نجاح أمني عراقي «خالص».. وتدفق مئات الآلاف من الزوار العرب والاجانب
كربلاء تستقبل أكثر من مليوني شخص في عاشوراء.. والقصائد الحسينية تنال من كبار الساسة

بغداد - مشتاق محمد
كربلاء- عبد الأمير حنون
انتهت مراسم عاشوراء أمس الاول الجمعة من دون تسجيل اعتداءات كبيرة، مع استقبال مدينة كربلاء أكثر من مليوني زائر، في ظل نجاح واضح للقوات العراقية في اختبار الحفاظ على الامن بدون مساعدة أميركية، وسط تقارير رسمية عن وصول مئات الالاف من الزوار العرب والاجانب للمشاركة في مارسم محرم.
وقال محمد الموسوي رئيس مجلس محافظة كربلاء ان الاحصاءات الرسمية تشير الى دخول أكثر من مليوني زائر عراقي و248 ألف زائر أجنبي مدينة كربلاء. وانتهت المراسم باعادة تمثيل معركة كربلاء التي قتل فيها الحسين.واتشحت مباني المدينة بالسواد وعلت اصوات الطبول والاذكار الحزينة التي تستعيد مشاهد "واقعة الطف" التي قتل فيها الامام الحسين على يد جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية، مع معظم افراد عائلته العام 680 ميلادية.
وانطلق المشاركون متوجهين الى مرقد الامام الحسين ثم الى مرقد الامام العباس وهم يرددون "لبيك يا حسين". وبعدها جرت عملية حرق الخيام لاستعادة مشهد انتهاء "معركة الطف".وتميزت مراسم عاشوراء هذا العام بنقد قاس وجهه الزوار للطبقة السياسية من خلال شعارات ردودها خلال دورانهم حول المراقد.وعبرت بعض الشعارات عن خيبة أمل شعبية ازاء المفاوضات الماراثونية لتشكيل الحكومة التي استغرقت زهاء 9 اشهر، فيما انتقدت شعارات أخرى واقع الخدمات السيء الذي يحاصر سكان العراق، فضلا عن الفساد والفشل في ادارة الملفات التي تهم الجمهور.
وهذا هو اول عام تتولى فيه القوات العراقية لوحدها المسؤولية الامنية التامة عن امن عاشوراء. فرغم ان الجيش الاميركي لم يكن يساهم في جنود على الارض، الا انه كان يقدم المساعدة في عمليات الاستطلاع والمراقبة.
وجرى نشر الالاف من رجال الشرطة والجيش لحماية الزوار مع اتجاههم الى مرقد الامام الحسين في المدينة الواقعة على بعد 80 كيلومترا الى الجنوب الغربي من العاصمة بغداد. وحظرت السلطات سير السيارات والدراجات النارية في انحاء المدينة للمساعدة في منع الهجمات.وتأمين الاحتفالات اختبار رئيسي لقوات الامن العراقية التي تولت المسؤولية عن حماية البلاد مع انسحاب القوات الاميركية بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق قبل نحو سبع سنوات ونصف وفي ظل عدم تشكل حكومة جديدة بعد تسعة اشهر من انتخابات برلمانية غير حاسمة. وقال اللواء عثمان الغانمي قائد قوات الجيش العراقي في كربلاء لرويترز انه جرى نشر أكثر من 28 ألف شرطي لحماية الزوار بخلاف القوات التي تحافظ على الامن في البلدات المحيطة بكربلاء. وشكر رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان له قوات الامن وحثها على "التحلي باليقظة والحذر من أجل تفويت الفرصة على الارهابيين واحباط مخططاتهم الرامية الى اشعال الفتنة الطائفية وزعزعة الامن والاستقرار".وقالت السلطات الامنية انها القت القبض على 73 شخصا يشتبه في انهم خططوا للقيام باعمال عنف واحداث الفوضى في كربلاء التي كانت هدفا للكثير من هجمات المسلحين خلال مواكب عاشوراء.وصرح الرائد علاء عباس الناطق باسم شرطة كربلاء "سارت الامور بشكل جيد في ما يخص ممارسة المواكب الحسينية لطقوسها بكل يسر وأمان".واكد "عدم حدوث أي خرق امني طيلة الايام العشرة من محرم" لعام 1432 هجرية. واشار الى ان "اجراءاتنا الامنية ما زالت في اعلى درجاتها وقواتنا بحالة استنفار شديد لمنع أي استغلال لحالة الاسترخاء او الاطمئنان من قبل القوات الامنية"، مشيرا الى ان "هذه الاجراءات ستستمر حتى بعد انتهاء الزيارة لتأمين عودة الزائرين الذين قدموا من بعض المحافظات".وذكرت السلطات ان المعتقلين الـ 73 على علاقة باشخاص يشتبه بانهم يرتبطون بالقاعدة وبانهم خططوا لهجمات ضد الزوار في كربلاء. وتوقفت حركة العربات في كربلاء فيما سار الزوار نحو ضريح الامامين، وجرى تفتيش جميع الزوار عند نقاط التفتيش.
وقال رئيس مجلس كربلاء انه "لو تمكن المسلحون من شن هجماتهم خلال الاحتفالات، لاحدث ذلك فوضى عارمة"، مضيفا ان كربلاء هي هدف رئيسي للارهابيين خلال عاشوراء.
وتراجع العنف بوجه عام في العراق مع انحسار العنف الطائفي خلال العامين المنصرمين الا أن جماعات مسلحة ما زالت تشن هجمات بشكل منتظم.وعادة ما تشهد احتفالات بمناسبات مثل ذكرى عاشوراء أعمال عنف منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 كما لا تزال التفجيرات والهجمات تحدث بشكل يومي. وقال زائر يدعى عمار حسون (34 عاما) جاء من بغداد الى كربلاء مشيا على قدميه "أتوقع هجمات على الزوار ولكن ليس مثلما حدث في السنوات السابقة. تؤدي قوات الامن عملها بأقصى احترافية ممكنة".
وصرح الكابتن دان تشرتشل المتحدث باسم القوات الاميركية في العراق ان "قوات الامن العراقية لا تزال تظهر انها تستطيع ان تخطط وتنفذ عمليات امنية واسعة ومهمة بنجاح، وهم يفعلون ذلك هذا العام في ذكرى عاشوراء والاربعين". واستهدفت مراسم عاشوراء خلال السنوات الماضية هجمات عدة خصوصا في آذار (مارس) 2004 عندما قتل اكثر من 170 شخصا في انفجارات في بغداد وكربلاء.
كما استهدف الزوار بهجمات مماثلة على طول الطريق المؤدي الى كربلاء التي تقع على بعد 110 كلم جنوب بغداد.
وهذا العام قتل 18 من الزوار منذ بدء مراسم عاشوراء في 8 كانون الاول (ديسمبر)، بحسب الشرطة. الا انه لم يقتل اي منهم في مدينة كربلاء.
العالم