TODAY - October 22, 2010
المالكي يؤكد أن الحكومة المقبلة لن تغيب أي مكون عراقي
غول: الجوار يتحمل مسؤولية دعم العراق لحفظ أمنه وهويته


أسامة مهدي من لندن
إختتم نوري المالكي في تركيا جولة اقليمية قادته الى الاردن وسوريا ومصر وايران لمناقشة علاقات بلاده والبحث عن دعم لاستمراره في رئاسة الحكومة لولاية ثانية. وقد اكد الرئيس التركي عبد الله غول حرص بلاده على وحدة وإستقرار العراق وقال ان دول الجوار تتحمل المسؤولية في دعمه وإحترام سيادته وتشكيل حكومته.
اختتم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي جولة الى دول المنطقة بمباحثات اجراها مع القادة الاتراك حيث قال الرئيس التركي عبد الله غول إن دول الجوار تتحمل المسؤولية في دعمه وإحترام سيادته وتعزيز هويته وتشكيل حكومته من قبل جميع المكونات بينما اشار رئيس وزرائه رجب طيب اردوغان الى ان بلاده تقف إلى جانب جميع مكونات الشعب العراقي دون تمييز وان موضوع تشكيل الحكومة هو شأن عراقي في وقت قال المالكي ان المطلوب من دول الجوار دعم بلاده في هذا الإتجاه والوقوف إلى جانبه.
وخلال اجتماعه مع المالكي في اسطنبول اكد الرئيس غول "ان تركيا تربطها علاقات وثيقة ومصالح مشتركة مع العراق ولدينا الحرص على تقويتها بالإتجاه الذي يخدم البلدين والشعبين الجارين وان العراق يهمنا كثيرا ونتمنى له النجاح في مختلف المجالات وقد لاحظنا في زيارتنا الأخيرة لبغداد حدوث تطورات كبيرة وان المسيرة في العراق في تقدم ونحن ندرك ان المرحلة السابقة لم تكن سهلة بالنسبة لكم ولكنكم تمكنتم من مواجهة التحديات وتحقيق النجاحات وتثبيت السيادة وإجراء الإنتخابات دون مقاطعة من قبل أي طرف ومن حقكم كرئيس للوزراء أن تعتزوا بهذا الإنجاز الكبير" .
وأضاف الرئيس التركي "لقد مضت فترة على إجراء الإنتخبات ولم تتشكل الحكومة ولكن هذا الأمر يمكن أن يكون طبيعيا نظرا لأهمية المرحلة المقبلة والعراقيون هم من سيتخذ القرار بتشكيل حكومتهم وستنعكس إرادتهم أامام العالم" . وقال "في كلمتي الأخيرة في الأمم المتحدة أكدت على وحدة وإستقرار العراق وان دول الجوار تتحمل المسؤولية في دعمه وإحترام سيادته والمهم اليوم هو تعزيز الهوية العراقية وتشكيل الحكومة العراقية من قبل جميع المكونات وهذا قرار عراقي يفوت الفرصة على الإرهابيين الذين يريدون النيل من وحدة الصف العراقي وان مقاطعة أي طرف في عملية تشكيل الحكومة العراقية لايحقق المصلحة لا للبلد ولا للمكون أو الحزب الذي يقوم بذلك والمهم أن تتشكل الحكومة ضمن الأطر القانونية والدستورية وعلى دول الجوار مساعدة العراق في هذا الموضوع ولكن عملية تشكيل الحكومة تقع على عاتق العراقيين وحدهم".
من جهته قال المالكي "إن الحكومة القادمة سيكون شعارها تثبيت الأمن والبناء والإعمار وان تأخير تشكيلها أمر طبيعي لأننا نرى في البلدان المتعددة القوميات يحدث فيها مثل هذا الأمر فكيف لبلدنا الذي خرج من حكم دكتاتوري ويواجه تحديات وتدخلات خارجية ولكن لدينا سياقات دستورية سنعتمدها في عملية تشكيل الحكومة دون تغييب أحد من المكونات والمهم أن نضع مصلحة الدولة والشعب فوق مصلحة المكونات".
