TODAY - October 23, 2010
مصادر لـ «الشرق الأوسط»: الطاولة المستديرة تكليف رسمي من الأمم المتحدة وبموافقة السيستاني
عبد المهدي أول الواصلين إلى أربيل.. وائتلاف الحكيم: الثلاثاء المقبل سيكون حاسما

أربيل: شيرزاد شيخاني بغداد
أكدت مصادر مطلعة من داخل الائتلاف الوطني العراقي الذي يتزعمه عمار الحكيم أن الثلاثاء المقبل سيكون يوما حاسما بالنسبة للتحالفات التي شكلت والتحالفات المتوقع تشكيلها، لا سيما أنه بحلول ذلك اليوم يفترض أن تنتهي المهلة الزمنية التي كان التيار الصدري قد منحها لنوري المالكي، رئيس الوزراء المنتهية ولايته وزعيم ائتلاف دولة القانون، لتشكيل الحكومة وكسب رضا الأطراف السياسية الأخرى لإعادة ترشيحه لولاية ثانية.
كان التحالف الوطني، المكون من ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي، قد أعلن مطلع الشهر الحالي عن ترشيح المالكي لمنصب رئاسة الوزراء بغياب المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة الحكيم وحزب الفضيلة، ولكن بحضور التيار الصدري.
وقال مصدر: «إن فشل التحركات الداخلية لائتلاف دولة القانون لكسب تأييد القوى الأخرى جعله يتحرك في الاتجاه الخارجي لتغطية الفشل الداخلي فكانت الحركة المكوكية للمالكي إلى بعض الدول العربية والإقليمية كمحاولة أخيرة منه لقلب الأمور لصالحه».
إلى ذلك، دخلت الأمم المتحدة، عبر ممثلها في بغداد إد ميلكرت، على خط مشاورات تشكيل الحكومة بدعوتها هي الأخرى إلى «طاولة مستديرة» على غرار دعوتي مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، والحكيم من قبله، وبهذا ستتخذ أزمة تشكيل الحكومة العراقية طابعا دوليا. وأفادت مصادر بأن «الطاولة المستديرة»، التي دعا إليها إد ميلكرت وستنظم في أربيل، جاءت بتكليف رسمي من الأمم المتحدة وتحظى بموافقة المرجعية الشيعية عندما طرحها المبعوث الأممي الأسبوع الماضي على آية الله علي السيستاني خلال زيارته له في النجف. وأضافت المصادر أن هذه الطاولة ستوجه الدعوات لحضورها الأسبوع الحالي وقد وافقت عليها عدة أطراف كالقائمة العراقية بزعامة رئيس الحكومة الأسبق إياد علاوي والمجلس الأعلى وحزب الفضيلة، فيما يبقى موقف ائتلاف دولة القانون مترددا بين القبول والرفض.
كان عادل عبد المهدي، نائب رئيس الجمهورية والقيادي في المجلس الأعلى ومرشح الائتلاف الوطني لرئاسة الحكومة المقبلة، أول الواصلين إلى أربيل أمس للمشاركة في الاجتماعات المرتقبة. وأشار مصدر في ديوان رئاسة إقليم كردستان لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الرئيس العراقي جلال طالباني سيصل اليوم إلى أربيل للقاء بارزاني وقادة الإقليم للتشاور معهم حول مستجدات الوضع السياسي في العراق، إلى جانب تفعيل مبادرة بارزاني بجمع الكتل العراقية حول طاولة واحدة للتفاوض والبحث عن الحلول التوافقية لمشكلة تأخر تشكيل الحكومة العراقية. وأضاف المصدر: «ويتوقع أيضا وصول رئيس القائمة العراقية إياد علاوي، ويعقبه ممثلو العديد من الكتل والقوى السياسية العراقية المعنية بتشكيل الحكومة المقبلة».

كان بارزاني قد اجتمع أول من أمس مع أعضاء الكتلة الكردستانية بمكتبه، في مصيف صلاح الدين، للتشاور معهم حول حصيلة نتائج المفاوضات التي أجراها الوفد الكردي في بغداد تمهيدا للقاءات المرتقبة. وقال سامي شورش، القيادي في التحالف الكردستاني، في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط»: «إن الاجتماع كان إيجابيا ومثمرا ميزه حضور أعضاء كتلة التغيير المعارضة التي سبق أن أعلنت مقاطعتها لاجتماعات الوفد مع الكتل السياسية العراقية»، مشيرا إلى أن «الاجتماع راجع مجمل نشاطات الوفد الكردستاني في بغداد، وتم تقييم أداء الوفد بشكل إيجابي، كما جرى التشديد على التزام جميع أطراف الكتلة بوحدة الصف الكردي وتعزيز الدور الكردي على صعيد حل الأزمة الحكومية».
يذكر أن بارزاني كان قد التقى الأربعاء السفير الأميركي في بغداد جيمس جيفري وبحث معه خطواته من أجل التمهيد لعقد طاولة مستديرة تضم جميع الأطراف السياسية العراقية للإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة. وشدد بارزاني خلال اللقاء على «ضرورة تشكيل حكومة شراكة وطنية بقاعدة واسعة تمثل جميع المكونات الأساسية في العراق، وأن تكون لهذه المكونات دور في رسم السياسة العامة للبلاد وإدارتها وفقا للآليات الدستورية». وتلقى بارزاني أثناء اللقاء دعم الإدارة الأميركية حول مجهوده بعقد الطاولة المستديرة بغية جمع الفرقاء السياسيين على الحلول المرضية لإخراج العراق من أزمته الحالية.

«الشرق الأوسط»