TODAY - January 12, 2011
المتحدث باسم وزارة حقوق الانسان: الخارجية لم تبلغنا بأية معلومات عن هذه القضية
سفير العراق في السعودية ينفي لـ العالم نبأ اعدام الرياض 40 عراقيا ونائبة عن التحالف الوطني ترد: لا يدري شيئا وسنقدم الادلة لزيباري غدا
بغداد – حيدر الكاظمي
نفى كل من سفير العراق لدى السعودية والمتحدث باسم وزراة حقوق الانسان صحة الانباء التي اشارت الى اقدام الرياض على اعدام 40 عراقيا مؤخرا، بينما ردت نائبة في البرلمان بان المتحدثين "لا يدريان شيئا عن الواقع"، وان هناك أدلة واضحة على تنفيذ السعودية حكم الاعدام بحق هذا العدد من العراقيين، مؤكدة ان مجلس النواب سيستضيف وزير الخارجية هوشيار زيباري يوم غد الخميس ويقدم له الادلة على ذلك.
وتدوالت وسائل اعلام محلية عديدة خلال الايام الماضية انباء عن اقدام السعودية على تنفيذ حكم الاعدام بحق 40 عراقيا مدانين بجرائم مختلفة، من دون ان يصدر توضيح رسمي من بغداد او الرياض بهذا الشأن، فيما قال رئيس البرلمان اسامة النجيفي انه كلف لجنة للتحقيق في صحة هذه المعلومات.
سفير العراق لدى المملكة العربية السعودية الدكتور عبد الإله الجميلي قال في اتصال هاتفي مع "العالم" أمس الثلاثاء ان "نبأ اعدام السعودية لاربعين عراقيا غير صحيح". واضاف "التقيت مسؤولين في وزارتي الداخلية والخارجية السعوديتين قبل ايام وأكدوا ان هذه المعلومات عارية عن الصحة".
وتابع الجميلي ان "المسؤولين في المملكة اعربوا لنا عن استغرابهم لتداول مثل هذه المعلومات وهم لا يعلمون مصدرها او الدوافع وراء اطلاقها وردود الافعال التي تبعتها".
واوضح "هناك سياق في المملكة العربية السعودية في مسالة تنفيذ احكام الاعدام، وهم هنا يحكمون بالاعدام عند حالتين الاولى هي جريمة القتل العمد والثانية هي ترويج المخدرات، ومع الاسف فهناك بعض العراقيين محكوم عليهم تحت هذه القضايا ونحن نسعى للتواصل معهم ومع اي سجين آخر".
ومضى يقول "عند تنفيذ حكم الاعدام بأي اجنبي تقوم الخارجية السعودية بالاتصال بسفارة البلد الذي ينتمي اليه المحكوم لترتيب مسالة تسلم الجثة وعملية الدفن". واضاف "في الفترة الاخيرة لم يحصل وان اتصلت اي من الدوائر السعودية لتبلغنا بتنفيذ القصاص بأي مواطن عراقي".
واوضح "حقيقة الامر اننا سمعنا بهذا الموضوع عبر وسائل الاعلام ولكن رسميا وعلى ارض الواقع لم نبلغ بأي شيء خصوصا واننا عقدنا لقاءات مع المسؤولين في المملكة ولم ترد مثل هذه المعلومات".
وزاد "من هذا المنبر اود القول ان السفارة العراقية تبذل جهودا استثنائية للتواصل مع الاخوة العراقيين في السجون السعودية وتقوم بزيارات بين فترة واخرى للتواصل معهم".
وردا على سؤال بشأن عدد العراقيين المتجزين في السجون السعودية، قال الجميلي "لا نمتلك ارقاما نهائية لعدد المعتقلين العراقيين هنا ولكن تم اطلاق سراح جزء كبير منهم بمبادرة من العاهل السعودي، ولكننا الان تقدمنا بطلب للسلطات في المملكة لمعرفة الاعداد النهائية للمعتقلين اضافة الى السماح لنا بزيارتهم وسوف نحدث معلوماتنا قريبا".
ويقول الجميلي "اود ان اطمئن العراقيين بأن سفارتهم في الرياض تواصل الاطمئنان على احوال السجناء العراقيين وهذا من اولويات عملنا ولن ندخر جهدا في مساعدتهم وتحسين اوضاعهم والعمل مع المعنيين في المملكة بهذا الخصوص".
