TODAY - December 26, 2010
مهرجان محمد يعانق المسيح تضامنا مع مسيحيي البلاد
خلاف المالكي وعلاوي على الدفاع يضع المشاركة امام اختبار



أكدت الكتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي تمسكها بحقها في ترشيح وزير للدفاع تكريسا لمفهوم الشراكة الوطنية التي اعلنت وفقها الحكومة الجديدة وقالت انه سيتعاون مع القائد العام للقوات المسلحة واشارت الى ضرورة عدم ابقاء الوزارات الامنية دون وزراء طويلا لكي يتم تحقيق الامن بسرعة بينما قال نائب مقرب من المالكي ان تعيين هؤلاء الوزراء سيستغرق ثلاثة اسابيع .. في وقت تشهد بغداد مهرجان "محمد يعانق المسيح" دعما لمسيحيي البلاد في مواجهة التهديدات التي يتعرضون لها .
واكد مستشار الكتلة العراقية هاني عاشور الحق في تسمية وزير الدفاع من قبل كتلته أسوة بباقي الوزارات التي حصلت عليها وتم منحها الثقة الثلاثاء الماضي وقال أن تسمية وزيري الداخلية والأمن الوطني تعود لرئيس الوزراء والدفاع للعراقية وفقا لمفهوم الشراكة الوطنية. واضاف ان من حق زعيم العراقية علاوي تسمية وزير الدفاع وفقا لمفهوم الشراكة الوطنية العادلة التي كانت أساسا لمشاركة القائمة العراقية في الحكومة ودعمها . واضاف ان وزير الدفاع المرشح من القائمة العراقية سيعمل في تشكيلة الحكومة ومع القائد العام للقوات المسلحة لذلك فان ترشيحه من القائمة العراقية هو وفق مبدأ الشراكة الذي سيكون داعما للحكومة . واشار عاشور في تصريح مكتوب تلقت "ايلاف" نسخة منه اليوم ان الملف الامني في العراق هو من اعقد الملفات ويجب ان لا تبقى الوزارات الامنية دون وزراء لفترة طويلة لكي يتم العمل بسرعة لتحقيق الامن وفق مبدأ الشراكة الذي كان اساسا لانطلاق الحكومة الحالية . وقال ان القائمة العراقية تتوخى الدقة في اختيار مرشحها لوزارة الدفاع من ذوي الخبرة والمهنية ومن اصحاب التجربة حيث ان اختيارها ينطلق من مسؤوليتها وحرصها على نجاح الحكومة وسمعة القائمة العراقية في اختيار مرشحيها. وشدد على ضرورة حسم هذا الملف في اقرب وقت للبدء في تحقيق مفهوم الشراكة في العمل .
واكد عاشور ان انخراط العراقية في الحكومة الجديدة لا يعني ان الشراكة الحقيقية الكاملة قد تحققت مشيرا الى ان هناك محطات اخرى على هذا الطريق . واوضح ان الشراكة العادلة في اتخاذ القرارات وتنفيذ تشكيل المجلس الوطني للسياسات العليا وحسم الملفات المتعلقة بالمساءلة والعدالة وعودة العراقيين من الخارج للمساهمة في بناء بلدهم وتطبيق التسامح والمصالحة فعلا وعملا هي محطات أخرى في طريق الشراكة لابد من تحقيقها للنهوض بالبلاد .
وفي هذا المجال فقد رشح علاوي رسميا فلاح النقيب لشغل وزارة الدفاع بكتاب موجه الى رئيس الوزراء نوري المالكي لكن هذا الاخير رفض الترشيح . وقد بعث علاوي برسالة الى المالكي يؤكد فيها تحفظه على الرفض داعيا الى تفسير اساب الرفض متمسكا بالنقيب مرشحا وحيدا للدفاع حيث انه تولى وزارة الداخلية في حكومة علاوي الاولى التي تشكلت عام 2004 . وفي المقابل رشح التحالف الوطني ثلاثة اسماء لتولي وزارة الداخلية هم : عدنان الاسدي وشيروان الوائلي وعقيل الطريحي حيث يشتد التنافس بين المرشحين للوزارات الامنية وسط توقعات بان يحصل المرشح على تولي الوزارة على موافقة جميع الكتل.
