TODAY - December 26, 2010
زيباري يؤكد حرص العراق على علاقات متطورة مع السعودية
أبو الغيط: ندعم عقد القمة العربية في بغداد ونشارك بقوة باعمالها


أكد العراق ومصر رغبتهما في تطوير العلاقات المشتركة سياسياً وإقتصادياً وتنفيذ اتفاقيات استراتيجية موقعة بينهما حيث أكد وزير الخارجية المصري دعم بلاده لعقد القمة العربية في بغداد مطلع العام المقبل بينما شدد نظيره العراقي هوشيار زيباري على العمل لاقامة افضل العلاقات الاقليمية ومع دول الجوار وفي مقدمتها السعودية وحل المشكلات العالقة مع الكويت وإيران.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
خلال اجتماع مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيظ الذي وصل الى بغداد اليوم أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على ضرورة تطوير العلاقات بين العراق ومصر وكذلك بين العراق وجميع الدول العربية مشيرا الى ان مصر حرصت على أن تكون المهنئ الأول بتشكيل الحكومة الجديدة. وأوضح ان هذه الحكومة جاءت لتؤكد رغبة السياسيين العراقيين بتشكيل حكومة تضم جميع العراقيين بحيث لايشعر أحد من المكونات العراقية أنه مستبعد منها.
من جانبه قال أبو الغيظ ان العراق استطاع بهذه الحكومة تجاوز الأزمة نهائيا وفتح أمامه آفاق المستقبل. واقترح إنشاء مكتب واسع للعمل المشترك بين الجانبين مؤكدا إستعداد مصر للوقوف إلى جانب العراق في الساحتين العربية والدولية. وأكد جاهزية جميع الشركات المصرية للإستثمار في مختلف قطاعات العمل العراقية لاسيما النفط والغاز.

مؤتمر صحافي لزيباري وأبو الغيظ
وخلال مؤتمر صحافي مع زيباري عقب مباحثات بينهما قال أبو الغيظ ان بلاده تدعم عقد القمة العربية المقبلة في بغداد في أذار/ مارس المقبل وانها ستشارك في اعمالها بقوة. وأضاف انه يزور بغداد لتقديم عميق التهنئة على تشكيل الحكومة الجديدة "التي نأمل ان تكون في خدمة دولة وشعب العراق".
وأضاف انه سيلتقي الرئيس جلال طالباني ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي مساء اليوم لتأكيد تمسك مصر باواصر الاخوة مع العراق ومؤازرة شعبه ومساعدته على تجاوز كل تداعيات الفترة الماضية بمآسيها ومصاعبها.
وقال "سندعم العراق بكل خبراتنا وسنزيد عدد اعضاء السفارة المصرية في بغداد ونفتتح قنصلية لمصر في اربيل (عاصمة اقليم كردستان) اليوم واخرى قريبا في مدينة البصرة الجنوبية". وأشار إلى أنّ اللجنة العليا المشتركة بين البلدين ستعقد اجتماعها الثاني المقبل في بغداد مطلع العام المقبل بمشاركة عدد من وزراء البلدين كما ستكون هناك مكاتب فنية مصرية في العراق لتفعيل علاقات البلدين".
وشدد الوزير المصري على ان بلاده لاتتدخل في الشؤون الداخلية العراقية وهي حريصة على وحدة العراق وسيادته وقال ان خروج القوات الاجنبية من العراق بنهاية العام المقبل سيحقق سيادة العراق الكاملة.
وحول اجراءات حل مشكلة الديون المصرية على العراق اشار أبو الغيظ الى ان هذه الديون تتوزع على اربعة اقسام هي : ديون الافراد وشركات القطاع الخاص والديون الحكومية ثم العسكرية موضحا ان هناك تصميما عراقيا على التوصل الى حل لهذه المشكلة وانهاء ملفها.
يذكر الديون المستحقة لمصر على العراق تبلغ ملياري دولار وفقا للتقديرات المصرية وتشمل التعويضات وفوائدها "خدمة الدين" للشركات والأفراد المصريين الذين أضيروا من جراء احتلال العراق للكويت عام 1990 والحرب الذي تلته.
وشدد الوزير المصري على ان بلاده حريصة على مشاركة العراق في بحث ومناقشة القضايا العربية وتأمين اكبر دعم له لاحتضان القمة العربية المقبلة في بغداد. وأوضح انه بحث مع زيباري أضافة الى علاقات بلديهما قضايا اقليمية أخرى في مقدمتها المباحثات الفلسطينية الاسرائيلية والاوضاع في السودان والاستفتاء الذي سيشهده في التاسع من الشهر المقبل وكذلك الاوضاع في لبنان "هذا البلد العربي الذي نحرص على استقراره" كما قال.
