TODAY - October 07, 2010
أكد أنّ رفض ترشيح المالكي ليس مناورة سياسيّة
الحكيم: حق الشيعة في السلطة لا يُحفظ إلا بحقوق السنة


أسامة مهدي من لندن
الحكيم يتحدث عن تداعيات الأزمة الحكوميّةأكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم عدم المشاركة في أي حكومة لاتتمثل فيها جميع الكتل الفائزة في الانتخابات ولا تتوفر فيها فرص النجاح ورفض الانتقادات التي توجه إلى المجلس لإجرائه حوارات مع الكتلة العراقيّة بزعامة آياد علاوي وقال إن ذلك ليس تفريطا بحق الشيعة في الحكم لان هذا الحق لن يحفظ الا بحقوق السنة وأوضح ان رفض ترشيح المالكي ليس مناورة سياسية.. في وقت بحث مرشح المجلس الاعلى لتشكيل الحكومة عادل عبد المهدي مع الوفد الكردي المفاوض بينما ناقش علاوي مع حزب الفضيلة امكانية تشكيل تحالف يضمهما والمجلس الاعلى.
قال المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم إن المجلس الأعلى يحترم اي مشروع بامكانه ان يحصل على غالبية الاصوات في مجلس النواب وانه سيحترم ويتعامل مع اي حكومة تفرزها السياقات الدستورية بقطع النظرعن قناعته او مشاركته فيها. وأشار الى ان مشاركة المجلس في الحكومة المقبلة مرتبطة بفرص نجاح المشروع الحكومي وهو يعتقد اليوم بانه لا نجاح الا بشراكة وطنية وانسجام بين الاطراف التي تشكلها.

عدم الموافقة على ترشيح المالكي ليس مناورة سياسية
وأشار الحكيم خلال كلمة سياسية القاها في الملتقى الثقافي للمجلس الاعلى في بغداد بحضور جمع من الشخصيات السياسية والثقافية والدينية والاكاديمية من مختلف مناطق العاصمة الى ان غياب المجلس الاعلى عن جلسة التحالف الوطني التي رشح فيها المالكي لولاية ثانية لم يكن مناورة سياسية من اجل الوصول الى المزيد من المكاسب السياسية والامتيازات او انها تعبر عن عقد نفسية ومشاكل بين المجلس الاعلى والمالكي او عناداً سياسياً وقرارا غير سليم كما تصور البعض.
وأوضح ان موقف المجلس الاعلى من الحكومة المقبلة يتلخص في انه سيحترم أي مشروع قادر على ان يحقق الغالبية المطلقة في مجلس النواب ويحظى بثقة 163 نائباً من مجلس النواب " سواءاً اعتقدنا بأن هذا المشروع يخدم مصالح العراق اولاً يخدم، يحقق النجاح في الحكومة المقبلة او لايحقق" وسيتعامل مع أي حكومة تنتجها السياقات الدستورية التي تمنحها ثقة الغالبية المطلقة لأعضاء مجلس النواب.
وشدد بالقول "أننا لانفرض آراءنا على الاخرين ولا نفرض قناعاتنا على الشعب العراقي اوعلى القوى السياسية العراقية ونتمنى ان تشكل الحكومة بأسرع وقت ممكن وسوف لن نقف موقف المعارضة والتعنت وإجهاض أي مشروع قادر على ان يمضي على هذا الطريق ولن نعرقل أي مشروع قادر على تشكيل حكومة".
وأوضح "ان مشاركتنا في أي حكومة مرتبطة بفرص نجاحها.. ونحن نعتقد انه لا فرصة للنجاح الا بشراكة حقيقية وانسجام بين الاطراف السياسية التي تشترك في هذه الحكومة لان المشاركة التي تاتي بدون قناعات ومن خلال فرض الامر الواقع يمكن ان تولد تقاطعات قد تكون أخطر من التقاطعات التي نراها اليوم وتخاطر بمصالح الناس وبأستقلال مؤسسات الدولة من اجل فرض هذه القناعة او تلك وتخاطر بشل المؤسسة الحكومية وهذه كلها مخاطر كبيرة".
وقال "اذا كان الناس يعتبون اليوم لتعطل تشكيل الحكومة فأنهم سيعتبون بشدة أكبر حينما تشكل وتكون القوى المشاركة فيها متقاطعة فيما بينها وحينما ننشغل بصراعات داخل مؤسسات الدولة عن هموم الناس ومعالجة قضاياهم فسيكون مستوى العتب أكبر ومستوى الاحباط أشد فعلينا ان نشكل الحكومة بسرعة بالطريقة التي تحقق فرص النجاح".