ومن جهته اعلن عضو التحالف الوطني مستشار المالكي لشؤون الاعلام النائب ياسين مجيد ان حسم موضوع الوزارات الامنية لن يتم قبل ثلاثة اسابيع . وقال "ان الانتهاء من مسألة ترشيح الوزراء الامنيين يحتاج الى وقت كون هذه الوزارات تحتاج الى توافقات الكتل السياسية ويجب ان يكون الوزراء مهنيين ومستقلين". واضاف في تصريح صحافي اليوم ان القائمة العراقية هي من ستقوم بترشيح وزير الدفاع فيما سيرشح التحالف الوطني وزير الداخلية . ويقول مقربون من المالكي انه يرغب ببقاء وزير الدفاع السابق عبد القادر العبيدي والذي يشرف الآن على وزارة الدفاع في منصبه . ومن جانبه يطالب ائتلاف الكتل الكردستانية بوزارة الأمن الوطني كاستحقاق له . وكان مجلس النواب قد منح في جلسته التي عقدت الثلاثاء الماضي الثقة لحكومة غير مكتملة يترأسها المالكي وبلغ عدد وزاراتها التي صوت عليها 38 وزارة من بينها تسع وزارات بالوكالة وهي : الداخلية والدفاع والأمن الوطني التي أوكلت إلى رئيس الوزراء، ووزارة التجارة وأوكلت إلى نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس والكهرباء أوكلت إلى نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني ووزارة المرأة وقد أوكلت إلى وزير الخارجية هوشيار زيباري ووزارة الدولة لشؤون المصالحة أوكلت إلى وزير التعليم العالي علي الأديب والبلديات أوكلت مهامها إلى وزير الإسكان محمد صاحب الدراجي ثم وزارة منظمات المجتمع المدني إلى وزير الهجرة والمهجرين ديندار نجمان .. اضافة الى ان هناك 12 وزارة دولة.

محمد يعانق المسيح . . مهرجان سيد الروح لترسيخ الوحدة الوطنية
تشهد بغداد مهرجانا لدعم مسيحيي البلاد يحمل اسم (سيد الروح) وذلك لمناسبة احتفالاتهم بأعياد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية الاربعاء المقبل وتأكيد التضامن الشعبي معهم ضد تهديدات تنظيم القاعدة .
وقد دأبت وزارة الداخلية منذ ثلاثة أعوام على تنظيم هذا المهرجان الذي سيحمل هذا العام شعار (محمد يعانق المسيح) والذي يتخلله العديد من الفقرات للوقوف بوجه التحديات التي كانت تواجه المسيحيين وتعزيز دورهم الريادي في بناء العراق. وتقول المديرية العامة للعلاقات والإعلام في وزارة الداخــلية في بيان صحافي تلقته "ايلاف" اليوم "عندما يقهر الموت ويفرض وجوده لا بد أن تنتفض الحياة وتفعل كل ما بوسعها من أجل فرض إرادتها وتستخدم كل فنون البقاء وأسلحة الفكر والجمال .. وعندما حاول الإرهاب المقيت أن يتسلل من الزوايا المعتمة في النفوس البشرية ويصدّر لنا الموت الذي لا يعرف لغة غيرها ليهزم فينا إرادة الحياة والبقاء كان لا بد أن نحاربه بكل ما أوتينا من قوة وقدرة ونتصدى له بعزيمة، تارة بالسلاح وتارة أخرى بالفكر والحضارة لانه ليس بالسلاح وحده نقضي على الإرهاب". وتشير الى انه من هنا جاءت فكرة إقامة مهرجان سيد الروح الذي تنظمه المديرية العامة للعلاقات والإعلام في وزارة الداخلية بمناسبة ميلاد السيد المسيح وأعياد رأس السنة الميلادية، وللسنة الثالثة على التوالي.
