TODAY - 20 October, 2010
قال ان 15 % منهم التحقوا بالقاعدة بسبب تراجع الحكومة عن وعودها
قيادي في الصحوة: نصف «ابناء العراق» في ديالى تسربوا

بعقوبة - علي التويجري
التحق عناصر "صحوات" عدة حاربت في الماضي تنظيم القاعدة ورأت انها لا تلقى ود السلطات العراقية، بالتمرد من جديد في شمال بغداد لكن الحكومة تقلل من اهمية هذه الظاهرة.
وقال قائد احدى الصحوات في ديالى المحافظة الزراعية ذات الغالبية السنية والتي كانت معقلا للقاعدة "برأيي عاد 15 بالمئة من اصل 14500 من افراد الصحوات في المحافظة الى القاعدة".
وسمح انقلاب زعماء العشائر وانشاء ميليشيات محلية وشن حملات عسكرية عنيفة جدا في الحد من قوة تنظيم القاعدة بدون القضاء عليه.
واضاف خليل الكرخي "يمكنني ان اؤكد ان للقاعدة جواسيس في صفوفنا ومن الصعب جدا كشفهم".
وتابع هذا المسؤول عن القطاع الغربي للمحافظة ان هذا الانقلاب داخل الصحوات نجم عن "نقص ثقة الحكومة التي سحبت منا قبل عام تصاريح حمل السلاح وغياب الحماية كما ان القوات الامنية يمكنها سحب اسلحتنا وعدم دفع رواتبنا او التأخر في دفعها".
واوضح انه من اصل 14500 من "ابناء العراق"، كما يطلق على عناصر الصحوات، في المحافظة لم يبق سوى سبعة آلاف تستهدفهم في اغلب الاحيان هجمات عنيفة للقاعدة.
واكد شلال النعيمي زعيم الصحوة في حي الهاشميات في بعقوبة كبرى مدن محافظة ديالى "عدة مرات فوجئنا عند توقيفنا ارهابيين بانهم ما زالوا يعملون في صفوفنا".
واضاف ان "كثيرين غادرونا ليجدوا عملا والشرطة والجيش جندا الفين بفضل علاقاتهم الشخصية. لكن البعض عادوا الى القاعدة التي كانوا ينتمون اليه من قبل".
وتابع ان هذه الظاهرة تفسر بان "قوات الامن توقف عناصرنا بحجة انهم كانوا ينتمون في الماضي الى القاعدة واسر الضحايا لا يتلقون اي تعويض بينما يدفع تنظيم القاعدة 250 الف دينار (210 دولارات) عن كل هجوم".
وتحدث مسؤول الصحوات في الدورة جنوب بغداد عن ظاهرة مماثلة لكن بحجم اقل. وقال الكرطاني ان "عشرات فقط من اعضائنا السابقين عادوا الى القاعدة خصوصا في المناطق الزراعية حول الدورة".
واوضح انه كان هناك 2500 من اعضاء الصحوة ولم يبق سوى مئتين. وقال ان "تراجع عدد اعضاء صحوتنا هو الذي يعطي القاعدة حرية التحرك، اكثر من تزايد حالات الفرار".
في المقابل لم يحدث شيء كهذا في محافظتي صلاح الدين والانبار السنيتين.
وقال زعيم صحوة سامراء "لم الاحظ شيئا كهذا لكن اذا حدث ذلك فساعدم الخونة بلا رحمة".
وكانت واشنطن تمول الصحوات. وقد نقلت مسؤولية 118 الف رجل منهم الى الحكومة العراقية التي تعهدت بتجنيد عشرين بالمئة منهم في قواتها الامنية والباقين في الادارة.
وقال زهير الجلبي مسؤول ملف الصحوات في الحكومة العراقية ان 52 الفا منهم ما زالوا موجودين.
واضاف "لدي تقرير من الجانب الصديق وليس من جهة حكومية.
لا يوجد اي تاخير في دفع رواتب ابناء العراق وهم يتلقون رواتبهم حسب الاصول وخاصة في ديالى".
من جهته، صرح علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ان "ابناء العراق وضعهم منتظم ويتقاضون رواتبهم بشكل منتظم ويقومون بدورهم بشكل فاعل".
واضاف ان "الاختراقات موجودة حتى في اجهزة الدولة. يمكن (ان يكون) للقاعدة عنصر او اثنان في الصحوات. كما يتم هذا الاختراق في اجهزة الشرطة او الجيش لكن لا يمكن ان يتصف جميع الصحوات بهذه الصفة".
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية سلطت الضوء على قضية التحالق عناصر من الصحوة بتنظيم القاعدة، في تقرير لها قبل يومين، نقلت فيه عن مسؤولين حكوميين واعضاء سابقين وحاليين في مجالس الصحوة ان "العديد من اعضاء هذه التشكيلات شبه النظامية، من الذين تركوا عملهم أو طردوا، قد وقعوا فريسة لحملة التطوع المركزة التي تقوم بها القاعدة".
وتقول الصحيفة انه "بالرغم من أنه ليست هناك أرقام نهائية، فان مسؤولين سياسيين وامنيين يقولون ان مئات المقاتلين المنضبطين بشكل جيد، والعديد منهم اكتسب معرفةَ شاملةَ بالجيش الأمريكيِ، انضموا على ما يبدو ثانية لتنظيم القاعدة في العراق.
وفوق ذلك يقول مسؤولون انه قد يكون الاف مقاتلي الصحوة من الذين لايزالون على لوائح الرواتب الحكومية، يساعدون حركات التمرد بشكل سري".
ونقلت الصحيفة عن قادة في الصحوة انهم ليسوا مندهشين من الارتدادات في ضوء "تهميش هذه المجموعة من قبل الحكومة وتخلي الجيش الاميركي عنها".
وقال مقاتلون في الصحوة للصحيفة ان "التفاوض مع القاعدة مؤخرا، والذي يتم عبر الرسائل على المواقع الالكترونية أو عبر الرسائل التي ينقلها الاقرباء، تضمن وعودا بعدم تدخل القاعدة في التقاليد العشائرية وهي واحدة من اكبر القضايا التي دقت اسفينا بين اغلبية القبائل السنية والقاعدة".
وتقول الصحيفة ان ديالى شهدت "عددا من الحوادث التي قالت عنها الشرطة ان مقاتلي الصحوة ساعدوا القاعدة في تنفيذها عبر تفجير القنابل وارتكاب اعمال عنف اخرى".
العالم