TODAY - 09 November, 2010
المالكي يخشى افراغ العراق من المسيحيين في زيارة لكنيسة سيدة النجاة

المالكي عند مدخل كنيسة سيدة النجاة التي تعرضت لاعتداء مروع الاسبوع الماضي يرافقه رجال دين مسيحيون (ا ف ب)

بغداد – العالم
دعا رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي أمس الثلاثاء خلال تفقده الكنيسة التي تعرضت لاعتداء في بغداد الاسبوع الماضي الى عدم التشجيع على هجرة المسيحيين من العراق.
وقال "ابعث من هذا المكان رسالة لكل الدول التي تفاعلت (...) ايجابيا من خلال تقديم الخدمات للجرحى وهذا موقف نبيل، لكن نطلب ان لا تكون هناك هجرة"، في اشارة الى فرنسا التي تستقبل الجرحى وتمنحهم حق اللجوء.
ونقلت طائرة فرنسية مساء امس الاول 35 من جرحى الاعتداء على كنيسة السريان الكاثوليك في 31 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي الذي اوقع 46 ضحية من المصلين بينهم كاهنان بالاضافة الى سبعة من عناصر الامن.وبعد الاعتداء، طلب وزير الهجرة الفرنسي اريك بيسون من اجهزة وزارته استقبال ما مجموعه 150 مسيحيا عراقيا، وسيتم نقل مجموعة اخرى من 93 عراقيا قريبا.
واضاف المالكي بحضور رجال دين وشخصيات "اعزي بهذه الفاجعة المسيحيين في العراق والعالم، انها جريمة بشعة (...) هدفنا هو تحقيق العدالة والمساواة بين الجميع، والمسيحي من عمق الحضارة التي نفتخر بها، وعلينا تحمل المسؤولية تجاه المسيحيين".
ورافقه في الزيارة وزير الصناعة والمعادن فوزي فرنسوا حريري ووزيرة حقوق الانسان وجدان ميخائيل.
وتابع المالكي "طلبت من قداسة البابا خلال زيارتنا الاخيرة ان لا يدع الشرق يخلو من المسيحيين ولا الغرب يخلو من المسلمين، واكدنا ان تنظيم القاعدة الارهابي اظهر صورة بشعة ليست الصورة الحقيقية للاسلام".وكان المالكي التقى بابا الفاتيكان في تموز (يوليو) 2008.
وتندرج عملية اخلاء الجرحى ضمن اطار مبادرة اتخذتها الرئاسة الفرنسية في خريف العام 2007 لاستقبال عراقيين "ينتمون الى اقليات دينية ذات وضع حساس".واستقبلت فرنسا حوالى 1300 مسيحي منذ ذلك الحين.
يشار الى ان تنظيم القاعدة اعتبر مؤخرا ان مسيحيي العراق هم "اهداف مشروعة".
وقال المالكي "اطلعت على تقرير من أسيادهم (في اشارة الى عناصر القاعدة) يقول أن بقاء هذه الحكومة لن يمكننا من إثارة الفتنة الطائفية بين جميع الأديان والقوميات والمذاهب". واضاف "لذلك هم يفهمون بان هذه الحكومة التي قاتلتهم ليس باسم طائفة معينة إنما قاتلتهم باسم العراق وبجهود كل العراقيين الذين يؤمنون بهذا البلد". وزاد "لم نقاتلهم بميليشيات مقابل ميليشيات أو عصابات مقابل عصابات بل قاتلناهم باسم جميع العراقيين، ورغم ألمنا ومصابنا بهذا الحادث فإننا لن نخضع لمخططاتهم وأعمالهم الإرهابية المستمرة".
وتابع "بالأمس (الاثنين) كان لهم جرائم اخرى في كربلاء والنجف والبصرة وسيعملون على تعطيل العملية السياسية وبناء الدولة، وكل يوم يسقط منا شهداء ولكن ذلك لن يفت في عضدنا".
وخلص الى القول ان "المسيحيين أخواننا وشركاء في هذا البلد وجميع مطالبهم وإحتياجاتهم يجب أن تنفذ بسرعة وهذا ليس منة منا بل هو واجبنا ووظيفتنا تجاه جميع العراقيين".