علاوي اثر لقائه الرئيس "لقد طلبنا من المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة بالاضافة الى الدول الاقليمية ان يقفوا على مسافة واحدة من الاطراف العراقية السياسية".
واكد علاوي وجود "ادلة كبيرة" على التدخلات الاقليمية والدولية في الشأن العراقي الداخلي مشيرا الى انه "من القوى الاقليمية التي تدخلت وتتدخل في شؤون العراق ايران".
وتابع علاوي "لقد طلبنا من قادة العرب والدول الاجنبية التي لها علاقة طيبة مع ايران ان يطلبوا من ايران عدم التدخل في الشأن العراقي وهذا ما ناقشناه مع الرئيس السوري".
واضاف علاوي "ان احد اسباب زيارتنا هي لتناول وجهات النظر وتبيان الوضع العراقي قبيل سفر الاسد الى ايران".