TODAY - October 05, 2010
الشابندر يقول ان بايدن لم يبلغ المالكي بانزعاج واشنطن من التقارب مع الصدر
المطلك: كل شيء جامد انتظارا لموقف اميركا.. وطهران تحرج اوباما بانتخابات الكونغرس

رجل امن عراقي وجندي اميركي يخوضان اشتباكا بالايدي خلال تدريب على المهارات القتالية بدون اسلحة في معسكر ببغداد امس (رويترز)

بغداد – اميمة يونس
قال صالح المطلك زعيم جبهة الحوار الوطني والقيادي البارز في القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الحكومة السابق اياد علاوي، ان ايران تحاول عبر ملف تشكيل الحكومة العراقية، احراج الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يواجه تحدي انتخابات الكونغرس القريبة، بهدف "تمرير صيغة طهران" حتى لو لم تكن مناسبة لمبدأ الشراكة الذي تصر عليه واشنطن.
لكن حليفا لرئيس الوزراء نوري المالكي قال ان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ابلغه هاتفيا بأن اميركا تدعم التحركات الحالية في هذا الاطار.
وكانت الولايات المتحدة تحاول طيلة الشهور الماضية دفع ملف تشكيل الحكومة العراقية المتلكئ عبر تشجيع تحالف يضم الشيعة الى جانب القائمة العراقية (91) مقعدا، لكن التحالف الذي يقوده علاوي يمتنع عن دعم وزارة يتزعمها المالكي ويتهم ايران بأنها ضغطت على التيار الصدري في محاولة لتمرير صيغتها، التي تريد "تهميش العراقية".
وبعد تغير مفاجئ في موقف التيار الصدري، اختار التحالف الشيعي المالكي لرئاسة الحكومة المقبلة، لكن انسحاب المجلس الاعلى وحزب الفضيلة واعضاء مستقلين من الكتلة الشيعية، شجع قائمة علاوي على رفض الخضوع للتطور الجديد.
وفي مقابلة مع "العالم" عبر الهاتف، قال المطلك ان الامور "جامدة لدى كل الاطراف انتظارا لسماع رأي اميركا" التي تبدي حرصا على ظهور صيغة توافق عليها القائمة العراقية، كما يقال. لكنه يعتقد أن ايران تدرك ان ادارة اوباما يهمها الاسراع بتشكيل حكومة العراق، كي لا يحرج الحزب الديمقراطي امام خصومه الجمهوريين في انتخابات الكونغرس المقررة في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ولا تكون هناك علامة على فشل اميركي آخر في العراق.
ويقول المطلك ان ايران "تريد من خلال اجبارنا على التعامل مع المالكي، ان تضغط على اميركا بتشكيل حكومة وفقاً للهوى الايراني، وتقدم هدية للاميركان قبيل الانتخابات الاميركية التشريعية"، مضيفاً "بالنسبة للادارة الاميركية فتريد هي الاخرى تشكيل حكومة قبل اجراء الانتخابات لكي تكافأ من خلال ناخبيها على هذا الانجاز" بحسب رأيه.
وبعد نحو 5 أيام على اعلان ترشيح المالكي، لم تتحقق خطوة عملية لاطلاق المحادثات الداخلية. وذكر المطلك ان حالة الجمود التي تنتاب العملية السياسية "نابعة من ترقب الاطراف السياسية للدور الاميركي المقبل".
ويؤكد المطلك ان ترشيح التحالف الوطني للمالكي "خلق ازمة جديدة في البلاد تضاف الى الازمات السابقة وتعقد الوضع المعقد بالاساس".
ويرى المطلك ان ايران "لن تتخلى بسهولة عن اخضاع حكومة العراق لمقاييسها، وإلا فإنها ستضع بغداد في ازمة جديدة، تضاف الى العقبات السابقة ابتداءً من الاقصاء السياسي الذي جرى للمرشحين خلال الانتخابات واعادة العد والفرز فضلاً عن تفسير المحكمة الاتحادية (للكتلة الاكبر)، ثم ترشيح المالكي".
