TODAY - 29 November, 2010
نظرة الولايات المتحدة الى العالم في ربع مليون وثيقة مسربة

لوثائق تقول إن عددا من الزعماء العرب حثوا واشنطن على وقف البرنامج الإيراني بأي وسيلة

تصدرت تسريبات موقع ويكيليكس الصفحات الأولى على مجمل الصحف البريطانية الصادرة اليوم الثنين.
وتحت عنوان "250.000 وثيقة مسربة تكشف نظرة الولايات المتحدة الى العالم"، قدمت صحيفة الجارديان سلسلة عناوين اخرى، لتفاصيل عن الوثائق هذه، وخصصت لها الصفحات العشرة الأولى.
ومن العناوين "الملك السعودي للولايات المتحدة: عليكم ضرب ايران" و"الولايات المتحدة في أزمة دبلوماسية دولية" و"برقيات تكشف الطلب من مسؤولين أمريكيين التجسس على الأمم المتحدة".
فقد كتب ايان بلاك وسايمون تيسدال أن الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز حض الولايات المتحدة بشكل متكرر على تدمير البرنامج النووي الايراني، وفقاً للوثائق الدبلوماسية المسربة التي تصف كيف حرض حلفاء عرب آخرون سراً على التحرك العسكري ضد طهران.
ويلفت الكاتبان الى ان الكشف هذا الذي جاء في مذكرات سرية ارسلتها السفارات الامريكية في العالم العربي تعرض الضغوط خلف الكواليس في السعي لاحتواء الجمهورية الاسلامية التي تشتبه الولايات المتحدة واسرائيل بعزمها امتلاك اسلحة نووية.
ولطالما اعتبر ضرب ايران الملاذ الاخير الذي يمكن ان يطلق شرارة حرب اوسع.
ووثقت برقيات للملك السعودي يحض في احداها" الولايات المتحدة بشكل متكرر على ضرب ايران لوضع نهاية لبرنامجها النووي". وفي ثانية ينقل السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير عن الملك عبدالله دعوته الامريكيين الى "قطع رأس الافعى".
كما تسلط الوثائق الضوء على القلق الاسرائيلي على احادية تفوقها النووي في المنطقة، واستعدادها للتحرك وحيدة في وجه ايران، وكذلك مساعيها اللا محدودة للتأثير على السياسة الخارجية الامريكية.
وقدر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في يونيو/حزيران 2009 ان هناك نافذة لـ"مدة تتراوح بين 6 و18 شهرا من الآن، لوقف ايران من امتلاك سلاح نووي ما زال ممكنا". وقال باراك لاحقاً: "اي حل عسكري سينتج عن اضرار غير مقبولة".
وكشفت البرقيات ايضاً عن ان مسؤولين من الاردن والبحرين دعوا صراحة الى وقف البرنامج لانووي الايراني بأي وسيلة ممكنة، ومن بينها الخيار العسكري.
وبحسب الوثائق التي نقلتها الجارديان، وصف زعماء من السعودية والامارات العربية ومصر ايران بـ"الشيطان" وبـ"التهديد الوجودي" وبقوة "ستجرنا الى الحرب".
وحذر وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس في شباط/ فبراير من انه اذا فشلت الجهود الدبلوماسية، "سنخاطر بحصول تهريب نووي في الشرق الاوسط، وبحرب تطلقها ضربة اسرائيلية".

