TODAY - October 23, 2010
الوثائق السرية لحرب العراق تورط حكومي في فرق الرعب وتمويل إيراني للميليشيات
عضو بائتلاف دولة القانون: الاتهامات ضد المالكي تأتي لضرب الاستقرار * كلينتون تدين التسريب

لندن
كشف موقع «ويكيليكس» عن أن مئات المدنيين قتلوا على الحواجز الأميركية في العراق وأن الجيش الأميركي تستر على أعمال التعذيب التي تمارسها قوات الأمن العراقية حسبما أفادت قناة الجزيرة أمس نقلا عن وثائق سينشرها الموقع.
وقدمت الجزيرة وفق بيان صحافي وصلت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه «أهم الاستخلاصات» الواردة في وثائق سيقوم الموقع، المختص بتسريب الوثائق العسكرية، بكشفها في الساعات المقبلة وتغطي الفترة بين بداية عام 2004 ونهاية عام 2009.
وأبرز هذه الاستخلاصات، بحسب البيان، قيام الجيش الأميركي بـ«التستر على أعمال التعذيب» التي تعرض لها سجناء عراقيون على أيدي قوات الشرطة والجيش العراقيين، وأفادت وثائق «ويكيليكس» بأن «الولايات المتحدة كانت على علم بأعمال التعذيب هذه، لكنها أمرت جنودها بعدم التدخل».
كما كشفت الوثائق عن أن «مئات المدنيين قتلوا على حواجز تسيطر عليها القوات الأميركية» وذلك على الرغم من أن التصريحات الرسمية الأميركية تنفي ذلك.
وأضافت الجزيرة أن «عدد القتلى المدنيين في العراق أكثر بكثير مما هو معلن». وقالت: إن وثائق «ويكيليكس» تشير إلى «تورط» رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي «في إدارة فرق الاعتقال والرعب».
ورد عبد الهادي الحساني عضو ائتلاف القانون الذي يقوده المالكي على الاتهامات بقوله، في قناة «الجزيرة»، إن أهل مكة أدرى بشعابها، والشعب العراقي واع لما يحدث في العراق، وهناك محاولة للتشويش على العراقيين ومحاولة لتأجيج الطائفية، والتأثير على نجاحات نوري المالكي، وإنها حرب على العراق وبروباجندا وأموال مسخرة ضد المشروع العراقي، وتأتي التسريبات في وقت التقدم الأمني العراقي. وإن هذه التسريبات أكاذيب، ولها أبعاد وأبرزها ترشح المالكي لتشكيل الحكومة العراقية، وإن حزب المالكي لا يقبل باستخدام العنف ونحن نعرفه، وهو قائد القوات المسلحة ولا يحتاج لمثل هذا وخلط الأوراق لا ينطلي على شعبنا، لأن المالكي والمشروع العراقي ترسخا في العراق، من أجل توحيده بعيدا عن الطائفية.
ويرد الحساني على اتهام المالكي بالمسؤولية عن إشرافه على فرق رعب بالنفي التام، بل يقول إن الهدف هو تشويه صورة المالكي الذي أحبه العراقيون، خصوصا في الوقت الذي يبذل فيه جهدا من أجل تشكيل الحكومة، والهدف هو تمزيق المشروع الذي يقوم به المالكي لضمان وحدة العراق، وهو جهد تبذل ضده أموال وفتاوى من دول معلومة لتشويه صورة المالكي.
وتكشف الوثائق العسكرية الأميركية أيضا عن «دور إيراني سري في تمويل وتسليح الميليشيات الشيعية».
ووفقا لموقع قناة «الجزيرة»، ترسم الوثائق صورة للمالكي بعيون الأميركيين، فيبدو رئيس الوزراء المنتهية ولايته شخصا طائفيا منحازا بالقوة إلى طائفته الشيعية على حساب مواطنيه السنة، كما تصور هذه الوثائق وجها خفيا للمالكي وهو يقود فرق الرعب.
أما إيران، حسب البيان الذي وضعته «الجزيرة»، فكانت حاضرة في المشهد العراقي، ولكن على نحو سري؛ عبر تهريب السلاح التقليدي لإمداد الأحزاب والمنظمات الشيعية الموالية لها، وخصوصا جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر ومنظمة بدر التي كانت الجناح العسكري للمجلس الإسلامي العراقي الأعلى بقيادة عائلة الحكيم، قبل أن تتحول تلك المنظمة إلى تنظيم سياسي وفق ما هو معلن.
واللافت أن التقارير السرية حسب الوثائق المسربة في حالة إيران، تذكر أسماء عملاء تقول إنهم ضباط مخابرات إيرانيون كانوا يعملون بشكل يومي في العراق، وإن بعضهم متورط في شن هجمات بالصواريخ على المنطقة الخضراء، علاوة على إقامة نقاط تفتيش مشتركة في المناطق الشيعية يشرف عليها عناصر أمن إيرانيون بوجود عناصر من جيش المهدي ومنظمة بدر.
كما يكشف «ويكيليكس»، بحسب الجزيرة، عن وثائق جديدة عن ضحايا الشركة الأمنية الأميركية الخاصة «بلاك ووتر» من المدنيين.
وحذر متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، أمس، من أن الوثائق العسكرية السرية التي يستعد موقع «ويكيليكس» لنشرها قد تشكل تهديدا للقوات الأميركية والعراقيين المتعاونين معها.
وبينما كانت هناك حالة ترقب لبث موقع «ويكيليكس» 400 ألف وثيقة عن حرب العراق في التاسعة من صباح اليوم بتوقيت غرينتش، أدانت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، مساء أمس، بأشد العبارات أي تسريب لمعلومات يسبب ضررا للأميركيين. وقال مسؤولون أميركيون، أمس، إنهم يسابقون الزمن من أجل احتواء الضرر المتوقع، بينما قال قائد «الناتو»، فوغ راسموسن، إن كشف هذه الوثائق سيخلق وضعا غير مريح. وفي الاتجاه نفسه قال متحدث باسم «البنتاغون» إن الوثائق المسروقة ستضع حياة جنود في خطر. وفي بغداد امتنع المتحدث باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، والكولونيل باري جونسون المتحدث باسم القوات الأميركية عن التعليق مساء أمس.
وأعلن موقع «ويكيليكس» الإلكتروني المتخصص في المعلومات الاستخباراتية أمس أنه سيصدر «إعلانا مهما» في أوروبا اليوم رغم تحذير حلف شمال الأطلسي من نشر معلومات تتعلق بالحرب في العراق.
وجاء في الرسالة التي نشرت أمس عبر حسابه في موقع «تويتر»: «إعلان مهم عن ويكيليكس في أوروبا في العاشرة صباح الغد» أي اليوم. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية لم يوضح الموقع أين سيتم الإعلان في أوروبا والتوقيت بالنسبة لساعة غرينتش.
وكان الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن حذر أمس في برلين من تسريبات جديدة لموقع «ويكيليكس» الإلكتروني الذي أشارت الصحف إلى أنه يعتزم نشر آلاف المستندات العسكرية السرية قريبا. ورد راسموسن لدى سؤاله خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: «هذه التسريبات مؤسفة للغاية» وإنها «يمكن أن تعرض حياة جنود ومدنيين للخطر». وكانت كريستين هرافنسون المتحدثة باسم «ويكيليكس» أعلنت الاثنين الماضي أن الموقع يستعد لنشر مستندات لكن من دون أن تحدد ماهيتها. واكتفت بالقول: «كل ما يسعني قوله هو أن ويكيليكس سينشر أمرا ما قريبا جدا».

«الشرق الأوسط»