TODAY - December 27, 2010
معصوم: العلاقة مع تركيا وإيران قد تثير الخلاف.. لكن كل شيء يخضع لتفاهمات البرنامج الحكومي
العراقية تتوقع سياسة خارجية «اكثر توازنا» وكتلة المالكي تترقب «تطبيعا مع السعودية» بعد قمة 2011
بغداد – العالم
توقع ساسة من كتل مختلفة ان يحظى العراق بسياسة خارجية "اكثر توازنا" في ظل الحكومة الجديدة التي تعمل ضمن خارطة سياسية مختلفة اثر دخول القائمة العراقية ككتلة كبيرة في شراكة مع ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي.
وفي تصريح لـ"العالم" نفى نائب بارز عن كتلة المالكي ان يكون مجلس الوزراء مهددا بمواجهة انقسام حيال ملف السياسة الخارجية ولا سيما القضايا الاقليمية التي تتباين وجهات النظر بشأنها بين فريق رئيس الحكومة، والكتلة التي يتزعمها اياد علاوي.
ورغم ان زعيما كرديا بارزا لم ينف امكانية حصول مشاكل حول ملفي ايران وتركيا، قال مصدر في التحالف الوطني (الشيعي) ان من المفترض ان تجري الاستعانة بالقائمة العراقية لدعم العلاقات مع العرب خاصة بشأن الدول التي ظلت العلاقات الرسمية معها "باردة" طيلة اعوام حسب وصف وزير الخارجية هوشيار زيباري امس الاحد.
وطالما انتقد خصوم المالكي سياسته الخارجية قائلين انها "متغيرة وغير منسجمة" وسط اتهامات بأنه "أقرب مما يجب لإيران"، بينما يرد حلفاؤه بأن الخصوم في الغالب "منحازون" الى مراكز القوى في العالم العربي.
لكن فالح الفياض، عضو التحالف الوطني استبعد ان يكون ملف السياسية الخرجية للبلاد "ضحية مزاج" احد مكونات التحالف او القائمة العراقية التي باتت شريكة في السلطة، موضحاً لـ "العالم"، ان مشاركة اطراف عديدة في التشكيلة الوزارية الحالية "ادت مجتمعة الى تكوين معادلة الحكومة الجديدة".
ويبدو الفياض متفائلا بأن الاطراف السياسية "اتفقت على ضرورة تحسين العلاقات مع دول الجوار، خاصة وان البرنامج الحكومي للمالكي اكد على تحسين العلاقات العراقية - العربية والاسلامية منها، والحيلولة دون الاستقطاب باتجاه محدد" بحسب تعبيره.
ويقول ان هناك "ثوابت تعبر عنها "توجهات الطرف الكردي (في اشارة الى وزير الخارجية هوشيار زيباري) ورئيس الوزراء الحالي وهما من يمتلكان مفاتيح السياسة الخارجية للبلاد، وينبغي ان يكون العراق طرفاً متوازناً ضمن اللعبة الاقليمية وان لا يلحق الضرر بمحيطه الدولي".
وتابع "لا داعي للتخوف من سياسة خارجية غير مستقرة، فقد لاحظنا ان الاشهر الثلاثة الاخيرة شهدت تطوراً بالعلاقة مع سوريا خاصة بعد زيارة المالكي لها".
يذكر ان العراق وسوريا اتفقا في ايلول (سبتمبر) الماضي على انهاء ازمة دبلوماسية حادة، وإعادة سفيري البلدين الى مقر عملهما بعد اكثر من عام على استدعائهما، اثر توتر نجم عن موجة من التفجيرات هزت بغداد صيف العام 2009.
كما توقع الفياض "ان تشهد العلاقات العراقية – السعودية انفراجاً بعد انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد العام المقبل" بحسب قوله.
ويؤكد شاكر كتاب، عضو القائمة العراقية، والناطق باسم حركة تجديد، التي يتزعمها نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، ان سياسة الحكومة ستشهد توافقاً بين اطرافها على نحو افضل من الدورة السابقة حيال السياسة الخارجية للبلاد، وعلل في تصريح لـ"العالم"، بأن التعامل مع ملف العلاقات الخارجية "سيشهد تحولاً هو استحقاق للتغيرات التي طرأت على الخارطة السياسية في العراق والمتمثل بدخول القائمة العراقية في الحكومة".
ويبدو ان المتحدث باسم تجديد واثق من ان السياسية الخارجية لبغداد "سوف لن تخضع لرؤى طرف واحد فحسب، بل ستعتمد على توافق رؤى الاطراف الاساسية سواءً التحالف الوطني او العراقية فضلاً عن التحالف الكردستاني" بحسب وصفه.
ويقول ان الاطراف لسياسية "تتجه الى الضغط من اجل تفعيل دور مجلس الوزراء في تنفيذ ورسم السياسة الخارجية، وليس بالاعتماد على رؤية رئيس الوزراء فقط".
كما المح كتاب الى ان تشكيل المجلس الوطني للسياسات الاستراتجية الذي يفترض ان يرأسه اياد علاوي "سيكون له الاثر في هذا المجال".
اما فؤاد معصوم، القيادي البارز في التحالف الكردستاني، فقد استبعد حصول اختلاف في وجهات النظر داخل مجلس الوزراء بشأن ملف العلاقات الخارجية، موضحاً لـ "العالم" ان رئيس الوزراء قدم برنامجه الحكومي الذي حظي باتفاق بثقة جميع الاطراف السياسية.
ويضيف ان برنامج المالكي "اكد على تمتين العلاقات مع الدول العربية تحديداً".
وبشأن تباين تصورات الاطراف السياسية في هذا الملف، قال معصوم "قد يكون هناك اختلاف طفيف خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع ايران وتركيا لكن بالمقابل الجميع يتفق على ان العلاقات يجب ان تاخذ طريقها للتحسن مع الدول المجاورة حتى تلك التي كانت هناك خلافات معها" بحسب قوله.
الى ذلك، توقع مصدر مطلع في التحالف الوطني، رفض الكشف عن اسمه استمرار الخلافات حول ملف السياسية الخارجية، ويعترف في حديث مع "العالم"، بوجود اصوات "تؤيد عودة العراق الى حاضنته العربية (في اشارة الى العراقية) فيما تطالب اخرى بتقوية العلاقات مع ايران باعتبارها حليفة قوية للحكومة الجديدة" مؤكداً "استمرار هذين الاتجاهين بالتصادم خلال المرحلة المقبلة".
ويقول ان الجميع "يترقب من الحكومة اعطاء برنامج تفصيلي عن هذا الملف خلال الفترة المقبلة، وربما تحدث مراجعات كبيرة".
ويقول ان هناك "اصواتا شيعية تطالب باستثمار وجود القائمة العراقية باعتبارها على صلة طيبة بدول الخليج، من اجل تخليص بغداد من البرود في العلاقات، والذي لن يخدم اي طرف اقليمي او دولي خلال المرحلة المقبلة".