TODAY - December 09, 2010
ويكيليكس: المرجعية اعربت عن مخاوف من نفوذ إيران.. والمالكي حذر الاميركيين من ان طهران تخطط لـ«السيطرة على البرلمان»
بغداد – العالم
قالت شبكة "اي بي سي نيوز" الاميركية ان ايران لا تزال "تهيمن على اخبار فضائح ويكيليكس، من خلال الإصدارات الجديدة من بغداد وبيروت والتي تبين المخاوف بشأن التدخل الإيراني في السياسة العراقية، فضلا عن إنشاء شبكة وطنية من الألياف الضوئية عن طريق وكيلها اللبناني حزب الله".
ونقل موقع حكومي عراقي مقتطفات من وثائق لويكيليكس اوردتها الشبكة الاميركية تؤكد ان كلا من رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي ورئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي اعربا عن "قلقهما البالغ إزاء تدخل طهران في السياسة العراقية في اطار التحضير للانتخابات في البلاد والتي جرت في 7 آذار" (مارس) الماضي.
وقالت الشبكة ان هذا الكشف جاء "في أعقاب موجة من الإصدارات الأولية لويكيليكس، التي اعرب العديد من القادة العرب فيها عن مخاوفهم حيال النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، و في بعض الحالات دعوا الولايات المتحدة بالقيام بعمل عسكري لوقف برنامجها النووي".
وتقول الشبكة ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد رفض التسريبات مبينا أنها حملة امريكية منظمة لـ"الحرب النفسية" ضد الجمهورية الاسلامية.
وتنقل الشبكة عن وثيقة صادرة عن السفارة الاميركية في بغداد العام الماضي تفاصيل لقاء بين سفير الولايات المتحدة ورئيس الوزراء نوري المالكي في اجتماع 22 أيلول (سبتمبر) "قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للسفير ان ايران تتدخل بشكل متزايد وبجرأة في العملية السياسية العراقية في محاولة للسيطرة على مجلس النواب. وقال المالكي ان ايران لم تتجاهل استخدام الوسائل العسكرية لتحقيق أهدافها، ولكنها الآن تركز على الوسائل السياسية".
ووفقا لبرقية اخرى عن بغداد، في 4 شباط من هذا العام، بحسب الشبكة "شدد رئيس الوزراء السابق اياد علاوي على خطورة التدخل الإيراني والنفوذ غير المتناسب في العراق خلال لقاءاته الأخيرة مع مصر والسعودية والإمارات، وطلب من الدول العربية زيادة التعاون مع العراق".
من جهتها، قالت صحيفة الاخبار اللبنانية ان "مجموعة من المحاضر والبرقيات التي زُوِّدَت بها وزارة الخارجية الأميركية من سفارتها في بغداد، بين عامي 2007 و2010، تخلص إلى نتيجة محورية: المرجعية الشيعية في النجف باتت لا تحتمل التغلغل الإيراني في العراق، على الصعد كلها".
وتنقل الصحيفة عن وثائق اميركية كشفها ويكيليكس أن "ساسة عراقيين شيعة من أحزاب محسوبة كلياً على ايران، كـالمجلس الأعلى مثلاً، يجاهرون أمام الأميركيّين بعدم قدرتهم على احتمال النفوذ الإيراني الذي يزداد حجمه في بلادهم".
وتنقل الصحيفة عن تقرير بتاريخ 31 كانون الثاني (يناير) 2008، قول أحد رجال الدين في النجف، هو عماد كلانتر، وهو ابن شقيق المرجع علي السيستاني، ويرتبط بعلاقة قربى مع مقتدى الصدر، "شكوى السيستاني من أمرين: نقص التواصل الأميركي المباشر معه، ودرجة التدخل الايراني بالشؤون العراقية".
وينصح كلانتر، بحسب التقرير، الأميركيين بأنه "وحده دعْم السيستاني يمكنه وقف التدخل الايراني والمدّ الشيعي المتطرف"، لأنه "إن لم تدعم أميركا السيستاني، فستلتهم إيران العراق".
في غضون ذلك، قالت صحيفة واشنطن تايمز الاميركية ان دفعة جديدة من وثائق ويكيليكس نشرت مؤخرا "تفضح الثأر السري لإيران من الطيارين العراقيين في حرب الثمانينات". وقال الصحيفة ان "فقرة قصيرة من الكم الهائل لوثائق ويكيليكس" تسلط "الضوء على ما يزعم مسؤولون من حملة انتقام ايرانية قاسية وفعالة لدرجة البرود على طياري القوة الجوية العراقية الذين قصفوا إيران خلال الحرب بين إيران والعراق منذ العام 1980".
ونقلت الصحيفة عن برقية سرية أميركية صادرة في 14 كانون الأول (ديسمبر) 2009 ان "الكثير من الطيارين العراقيين السابقين الذين حلقوا بطلعات جوية ضد ايران خلال الحرب بين إيران والعراق هم حاليا على قائمة الانتقام الإيرانية". وتؤكد البرقية التي حذفت منها اسماء اطيارين العراقيين ان "إيران قد اغتالت بالفعل 180 طيارا عراقيا". وتقول الصحيفة ان "القضاء المنهجي على الطيارين من القوات الجوية العراقية من قبل ايران يعد ثأرا قليل الملاحظة، وسط تبادل لاطلاق النار والقتال العرقي الذي هز العراق في السنوات التي تلت الغزو الامريكي واسقاط نظام صدام حسين"، مشيرة الى ان ايران استخدمت "حالة الفوضى في أعقاب الغزو لتصفية حساباتها للحرب بين إيران والعراق، والتي استمرت ثماني سنوات وقتل فيها نحو 500000 عراقي وايراني. وكانت الحرب إلى حد كبير مواجهة دموية تشبه الحرب العالمية الأولى في بعض الأحيان بسبب حرب الخنادق والغازات السامة وموجة الهجمات البشرية وبالحراب".
وتضيف الصحيفة ان استهداف طياري القوات الجوية العراقية بدأ "في ضواحي بغداد الشيعية إلى حد كبير في الكرادة ووصل ذروته في شهر رمضان في عام 2005 عندما قتل 36 طيارا في هذا الحي".