TODAY - 14 October, 2010
دعا الى قرارات جريئة لانهاء الازمة السياسية
الحكيم : نحن عروبيون نعتز بقوميتنا ونرفض الطائفية


الحكيم مجتمعا مع الرئيس المصري حسني مبارك

أسامة مهدي من لندن
دافع رئيس المجلس عمار الحكيم عن عروبة العراق وقومية الغالبية من سكانه مؤكدا اعتزازه بالجامعة العربية بأعتبارها خيمة العرب رافضا الممارسات الطائفية، كما أشاد بنتائج المباحثات التي أجراها في مصر مع الرئيس حسني مبارك وعدد من القادة هناك.

خلافا للاتهامات التي توجه الى المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بتبعيته لايران والذي تشكل برعاية منها بداية الثمانينات .. واثر تقاطع التوجهات بين الطرفين مؤخرا بسبب خلافهما حول ترشيح المالكي لتشكيل الحكومة المقبلة فقد أكد رئيس المجلس عمار الحكيم على عروبة العراق وقومية الغالبية من سكانه مؤكدا اعتزازه بالجامعة العربية بأعتبارها خيمة العرب رافضا الممارسات الطائفية .. وشدد على رفض المشاركة في اي حكومة لاتحمل مقومات النجاح وعاب على السياسيين فشلهم في انهاء الازمة السياسية برغم دخولها شهرها الثامن داعيا الى قرارات جريئة لحلها واشار الى ضرورة تمتين العلاقات بين الازهر والمراجع الشيعية .

دول المنطقة تريد حلا عراقيا للازمة السياسية
واشار الحكيم الذي يتزعم التحالف الوطني العراقي الذي يضم مكونات عراقية عدة الى مباحثاته التي اجراها في القاهرة وأنقرة خلال اليومين الماضيين والتقى خلالها مع الرئيس المصري حسني مبارك والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والرئيس التركي عبد الله غول ورئيس وزرائه طيب رجب اردوغان قائلا ان تركيا ومصر بلدان محوريان ولهما تأثيرهما في المنطقة واهتمامهما خاص بالشأن العراقي وتبادل المصالح معه " واستثمرنا وجودنا في هذين البلدين للاجابة على الكثير من التساؤلات التي تطرح فيهما حول ما يحدث في العراق حتى يصبح العراقيون غير قادرين على تشكيل حكومتهم
وقال الحكيم في كلمة خلال الملتقى الثقافي للمجلس الاعلى في بغداد ان الهدف من اللقاءات مع قادة المنطقة ايصال رسالة واضحة عن مدى رغبة الشعب العراقي في الانفتاح على محيطه الإقليمي والعربي وأشعار دول المنطقة بأن العراق لا يريد ان يعيش بمعزل عن محيطه هذا وإنما يريد ان يرسخ هذه الحقيقية بأنه جزء من المنظومة العربية والإسلامية والإقليمية . وقال انه تم التأكيد خلالهما على ان قرار تشكيل الحكومة يجب ان يكون عراقياً يصدر من العراقيين على الأراضي العراقية وعلى أساس المصلحة الوطنية العراقية. واوضح انه لا يتم خلال هاتين الزيارتين والاخرى لدول اخرى التأكيد على السيادة الوطنية وعدم طرح أسماء ومرشحين لأن هذه التفاصيل تخص العراقيين وقواهم السياسية المعنية بتشكيل الحكومة وليس أي بلد آخر" .
واشار الى ان الرئيسين مبارك وغول وكذا اردوغان قد "أكدوا على هذه القضية وقالوا اننا لا نتدخل في شؤونكم .. وهذه قضية عراقية انتم تقررونها .. تجلسون فيما بينكم وتشكلون حكومة وتتخذون أي قرار يخص شؤون بلادكم وشكرنا لهم هذا الموقف وقلنا لهم نحن أيضا نرى هذا وان شؤون العراقيين يجب ان تدار من قبلهم وليس من قبل أي طرف آخر".

نحن عرب ونعتز بقوميتنا
وحول مباحثاته مع الامين العام للجامعة العربية قال الحكيم انه استثمر وجوده في مصر لزيارة مقر الجامعة "هذا المكان الذي يرمز الى عروبة العرب جميعاً وهو الخيمة التي تضم العرب جميعاً .. ونحن عرب ولنا اعتزاز كبير بعروبتنا وانتمائنا القومي كما اننا نحترم ونقدر ونعتز بكل القوميات الكريمة الكرد والتركمان والكلدواشوريين والشبك وغيرهم فكل القوميات محترمة ومقدرة في بلادنا ولكن من حقنا ان نعتز ونعبر عن هذا الاعتزاز لانتمائنا القومي وكوننا عرب معتزين بعروبتنا حيث ان الجامعة العربية هي المظلة التي نجسد فيها هذا الانتماء وهذا الاعتزاز وكانت فرصة للمداولات المعمقة حول الشأن العراقي وتعرفون جيداً حجم التشويش والرؤية المغلوطة والتصورات الخاطئة التي أريد لها ان تفرض على الأصدقاء العرب والأشقاء المسلمين في المنطقة وعلى العالم برمته فهناك من يريد ان يفرض رؤية منحازة على الوضع في العراق خاصة وان الإحجام عن هذا التواصل فرض رؤية احادية منحازة على الوضع العراقي في هذه الأروقة ونحن نعتقد ان الإحجام عن التواصل مع هذه المحطات المهمة أمر خاطئ فكان مهماً ان نذهب ونجلس في الجامعة العربية ونتحدث مع الأشقاء هناك في كل التفاصيل" .
واوضح انه اجتمع مع الشيخ احمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وناقش معه تفاصيل كثيرة حول العلاقات الثقافية والدينية والإسلامية خاصة وان للأزهر تأريخ طويل لبث رسالة التسامح والانفتاح على المذاهب الإسلامية جمعاء وكان له السبق في هذا المجال وفي الأزهر اليوم ان المذهب الجعفري واحد من المذاهب التي يفتى على ضوءها في دار الإفتاء وهو معترف به وهذا شيء مهم . وشدد على ضرورة التواصل وتعزيز العلاقة بين الازهر والحوزات الشيعية للمساهمة في التقريب بين المذاهب الإسلامية "إبعاد مجتمعاتنا عن الأزمات والفتن الطائفية بين المذاهب وغيرها لأن تعدد الطوائف نعمة عظيمة وانها مقدرة ومحترمة وتعدد الطوائف نعمة ولكن الطائفية نقمة وان يسيء الإنسان الى الآخر او يستهين بعقيدة الآخر فهذه طائفية مقيتة اما تعدد الطوائف فأنها نعمة عظيمة لأنها تعبر عن حرية العقيدة " .