ويتخلل المهـرجان الذي يقام تحت شعار (محمد يعانق المسيح) على حدائق أبي نواس قرب تمثال شهريار وسط العاصمة أوبريتا فنيا ضخما من إخراج الفنان غانم حميد وتأليف الكاتب حامد المالكي وتمثيل نخبة من نجوم الفن العراقي على رأسم الفنانون : عبد الحكيم جاسم وعبد الجبار الشرقاوي وأياد الطائي . ويجسد الأوبريت روح التآخي بين مكونات الشعب العراقي المختلفة ويركز على أهمية المكون المسيحي في بناء حضارة العراق ماضياً وحاضراً ومستقبلاً, كما يوجه رسالة احتجاج وتحد الى مجاميع الشر الإرهابية في فشل مخططاتها الإجرامية في النيل من وحدة أبناء الشعب العراقي. كما سيتم خلاله تكريم نخبة من المبدعين المسيحيين لإسهامهم في إثراء الحركة الابداعية العراقية .
وعلى الرغم من أن المهرجان قد حظي باهتمام بالغ في دورتيه السابقتين سواء على مستوى تنظيمه أو أصدائه التي نالت استحسان الفاتيكان فوضع لوحة تذكارية في إحدى باحاته تشيد بجهود الوزارة بإقامته .. فإن مهرجان هذا العام يكتسب أهمية مضافة لأنه يأتي كردّ سريع لحادثة كنيسة سيدة النجاة التي تعرضت لهجوم مسلح في 31 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي " لهذا يأتي مهرجان هذا العام تحت شعار (محمد يعانق المسيح) ليكون فرصة كبيرة أمام مكونات الشعب العراقي ليجددوا البيعة للوحدة الوطنية وليكون فرصة لتذويب المسافات بين ديانات أبناء الوطن الواحد ليتعايشوا على أساس المواطنة بتآخٍ وسلام أبديين" .
وتقول الداخلية الى ان هذا المهرجان الذي يتزامن ايضا مع ذكرى عاشوراء ينطلق من الايمان "ان الحسين والمسيح عليهما سلام الله رسالتان لنهج واحد يتمثل في تثبيت إرادة الله في الأرض وهداية البشرية بالإيمان والفضيلة وثورة لمقارعة الظلم والاستبداد والجور في كل أشكاله". طكا انه ينبع من إيمان الداخلية بأنها وزارة كل العراقيين وتقف على مسافة واحدة من جميع مكوناتهم ونظرتها لهم ليست على أسس مذهبية أو دينية أو عرقية وإنما على أساس المواطنة. وعلى هذا الأساس توزع جهودها بينهم فمثلما تحرص على تأمين الحماية لإحياء شعائر المسلمين فهي تبادر من خلال هذا المهرجان بالمشاركة في إحياء مناسبات المسيحيين وليس حمايتها فقط ..
كما إنها تحاول من خلال هذا المهرجان أن تعيد إنتاج مفهوم الأقليات، الذي شاع استخدامه بشكل خاطئ ، فالأقليات بمنظور وزارة الداخلية لا تقاس وفقا لمعايير العدد والتواجد السكاني بل وفقا للعمق التاريخي وحجم الولاء لهذا الوطن ومدى العطاء له". واضافت انه "ضد تصنيف المسيحيين ضمن الأقليات لأن عمق تاريخهم الممتد إلى جذور المكون العراقي وحجم ولائهم الوطني لا يسمحان بذلك التصنيف وهذا ما يجعلهم شريحة أساسية في المجتمع العراقي تفيض عطاءً رفد به المشهد العراقي بأجيال من المبدعين في الميادين كافة". واوضحت إن إقامة مهرجان سيد الروح في قلب العاصمة بغداد يحمل رسائل كثيرة معنونة إلى المشككين في قدرة العراق على النهوض من ركام الحرب ومقارعة الإرهاب فها هي بغداد تفرد مساحات واسعة للاحتفاء بأبنائها وما تنظيم هذا الاحتفال دليل على أن بغداد انتصرت على إرادة الموت والإرهاب وتعلن إصرارها على عزف نشيد الأمل والتطلع إلى غد مشرق".
