TODAY - November 27, 2010
عزت الشابندر النائب عن ائتلاف دولة القانون يؤكد:
علاوي مسؤول عن تشتت العراقية والمالكي سيتمرد على "الدعوة"


فتح عزت الشابندر النائب عن ائتلاف دولة القانون الملفات المسكوت عنها في تشكيل الحكومة العراقية، مشيراً في حديث خاص لـ "ايلاف" الى اياد علاوي زعيم القائمة العراقية مسؤول عن تشتت قائمته، نظراً لافتقاره لمشروع وطني، والمح الشابندر الى ان المالكي سيتمرد على حزب الدعوة.

قال عزت الشابندر النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي ان اياد علاوي زعيم القائمة العراقية مسئول عن تشتت قائمته لانه عمل على شخصنة القضية ولم يكن له مشروع وطني راسخ، وأشار الشابندر في حديث خاص لـ "إيلاف" إلى ان المالكي سيتمرد على حزب الدعوة الذي يقوده اذا لم يقتنع الحزب ان المجئ للسلطة يتطلب منه انفتاحا وطنيا وليس انغلاقا تكتليا، واقر بأنه قد اقنع صالح المطلك في الدخول الى الحكومة مقابل تطمين مخاوفه وتبديد شكوكه. الى ذلك تحدث عزت الشابندر في حواره مع "إيلاف" عن عدد ليس بالقليل من القضايا ذات الصلة بالواقع الحزبي والسياسي في العراق.

النائب العراقي عزت الشابندر

كنت في القائمة العراقية وانتقلت لقائمة المالكي وتصرح بان اياد علاوي فاشل .. لماذا؟
لو كان اياد علاوي ناجحا لبقينا معه، فهو لا يمتلك برنامجا ويتحمل مسؤولية انقسام أفراد القائمة العراقية لانه دفعهم للتشتت والتفرق عدا انه اعتمد الشخصنة، واعني بالكلمة الاخيرة شخصنة المشروع وشخصنة القائمة العراقية، بينما كان عليه ان يكون مدركا منذ البداية انه بحاجة لمشروع وطني راسخ، وان يكون مثلا اعلى وقدوة، لكن طوال سبعة أشهر وأعضاء القائمة العراقية يرون علاوي يقاتل للحصول على منصب رئيس الوزراء لنفسه دون غيره، وعندما أصابه اليأس من ذلك صار يقاتل للحصول على منصب رئيس الجمهورية، ولما فشل في ذلك ايضاً صار يسعى للحصول على منصب تنفيذي, فجاء به أعضاء العراقية للحصول على رئاسة الوزراء، ولما فشل وعجز عن تحقيق ذلك ادركوا عدم قدرته على فعل شيء.

الحكومة الجديدة صنيعة طهران والمالكي فرضته إيران؟
ربما تكون ايران قد انتصرت على اميركا في العراق، لكن ايران لم تسجل اي انتصار سياسي، كما انها لم تمتلك تاثيرا على الساسة العراقيين، ولو عدنا للبداية نجد ان ايران كانت قد اختارت إبراهيم الجعفري لكنها لم تنجح في فرضه، ثم اختارت عادل عبد المهدي ولم تنجح في تمريره، ثم جعفر الصدر ولم تنجح ايضا في تنصيبه، ولهذا اضطرت للقبول بالمالكي ولو كانت ايران قد نجحت في العراق لجعلت عمار الحكيم يقبل بالمالكي، او لأجبرت مقتدى الصدر على القبول به منذ البداية. الحقيقة ان التدخلات الخارجية لم تنجح في العراق حتى اميركا لم تنجح في فرض ما تريده، فالساسة العراقيون استثمروا التدخل الخارجي، كل واحد وفق مصلحته وهذا امر مفهوم.

كيف أقنعت صالح المطلك بالاشتراك في الحكومة المقبلة؟
صالح المطلك رجل افهمه جيدا واستطيع قراءة مواقفه بشكل سريع والتفاهم معه اكثر من غيره، وهو امر سهّل عملية الاقتراب من بعضنا وتشجيعه على تبديد الهواجس والشكوك التي كان يعيشها تجاه بعض الأفراد, فالرجل كان ايجابيا على الرغم مما يعيشه من هواجس وشكوك, وفي ظني ان إشراك صالح المطلك المشمول باجتثاث البعث في الحكومة هي الخطوة الموضوعية تجاه المصالحة الوطنية، حيث تحقق مشاركته بالحكومة المصالحة الوطنية اكثر من غيره، كما انه يتمنى التعايش مع رغبة الواقع الجديد لكن عنده هواجس وشكوك عملنا على تبديدها بشكل او بآخر.