وأضاف " لقد كان البعض يعطي لنفسه حق التدخل في الشأن العراقي بذريعة الوجود الأجنبي ولكن ذلك قد إنتهى لا لإنهاء تلك الذريعة إنما من أجل سيادتنا التي تمكنا من إستعادتها إضافة إلى حرصنا على قيام أفضل العلاقات مع دول المنطقة وجميع دول العالم على أساس التعاون والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في تقرير عن الزيارة تسلمت "أيلاف" نسخة منه.
وتناولت مباحثات المالكي وغول تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات السياسية والإقتصادية والتجارية، والتأكيد على تبادل الزيارات وأهمية دور الشركات التركية المساند للعراق في عملية البناء والإعمار".
ثم غادر المالكي اسطنبول الى انقرة حيث اجرى مباحثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تم خلالها التأكيد على أهمية تقوية العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.
وقال المالكي "ان العراق وتركيا تربطهما علاقات استراتيجية نريد أن نعمل سوية على تقويتها وتطويرها في المجالات السياسية والإقتصادية والتجارية وان إستقرار العراق مهم ليس بالنسبة لنا فقط إنما لجميع دول المنطقة وان موضوع تشكيل الحكومة هو شأن عراقي والمطلوب من دول الجوار دعم العراق في هذا الإتجاه والوقوف إلى جانبه".
من جهته أكد اردوغان ان تركيا تقف إلى جانب جميع مكونات الشعب العراقي دون تمييز وان موضوع تشكيل الحكومة هو شأن عراقي والهوية العراقية هي التي تسبق أية هوية ثانوية مؤكدا دعم تركيا للعملية السياسية في العراق متمنيا تحقيق المزيد من النجاحات في الساحة العراقية.
وبالترافق مع زيارة المالكي الى تركيا فقد أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي تانير يلدز ان بلاده ستستثمر حوالي 3.2 مليارات دولار في العراق بعد الفوز بمناقصات لاستثمار حقول غاز عراقية امس .
واضاف ان الشركات واتحاد الشركات برئاسة شركة النقط التركية فازت بمناقصتين للعمل في اثنين من 3 حقول غنية بالغاز الطبيعي في شمال العراق. واوضح ان تركيا ستستثمر حوالي 3.2 مليارات دولار في الحقلين العراقيين، مضيفاً انه سيتم استخراج 100 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي. وقال ان المال الذي ستكسبه الشركة من استخراج الغاز في العراق سيستخدم في تمويل استكشاف الموارد المحلية.
وبمغادرة المالكي تركيا عائدا الى بلاده يكون قد اختتم جولة الى دول المنطقة قادته الى الاردن وسوريا ومصر وايران لمناقشة علاقات بلاده والبحث عن دعم لاستمراره في رئاسة الحكومة لولاية ثانية .
وضم الوفد المرافق للمالكي الناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ وعضو ائتلاف دولة القانون والمستشار السياسي لرئيس الوزراء صادق الركابي ووزير التربية وعضو ائتلاف دولة القانون خضير الخزاعي ووزير التخطيط علي بابان إضافة والقيادي في التيارالصدري بهاء الأعرجي.
وقام المالكي بجولته الى دول الجوار والمنطقة في وقت يخوض فيه صراعا على منصب رئاسة الحكومة المقبلة مع رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي زعيم الكتلة العراقية الفائزة في انتخابات اذار (مارس) الماضي .وحصل المالكي على تأييد من رجل الدين الشيعي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة والمدعوم من إيران.
ويشعر جيران العراق بالقلق من أن تستبعد الحكومة العراقية الجديدة إذا ما تولت السلطة تكتل العراقية ويبدون رغبتهم في "حكومة وحدة وطنية" تشمل العراقية. وتثير الأزمة السياسية في العراق مخاوف من تصاعد أعمال العنف في الوقت الذي ينحسر فيه الصراع الطائفي الذي شهدته البلاد عام 2006 خاصة مع بدء القوات الأميركية في الانسحاب من العراق والذي ستسكمله بنهاية العام المقبل.
ايلاف