ويأتي المهرجان في وقت يتعرض فيه مسيحيو العراق لتهديدات تنظيم القاعدة حيث الغى مجلس الكنائس الاحتفالات في جميع انحاء البلاد واختصرها بقداس روحي وصلاة حزنا على مجزرة كنسية النجاة.
وكانت بغداد قد شهدت في الاسابيع الماضية عمليات مسلحة منظمة استهدفت المسيحيين ادت الى قتل العديد منهم وهو مادفع بالمئات من العوائل المسيحية لترك منازلها بحثا عن ملاذ آمن.
واعلن التنظيم المسلح لدولة العراق الاسلامية وهو تنظيم يرتبط بالقاعدة مسؤوليته عن تلك الاحداث مهددا بشن عمليات مماثلة اخرى. وازاء هذه التهديدات قررت السلطات الامنية العراقية اتخاذ تدابير احترازية اضافية فشرعت بوضع اسيجة اسمنتية بارتفاع يصل الى ثلاثة امتار حول معظم الكنائس في بغداد وهو اسلوب تتبعه السلطات الامنية منذ فترة عند اي مكان او موقع مهم للوقوف بوجه الهجمات الدامية.
رئيس البرلمان العراقي ممتعض من معاملة القوات الامنية للنواب
طالب رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي مكتب القائد العام للقوات المسلحة وقيادة عمليات بغداد والقيادات الامنية الاخرى في انحاء العراق بتوجيه اوامر واضحة ومباشرة لكل القوات الامنية باحترام اعضاء مجلس النواب في نقاط التفتيش ومعاملتهم معاملة الوزير.
وقال النجيفي خلال اجتماع اليوم مع الفريق الركن احمد هاشم قائد عمليات بغداد ومدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق فاروق الاعرجي "لاحظنا في الفترة الاخيرة ظاهرة اعتداء القوات الامنية على اعضاء مجلس النواب وعدم ابداء الاحترام الذي نص عليه الدستور لهم ".
واضاف "على قيادات القوات الامنية اصدار اوامر واضحة ومباشرة للقطعات العسكرية المنتشرة في انحاء العراق وتوجيههم بان عضو مجلس النواب هو بدرجة وزير والتعامل معه يجب ان ينسجم مع كونه ممثلا للشعب العراقي". وقال "نحن نعي جيدا ان هذه التصرفات هي ثقافة سائدة وتصرفات شخصية لبعض افراد الاجهزة الامنية وليست امرا ممنهجا لكننا نريد ان يفهم هؤلاء القيمة الحقيقية التي منحها الدستور لاعضاء مجلس النواب".
وشدد على ضرورة التنسيق بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وطي مرحلة السلبيات ومباشرة بداية جديدة باعطاء اوامر للقوات الامنية بمعاملة عضو مجلس النواب كمعاملة الوزير في ذات الوقت "الذي لا نسمح لعضو مجلس النواب بالاعتداء على منتسبي الاجهزة الامنية او ان يكون فوق القانون انما كل ما نطلبه هو عدم التفريق بالمعاملة بين الوزير وعضو مجلس النواب ". واوضح انه بامكان القيادات الامنية بالحضور الى احدى جلسات مجلس النواب السرية ومناقشة هذه الامور وتوضيحها لئلا تتكرر هذه الاساءات بالمستقبل .
ومن جانبهما اكد القائدين العسكريين حرصهما والاجهزة الامنية على عدم تكرار هذه الحوادث مطالبين بالوقت نفسه تقديم الدعم المعنوي للعناصر الامنية "كونهم يؤدون دورا كبيرا في حماية الشعب العراقي من الهجمات الارهابية".
elaph