وتابع "ان الجمود الحاصل الان يعكس حالة ترقب الاطراف السياسية لموقف اميركا المقبل، فهل سيتطابق مع التصور الايراني لتشكيل الحكومة، وخلافه فان ايران ستحاول ان تطيل امد المحادثات الى اجل غير محسوم، في محاولة لاجراح اميركا من جهة والكتل السياسية في العراق خاصة تلك التي تعارضها لها فضلاً عن سعيها الى ارباك الوضع الداخلي سواءً الامني منه او الاقتصادي".
ويرى المطلك ان الاميركان "كانوا داعمين للمالكي قبل تقاربه مع التيار الصدري، واعتقد ان تطوراً ما سيحصل على الموقف الاميركي حيال المستجدات الاخيرة، سيما وانهم لا يريدون ان يتولى الصدريون مواقع حساسة في الحكومة المقبلة" بحسب قوله.
ويقول المطلك ان تقارب المالكي والتيار الصدري "بمثابة مغامرة كبيرة تهدد حظوظه بتشكيل اي حكومة لاحقة، فقد ذهب باتفاق ثنائي تغيبت عنه كتل في التحالف الوطني مثل المجلس الاعلى وحزب الفضيلة، فضلاً عن دخوله في اتفاقات مغرية مع دولة محيطة عارضاً عليها صفقات ذخمة الامر الذي سيحرجه اذا ما عرف الشعب حجم هذه الصفقات".
وزاد ان العراقية "تطمح لتشكيل الاغلبية خاصة وان حواراتها قائمة مع المجلس الاعلى وحزب الفضيلة واطراف اخرى ستنضوي معها، فضلاً عن التحالف الكردستاني".
لكن عزة الشابندر القيادي البارز في كتلة المالكي نفى ان تكون المسارات جامدة، وقال ان اميركا لم تبلغ ائتلاف دولة القانون بعدم ارتياحها للخطوات الاخيرة او التقارب مع الصدر.
وقال الشابندر لـ"العالم" ان كتلته منهمكة في الخطوة التالية بعد ترشيح المالكي "فهي تتجه لتشكيل لجان للحوار مع القوى السياسية في البلاد.
وتابع "ان الحراك مستمر وخلال اليومين المقبلين سننتهي من تشكيل اللجان الحوارية التي نسعى من خلالها الى مفاتحة جميع الاطراف السياسية بالانضمام الى الحكومة المقبلة" مضيفاً "اما الجبهة الاخرى (اشارة الى العراقية) فانها هي الاخرى تتحرك وتحاول ان تاتلف في جبهة تمتلك معها نفس الموقف" بحسب تعبيره.
وحول ما يتردد بشأن "غموض" الموقف الاميركي "او تراجع" دعم واشنطن للمالكي بعد تحالفه مع التيار الصدري، قال الشابندر "على العكس فالموقف الاميركي كان مؤيداً لهذا الخطوة وقد رحبوا بتقارب المالكي والتيار الصدري وكان ذلك من خلال مكالمة هاتفية تلقاها زعيم ائتلاف دولة القانون من نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الاحد الماضي، والذي كرر دعم بلاده للمالكي في خطوته الاخيرة".
وبشأن ما تردد من ان دولة القانون تحاول مفاتحة بعض اطراف العراقية بهدف تفتيتها، اكد الشابندر ان كتلته ستحاول كسب دعم العراقية، لكن اذا اصرت الاخيرة على موقفها "فسنضطر للتعامل معها وفقاً لطريقة اخرى، اي لا بوصفها كتلة سياسية مهمة تضم 91 نائباً، بل بأخذ الجانب الجغرافي بعين الاعتبار، على اساس انها تغطي مكونا معينا (في اشارة الى السنة) وعليه لا يجوز حرمان هذا المكون من المشاركة في الحكومة المقبلة".
وأضاف "لا يستطيعون التفرد بهذا المكون، حيث سنمد ايدينا لكل من يبدي استعداده للتعاون مع الاخرين".
ويبدو الشابندر واثقا من ان خيار المقاطعة سيغضب بعض اطراف قائمة علاوي. ويقول "اذا اعلنت العراقية عن موقفها الصريح بالمقاطعة فسوف لن يحظى ذلك بترحيب بعض اطرافها التي لن تقبل بالقرار السلبي".
alalem