TODAY - November 28, 2010
وثائق ويكيليكس: الرياض طالبت واشنطن بوقف البرنامج النووي الإيراني بأي وسيلة

ابرز ما تتناوله البرقيات مراسلات سعودية وأردنية

نشرموقع ويكيليكس في تحد واضح للحكومة الامريكية مايقدر حتى الآن بربع مليون وثيقة من الوثائق المهمة لمراسلات السفارات الأمريكية في الخارج مع واشنطن.
ومن اهم الوثائق التي نشرت حتى الآن أن المملكة العربية السعودية ودولا عربية أخرى حثت الولايات المتحدة لوقف البرنامج النووي الايراني بأي وسيلة بما في ذلك القوة العسكرية.
ومراسلات السفارات الامريكية المسربة، التي نشرت مطولة في صحف من بينها "نيويورك تايمز" و"الجارديان" تشير الى ما وصفته بـ "حقيقة شكوك السعوديين والأردنيين وغيرهم في نوايا إيران النووية".
ويرى مرقبون أن الوثائق ستزيد حدة المخاوف حيال فرص التحرك العسكري للأمريكيين أو الاسرائيليين ضد البرنامج النووي الإيراني.
وكان القائمون على الموقع قد اعلنوا انه تعرض لعملية قرصنة قبل ساعات من نشر تلك الملفات السرية. جاء هذا في بيان على الموقع الاجتماعي تويتر.
وبدأت عدة صحف في نشر محتويات هذه الوثائق فقد كشفت وثيقة نشرتها صحيفة لوموند الفرنسية ان اسرائيل ابلغت الولايات المتحدة في ديسمبر/ كانون الاول 2009 ان استراتيجيتها للتفاوض مع ايران "لن تنجح".


وتعرض مراسلة امريكية للصحيفة محادثة جرت في الاول من ديسمبر/ كانون الاول 2009 بين عاموس جلعاد مدير الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الدفاع الاسرائيلية وايلين تاوشر مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية.
وكتبت لوموند أن "جلعاد قال انه غير واثق بان ايران قررت صنع سلاح نووي، لكن ايران مصممة على ان يتاح لها خيار صنع هذا السلاح".
واضاف جلعاد ان دبلوماسية الرئيس باراك اوباما التي تقوم على التفاوض "فكرة جيدة، ولكن من الواضح جدا انها لن تنجح".
وتظهر وثائق اخرى أن الولايات المتحدة كانت تتجسس على قادة الأمم المتحدة بما فيهم الأمين العام بان كي مون.
وكشفت الوثائق أيضا عن المخاوف الأمريكية من المواد النووية الباكستانية التي يمكن أن تستخدم في أسلحة نووية.كما تشير المراسلات الى القرصنة الالكترونية التي تشنها الحكومة الصينية.

بعض ما تضمنته البرقيات:

