TODAY - January 09, 2011
الامين العام للجامعة التقى المالكي وطالباني للاتفاق على «بنود» الاجتماع العربي المقبل
زيباري يرفض عقد القمة خارج بغداد.. وموسى يقول ان تهديدات المسلحين ينبغي ان تحفز القادة على «اللقاء»

نوري المالكي خلال استقباله الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في بغداد امس رويترز
بغداد - العالم
قال وزير الخارجية هوشيار زيباري بعد لقائه الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس السبت، ان العراق يرفض فكرة انعقاد قمة عربية برئاسته في اي مكان آخر غير بغداد.
واضاف زيباري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع موسى الذي بدأ زيارة للعراق امس والتقى كبار القادة "بحثنا انعقاد قمة برئاسة العراق في مكان آخر لكن القرار هو انعقادها في بغداد وليس في اي مكان آخر، اما انعقادها في دولة المقر او غيرها فهو امر ليس مطروحا بالنسبة للعراق".
وتابع ردا على سؤال حول الهاجس الامني ان هذه المسالة "تحتل الاولوية في برنامجنا (...) لدينا لجنة امنية عليا لضمان امن القمة". بدوره، قال موسى "لا يصح ان يكون العراق غائبا او مغيبا عن العرب (...) واعبر عن ارتياحي البالغ للمحادثات المعمقة والواسعة"، مشيرا الى ان الاستعدادات للقمة "على درجة عالية جدا من الكفاءة".
وقد حذرت جماعة "انصار الاسلام" القادة العرب الذين وصفتهم بـ "الطواغيت" من المشاركة في القمة العربية في بغداد مؤكدة استعدادها لتنفيذ "الواجب الشرعي باستهداف اي عنوان تجاري او سياسي".
وشنت هجوما لاذعا على جامعة الدول العربية ووصفها بانها "صنيعة بريطانية صليبية انشئت بهدف منع قيام الجامعة الاسلامية". وردا على سؤال حول التهديدات، اجاب "ان الجماعات التي تهدد الان كانت قبل فترة تتهم الحكومة العراقية بانها منعزلة عن محيطها العربي. وما هو المطلوب ان ندير ظهرنا للعراق او نعزله؟ ادعو الجميع الى التعقل". واعتبر ان التهديدات "يجب ان تزيد من اصرار القادة العرب على الالتئام ومناقشة الخلافات (...) اتهام الاخرين بالكفر ربما كان يصح في عصر من العصور وليس الان، يجب احترام الاختلاف في وجهات النظر".
وكان وزراء الخارجية العرب اتفقوا في نهاية اذار (مارس) الماضي على هامش قمة سرت في ليبيا ان تكون القمة المقبلة برئاسة العراق، على ان تعقد في اراضيه اذا سمحت الاوضاع، او في دولة المقر اي مصر.
والتقى موسى رئيس الجمهورية جلال طالباني، ورئيس الحكومة نوري المالكي.
وقال عقب لقائه المالكي ان "الحركة السياسية تسير الى الامام في اطار شراكة وطنية وتفاهم ووفاق تحدثنا مع رئيس الوزراء في القمة واهمية انعقادها في بغداد وستكون الزيارة فرصة لكي نتكلم عن البنود الرئيسية التي نعدها لتعرض على القمة".
واضاف "هناك دراسة واعداد عراقي ايضا لبعض الامور التي يريد ان يعرضها العراق" مشيرا الى "دوره الريادي في الاطار العربي والذي يتحول بسرعة الى دور قيادي وان العالم العربي سيكون بأيد امينة لما للعراق من ثقل في المنطقة".
من جهته، قال المالكي ان القمة "رسالة تؤكد التزام العراق بانتمائه العربي. سنطرح على القمة موضوعات حول العراق او علاقته بالجوار ونحن ننتظر، لقد وعدنا (موسى) بانه سيبعث لنا مقترحات تطرح في القمة العربية". واجاب ردا على سؤال حول الامن، "مشكلتنا ان الاوضاع الامنية ينظر اليها من خلال شاشات التلفزيون وليس من الواقع، فالشاشات تظهر شوارع مهدمة لكن العراق ليس هكذا، هناك خروقات معينة لكننا سنحافظ على امن القمة والقادة والجامعة العربية". ولم يستضف العراق قمة عربية اعتيادية منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 1978، لكنه استضاف قمة استثنائية في بغداد في أواخر أيار(مايو) 1990. من جهته، اكد رئيس الجمهورية جلال طالباني خلال استقباله موسى أمس السبت، استعداد العراق لتضييف القمة العربية في آذار (مارس) المقبل، مشيراً إلى أن الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد في تقدم مستمر، بحسب بيان رئاسي.
وقال البيان ان طالباني استقبل في قصر السلام ببغداد، الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، حيث رحَّب به، مؤكدا "أهمية دور الجامعة في إنجاح القمة المقبلة للدول العربية". وأشار رئيس الجمهورية إلى أن "المسيرة السياسية تمضي قدما وبشكل جيد، وان العلاقات بين الكتل البرلمانية والأحزاب في تحسن مستمر حيث أخذ الحوار البناء فيما بينها مجراه بعيداً عن أجواء التوتر، وهذا دليل على استقرار الوضع السياسي والأمني في البلاد الأمر الذي سينعكس إيجاباً على انعقاد القمة العربية في بغداد".
من جانبه شكر موسى، وفقا للبيان، الرئيس طالباني على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، معبراً عن سروره لـ"تمكن القادة العراقيين من الوصول إلى اتفاق أدى إلى تشكيل حكومة الشراكة الوطنية وتحقيق انجازات أمنية"، مشيراً إلى أن "هذه الانجازات تبث رسائل اطمئنان إلى المحيط الإقليمي والعربي والعالمي بأن العراق قادر على تضييف القمة العربية المقبلة وإنجاحها".