ومن جهته اشار زيباري الى ان لجنة الحوار والتعاون الاستراتيجي بين مصر والعراق ستجتمع في بغداد الشهر المقبل من اجل تطوير وتوسيع علاقات البلدين وتسوية مشكلة الديون المصرية على العراق موضحا وجود رغبة عراقية سياسية لانهاء هذا الملف. وقال ان مصر والعراق يسعيان لتطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاستثمارية والاقتصادية وتوسيعها في ميادين الطاقة والكهرباء ومساهمة الشركات المصرية في عمليات اعادة الاعمار في العراق.
وقال ان مصر من اول الداعمين والمؤيدين لعقد القمة العربية في بغداد وستكون لها مشاركة فعالة في اهماله. وحول علاقات العراق الاقليمية وخاصة مع السعودية قال زيباري ان بلاده حريصة على فتح صفحة جديدة من علاقات التعاون مع دول الجوار والاخرى الاقليمية والدولية لانهاء مشاكل ورثها العراق من حقبة النظام السابق وخاصة مع الكويت وإيران.
وأشار إلى أنّ العراق حريض على تطوير علاقاته مع السعودية نافيا وجود فتور في هذه العلاقات موضحا ان البلدين يرتبطان بعلاقات دبلوماسية وان المباحثات بين المسؤولين فيهما لم تنقطع مؤكدا حرص بلاده على اقامة افضل العلاقات معها.
وكان أبو الغيط وصل الى بغداد صباح اليوم في زيارة هي الاولى لمسؤول عربي بعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة الاسبوع الماضي لاجراء مباحثات مع كبار المسؤولين العراقيين لبحث توسيع علاقات البلدين ومتابعة تنفيذ اتفاقات سياسية وامنية واقتصادي موقعة بينهما. ومن المنتظر ان يجتمع أبو الغيط مساء اليوم ايضا مع رئيسي الجمهورية جلال طالباني ومجلس النواب اسامة النجيفي.
وقبيل مغادرته القاهرة الى بغداد أكد أبو الغيط أمس أن بلاده ملتزمة بتحمل مسؤولياتها تجاه العراق باعتبار أنه كان وما يزال يمثل الجناح الشرقي للأمة العربية وان مصر تتابع عن كثب كل الأحداث في العراق على أعلى مستوى. واشار الى أن العراق هو أحد عدة تحديات تواجه الدبلوماسية المصرية من بينها القضية الفلسطينية والسودان والوضع في لبنان والملف النووي الإيراني.
ويرتبط العراق ومصر بعلاقات سياسية وثقافية واقتصادية قديمة وللقاهرة قنصلية في اربيل عاصمة اقليم كردستان ستباشر عملها رسميا اليوم وهي العربية الاولى التي تفتتح هناك كما انها تستعد لافتتاح اخرى في مدينة البصرة الجنوبية قريبا.
وكان العراق ومصر وقعا العام الماضي عدة اتفاقات ستراتيجية ومذكرات تفاهم العام الماضي عقب مباحثات رسمية بين البلدين راس الجانب العراقي فيها وكيل وزير الخارجية لبيد عباوي فيما راس الجانب المصري مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية محمد قاسم.
ووقع العراق ومصر اتفاقية تعاون ستراتيجي في مجال النفط والغاز خلال زيارة قام بها الى بغداد قبل عامين وزير النفط المصري سامح فهمي الذي وقع مع نظيره العراقي حسين الشهرستاني الذي أشار إلى أنّ العراق يبحث ربط فائض الغاز العراقي بخط الأنابيب الذي يبدأ في مصر من أجل تصدير الغاز إلى دول عربية ثم إلى أوروبا بالاستفادة من خبرة الشركات النفطية المصرية.
وتضمن الاتفاق قيام الشركات المصرية بعمليات استكشاف وتطوير حقول النفط فضلا عن المساهمة في صيانة المصافي النفطية العراقية واستفادة العراق من خبرة الشركات النفطية المصرية في مجال تاهيل وتطوير البنى التحتية للقطاع النفطي العراقي.
ويسعى العراق إلى زيادة التبادل التجاري مع مصر من مليار دولار سنويا حاليا الى 3.5 مليار دولار سنويا من خلال وضع آلية مناسبة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين في وقت يحاول فيه جذب الشركات العالمية ورؤوس الأموال للمساهمة في إعادة إعمار البلاد والبنية التحتية المتهالكة بفعل سنوات طويلة من الحصار والحروب.
ايلاف