TODAY - November 11, 2010
انضمام علاوي والهاشمي الى اجتماع القادة وسط سيناريوهات متضاربة لجلسة البرلمان اليوم
«الطاولة» تجعل كل الاشياء تتحرك بسرعة في بغداد.. والمشهد يستعد لتقبل «تنازلات كبرى»

مسن عراقي يستقل دراجة هوائية في كركوك امس بالقرب من دورية اميركية تؤمن شارعا اثناء زيارة رئيس فريق اعمار المحافظة (رويترز)

بغداد – اميمة يونس
بعد شهور من البطء والتلكؤ في ملف تشكيل الحكومة، صارت كل الاشياء تتحرك بسرعة في بغداد امس الاربعاء، على وقع عنف يتنقل بلا انقطاع من مدينة الى اخرى، وبدا وكأن المشهد السياسي يستعد لتقبل حزمة تنازلات كبرى من الجميع، يمكنها ان تؤدي لإبرام صفقة الوزارة الجديدة اذا لم تتدخل تطورات مفاجئة لإفسادها.
ورغم ان العديد من المصادر التي كانت تنقل ما يجري في اجتماع قادة الكتل الفائزة في منزل رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني داخل المنطقة الخضراء، ظلت تؤكد ان معلوماتها "صحيحة حتى هذه اللحظة" ويمكن ان تتغير "في اي لحظة"، الا ان العنصر البارز في مجمل المشهد هو "التنازلات الكبرى".
وظهرت مؤشرات تفاؤل بعد انضمام زعيم العراقية اياد علاوي مع حليفه البارز طارق الهاشمي الى اجتماع امس، بعد ان قاطعا الاجتماع الثاني امس الاول.
ويقول مصدر مطلع ان "تنازل القائمة العراقية عن جملة استحقاقات لصالح حكومة يرأسها نوري المالكي، قابله تنازل المالكي عن مجموعة اعتراضات بشأن تقاسم السلطة ومجلس السياسات الاستراتيجية" الذي ربما يكون من حصة اياد علاوي.
وأعلن بعد نهاية الاجتماع عن انعقاد جلسة للبرلمان اليوم الخميس ستكون "حاسمة" تعرض فيها الكتل موافقتها النهائية بشأن الصفقة، رغم ان مصادر مقربة من العراقية ظلت تشك في ذلك وتحتمل حصول "تأجيل في اللحظة الاخيرة" كي ترجأ الصفقات الى ما بعد العيد.
وتردد ان علاوي والمالكي عقدا بعد الاجتماع "اجتماعا منفردا مع بارزاني، لمناقشة اشياء هامة يتطلبها الاتفاق النهائي".
وكشف مصدر قريب من مفاوضات قادة الكتل السياسية التي تعقد في العاصمة بغداد منذ ثلاثة ايام، بأنها خرجت امس الاربعاء بعدد من التوصيات، مؤكداً لـ"العالم" ان جميع الكتل "اتفقت على تشكيل المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية العليا، دون ان يتم التطرق الى الشخصية التي ستتولى هذا المنصب".
وتابع "لقد تم الاتفاق خلال الاجتماع على ضرورة الالتزام بالدستور، وكذلك تم التأكيد على مفهوم التوافق والياته" مضيفاً "توصل المجتمعون الى اتفاق يتلخص في ان يكون هناك توافق على القضايا المصيرية داخل مجلس السياسات تحديداً، من خلال التصويت عليها بنسبة تقترب من الاجماع".
من جانبه، اكد شاكر كتاب، المتحدث باسم حركة تجديد بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، بان غياب الاخير عن اجتماع امس الاول لا يعني ان العراقية قد قاطعت الاجتماع والدليل على ذلك حضور اغلب قادتها الى الاجتماع (في اشارة الى رافع العيساوي وصالح المطلك واسامة النجيفي)، لكنه اشار الى ان "العراقية تعمل وتأمل على توفير ارضية حقيقية وثابتة للوصول الى نتائج تتناسب مع حجمها السياسي والانتخابي فضلاً عن المعنوي".
وفيما اذا تم التطرق الى قضية المناصب الرئاسية الثلاث قال "لقد تم بحث هذا الموضوع بشكل اولي وفي جلسة خاصة امس الاول (الثلاثاء)، حيث تم ارجاء التفاصيل الى اجتماع الاربعاء". لكنه ألمح الى ان "قضية المناصب لم تحسم الى اية جهة" مستدركا "الا اذا اجتمع البرلمان واقر هذه الترشيحات". ويؤكد مصدر حكومي لـ"العالم" ان اميركا "دخلت على خط مفاوضات تشكيل الحكومة بالطريقة التي لا تريح اي طرف" (بحسب قوله). واوضح "بالرغم من الخلافات الحاصلة بين الاطراف السياسية وما الت اليه فان العديد من الجهات السياسية تريد ان تتشكل الحكومة عراقياً دون تدخل اي طرف خارجي". وتوقع المصدر "ان يشهد اليومان المقبلان مفاجآت عديدة، خاصة مع دخول اميركا على الخط، من اجل التأكد من ان تكون القائمة العراقية (بزعامة رئيس الحكومة السابق اياد علاوي) ممثلة وفقاً لحجمها الحقيقي عبر تحقيق مطالبها"، مضيفاً "فاذا نجح الاميركان بجهودهم تلك فان من المرجح ان يؤول منصب رئاسة الجمهورية الى العراقية مع منحهم 9 وزارات خلال الحكومة المقبلة" بحسب قوله.
الى ذلك، اكد عزة الشابندر، عضو ائتلاف دولة القانون ان اميركا تحاول جاهدة منح منصب رئاسة الجمهورية الى زعيم القائمة العراقية (علاوي)، نافياً ان "يكون لاميركا تاثير كبير على المالكي حاليا، بشأن منصب رئاسة الجمهورية (الذي يتمسك به الاكراد)".
ويؤكد الشابندر ان العراق "سيبدأ تشكيل حكومته اما باغلبية سياسية (التحالف الوطني والاكراد دون العراقية) او من خلال الشراكة الوطنية".
وفيما اذا ستعقد جلسة البرلمان اليوم الخميس قال "هناك تصميم قوي لدى التحالف الوطني من اجل ان تعقد هذه الجلسة" مستدركاً "قد يلين الموقف مع قبول الاكراد على تاجيل الجلسة، وعلى الارجح سنتماشى مع هذه الرغبة" لكنه اكد "سوف لن يتجاوز تاجيل الجلسة يوم الاحد المقبل" بحسب قوله.
ويقول مصدر مطلع داخل التحالف الوطني رفض الكشف عن اسمه، ان الاميركان منزعجين من المجرى الذي اتخذته عملية تشكيل الحكومة، موضحاً لـ "العالم" ان اميركا "غير مطمئنة من سير الامور وتخشى ان تكون لمسات طهران اوضح مما ينبغي، وهذا سيجعل بعض الامور تتأخر".
وكان قادة الكتل السياسية بدءوا اجتماعهم، الاثنين، في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق وفقا لمبادرة رئيسها مسعود البارزاني، لكن الاجتماع لم يسفر عن أي نتائج تذكر، وأعقب الاجتماع الأول اجتماع ثان عقد مساء الثلاثاء بمنزل البارزاني ببغداد استمر حتى منتصف الليل، والذي تخلف عنه زعيم القائمة العراقية إياد علاوي، والقيادي فيها طارق الهاشمي، فيما انسحب من الاجتماع نائب رئيس الجمهورية والقيادي بالمجلس الاعلى الاسلامي عادل عبد المهدي.
alalem