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة حقوق الانسان الدكتور كامل امين ان "وسائل اعلام تناقلت نبأ ادانة وزير حقوق الانسان العراقي لعملية اعدام 40 عراقيا في السعودية، وهو أمر غير صحيح". واضاف في تصريح لـ "العالم"، "نؤكد عدم صحة ما اشيع عن صدور ادانة من وزارتنا بهذا الشأن ومن خلال اتصالاتنا مع وزارة الخارجية، اتضح لنا ان لا صحة للمعلومات المتعلقة بالاعدامات".
ويقول أمين ان "الحكومة العراقية ووزارة حقوق الانسان حريصتان على متابعة اوضاع المعتقلين العراقيين لدى المملكة العربية السعودية وهناك لجنة مشكلة في رئاسة الوزراء مكلفة بأن تجمع المعلومات عن هذه الانباء".
واضاف "نأمل من المملكة بأن يحظى ابناؤنا لديهم بمحاكمة عادلة وان تتاح لهم فرصة الحصول على المشورة القانونية وبنفس الوقت السماح لهم الاتصال بذويهم لمعرفة مصيرهم".
ولم تكن هناك معلومات دقيقة عن اعداد العراقيين المعتقلين لدى السعودية، وقال المتحدث ان وزارة الخارجية يفترض ان تتولى حصر اعدادهم، لكن المعلومات المتوفرة تشير الى ان اغلب المعتقلين هناك "متهمون بتجاوز الحدود او التجارة بالممنوعات" حسب امين.
لكن عضو مجلس النواب عن حزب الفضيلة الاسلامي احد مكونات الائتلاف الوطني كميلة الموسوي، قالت لـ "العالم" ان "ما ورد على لسان سفيرنا في الرياض او على لسان المتحدث باسم وزارة حقوق الانسان غير صحيح".
واضافت "نحن نمتلك الادلة والاثباتات التي تؤكد قيام الحكومة السعودية باعدام 40 عراقيا بقطع الرأس ودفن جثثهم في اراضيها". وتابعت "لدينا الشهود الذين يثبتون صحة ما نقول وهم مجموعة من ذوي المعدومين التقيتهم شخصيا وتحدثوا لي عن الاسباب وراء اعدام ابنائهم وما هي تهمهم بالاضافة الى كيفية حصول الاعدام وذلك طبقا لوصايا بعثوا بها سرا عبر وسطاء".
وكشفت الموسوي "يوم الخميس سيستضيف البرلمان السيد وزير الخارجية وسنكشف له عشرات الادلة التي تثبت صحة ما ندعي بالاضافة الى قوائم باسماء الشهداء واسماء من ينتظرون تنفيذ الحكم ذاته بحقهم وعدد السجناء الموجودين حاليا في المملكة والذين وحسب بياناتنا وصل الى ما يقارب الـ 600 سجين".
وتضيف "ان هذا هو الرقم المعلن، ولكننا نعتقد بان العدد اكثر من ذلك بكثير ونمتلك شهادات وفاة لمعدومين توكد ممارسة حكم قطع الرأس بحقهم".
وواصلت الموسوي حديثها قائلة "لدينا ايضا قضية المعدوم احمد الخزعلي الذي نفذ فيه القصاص لانه كان في احدى المستشفيات وقام بشتم الامير الذي سميت المستشفى باسمه عام 2008 هو واحد زملائه". واضافت "هنا نتساءل هل يقطع رأس الانسان لشتمه اميرا؟ ولدينا شهود كثر وان لم يقتنعوا بشهودنا فسوف نقسم على كتاب الله ان هذا ما حصل وبامكان مجلس النواب استدعاء ذوي المعدومين والاستفسار منهم شخصيا".
لكن النائبة كميلة الموسوي توضح "نحن لانقول ان كل المعتقلين هم من الابرياء ولكن في نفس الوقت لا نستطيع القول ان جميعهم مجرمون، وعلى الحكومة السعودية ايضاح ما هو الجرم الذي ارتكبوه، وعليها ايضا تسليم جثث المعدومين الى ذويهم". وتساءلت "لماذا تقوم الحكومة العراقية بتسليم الارهابيين السعوديين الى حكومتهم بينما هم يقومون باعدام معتقلينا ولاسباب تافهة؟".
رد مع اقتباس
