TODAY - 13 October, 2010
المالكي في سوريا اليوم بعد قطيعة دامت اكثر من عام.. وتشكيل الحكومة يفتح باب التطبيع على مصراعيه

نوري المالكي .. بشار الاسد

بغداد - عمار كريم
يتوجه رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الى دمشق اليوم الاربعاء، للمرة الاولى بعد ازمة دبلوماسية حادة بين البلدين دامت اكثر من عام في حين ما يزال تشكيل الحكومة متعثرا بعد حوالى سبعة اشهر من الانتخابات.
وقال مكتب المالكي امس الثلاثاء، ان "رئيس الوزراء يبدأ الاربعاء زيارة الى الجمهورية العربية السورية الشقيقة يلتقي خلالها الرئيس بشار الاسد ورئيس الوزراء محمد ناجي العطري". واضاف ان "الزيارة تهدف الى تطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين". من جهة ثانية اوضح البيان ان المالكي يعتزم ايضا "القيام بزيارة عدد من الدول الشقيقة والصديقة تلبية لدعوات تلقاها".
وفي هذا السياق، قال علي الموسوي المستشار الاعلامي للمالكي لفرانس برس ان المالكي "تلقى دعوات من عدد من الدول العربية والاسلامية منها مصر وقطر وربما الاردن وغيرها كذلك". واضاف انه "سيلبي هذه الدعوات، لكن ليس جميعها في هذه الزيارة".
والمالكي متهم من قبل معارضيه بانه يقدم تنازلات ومغريات لدول الجوار، تحتاج الى مصادقة البرلمان مشيرين الى انه يرأس حكومة تصريف اعمال فقط.
ويعدد المعارضون الخطوات التي قررها المالكي مثل الموافقة على ترسيم الحدود مع الكويت بعد اعتراض شديد سابقا، او تشييد خط جديد لانابيب النفط مع سوريا للتصدير عبر البحر المتوسط، او تجديد اتفاق نقل النفط عبر تركيا والسماح لايران بمد خط لنقل الغاز الى سوريا.
وفي دمشق، اعتبر المحلل السياسي ثابت سالم ان زيارة المالكي تندرج في اطار "محاولاته لتشكيل حكومة بعد الزيارة التي قام بها الاسد الى طهران"، مضيفا "يبدو ان اتفاقا حدث خلالها (الزيارة) على ترشيح المالكي لتشكيل الحكومة العراقية". وكان الاسد التقى خلال زيارة مقتضبة الشهر الحالي نظيره الايراني محمود احمدي نجاد والمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي.
واشار سالم الى ان ترشيح المالكي يعبر عن "رغبة ايرانية اكثر منها سورية الا ان السوريين اشترطوا مشاركة جميع القوى السياسية العراقية في الحكومة"، وتابع ان الزيارة "تأتي في اطار محاولة من المالكي الطلب من سوريا مساعدته في حل الاشكالات القائمة وتذليل العقبات امام تشكيل الحكومة واقناع اطراف اخرى قد تكون صديقة لسوريا بالموافقة على تشكيل الحكومة مقابل عرض مناصب".
واعتبر سالم تشكيل الحكومة "ليس بالسهولة التي يتصورها المالكي" مشيرا الى "حقائق على الارض وبعض الخلافات المستعصية التي لا يمكن حلها حتى ضمن فريق المالكي مما يجعل مهمته اصعب ما يتوقع".
وعبر الاسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس الثلاثاء في دمشق عن قلقهما ازاء عدم تشكيل حكومة في العراق رغم مرور اكثر من سبعة اشهر على اجراء الانتخابات التشريعية. واسفرت الانتخابات التشريعية في السابع من آذار (مارس) الماضي عن فوز رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي بحصوله على 91 مقعدا في حين نال ائتلاف المالكي 89 مقعدا، والائتلاف الوطني 70 مقعدا.
وقرر الائتلافان الشيعيان "دولة القانون" و"الوطني" الاندماج تحت مسمى "التحالف الوطني" الذي اختار المالكي كمرشح الى رئاسة الوزراء. لكن زعيم الائتلاف الوطني عمار الحكيم عارض ذلك في حين قرر التيار الصدري في خطوة مفاجئة تاييد المالكي.
وتخوض القوائم الانتخابية مفاوضات صعبة بهدف الوصول الى اتفاق على توزيع المناصب الرئاسية الثلاثة (رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان)، ويمثل منصب رئاسة الوزراء العقدة الكبرى في المفاوضات.
وكان السفير العراقي لدى سوريا علاء حسين الجوادي استأنف قبل يومين مهامه هناك بعد ان تم استدعاؤه الى بغداد العام الماضي. واتفق العراق وسوريا في ايلول (سبتمبر) الماضي على انهاء ازمة دبلوماسية حادة باعادة سفيري البلدين الى مقر عملهما بعد اكثر من عام على استدعائهما، اثر توتر نجم عن موجة من التفجيرات هزت بغداد صيف العام 2009.
واندلعت ازمة دبلوماسية اواخر آب (اغسطس) 2009 بين العراق وسوريا بعد ان طالبت بغداد دمشق تسليم شخصين تتهمهما بالوقوف وراء سلسلة اعتداءات في 19 اب (اغسطس) العام ذاته اسفرت عن نحو مئة قتيل واكثر من 600 جريح.
لكن سوريا رفضت هذا الامر. وتعبيرا عن استيائها، اعلنت بغداد استدعاء سفيرها في دمشق الذي عينته في شباط (فبراير) 2009، ما دفع دمشق الى اتخاذ خطوة مماثلة.
واســتأنف البـلـدان العــلاقات الدبلوماسية بينهما في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 بعد قطيعة استمرت 26 عاما، وذلك خلال زيارة وزير الخارجية وليد المعلم الى بغداد في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) العام ذاته.
alalem