TODAY - 20 October, 2010
قال إن على بارزاني وطالباني الاختيار بين مصلحة العراق ككل او الإقليم
خبير دولي: أميركا تعمل بشكل «مستميت»لبناء تحالف جديد يجمع علاوي والأكراد

بغداد – عبد علي سلمان
قالت صحيفة الغارديان في تقرير لها، نشرته أمس الثلاثاء، ان عملية تشكيل الحكومة الجديدة في العراق التي استغرقت وقتا طويلا أخذت منعطفا جديدا.
التقرير الذي كتبه الخبير الدولي في الشؤون العراقية رانغ علاء الدين لا يتحدث عن "المبادرات المعتادة التي تقدمها القيادة الايرانية للاحزاب الشيعية العراقية الرئيسية"، بل يتطرق الى "الجهد التعاوني المشترك على صعيد المنطقة كلها الذي جمع سوريا وحزب الله اللبناني لاجل تنصيب حكومة يقودها المالكي ويدعمها مقتدى الصدر رجل الدين المناوئ لاميركا والمقيم في ايران حاليا".
ويقول علاء الدين ان "هذا الامر يؤسس جوهريا لاتحاد ضخم معادٍ لاميركا في المنطقة يشمل إيران والعراق وسوريا وحزب الله في لبنان". ويصيف انه "فيما تستعد الولايات المتحدة للانسحاب الكامل من العراق في نهاية عام 2011، وكنتيجة لذلك فان الولايات المتحدة قد تجد نفسها محرجة جانبيا بتركها حلفاءها الخليجيين مكشوفين".
ولهذا السبب، بحسب التقرير، فان "الولايات المتحدة تعمل مع حليفها العراقي اياد علاوي، الذي تحالف معها منذ مدة طويلة في جهد مستميت لتجميع تحالف بديل يُبعد ايران والصدريين قدر المستطاع".
ويقول التقرير ان "علاوي زعيم القائمة العراقية، التي ربحت 91 مقعدا متفوقة على لائحة دولة القانون للمالكي بمقعدين، يعمل بشكل عنيد لتنفيذ خطة تحالف تضم الاكراد (57 مقعدا) والمجلس الاسلامي الاعلى (18 مقعدا) الذي كان تاريخيا مدعوما من ايران، لكنه بات ضعيفا من الناحية السياسية الان". ويضيف ان "المقترح يتضمن، بشكل متردد، تقديم عادل عبد المهدي رئيسا للوزراء، وهي فكرة تعاضدها الولايات المتحدة".
ويرى علاء الدين ان "هذه التطورات تُظهر ان الاكراد اصبحوا صناع الملوك. ويجب على ممثلي العرب السنة في العراق، ان كانوا في لائحة علاوي (العراقية) أو من القوميين المتطرفين البارزين ذوي العلاقات المزعومة بالبعثيين، ان يختاروا بين تقديم التنازلات للاكراد، بخصوص كركوك والاشتراك بالسلطة والنفط، وبين تعبيد الطريق امام دولة وحكومة ملونة بالصدريين والمصالح الايرانية".
ويتوقع الخبير الدولي ان الاسابيع القادمة ستكون "اختبارا للتأثير الاميركي وكذلك للقيادة ولبعد النظر عند الاكراد. ووفق المنطق الجدلي فان اكراد العراق هم الكيان الفاعل الوحيد الذي يمكن لأميركا التأثير عليه بشكل محترم".
ويقول التقرير انه "على خلفية خوف الولايات المتحدة من ان استفتاء عاما سيشعل حربا اهلية، فان الولايات المتحدة لعبت في هذا المجال بالمصالح التركية وبقية الحلفاء الاخرين في المنطقة". ويضيف "على اية حال فلربما حان الوقت لمنح كركوك للاكراد، ناهيك عن كون المالكي، على ما يقال، وافق تقريبا على كل المطالب الكردية الاخرى".
ويوضح علاء الدين انه "لكون الانتخابات الاقليمية في اقليم كردستان تلوح في الافق، ولأن حركة (التغيير) المعارضة تنتقد القيادة الكردية لوضعها المصالح الشخصية (السلطة والمال والنفوذ) قبل المصالح الكردية، فعلى الحزبين الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني بزعامة جلال طالباني ان يدركا بقوة ان هذه فرصتهم للتألق".
ويقول ان "المأزق السياسي الحالي في العراق يُعتبر اختبارا للاكراد مثل اختبار ليتماس (اختبار بواسطة ورق زهرة الشمس لمقدار الحموضة). فهم الان ممسكون بالقوة التي تقرر مستقبل بقية التجمعات العراقيىة الاخرى، بل انهم يقررون مستقبل العراق نفسه، بالاضافة الى تقرير الدور الاميركي في وقت ينسحب الجيش الاميركي بالكامل من العراق نهاية السنة القادمة".
ويضيف "لكل ذلك، فان على الاكراد ان يقرروا بشكل قاطع ان كانوا سيهتمون بمصالح كردستان أو العراق ككل. وقد تحاول الولايات المتحدة اقناع الاكراد بتاجيل اتخاذ اي قرار وابطاء الزخم الذي انتجه التحالف غير المتوقع بين المالكي والصدريين، وهو تحالف تامل الولايات المتحدة ان يتفكك في النهاية عندما يحين الوقت المناسب".
ويخلص الكاتب الى القول انه "حتى الآن، ولكون التأخير والمساومة سمتي الدور الكردي في العراق، على الاقل بنظر السكان الاكراد، فربما حان الوقت لممارسة القيادة واتخاذ القرار الفاصل".
العالم