مصدر التسريب


بطاقة ذاكرة صغيرة هزت العالم

وجاء عنوان آخر فردت له الجارديان صفحتين تحت عنوان "بطاقة ذاكرة صغيرة واحدة، تسبب صداعا في رأس الولايات المتحدة".
ويشرح الصحفي ديفيد ليه كيف وقعت بطاقة ذاكرة لا يعدو حجمها ظفري اصبعين، في يد مراسل للجارديان مطلع العام.
الا ان ما كان على بطاقة الذاكرة تسبب بضربة كبيرة للدبلوماسية الأمريكية. إذ حملت ملفات بحجم 1.6 جيجابايت ملايين الكلمات التي شكلت محتوى 251.287 الف برقية مسربة ارسلت من السفارات الامريكية حول العالم وإليها.
وبحسب الصحيفة يعتقد الجيش الامريكي انه عرف مصدر التسريبات|، فقد اتهم الجندي برادلي مانينج (23 عاما) الموقوف في سجن انفرادي منذ سبعة شهور، وسيواجه محاكمة عسكرية في العام الجديد.
ويتهم الشاب الذي عمل محللاً للمعلومات الاستخبارية بالتحميل غير الشرعي لمواد سرية خلال خدمته في قاعدة عسكرية خارج بغداد.
ويشتبه في أن مانينج نسخ ليس فقط ارشيف وزارة الخارجية الامريكية، بل ايضاً شريط فيديو لجنود على متن مروحية من طراز أباتشي يفتحون النار على مدنيين في بغداد، ومئات آلاف التقارير اليومية عن العمليات العسكرية في افغانستان والعراق.
ونقل عن محادثة بينه وبين احد قراصنة الانترنت قوله ان "العملية في غاية البساطة. اذ امكنني اخذ شريط موسيقي باسم شيء كالمغنية الليدي جاجا، محو محتواه الموسيقي، ونسخ الوثائق بعد ضغطها. لم يشتبه احد بشيء". واضاف انه تمكن "على نحو غير مسبوق من دخول شبكات سرية 14 ساعة في اليوم، ص ايام في الاسبوع على مدى 8 شهور".
وقال ماننج: "ستصاب هيلاري كلينتون وعدة آلاف من الدبلوماسيين بنوبة قلبية عندما يستيقظون صباح يوم ما، ويجدون كل الوثائق الدبلوماسية السرية متوفرة، ويمكن البحث عنها، من قبل العموم"، مشدداً على ان "المعلومات يجب ان تكون حرة، فهي ملك للقطاع العام".

أسانج "المصلح" السياسي


اسانج يبحث عن تغيير سياسي وعن اصلاح

بدورها، أفردت صحيفة التايمز ست صفحات لمموضوع تسريبات ويكيليكس، ووضعت لها عناوين أبرزها "العرب يحضون على ضرب ايران"، و"البيت الابيض ترك مترنحاً بعد التسريبات الالكترونية"، "تحذير اسرائيلي لأوباما: اذا لم تحل مسألة طهران، سنحلها نحن".
وكتب الصحفي أليكسي موستروس تقريرا عن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج يقول فيه الأخير "ما أفعله مجدٍ".
"تعيش حياتك مرة واحدة. لم لا تفعل إذاً شيئا مجدياً؟" هذا ما قاله أسانج لـ"التايمز" وهو يجلس في غرفة مليئة باجهزة الكمبيوتر والمبرمجين الذين يتولون نشر آلاف الوثائق السرية.
يقول: "تغطي البرقيات مواضيع خطيرة لكل دولة في العالم في ظل الدبلوماسية الأمريكية. وما يعرف عما يحصل في العالم يمكنه التأثير على قراراتنا، يجب ان ينجم عن هذه المواد تغيير سياسي وإصلاح".
وسينشر أسانج الوثائق على دفعات، باعتبار أنه لا يريد أن يغرق الانترنت بها مرة واحدة. وهو اختار بالنشر المقنن لزيادة وقع الوثائق هذه.

كلينتون تتجسس


وثائق تحض على التجسس تحمل توقيع كلينتون

وفي موضوع آخر، تتناول التايمز كيف أمرت وزيرة الخارجية الامريكية دبلوماسيي بلادها بالتحرك والتجسس حول العالم ضد الاصدقاء والاعداء على حد سواء.
وبحسب الوثائق، طلب من الدبلوماسيين جمع معلومات شخصية عن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، وكذلك معلومات خاصة عن ممثلي بريطانيا والصين وروسيا وفرنسا في مجلس الأمن.
وتحظر المعاهدات الدولية التجسس على الامم المتحدة. لكن ليس سرا ان دولا عدة تحاول البحث عن تسريبات من خالف جدران مقر الامم المتحدة في نيويورك.
وتظهر المعلومات الواردة في الوثائق المسربة ان كلينتون تبحث عن معلومات مستغلة الدبلوماسيين بدلاً من الاكتفاء بحصر الامر في يد الجواسيس التقليديين.
وأضافت التايمز أنه في المانيا، لم تكتف الخارجية الامريكية بتجنيد عميل من حكومة ميركل نقل عشرات الوثائق الى الامريكيين، بل ايضاً اعطى توصيفات لزملائه مثل وولفجانج شوبل وزير المالية الذي وصفه بـ"العجوز الغاضب". اما ميركل فقال عنها: "عندما تقلق، تصبح عنيدة، لكنها تخاطر بان تصبح بغضية ونادراً ما تكون مبدعة".
وفي ما يتعلق بالملف الفلسطيني تكشف البرقيات انه طلب من السفارات الامريكية في القاهرة وتل ابيب والقدس وعمان ودمشق والرياض تقديم خطط تنقلات سيارات الاعضاء البارزين في حركة حماس وكذلك السلطة الفلسطينية.
وهذه المطالب حملت توقيع كلينتون وقبلها سلفها كوندوليزا رايس.