TODAY - 21 October, 2010
مصادر: الاتفاق بين «العراقية» و«المجلس الأعلى» منذ شهرين.. والحسم في لقاء مع بارزاني
كشفت لـ«الشرق الأوسط» عن رسالة إيرانية للمالكي مفادها: أنت أحد الخيارات المناسبة وليس الأنسب

لندن: معد فياض بغداد
من المتوقع أن يتوجه كل من إياد علاوي، زعيم ائتلاف العراقية والرئيس الأسبق للحكومة العراقية، وعادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم ومرشح الائتلاف الوطني لرئاسة الحكومة، خلال الأيام القليلة المقبلة إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان، للاجتماع مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني، حسبما أوضح مصدر مسؤول في الائتلاف الوطني لـ«الشرق الأوسط» أمس.
وكشفت المصادر التي تشارك في المفاوضات عن الائتلاف مع بقية الكتل السياسية، عن أن «الائتلاف الوطني والعراقية يعملان منذ أشهر عدة على التوصل لاتفاق يضم إليهما تحالف الكتل الكردستانية وتتم دعوة دولة القانون إليه لتشكيل حكومة برئاسة عبد المهدي على أن تسند رئاسة الجمهورية لعلاوي مع منحه صلاحيات قيادية تتعلق بالأمن والاقتصاد»، مشيرا إلى أن «إعلان التحالف الوطني الذي جاء على عجل وبدعم وضغط وتأثير قوي من إيران وتحت أسماء مذهبية لقطع الطريق على العراقية لتشكيل الحكومة لم يمنع الاستمرار في الحوار بين الائتلاف الوطني والعراقية».
وقال المصدر المسؤول في الائتلاف الوطني، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن «اتفاقا سابقا كان قد تم بين حزب الدعوة الإسلامي الذي يترأسه اليوم نوري المالكي، رئيس الحكومة المنتهية ولايته، وزعيم ائتلاف دولة القانون، والمجلس الأعلى الإسلامي، على أن تكون رئاسة الوزراء لهذه الدورة، وفي حالة آلت إلى الائتلاف الذي كان يجمع بينهما ككتلة شيعية، للمجلس الأعلى ولعبد المهدي الذي كان قد تنازل عن رئاسة الحكومة في الدورة السابقة لحزب الدعوة، لكن الأخير لم يف بوعده وخرج من الائتلاف العراقي الموحد السابق وخاض الانتخابات منفردا باسم دولة القانون ولم توافق قيادات ائتلاف المالكي على التحالف مع المجلس قبل ظهور نتائج الانتخابات ظنا منهم بأنهم سيفوزون ويشكلون الحكومة وحدهم ومن دون حاجة الائتلاف الوطني والاستئثار بالسلطة باعتبارهم القادة الوحيدين للنفوذ الشيعي في العراق».
المصدر ذاته أوضح أن «اتفاقا قد نضج بين المجلس الأعلى والعراقية لتشكيل تحالف يضم أطرافا أخرى في العملية السياسية، وأن تأجيل إعلان الاتفاق كان بطلب من المجلس الأعلى ريثما تتحقق جملة من النقاط والشروط لإعلان هذا التحالف»، مشيرا إلى أن «اجتماع علاوي وعبد المهدي ببارزاني سيحسم المراحل النهائية لإعلان الاتفاق، إذ إن هناك بعض النقاط في الورقة الكردية تحتاج إلى مزيد من التباحث بشأنها، وفي مقدمتها موضوع رئاسة الجمهورية الذي من الممكن أن تؤول إلى علاوي على أن تمنح رئاسة البرلمان للأكراد وهذا قد يكون في صالح عملية تداول السلطة وعدم التكريس لمحاصصة مذهبية أو إثنية للمناصب السيادية، كما أن مثل هذا التحالف في انتظار أن يحسم التيار الصدري وحزب الفضيلة موقفهما منه أو من دولة القانون».
وأشار المصدر إلى أن «التحالف الجديد غير المعلن حتى الآن لا يريد الدخول في مواجهات مع عدة أطراف منها الإدارة الأميركية والجانب الإيراني الذي أبدى مرونة مفاجئة حيال ترشيح المالكي عندما أبلغه وحسب معلومات حصلت عليها تلك المصادر من داخل إيران بأنها أبلغته برسالة مفادها أنه أحد الخيارات المناسبة وليس الخيار الأنسب (في إشارة إلى إمكانية دعم مرشح آخر غير المالكي)، منبها إلى أن «الإدارة الأميركية أبدت عدم معارضتها لاحتمال الإعلان عن مشروع حكومي بين العراقية والمجلس الأعلى وتحالف الكتل الكردستانية».
وحول ضمان الطرف الكردي خصوصا أن مباحثات تجري الآن مع ائتلاف دولة القانون، قالت المصادر: «إن الكتل الكردية يهمها أن تذهب إلى تجمع شيعي – سني، وليس شيعيا فقط لتضمن وجود جميع مكونات الشعب العراقي فيه ولتضمن انسيابية مطالبها وكيفية تحقيقها بقناعة جميع الأطراف، لذلك فإنه من المرجح أن تعلن الأطراف الكردية انضمامها للتحالف أسرع من غيرها». وأشارت المصادر إلى أن موانع إعلان التحالف لم يتبق منها سوى خطوتين فقط (دون الإشارة إلى أي منهما) وعند اكتمال كل التفصيلات سيتم الإعلان عن المشروع الجديد الذي سيضمن أكثر من 164 صوتا مؤيدا داخل البرلمان لتشكيل الحكومة.
وكانت معلومات قد حصلت عليها «الشرق الأوسط» تفيد أن وثيقة بين المجلس الأعلى والعراقية كانت ستوقع أمس الأربعاء أساسها البرنامج الحكومي وأهداف المشروع بين الطرفين، لكن تريثا قد حصل في اللحظات الأخيرة أجل التوقيع وهو ما أشارت إليه المصادر في الائتلاف الوطني أيضا.
ووصفت المصادر زيارة المالكي إلى إيران بأنها «كانت سياسية تماما وليست حكومية، وتصرف خلالها رئيس الوزراء المنتهية ولايته كزعيم لحزب الدعوة وليس كرئيس حكومة، حتى أن كبار أعضاء الوفد كانا خضير الخزاعي، أمين عام حزب الدعوة - تنظيم العراق، المقرب جدا من إيران، الذي كان لسنوات طويلة يدرس اللغة العربية في طهران، وهادي العامري رئيس منظمة بدر»، منوها إلى أن «المالكي - ووفده - كان قد توجه مباشرة من المطار إلى مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي وقبل أن يقابل أي مسؤول حكومي، وهذه الحالات نادرة الحدوث في إيران، إذ إن خامنئي لا يلتقي القادة الذين يزورون طهران، لكن الأمر اختلف مع المالكي الذي حصل على تزكية أهم شخصية إيرانية» .
«الشرق الأوسط»