TODAY - December 13, 2010
ردًّا على انتقادات لمطالبة الأكراد بتقرير المصير
نجيرفان بارزاني: متمسّكون بالبقاء في العراق


في مواجهة ما أثارته دعوة رئيس اقليم كردستان زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني لحق تقرير المصير للاكراد، من ردود أفعال داخلية غاضبة او رافضة، فقد أكّد نائبه نجيرفان بارزاني تمسك الاكراد بالبقاء في العراق، وقال إن المطالبة بتقرير المصير قد فسّرت خطأ موضحًا انها طرحت سابقًا في مؤتمرات الحزب وليست جديدة.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
لندن
قال نجيرفان بارزاني، نائب رئيس اقليم كردستان زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، بعد يومين من تأكيد رئيس الاقليم طرح موضوع حق تقرير المصير للاكراد خلال المؤتمر السّنويّ للحزب الذي بدأ اعماله في اربيل عاصمة كردستان السبت الماضي، إن استقلال الاكراد "ليس بالأمر الذي نخفيه وإذا كنا بصدده فالرئيس بارزاني سيعلنه بصراحة ولن يخفيه".
وأكّد أنّ الرئيس قصد بكلامه ان للاكراد حقّ تقرير المصير "ولكن قرارنا في ممارسة هذا الحق هو البقاء ضمن عراق موحد وديمقراطي وفيدرالي". واوضح قائلاً إن الاكراد كقومية لهم حق تقرير المصير، ولكنهم لا يعنون من ذلك الانفصال عن العراق حيث إن "كلام الرئيس بارزاني فسّر خطأ".
وعبر نجيرفان بارزاني عن الاسف لسوء تفسير الدعوة واعتبارها مطالبة بالانفصال وقال "للكرد كشعب شأنه شأن أي شعب آخر الحق في تقرير مصيره لكن قرارنا هو البقاء ضمن العراق وصدر قرار بهذا الخصوص عن برلمان كردستان بعد العام 2003".
واشار الى ان الدعوة لحقّ تقرير المصير ظلت مطروحة في مؤتمرات الحزب السابقة وبالتالي فإنها ليست بالأمر الجديد. وشدد على التمسك بالبقاء ضمن العراق .. واوضح انه خلال افتتاح مؤتمر الحزب الثالث عشر الحالي قد تم رفع العلم العراقي وعزف النشيد الوطني العراقي.


شخصيات كردية في مؤتمر الحزب الديمقراطي الكردستاني

وكان مسعود بارزاني قد قال في المؤتمر ان اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي له حق تقرير المصير وان تكون مدينة كركوك المتنازع عليها تابعة له وذلك امام كبار القادة السياسيين والمسؤولين الذين حضروا في افتتاح المؤتمر منهم الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الوزراء المكلف نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي وزعيم القائمة العراقية أياد علاوي ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم.
وبينما ناقشت مؤتمرات الحزب السابقة وأكدت حق كردستان في تقرير المصير قال بارزاني هذا العام انها ستكون قضية اساسية في برنامج الاعمال. واضاف "ظلت المؤتمرات السابقة للحزب تؤكد ان الشعب الكردي يملك حق تقرير المصير .. اليوم يرى الحزب ان المطالبة بحق تقرير المصير والكفاح العاصي والسلمي لبلوغ الهدف تنسجم مع المرحلة المقبلة".

ردود افعال على دعوة تقرير المصير
وقد ردت الكتلة العراقية على دعوة بارزاني لتقرير المصير، وأعلنت القائمة العراقية انه في الوقت الذي كان الامل فيه ان يكون داعمًا لوحدة العراق والحفاظ على سيادته جاء ليطالب بتقرير المصير للكرد وعدم المساومة على كركوك من خلال تطبيق المادة 140. واضافت ان الدستور لم ينص بين دفتيه لا شكلاً ولامضمونًا على حق تقرير المصير لأيّ طائفة او عرق.
واعرب تحالف الوسط عن خشيته من ان تكون دعوة بارزاني بحق تقرير المصير للاكراد منفذًا تلج من خلاله القوميات والاقليات للمطالبة بالاستقلال وحكم ذاتها. وقال سليم عبدالله الجبوري الناطق الرسمي لتحالف الوسط "نخشى ان تكون هذه الدعوات بداية للانقسام والتي ستولد عدم الانسجام بين فئات الشعب العراقي وتثير قوميات اخرى تفسد الوحدة الوطنية العراقية".
أما امير الكناني الامين العام لتيار الاحرار التابع للتيار الصدري وعضو التحالف الوطني "ان الاخوة الاكراد يحاولون ان يستعرضوا قواهم على اعتبار انهم شعروا بانهم سوف لن يكونوا عاملاً مؤثرًا في تشكيل الحكومة خلال السنوات المقبلة". واضاف ان تصريحات بارازاني اشبه بالتلويح لشركائه بانه اذا لم يكن شريكًا خلال الحكومة لمقبلة فقد يلجأ الى خيارات اخرى .
ومن جانبه، اشار فرياد راوندوزي القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعمة طالباني الى ان المطالبة بحق تقرير المصير لا تعني بالضرورة الاستقلال التام وتاسيس الدولة الكردية مؤكدًا ان بارازاني "ومنذ تسعينيات القرن الماضي كان يطالب بحق تقرير المصير الذي يتدرج من الحكم الذاتي ومن ثم الفدرالية وصولاً الى الدولة الكردية".
وتتجادل حكومة اقليم كردستان والحكومة المركزية منذ عدة سنوات بشأن ما اذا كانت أربيل من حقها ان توقع عقودا لتطوير حقول نفط مع شركات نفط أجنبية حيث تقول بغداد ان الموارد النفطية العراقية تقع ضمن اختصاصها وتصف عقود الاقليم الكردي بأنها غير قانونية. وأدى الخلاف الى توقف صادرات النفط من الاقليم في العام الماضي ومازال يتعين استئنافها وان كان وزراء النفط في الجانبين قالوا في الاونة الاخيرة ان الصادرات يجب ان تبدأ في اوائل العام المقبل.
والقضية الاساسية في النزاعات الاقليمية هو مصير كركوك التي يقول مسؤولون اميركيون انها ربما تقع فوق أربعة في المئة من احتياطيات العالم وسكانها (1.3 مليون نسمة) مزيج من الاكراد والعرب والتركمان وآلمسيحيين. وقد اجلت الحكومة العراقية الاسبوع الماضي في الاونة الاخيرة اجراء تعداد للسكان يمكن ان يحدد نسبة السكان الاكراد في كركوك وهي خطوة رئيسة نحو حلّ مسألة ما اذا كانت المدينة يجب ان تبقى جزءًا من كردستان.
وسعى بارزاني الى تبديد القلق بشأن مستقبل كركوك وقال انه اذا كانت توجد مخاوف من ان الاكراد سيحكمون منفردين اذا انضمت كركوك الى اقليم كردستان فإنّه يودّ ان يؤكد للجميع انه يريد ان يجعل كركوك مثالاً للتعايش المشترك.
ايلاف