انتقد الكثيرون توزيع اسامة النجيفي رئيس البرلمان 200 مليون دينار على مناطق سنية؟
لاشك ان العدد الاكبر من القادة العراقيين ليسوا بطائفيين، لكن هناك عوامل ادت الى حدوث هذا الواقع حيث تحركت نوازع وعوامل الطائفية بعد سقوط صدام حسين ومن هنا أصبح هناك سباق حائر بين القادة والواقع العراقي والقادة ان لم يكونوا كبارا وكانوا هواة فإنهم كثيرا ما ينساقوا مع هذه الظاهرة ويصبحون اسرى لها، لكن ان وجد هؤلاء القادة نجاحا وثقلا للمشروع الوطني فانهم سيميلون نحوه, هناك صراع بين المشروع الوطني والمشروع الطائفي لكن ان تلمسوا المشروع الوطني ارتفعوا اليه غير ان الواقع العراقي الحالي مؤسف حيث لم نجد من يعطي صوته للمشروع الوطني وتم التصويت للطائفة.

هناك صراع شديد بين طارق الهاشمي وصالح المطلك على منصب نائب رئيس الجمهورية، ويقال ان هناك تدخل قطري سوري بهذا الشأن؟
حل هذا الموضوع سهل وواضح وأظن ان تشكيلة الحكومة ستعتمد مجموعة من النقاط، منها عدد المقاعد لكل كتلة والذي سيكون حاسماً، اما بالنسبة لمنصب نائب رئيس الجمهورية فانه بحساب عدد المقاعد مثلا فان طارق الهاشمي له 7 مقاعد في حين يمتلك المطلك 24 مقعد مقعدا لهذا فان الأمر يمكن حسمه بسهولة وهنا يضعف الدور السوري او القطري او غيره وبشكل عام يضعف الدور العربي في هذه النقطة تحديدا أمام الحساب وبغض النظر عن الدور القطري, السوري فان الإشكالية التي يواجهها المطلك تكمن في شموله باجتثاث البعث ضمن قانون المساءلة والعدالة ومدى إمكانية رفع الاجتثاث عن المطلك قبل تشكيل الحكومة او بعده.

يقول نواب ان الوزارات الأمنية تباع الواحدة منها بصفقات وصلت 5 مليون دولار؟
سمعنا عن وجود (سوق مفتوح) لبيع الوزارات والمناصب، لكنني شخصيا لم أتعرض لمثل هذا الموقف حيث لم يأت اليّ أحد ما ليبيعني او يشتري مني، لم يقترب احد مني في كلا الاتجاهين.

هل تعتقد ان المالكي سيتمرد على حزب الدعوة ويصبح زعيما وطنيا؟
قناعتي الوجدانية الخاصة ان نوري المالكي يكمن رغبة جامحة بأن يكون قائدا لكل العراقيين وهو الإسلامي المتشدد الديني صاحب نظرية الدولة الإسلامية، وجدته يتخلى عن ذلك ليس لضعف تدينه ولكن لإدراكه وقناعته ان العراق بلد متلون الأعراق والمذاهب، ومن يملك التخلي عن عقيدة دينية مترسخة ومتجذرة من أيام حكم صدام حسين فانه لن يكون يسيرا عليه عندما تتعارض توجهاته كزعيم وقائد سياسي ان يتخلى عن أفكار لا يصلح تطبيقها في بلد كالعراق. وانا لا استبعد احتمالية نشوب صراع بين الرجل الواعد وبين حزب، ثقافته هي هذه، ولم ترتق لحد لان الى ثقافة قائد متعدد الأطياف، وينبغي على كل الأحزاب التي تنمو ضرورة الانغلاق، لكنها حين تصل الى السلطة تجد نفسها أمام حالتين اما ان تكون منفتحة وحاكمة او ان تكون منغلقة وحاكمة وهي أمام احتمالين اما تنجح او تفشل وفي هذه الحالة ليس ضروريا ان يكون المالكي جزءا منها.