لا مشاركة بحكومة لاتملك فرص النجاح ولا تضم كل الكتل الفائزة
وأكد الحكيم ان المجلس الاعلى لن يشارك في حكومة ليس فيها أفق للنجاح وقال "ان غيابنا عن حكومة لا تتوفر فيها فرص النجاح ولا تتحقق فيها الشراكة الحقيقية ولا يتوفر فيها الانسجام بين الاطراف السياسية انما هو نابع من احترامنا لصدقيتنا وحرصنا على ان نكون صادقين مع انفسنا وضمائرنا وجمهورنا وابناء شعبنا". وشدد بالقول " اننا لسنا طلاب سلطة ومواقع وكراسي ولو كنا نطلب هذه الامور فقد كانت الفرص متاحة امامنا ولكن ان لم نجد الفرصة الحقيقية للنجاح فاننا نفضل ان لا نشارك في حكومة من هذا النوع".
وقال ان "ما يهمنا اليوم هو ان نلتزم بالمعايير الصحيحة وبالسياقات التي تساعدنا في الوصول الى حكومة شراكة حقيقية تؤمن بالدستور وتوحد البلاد وتحافظ على لحمة العراقيين وتحقق الاعمار والازدهار لهذا للشعب العراقي".
لكنه أشار الى ان المجلس الاعلى لن يكون سلبيا "وسنعمل بمسؤولياتنا ونتصدى بكل ما أوتينا من قوة في الاوضاع القادمة في البلاد شاركنا في الحكومة او لم نشارك.. وسنبذل كل جهدنا ونتحمل كل مسؤولياتنا امام ابناء شعبنا في المطالبة بحقوقهم والدفاع عن قضاياهم، في تحمل المسؤولية تجاه أدوراهم في الادوار التشريعية والرقابية في مجلس النواب وأي خطوة تعتدي على المواطنين او تظلمهم او تتجاوز حقوقهم سنقف ونرفع اصواتنا ونكشف هذه الحقائق امام الناس وندافع عنها وهذا واجبنا وهذه مسؤولياتنا وسوف لن نتخلى عن ذلك".
وأضاف الحكيم ان المجلس الاعلى لن ينسحب من التحالف الوطني "الشيعي" وهو لايزال جزءا منه وماتزما به "بالرغم من التحفظات التي سجلناها منذ الخطوة الاولى". وقال ان تماسك الكتل السياسية يمثل عنصراً مهماً في تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد ،محذرا من محاولات العبث بالقوائم الكبيرة وتفكيكها او تمزيقها وإيجاد الخلاف فيما بينها لتحويلها الى قوى صغيرة موضحا ان مثل هذه الخطوات تربك الاستقرار السياسي الى حد بعيد.

رفض التخندقات والمحاور
وأشار الحكيم الى رفض الانجرار الى التخندقات السياسية والجهوية وخلق محاور تسهم في خلق فجوات بين الاطراف السياسية العراقية وقال "اننا لن نتردد في الدفاع عن أي طرف من الاطراف السياسية المشاركة في العملية السياسية ونبني العلاقة الرصينة مع الجميع ونتمنى ان نتحول جميعاً الى فريق عمل واحد منسجم يضع يداً بيد لخدمة هؤلاء المواطنين ولمعالجة التحديات الامنية والخدمية لأبناء شعبنا وتطوير علاقات العراق مع محيطه العربي والاسلامي والدولي". وأضاف انه على هذه الخلفية "نعتقد ان حكومة شراكة حقيقية تضم القوائم الاربعة الكبيرة والقوائم الفائزة الاخرى هي المدخل الصحيح للوصول الى فريق العمل الواحد المنسجم وهي المدخل الصحيح لتحقيق النجاح المرجو والمطلوب للحكومة المقبلة".
وأوضح ان البعض قد يسيء فهم رؤية المجلس هذه ويتهم المجلس بأنه يضيع الحق الشيعي حينما يتحاور مع العراقية ومع الكردستاني ومع الاطراف الاخرى.. لكنه أكد بالقول" ان حق الشيعة لا يحفظ الا بحقوق السنة وحقوق العرب لا تحفظ الا بحقوق الكرد والتركمان والشبك وغيرهم من الاقليات الاخرى في العراق وحقوق المسلمين لا يمكن ان تحفظ الا بحفظ حقوق المسيحيين والصابئة والايزيديين وسائر الاديان الاخرى لان حقوق العراقيين وحدة كاملة غير قابلة للتجزئة ولا يمكن ان تجزأ ولايمكن ان نصل الى حق أي طرف من الاطراف بمعزل عن حقوق الاخرين واذا أردنا ان نحق الحقوق لأي طرف من الاطراف فعلينا ان نفكر بحقوق المجموع لأنها الطريقة الوحيدة التي تضمن مصالح وحقوق الجميع".
وأشار الى اهمية التواصل مع دول الجوار في المنطقة وقال"اننا نعتقد ان ذلك من القضايا الاساسية، وعلينا ان لا نفرط بها اونقلل من قيمتها وعلينا ان نحافظ على علاقة قوية ورصينة مع محيطنا العربي والاسلامي والمجتمع الدولي عموماً واننا نمارس هذا الدور بشكل واضح وتحت الاضواء وكلما سافرنا الى بلد والتقينا بزعيم أخبرنا ابناء شعبنا بهذه الزيارة وما دار فيها، ونتمنى لكل القوى السياسية الكريمة الاخرى ان تمارس هذا الدور وان تقوم بنفس الطريقة بشكل واضح وتحت الاضواء لنعزز قناعة ابناء شعبنا بان العراق جزء من منضومة أقليمية ودولية وان مثل هذه الاتصالات مفيدة مالم تؤثر على استقلال القرار العراقي وعلى السيادة الوطنية العراقية ومالم تتحول الى عنصر تدخل في الشأن الداخلي العراقي".
وأشار الى ان العراق يجب ان ينفتح ويتواصل مع الاخرين ولكن ضمن مقاييس المصلحة الوطنية العراقية والقرار العراقي يجب ان يبقى عراقياً يصدر من العراقيين وعلى الاراضي العراقية وبمقاسات المصلحة الوطنية العراقية وفي ظروف بعيدة عن تأثيرات لاتخدم المصلحة الوطنية العراقية ".