دعوة لقرارات جريئة وحازمة لحل الازمة السياسية
وقال الحكيم ان الازمة السياسية الحالية الناشئة عن تأخر تشكيل الحكومة تدخل الان شهرها الثامن منذ اجراء الانتخابات النيابية في اذار (مارس) الماضي . وقال ان العراق "يدخل بذلك موسوعة غينس" لأنه حقق رقما قياسيا فاق كل دول العالم في تعطل تشكيل الحكومة "ويا ليت القادة العراقيين والحكومة العراقية كانت تدخل هذه الموسوعة في سرعة الانجاز في خدمة الناس وتحقيق المشاريع التي تحقق الرفاه للمواطنين ولكننا ندخل هذه الموسوعة في تعطيل تشكيل الحكومة" . وانتقد فشل السياسيين في حل الازمة الحكومية قائلا "ان هذه الأزمة السياسية الضاغطة وفرت ظروفا لعموم العراقيين كي يتعرفوا على القيادات والقوى السياسية كيف يتعاملون في حل الأزمات وكيف ينظرون الى بناء الدولة وفي إدارة الدولة وفي مدى اتسامهم بالمرونة في التعامل مع قضايا الدولة ومدى حرصهم على المصالح العامة" .
واشار الى ان هذه الأزمة لا يمكن ان تستمر لأمد مفتوح ولابد من اتخاذ إجراءات جريئة وشجاعة لحلها خاصة وان جميع الإطراف السياسية متفقة على ثوابت ومحددات أصبح الجميع يتحدث بها . وقال " اليوم نسمع الجميع يتحدثون عن الشراكة الوطنية وعن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وعن بناء دولة المؤسسات والقانون وعن الانفتاح العربي والإسلامي والدولي و ضرورة الحوار بين الأطراف السياسية وصولاً الى نتائج حاسمة تضع حد لهذه الأزمة وتعالج مشاكل البلد والجميع يتحدث عن الوصول الى رؤية محددة وبرنامج واضح ضمن اولوليات محددة لإدارة الحكومة في المرحلة المقبلة" وهي امور تستدعي ترجمتها الى واقع .
وجدد الدعوة للقوى السياسية بالاجتماع حول طاولة مستديرة لطرح مواقفها ورؤيتها واتخاذ الخطوات اللازمة لتشكيل الحكومة .. واكد بالقول " اننا لم نكن ولن نكون عنصراً معرقلا او معطلاً لعملية تشكيل الحكومة فأي خطوة او أي جهد يبذل وكل من له القدرة على تشكيل الحكومة بارك الله في جهده ليمضي ويشكلها وكل من يتمكن ان يحشد الغالبية المطلقة من أعضاء مجلس النواب ليمضي ويشكل هذه الغالبية ويعلن حكومة تحظى بالاحترام والتفهم" .. لكنه اشار "ان مشاركتنا في أي حكومة مقبلة ترتبط بفرص النجاح ولا نجاح دون الالتزام بهذه الثوابت والمعايير المتفق عليها أساسا بين كل الأطراف".
وتساءل قائلا "كيف لنا ان نحقق نجاحاً دون ان نحقق شراكة حقيقية وان نحقق نجاحاً دون ان يكون هناك التزاما بين الأطراف السياسية المشاركة في العملية السياسية وكيف لنا ان نحقق نجاحاً ونحن نفتقد للبرنامج الواضح والأولويات المحددة في إدارة البلاد في المرحلة المقبلة وكيف نشارك في حكومة نتقاطع فيها في اليوم الثاني وكل يجر النار الى قرصه وكل من يدفع البلاد الى ما يعتقد انه يخدم المصلحة الوطنية وتتقاطع الرؤى والمصالح ويبقى المواطن ومصالحه معطله ومشلولة بتقاطع هذه الرؤى وهذه ليست قضية معقولة فنحن لا نعطل او نقف بوجه أي مشروع قادر على ان يشكل حكومة والنجاح متوفر بتوفر هذه المعايير" .
elaph