كيف تقيّم علاقة المالكي بحزب الدعوة طوال الاربع سنوات الماضية؟
اعتقد انه في الأربع سنوات الماضية نجح المالكي في الخروج من الحزب في أكثر من واقعة فمثلا الخطاب العام عن المصالحة الوطنية الذي أطلقه ثم تراجع عنه لأسباب تكتيكية، إضافة للخطاب العلماني وهو الخطاب العام الذي اعلنه المالكي وتراجع عنه ايضا"، ثم خروجه عن التحالف الوطني قبل الانتخابات وتشكيله ائتلاف دولة القانون وهو امر أصر عليه عكس رغبة جزب الدعوة الذي كان له رأي معاكس، وغيرها من الوقائع التي نستنتج منها ان المالكي كان يتعامل بمنظور استراتيجي ويتراجع تراجعا تكتيكا، وأظن انه سيعاود تحركاته الإستراتيجية وخطابه الوطني الذي يتوجه به ليكون قائدا وسيكون هناك صراع بين توجهات المالكي كزعيم وطني وبين حزب الدعوة.

التيار الصدري الشيعي منح المالكي فرصة الولاية الثانية.. أليس لتوجهه الوطني؟
التيار الصدري لم يمنح شيئا لان المالكي كان قويا بصموده وإبقاء كتلته متماسكة وهو الأمر الذي منحه والآخرين الأسباب ليفوز بولاية ثانية، كل من حوله تشتت والوحيد الذي بقي ثابتا كان المالكي. فجاءه الآخرون و لو نعرف كم خطا احمرا فرض عليه لادركنا الموقف وكان عليه ان يتنحى ويبقى منصب رئاسة الوزراء لكتلته دولة القانون، ولو تمت معرفة حجم الضغوطات الاقليمية التي مورست من اجل اقصائه لكنه بقي ثابتا. كنت أناقش زملاء ساسة كثيرون عارضوا رأيي، وكنت اقول ان المالكي سيتولى الوزارة لدورة اخرى وكانوا يضحكون مني، بل واتخذوا من أحاديثي موضوعا للتندر لكن الجميع يقول اليوم لقد هزمنا فلم يتوقعون ذلك. اسامة النجيفي مثلا قبل ساعات من عقد جلسة مجلس النواب كان يقول "على جثتي يصبح المالكي رئيسا للوزراء", لكنه كان اول من حصل على منصب في القائمة العراقية. انا لا اقول اننا يجب ان نصفق ونهزج للرجل الان، لكن على الاقل يجب ان نتعاون معه ونساعده على تجاوز العقبات وان نكمل ما يحتاجه ونمنحه من عوامل نجاحه لتجاوز الأزمة. يجب ان نتعاون ونتكامل معه وهو ما قاله رافع العيساوي للمالكي قبل يومين "نتعاون ونتكامل معك ونعترف انك انتصرت في هذه المعركة".

هل تعتقد ان الحكومة ستوفر للشعب الخدمات والوظائف وتقضي على الفساد؟
انا إسلامي ومؤمن بالله وعندي قراءة للدين والتاريخ بنهج ديالكتيكي، لكني أؤمن ان للتاريخ حركة وقانون يقف الله وراءهما وان هناك حكمة وراء قيادة الأرض من قبل الانسان التي اوكلها الله له، والعراق بلد له دور كبير وراء حركة التاريخ وصناعة الأشياء. العراق بلد له شأن في العالم، ومن ناحية واقعية فان هذا المخاض ومعاناة العراقيين من نساء ورجال واطفال فهو مراس مهم من اجل الوصول الى نتائج ايجابية، وعمليا نحن نكاد نلمس شيئا من الايجابيات: مثلا مجلس النواب وتطور النائب وتهيئته ليحاسب المسؤول، عندنا في العراق حصل تطور حيث تم الانتقال من انتخاب النواب من الدائرة المغلقة الى المفتوحة، مجلس جديد من الممكن ان يكون اساس البلد واهم مؤسسة فيه تتولى بكفاءة محاسبة المسئول وتكون حاكما ورقيبا ومليا نحن نكاد نتلمس هذا الدور بشكل صحيح وبلد كالعراق يمتلك إمكانيات ان يكون عامرا ومعمرا.