  • محاولة ايران تبني صواريخ كوريا الشمالية لتستخدمها كصواريخ طويلة المدى
  • الفساد داخل الحكومة الأفغانية، مع مخاوف نجمت عن ضبط مسؤول كبير يحمل 50 مليون دولار نقداً في رحلة خارجية.
  • المساومة على إخلاء معتقل جوانتانامو، عبر الطلب من دبلوماسيين سلوفينيين احتضان سجناء محررين منه، مقابل تنسيق مقابلة تجمعهم بالرئيس الأمريكي باراك أوباما.
  • تحذير ألمانيا في العام 2007 والطلب منها عدم إصدار مذكرات توقيف في حق عدد من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، تورطوا في اعتقال ألماني من باب الخطأ بعدما اختلطت عليهم الأسماء.
  • تعليمات من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لمسؤولين أمريكيين بالتجسس على رئاسة الأمم المتحدة.
  • علاقة وثيقة بين رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيطالي سيلفيو برلوسكوني.
  • رابط مفترض بين الحكومة الروسية والجريمة المنظمة.
  • الرئيس اليمني يتحدث الى قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وأفغانستان حينها الجنرال ديفيد بيترايوس عن هجمات تستهدف تنظيم القاعدة في اليمن. ويقول فيها: "سنستمر في القول انها قنابلنا وليست قنابلكم".
  • انتقادات لسياسيين بريطانيين ومن بينهم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون
  • مدح لمساعي الولايات المتحدة منع سورية من تزويد حزب الله في لبنان بالأسلحة.
تنديد أمريكي
وفي وقت سابق قالت وزارة الخارجية الامريكية ان نشر الآلاف من البرقيات الدبلوماسية من قبل ويكيليكس سيكون انتهاكا للقانون الامريكي وقد يعرض حياة اناس الى الخطر.
وسارع البيت الابيض الى التنديد بالعمل "غير المسؤول والخطير" لموقع ويكيليكس معتبرا ان هذه الخطوة يمكن ان تعرض حياة كثيرين للخطر.
ورد مؤسس يكيلياكس جوليان أسانج بالقول ان السلطات الامريكية تخشى من يحاسبها.
وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت جيبس في بيان: "ليكن واضحا ان هذه المعلومات تعرض للخطر دبلوماسيينا والعاملين في اجهزة الاستخبارات والاناس في العالم اجمع الذين يطلبون من الولايات المتحدة مساعدتهم لنشر الديمقراطية".
ونددت زارة الدفاع الامريكية بدورها بنشر هذه الوثائق التي "تم الحصول عليها بشكل غير شرعي" من قبل موقع ويكيليكس، واكدت انها اتخذت اجراءات لتجنب تكرار هذا التسرب في المعلومات.
وقالت نيويورك تايمز ان هذه البرقيات "تقدم عرضا غير مسبوق للمفاوضات الخفية التي تقوم بها السفارات في العالم".
واضافت الصحيفة ان "بعض هذه الوثائق حديث جدا ويعود الى شهر فبراير/ شباط الماضي".وتكشف هذه الوثائق امام الجميع اتصالات تبقى طي الكتمان عادة وتتعلق بالكثير من الملفات.
وقبل ساعات من نشر موقع ويكيليكس هذه المراسلات الدبلوماسية، قال مدير هذا الموقع جوليان اسانج في مؤتمر عبر شاشة فيديو مع صحفيين في الاردن ان الوثائق السرية التي سينشرها موقعه تشمل "كل المواضيع الكبرى".
وردا على سؤال للصحافيين عما اذا كانت التسريبات الجديدة تشمل من جديد الحرب في العراق وافغانستان، قال اسانج "الوثائق التي نستعد لنشرها تتعلق بكل المواضيع الكبرى في جميع دول العالم".
واوضح انه يتحدث الى الصحافيين عبر شاشة فيديو لان "الاردن ليس البلد الاكثر امانا عندما يكون الشخص ملاحقا من وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي.آي.ايه)" من دون ان يحدد المكان الذي يتحدث منه.
وكانت السلطات الامريكية اجرت اتصالات مع نحو عشر دول بينها دول متحالفة استراتيجيا مع الولايات المتحدة مثل استراليا وبريطانيا وكندا واسرائيل وتركيا لتنبيهها الى ضرورة استيعاب اي تداعيات محتملة لنشر هذه الوثائق.
ورفضت الادارة الامريكية اي تفاوض مع ويكيليكس مشددة على ان هذا الموقع المتخصص حصل على هذه الوثائق عبر خرق القوانين الاميركية المرعية الاجراء.
ولم تتضمن المعلومات التي نشرت حول افغانستان من قبل موقع ويكيليكس في تموز/يوليو الماضي معلومات مهمة في حين ان المعلومات التي كشف عنها والمتعلقة بالعراق ركزت على تجاوزات ارتكبت بين فصائل عراقية متعددة.
واوضح اسانج ان "هذه الوثائق السرية مصدرها السفارات الاميركية في العالم اجمع، وقد لاحظنا ان الولايات المتحدة ردت خلال الاسبوع المنصرم عبر محاولة امتصاص ما قد يحدثه ذلك من تاثيرات".
وشدد على ان "لدى موقعنا اربعة اعوام من الخبرة في نشر الوثائق".واضاف "وفق معلوماتنا ... لم يتعرض فرد واحد للخطر بسبب اي معلومة قمنا بنشرها".