TODAY - 19 October, 2010
في محاولة لاقناع زعيمي العراقية ودولة القانون بالاتفاق على تقاسم السلطة
مسؤولون أميركيون: واشنطن تضغط على الاكراد للتريث في اعلان دعم المالكي
بغداد- ليز سلاي
بعد ان جاء التغيير في العراق على يد رجل الدين المعارض للاميركان في دعمه للمالكي ضمن صفقة قد تضر بالمصالح الاميركية، تأمل الولايات المتحدة الان ان يبقى المالكي رئيسا للوزراء ولكن ضمن ترتيب يشترك فيه اياد علاوي.
فبعد شهور من ضغطها على العراقيين للاسراع بتشكيل حكومة، فان الولايات المتحدة تحث الاطراف العراقية على التباطؤ بدلا من الاسراع الذي قد يؤدي الى صفقة مناوئة للمصالح الاميركية وتعرض استقرار العراق للخطر.
وجاء هذا الارتداد في الموقف الاميركي اثر موافقة مقتدى الصدرعلى دعم المالكي، وهو ما اوصل المالكي الى الاقتراب من الاغلبية البرلمانية التي يحتاجها للبقاء في منصبه.
واذا تمكن المالكي من عقد صفقة مع الاكراد فسيحصل على ما يكفيه من الاصوات لتشكيل حكومة. لكن هذه الحكومة ستكون معارضة للاهداف التي سعت اليها الولايات المتحدة. وبموجب الخطة التي روج لها نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، فان المسؤولين الاميركان يأملون ان يبقى نوري المالكي رئيسا للوزراء في ترتيب مشترك مع اياد علاوي الشيعي العلماني. وبخلافه فان حكومة يتزعمها المالكي والصدريون ستقوم بتهميش السنة ومن المحتمل ان تصطف مع ايران بدل الولايات المتحدة.
ويقول مسؤولون عراقيون واميركيون ان الولايات المتحدة تدفع الامور للوراء وذلك بالضغط على الاكراد كي لايسارعوا في "التصديق" على المالكي. ويقول مسؤول اميركي رفض الافصاح عن اسمه لحساسية المفاوضات "نحن نفضل ان يقوموا بتشكيل الحكومة بوجه صحيح على ان يقوموا بتشكيلها بسرعة".
ويقول مسؤولون اميركيون ان هدفهم لا يزال تشكيل حكومة تمثل كل الكتل السياسية العراقية وخصوصا السنة. واشتراك السنة الواسع في الانتخابات تم النظر اليه بوصفه فرصة لتوسيع دورهم وربما لدك ما تبقى من التمرد السني. وتدعم الولايات المتحدة مبادرة رئيس كردستان العراق، مسعود بارزاني في دعوته لعقد اجتماع مائدة مستديرة لكل الكتل الرئيسية بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية. وفي مكالمة هاتفية هذا الشهر، حث بايدن بارزاني على"التعجيل" في تشكيل مثل هذه الحكومة، طبقاً لبيان للبيت الأبيضِ. ويقول مسؤولون اكراد إن بايدن جعل الأمر واضحا فهو لم يرد ان يتحرك الأكراد بسرعة شديدة نحو أي حل يستثني العرب السنة.
ويقول النائب الكردي محمود عثمان ان بايدن يدعم مبادرة بارزاني وطلب منه عدم التعجيل في ابرام تحالف مع المالكي وان رسالة بايدن في اتصاله مع بارزاني كانت "لا تستعجل". وتواصل الولايات المتحدة محاولاتها لاقناع المالكي وعلاوي بايجاد طريقة لتقاسم السلطة. وبموجب احد السيناريوهات فان علاوي سيكون رئيس البلاد وهو امر اشارت "العراقية" الى انها ستأخذه بالاعتبار في حالة اصبح للمنصب سلطات اكثر من المهام التشريفية التي حددها له الدستور العراقي.
والاقتراح الاخر لدى العراقية هو منح دعمها للمرشح الشيعي البديل عادل عبد المهدي من المجلس الاعلى الذي يعارض المالكي.
لكنه قد يكون من الصعب تفادي نتيجةَ تماثل تقريبا ما جرى عند تشكيل الحكومات في عامي 2005 و2006، عندما شكل الشيعة والأكراد تحالفا همش السنة. وتلك الصيغة ساعدت على قذف العراق في الحرب الطائفية. والمفاوضات بين الأكراد والمالكي في مرحلة متقدمة نسبياً. ويقول مسؤولون في لائحة دولة القانون انهم جاهزون للموافقة على كل شيء في قائمة الطلبات الكردية تقريبا، ومنها ضمانات بانهم سيطبقون المادة الواردة في الدستور العراقي التي يأمل الاكراد ان تعطيهم السيطرة على كركوك المدينة العراقية الغنية بالنفط المتنازع عليها. وتعارض الفئات العربية السنية المنضوية في قائمة علاوي اية صفقة تؤدي الى سيطرة الاكراد على كركوك، ما يترك حيزا ضيقا لعلاوي للمناورة.
ويبدو مساعدو المالكي واثقين من أن مرشحهم سينال "الموفقة" الكردية، وان الحكومة سيبدأ تشكيلها قريبا.
وبالرغم من ان مسؤولين في لائحة المالكي يقولون انهم يريدون ضم العراقية للحكومة، فانهم اوضحوا انهم مستعدون للتقدم الى الامام من دون كتلة العراقية اذا كان ذلك ضروريا.
ويقول النائب المقرب من المالكي حيدر العبادي "يجب علينا التحرك بسرعة كي لانفقد الزخم والامر يعود لنا وللاكراد".
والاكراد في دورهم كصناع ملوك يقولون انهم ليسوا في عجلة للتصديق على حكومة من دون السنة، وهو الامر الذي قد يشعل التوترات بين العرب والاكراد على طول حدود المنطقة الكردية المتنازع عليها في شمال العراق. والاكراد متنبهون الى ان المالكي قطع (على نفسه) وعودا للحصول على دعمهم في عام 2006 لكنه لم يفِّ بها.
ويقول النائب الكردي فرياد راوندوزي "من الصعب جدا ان نتخيل أننا قادرون على تشكيل حكومة من دون السنة. الفجوات بين الكتل لازالت كبيرة، وهناك حاجة لاكثر من شهرين على الاقل".
من جانبه قال النائب محمود عثمان انه اذا كان المالكي جاهزا لتقديم ضمانات قوية حول القضايا التي يعطيها الاكراد الاولوية فسيكون من الصعب رفضه.
ويضيف "نحن لا نريد ان نكون السبب في تهميش الاخرين، ولهذا فنحن لسنا على عجلة. لكن في النهاية فان الاكراد سيمشون مع مصالحهم الخاصة".
عن صحيفة لوس انجلس تايمز
رد مع اقتباس
حيرني وضع العراق... واساسا واشنطتن تريد هذا الحال يستمر