عبد المهدي وعلاوي.. مباحثات مع الاكراد والفضيلة
بحث نائب الرئيس العراقي القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي ةمرشحه لتشكيل الحكومة عادل عبد المهدي مع نائب رئيس الوزراء رئيس وفد ائتلاف الكتل الكردستانية المفاوض روز نوري شاويس ورقة العمل التفاوضية التي تعدها الائتلاف اتشكيل الحكومة.
وجرى خلال الاجتماع التباحث في آلية الاسراع بتشكيل الحكومة العراقية ومناقشة المقترحات التي اعدها ائتلاف الكتل الكردستانية ومبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني "والتي من شأنها المساهمة في كسر الجمود السياسي والوصول الى حل وطني مشترك لازمة تشكيل الحكومة " كما قال بيان صحافي في ختام الاجتماع.
وأشار شاويس الى ان الكتل الكردستانية والمجلس الاسلامي العراقي "رفيقي درب نضال طويل وشركاء في العملية السياسية وان ائتلاف الكتل الكوردستانية يؤمن بضرورة العمل المشترك لبناء حكومة شراكة حقيقية يشترك فيها ممثلو كل اطياف الشعب العراقي دون اقصاء او تهميش". وأكد بان ائتلافه طرح ورقة مقترحات كبادرة لمشروع وطني عراقي سيسهم في حل المشكلة وعدم اضاعة المزيد من الوقت الثمين.
ومن جهته أشار عبد المهدي الى انه بحث مع شاويس الحراك السياسي الحالي "وامكانية توحيد الجهود من اجل الوصول الى شاطئ الامان وازالة العقبات وايجاد الحلول لازمة تشكيل الحكومة". وقال ان اعضاء وفد الكتل الكردستانية والمجلس الاعلى سيلتقيان خلال اليومين القادمين من اجل المزيد من التشاور والتحاور والتباحث في سبل العمل المشترك.
وعلى الصعيد نفسه عقد زعيم القائمة العراقية اياد علاوي اليوم اجتماعا مع الامين العام لحزب الفضيلة هاشم الهاشمي. وتم خلال الاجتماع بحث امكانية تشكيل تحالف يضم العراقية والمجلس الاعلى والفضيلة وكتل اخرى. واستعرض علاوي الموقف العربي من تشكيل الحكومة والمطالبات بتشكيل حكومة شراكة وطنية. وكان حزب الفضيلة قد قاطع اجتماع التحالف الوطني الذي اعلن فيه ترشيح المالكي الجمعة الماضي وتحفظ على طريقة الترشيح.
وكان قياديون في العراقية بحثوا الليلة الماضية مع مساعدي وزيري الخارجية الاميركي والمصري كلا على انفراد جهود تشكيل الحكومة. وتم خلال اجتماع علاوي مع وليم بيرنز وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية عملية تشكيل الحكومة وتداعياتها الاخيرة.
وأكد علاوي الذي كان رفقة عدد من قيادات العراقية اهمية تشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية وعدم تجاهل الحق الدستوري والقانوني للقائمة التي حصلت على ثقة الشعب العراقي مشيرين الى التدخلات الايرانية بمهمة تشكيل الحكومة وخطورة هذه التدخلات على مستقبل العملية السياسية.
ومن جهته بحث القيادي في العراقية اسامة النجيفي مع وكيل وزارة الخارجية المصري محمد قاسم والسفير المصري في بغداد شريف شاهين تعقيدات مهمة تشكيل الحكومة. ونقل قاسم خلال الاجتماع قلق الحكومة المصرية من تأخر تشكيل الحكومة العراقية.
ايلاف