TODAY - October 11, 2010
دولة القانون والعراقية يستأنفان مفاوضاتهما بعد شهري توقف
المالكي للكونغرس: نواجه صعوبات في تشكيل حكومة شراكة

أسامة مهدي من لندن
في الوقت الذي تقترب فيه مفاوضات تجريها القائمة العراقية مع المجلس الأعلى الإسلامي وقوى أخرى من إعلان تحالف سياسي جديد يضم 132 نائبا، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال لقاء مع وفد من الكونغرس الأميركي أن مساعي تشكيل حكومة شراكة وطنية تواجه صعوبات عديدة.

أبلغ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وفدًا للكونغرس الأميركي أن مساعي تشكيل حكومة شراكة وطنية تواجه صعوبات، وقال إن العراقيين مهما إختلفوا لابد أن يتفقوا على أن يكونوا شركاء في العراق. فيما تقترب مفاوضات تجريها القائمة العراقية مع المجلس الأعلى الإسلامي وقوى أخرى من إعلان تحالف سياسي جديد يضم 132 نائبًا، بينما تستأنف قائمتا علاوي والمالكي حواراتهما الأسبوع المقبل بعد توقف استمر شهرين. في وقت أجرى الحكيم في أنقرة مباحثات مع أردوغان، ويلتقي مبارك في القاهرة غدًا.

صعوبات الشراكة الوطنية
أضاف المالكي خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع وفد من الكونغرس الأميركي بحضور السفير الأميركي في بغداد جيمس جيفري أنه تم "قطع مشوار جيد على طريق تشكيل الحكومة، وهو أمر مهم ليس للعراق وحده، إنما لعموم المنطقة، والمطلوب اليوم هو تشكيل حكومة شراكة وطنية، تضم كل المكونات، ونأمل أن ننتهي من ذلك قريبًا، والذهاب إلى مجلس النواب". وأشار إلى "أن العراقيين مهما إختلفوا لابد أن يتفقوا ويجب أن يكونوا شركاء، والعراق اليوم أصبح يتمتع بالديمقراطية خلافًا لما كان عليه في زمن النظام المباد الذي كان يحكم الناس بالقوة، ولكن البعض يريد إستغلال الديمقراطية لأغراض سيئة، لذا نرى أن من واجبنا التوعية والتثقيف والتنبيه إلى ذلك".
وأكد المالكي أن التوجهات الحالية تشدد على ضرورة أن تكون الحكومة شاملة لكل الأطراف "لأننا نريد حكومة شراكة وطنية وهذا الأمر فيه صعوبات، لكن المهم أن تتشكل الحكومة على أسس صحيحة أفضل من أن يتم ذلك بسرعة". وقال "أعتقد نحن الآن في نهاية المشوار، وستكون لدينا حكومة قوية، وحكومة الشراكة ستنعكس على البرلمان بشكل إيجابي، لأن البرلمان السابق لم يكن موفقا في إنجاز أعماله بشكل كامل، والمكونات التي ستشترك في الحكومة هي نفسها التي ستكون في البرلمان، وسوف تدعمها"، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه تسلمته "إيلاف". وجدد المالكي الدعوة للشركات الأميركية إلى المساهمة في عملية البناء والإعمار والإستثمار وتقديم الدعم والخبرة للمعامل والمصانع المحلية.
من جهتهم أكد أعضاء وفد الكونغرس دعم الولايات المتحدة لجهود تشكيل حكومة شراكة وطنية تضم جميع الأطراف، والوقوف إلى جانب العراق في الحفاظ على أمنه وإستقراره وتطوير إقتصاده، وأن تساهم الشركات الأميركية في عملية البناء والإعمار والإستثمار مساهمة كبيرة.
ومازالت الكتل السياسية العراقية عاجزة بعد سبعة أشهر على إجراء الانتخابات التشريعية من الاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة بسبب تمسك الفائزة منها بمنصب رئاسة الحكومة.
وأعلن التحالف الوطني الذي يضم الائتلافين الوطني ودولة القانون في الأول من الشهر الحالي عن ترشيح زعيم دولة القانون نوري المالكي لرئاسة الحكومة الجديدة بتأييد من التيار الصدري وغياب كتلتي المجلس الأعلى الإسلامي وحزب الفضيلة. وقد أثارت مشاركة الصدريين في ترشيح المالكي غضب الأميركيين، حيث أشار السفير الأميركي جيفري إلى معارضة تسلمهم لوزارات أمنية، وقال إن التيار الصدري مازال يمثل مليشيا مسلحة.

