TODAY - November 23, 2010
الحكومة تعلن نفاد الأموال المخصصة لمساعدة الارامل والعاطلين.. ونواب يسـألون: كيف صرفت في غياب البرلمان؟
بغداد - جاك هيلي
اجتمع الزعماء العراقيون أمس الاول الاحد، للمرة الرابعة فقط منذ الانتخابات البرلمانية العامة في السابع من آذار (مارس) وقاموا بتأخير تشكيل الحكومة الجديدة لبضعة ايام على الاقل.
ومنح هذا التأجيل رئيس الوزراء نوري المالكي ومنافسيه في البرلمان وقتا اضافيا لمواصلة المساومات من أجل الحصول على الوزارات التي ستكون مصادر مهمة للسلطة والنفوذ.
وبالرغم من استمرار عمل الحكومة خلال الاشهر الثمانية التي اعقبت الانتخابات، فإن الجمود السياسي كان له ثمن ملموس في الشارع العراقي. وبرهن على ذلك بيان أمس الاول الأحد، اصدره اسامة النجيفي رئيس البرلمان وذكر فيه انه تسلم رسالة من الحكومة تعترف فيها بانها لاتمتلك الاموال الكافية لدفع الدفعات الشهرية المخصصة للارامل والعاطلين عن العمل ولبقية المحتاجين من العراقيين.
وقالت رسالة الحكومة انها لن تكون قادرة على استئناف تلك المساعدات لحين اقرار الميزانية الجديدة.
ودعا بعض النواب الى اجراء تحقيق لكشف مسببات نقص الاموال. وقال نواب آخرون انهم لم يُفاجأوا بمعرفة ان البئر قد جفت.
وقال اياد السامرائي الرئيس السابق للبرلمان ان "الامر كان متوقعا، فعندما تأخر البرلمان (في عقد جلساته) كل هذه الشهور فانه توقف عن مراقبة الحكومة وتحميلها المسؤولية".
وكان الزعماء العراقيون اعلنوا قبل اقل من اسبوعين عن اتفاق لتقاسم السلطة لضم مكونات البلاد الرئيسية العرقية والدينية في حكومة وحدة وطنية هشة يقودها نوري المالكي ذو التوجهات الدينية والذي اصبح رئيسا للوزراء في عام 2006 في فترة تراجعت فيها اراقة الدماء. ويبدو ان آخر اسباب التأخير تتمركز حول سؤال هو: هل سيقوم الرئيس جلال طالباني الذي اعاد البرلمان انتخابه رئيسا، بتكليف المالكي رسميا ليشكل الحكومة الجديدة؟
وعلى ما يظهر فان طالباني قام باكثر من ذلك عندما سمى المالكي ليكون رئيسا للوزراء لفترة ثانية قبل يوم واحد من اعلان اتفاق التشارك بالسلطة.
وبموجب الدستور العراقي المطاط احيانا فان لدى المالكي فترة امدها ثلاثون يوما لاختيار وزرائه بعد تكليفه كرئيس للوزراء. لكن زعماء العراق يقولون ان طالباني لم يقم بذلك بصورة رسمية حتى الان، ومن المحتمل ان لا يقوم بذلك حتى يوم الخميس القابل.
وعلى اية حال فقد التقى الرجلان- طالباني والمالكي- ليلة الاحد في اجتماع هنأ فيه المالكي طالباني لاعادة انتخابه رئيسا. وقال المالكي في الاجتماع "تمنياتي بنجاح الرئيس في اداء مهامه في السنوات الاربع القادمة".
وشهد الاحد الماضي ايضا الاعلان عن مقتل جندي اميركي باطلاقات من اسلحة خفيفة في شمال العراق فيما كان يقوم بتقديم المشورة للجيش العراقي. وهذا الجندي الذي لم يعلن عن اسمه هو الثالث الذي يُقتل بنيران معادية منذ أن أنهت الولايات المتحدة العمليات القتاليةَ رسمياً في نهاية آب (اغسطس).
وينتشر الآن نحو 49 ألفا و700 جندي اميركي في العراق، ومن المقرر ان يتم انسحابهم بصورة كاملة في نهاية عام 2011.
وشهدت مدينة الموصل التي لا تزال تجري فيها اعمال عنف قوية هجوما قام به رجال مسلحون على منزل المراسل التلفزيوني مازن مردان وقتلوه رميا بالرصاص، وفقا لما ذكرته الشرطة هناك. ومن المعروف ان اكثر من 140 صحفيا عراقيا قُتِلوا منذ بداية الغزو في عام 2003 حسب ارقام وكالة حماية الصحفيين.
عن نيويورك تايمز
رد مع اقتباس
