TODAY - October 03, 2010
المالكي يتعهد بإجراء «مراجعة نقدية» لأداء حكومته وقال إنه يمد «يد الحوار» للجميع
الكردستاني والإصلاح ليسا واثقين من إمكانية تشكيل الحكومة قبل نهاية العام الجاري



نوري المالكي

بغداد – ملاك الزيدي
قال قياديان يمثلان كتلتي التحالف الوطني وائتلاف الكتل الكردستانية ان الاطراف السياسية غير واثقة من تشكيل الحكومة قبل نهاية العام الجاري، بسبب تعقيدات المشهد السياسي العراقي، على الرغم من تفاؤلهما بالتوصل الى اتفاق ترشيح رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثانية.
يأتي هذا في اعقاب اعلان المالكي عزمه اجراء تقويم لاداء حكومته خلال السنوات الماضية، متعهدا باجراء اصلاحات شاملة، وذلك في خطاب ألقاه بعد ساعات من اعلان التحالف الوطني توصله الى قرار بشأن مرشحه لرئاسة الحكومة مساء الجمعة.
وقال القيادي في التحالف الكردستاني، عضو الوفد الكردي المفاوض في بغداد، سامي شورش ان "تحديد مواعيد لتشكيل الحكومة في ظل وضع سياسي معقد كالذي يشهده العراق امر صعب، لا سيما وأننا حددنا سابقا العديد من المواعيد والمهل لعشرات القضايا من دون الوصول الى نتائج".
وذكر شورش في مقابلة مع "العالم" أمس السبت، ان "الحل لا يزال معقدا"، على الرغم من توصل التحالف الوطني الى اتفاق بشأن مرشحه لرئاسة الحكومة المقبلة. واضاف ان "ائتلاف الكتل الكردستانية لم يقدم ورقته التفاوضية الى مرشح التحالف الوطني السيد المالكي حتى الآن ولا يزال الكرد يقفون على مسافة واحدة من جميع الكتل وسوف نتحالف مع الذي يحترم الدستور ويعمل من اجل التوافق الوطني ويتقبل النقاط التي وردت في ورقتنا التفاوضية".
وتوقع شورش تصاعد اعمال العنف "طالما هناك ازمة سياسية قائمة في العراق". وقال ان "هذه هي فرصة العنف، ومتى ما استطعنا جميعا تشكيل حكومة تلقى دعما عربيا واقليميا وعالميا عند ذاك سينخفض مؤشر العنف".من جهته، قال القيادي في التحالف الوطني، عن تيار الاصلاح فالح الفياض ان "الحوار بين الكتل السياسية بعد ان قدم التحالف الوطني مرشحه سيحدد سرعة تشكيل الحكومة". واضاف الفياض في تصريح لـ "العالم" أمس السبت انه "متى ما دخلنا في الاستحقاق الانتخابي واختار البرلمان رئيسا للجمهورية ورئيسا للوزراء ستكون امامه فترة شهر لانجاز هذا الاستحقاق". لكنه استدرك قائلا ان "المشكلة تكمن في طول الفترة الى ان تنعقد الجلسة ومعالم هذا التوقيت غير واضحة حتى الآن".
واشار القيادي في التيار الذي يقوده رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري الى ان "جميع الكتل السياسية مسؤولة وحريصة على البلاد لكن قوى الارهاب ستستغل اجواء الاضطراب السياسي". وزاد "لكن لا اعتقد انه ستحصل عمليات تقوض العملية السياسية او تخل بالامن لأن اجهزتنا الامنية اصبحت الآن اكثر قدرة على الحفاظ على الامن، فضلا عن ان الكتل السياسية جميعها حريصة على ان يستتب الوضع الامني".
لكنه اشار الى ان "الاضطراب السياسي يرفع معنويات الارهابيين ويدفعهم للقيام بعمليات مسلحة".وبشأن تصريحات قادة في القائمة العراقية عن ان ترشيح المالكي سيكون بداية أزمة جديدة قال الفياض ان "هذا الحديث هو مسألة فهم، ونحن نقول ان ما حصل سيسهل تشكيل الحكومة لكنهم يحاولون الضغط ليس اكثر".
وكان التحالف الوطني، اعلن أمس الاول الجمعة انه رشح المالكي لولاية ثانية، وذلك بعد اجتماع غاب عنه المجلس الاسلامي الاعلى وحزب الفضيلة.
وعقب اعلان ترشحه، دعا المالكي في خطاب متلفز، جميع الكتل الفائزة إلى تجاوز الخلافات الجانبية والابتعاد عن المساجلات السياسية والبدء بحوارات جادة ومسؤولة للإسراع في تشكيل الحكومة، مشيرا الى انه "يمد يد الحوار" لجميع الكتل السياسية للإسراع بذلك، متعهدا في الوقت نفسه بإجراء ما وصفها بالمراجعة النقدية للمرحلة السابقة وتقويم ما هو سلبي وتطوير ما هو إيجابي. وقال المالكي "أتقدم بالشكر والثناء لجميع مكونات وقيادات التحالف الوطني العراقي على منحهم الثقة لي لتشكيل حكومة الشراكة الوطنية، ونعاهدهم وجميع أبناء الشعب العراقي العزيز بأننا سنكون بعون الله تعالى عند حسن ظنهم في تحمل المسؤولية التي نعتقد جازمين أنها ستكون كبيرة وثقيلة وهي في خدمة جميع العراقيين، ملتزمين بثوابت التحالف الوطني التي تتكامل مع الثوابت الوطنية للكتل السياسية وفي إطار برنامج حكومي شامل".
وأضاف "اننا واثقون بهمة وتكاتف العراقيين الشرفاء والمخلصين بأننا سنتمكن إنشاء الله في تجاوز التحديات والصعوبات والمشاكل واستكمال بناء دولة المؤسسات في عراق حر ديمقراطي تعددي اتحادي يحتكم إلى القانون والدستور، وإجراء مراجعة نقدية للمرحلة السابقة وتقويم ما هو سلبي وتطوير ما هو إيجابي لخدمة الصالح العام".
العالم