قرب التحالف بين العراقية والمجلس الأعلى واستئناف حوار كتلتي المالكي وعلاوي
من جهته أكد نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي أنه سيقف ضد أي محاولة لعزل ائتلاف دولة القانون أو القائمة العراقية عن المشاركة في الحكومة المقبلة، وقال إن الإعلان عن تحالف جديد بين العراقية والمجلس الأعلى متروك للطرفين إذا ما اتفقا.
وشدد في تصريحات على هامش ندورة حوارية عن الواقع التعليمي في البلاد عقدت في مقر مجلس النواب اليوم بالقول "سنقف ضد أي محاولة لعزل ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي والقائمة العراقية بزعامة أياد علاوي من المشاركة في الحكومة المقبلة".
وأضاف أن الإعلان عن تحالف القائمة العراقية والمجلس الأعلى وبعض القوائم الأخرى إن تم فهو متروك للجانبين في حال تم الاتفاق بينهما. وأوضح أن الإعلان عن التحالف بين العراقية والمجلس الأعلى سيتم في حينه". وفي مقابل ترشيح المالكي فقد رشح الائتلاف الوطني بزعامة عمار الحكيم نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي لرئاسة الحكومة. وتجري الكتلة العراقية والمجلس الأعلى الإسلامي وحزب الفضيلة الإسلامي وقوى أخرى مياحثات للتوصل إلى تحالف سياسي جديد قادر على تشكيل حكومة.
وإزاء تعثر محاولات تشكيل الحكومة عادت الإدارة الأميركية للضغط من جديد على زعيمي العراقية ودولة القانون أياد علاوي ونوري المالكي لتقاسم السلطة بينهما.
في هذا الإطار كشف القيادي في العراقية فتاح الشيخ أن كتلتي علاوي والمالكي سيستأنفان حواراتهما مطلع الأسبوع المقبل بعد توقف استمر حوالي الشهرين. وقال إن القائمة العراقية ستعيد حواراتها مع دولة القانون الأسبوع المقبل، موضحًا أن هنالك آليات جديدة، ولا يمكن أن تتفق العراقية ودولة القانون على شيء غير دستوري. وكانت مفاوضات الكتلتين توقفت إثر تصريحات للمالكي ،وصف فيها العراقية بأنها تكتل يمثل السنّة، الأمر الذي أثار احتجاجات قادتها واتخاذهم قرارًا بوقف الاتصالات.
من جهته قال القيادي في العراقية أسامة النجيفي إن كتلته تجري مفاوضات جادة مع المجلس الأعلى الإسلامي لتقاسم السلطة مشيراً إلى أن العراقية على وشك تشكيل تحالف يضم 130 نائبًا عراقياً.
وأضاف في تصريح صحافي اليوم أن العراقية تجري مفاوضات جادة ومهمة مع المجلس الأعلى الإسلامي وكتل سياسية أخرى من بينها كتل وشخصيات في الائتلاف الوطني لتشكيل ائتلاف كبير يضم ما لايقل عن 130 نائبًا. وأكد أن القائمة العراقية على وشك التحالف مع قوائم سياسية أخرى داخل مجلس النواب لتشكيل الكتلة الأكبر.
وأشار النجيفي إلى أن العراقية تدرس تقاسم السلطة مع المجلس الأعلى الإسلامي، مؤكدًا على "وجود مفاوضات جدية ومهمة في هذا الموضوع. وقال إن التحالف الجديد يمكنه اختيار مرشح لرئاسة الوزراء باعتباره الكتلة الأكبر في مجلس النواب. وأوضح أن حزب الفضيلة ما زال متواصلاً مع القائمة العراقية، وبالإمكان انضمامه إلى التحالف قريبًا. ومن المتوقع أن يضم التحالف المنتظر أيضًا تحالف الوسط الذي أعلن عن تشكيله أمس، وهو يضم جبهة التوافق برئاسة رئيس مجلس النواب السابق ووحدة العراق الذي يترأسه جواد البولاني وزير الداخلية، ولهما 10 نواب من مجموع عدد أعضاء مجلس النواب الحالي البالغ 325.
من جانبه أجرى الحكيم اليوم مباحثات في أنقرة مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تناولت "مستجدات الأوضاع السياسية في العراق، ومساعي القوى العراقية لتشكيل حكومة الشراكة الوطنية". كما تمت مناقشة "العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الجارين، حيث تم التأكيد على أهمية تطويرها بما يخدم المصالح الوطنية لكل من العراق وتركيا"، كما قال مصدر في المجلس الأعلى.
كما أجرى الحكيم مباحثات مماثلة مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك وجهود العراق في الانفتاح على محيطه الإقليمي والدولي بما يدعم استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم إلى جانب استعراض التطورات السياسية التي تشهدها الساحة العراقية والجهود الرامية إلى تشكيل حكومة الشراكة الوطنية.
ومن المنتظر أن يتوجه الحكيم إلى القاهرة غدًا للقاء الرئيس المصري حسني مبارك، الذي وجه له دعوة إلى زيارة مصر وإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين المصريين حول آخر التطورات السياسية على الساحة العراقية وجهود تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.


الحكيم مجتمعا مع اردوغان

elaph