TODAY - 15 January, 2011
برقية جوابية من الملك السعودي على تهنئة المالكي
إنفراج بسيط في العلاقات بين بغداد والرياض.. رهن بعوامل عدة


اعتبر محللون أن تلقي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي برقية شكر من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، رداً على التهنئة بنجاح العملية الجراحية، قد تشكل بداية خجولة لإزالة التوتر، الذي يعود إلى العام 2007، لكنها ليست كافية نظراً لإرتباطها بجملة عوامل داخلية وخارجية.
بغداد
أفاد مصدر في مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي السبت أن المالكي تسلم برقية شكر جوابية من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز "رداً على برقية التهنئة التي أرسلها بمناسبة نجاح العملية الجراحية التي أجريت له" في نيويورك الشهر الماضي.
وتبادل البرقيات هو الأول من نوعه منذ توتر العلاقات بين الطرفين، وخصوصاً منذ العام 2007، عندما رفض الملك عبد الله في ايار- مايو 2007 استقبال المالكي خلال قمة مؤتمر الشيخ حول العراق متمها إياه بأنه "طائفي".
وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عزيز جبر لوكالة فرانس برس أن "هذا التبادل قد يكون مقدمة لعودة العلاقات إلى طبيعتها، فالبرقية شأنها شأن أي خطوة بروتوكولية، لكنها قد تشكل مقدمة لإزالة الجفاء" بين الزعيمين.
وأشار إلى أن "زيارة رئيس الوزراء الكويتي (الشيخ ناصر المحمد) للعراق قد تكون خطوة لتطور العلاقة بدءاً من الكويت، لكننا في السابق تعودنا أن تبدأ من الرياض". مضيفاً "ربما يكون هناك تبادل رسائل لم يتم الكشف عنها، لكن الإعلان عن هذه البرقية تزامناً مع زيارة رئيس وزراء الكويت، يدفع إلى الإعتقاد أن في الأفق أمر ما لإعادة العلاقات".
وقال جبر "يبدو أن الجليد يمكن إذابته من خلال هذه الرسائل لكن ليس معقولاً أن تبقى العلاقات متوترة مع السعودية، فيما تتطور مع الدول المجاورة، إنها مسألة معيبة، خصوصاً أنه ليس هناك ما يعكر صفوها بإستثناء بعض المواقف مثل عدم استقبال رئيس الوزراء، أو غيرها".
يذكر ان الملك عبد الله رفض في ايار- مايو 2007 إستقبال المالكي خلال قمة مؤتمر الشيخ حول العراق متمهاً إياه بأنه "طائفي".
من جهته، إعتبر الأكاديمي والباحث إحسان الشمري أن "من الصعب أن نتفاءل بوجود إنفتاح وإنفراج".
وأضاف "يبدو أن هناك ضغوطاً أميركية على دول الخليج قد تصل إلى إعادة سطحية للعلاقات، فالولايات المتحدة هي المحرك لهذا الأمر".
وردا على سؤال حول تأثير انعكاس مشاركة العرب السنة على قبول سعودي بالمالكي أكثر من السابق، أجاب "صحيح أن أياد علاوي (رئيس الوزراء الاسبق) مشارك في الحكومة وفق مبدأ الشراكة، إلا أن ذلك لا يتفاعل بقدر المعادلة السابقة المتمثلة بعودة المكون السني الذي من الممكن أن يقف أمام التمدد الإيراني".



ويرى المحللون أن الخوف الأكبر للسعودية بالنسبة للعراق يتمثل في إزدياد النفوذ الإيراني، فقد قدمت الرياض دعما لعلاوي الشيعي الليبرالي الذي يتمتع بدعم أحزاب العرب السنة فيما دعمت إيران المالكي.
وتابع الشمري ان "القضية ترتبط بعوامل جمة داخلية وخارجية، وهذا الانفراج يعد بكل الأحوال جيد وأعتقد أن مرده الضغوط، ففي حال شعر المكون السني بالتهديد فإن العلاقات ستعود إلى مرحلة التوتر، لأنها لم تبن على أساس رغبة حقيقية".
يذكر ان الملك عبدالله كان دعا نهاية تشرين الاول- اكتوبر الماضي المسؤولين العراقيين الى اجراء محادثات في الرياض تحت مظلة الجامعة العربية بعد عيد الاضحى لتجاوز مأزق تشكيل الحكومة العراقية. لكن العراقيين بإستثناء علاوي رفضوا هذه الفكرة.
بدوره، قال خبير في علاقات العراق الخارجية رفض الكشف عن اسمه ان "بغداد تسعى الى الانفتاح على الرياض بعد موافقة المالكي على مشروع سياسي يعيد بعض التوازن الى العلاقات الداخلية، لكن الامور تبقى رهنا بنجاح هذه التجربة". مضيفاً أن "ابتعاد العرب وخصوصا السعودية خلال الاعوام المنصرمة ترك فراغا قامت ايران بملئه، ما ادى الى انقلاب في ميزان القوى".
وختم قائلا "يبدو ان الجميع ينتظر المحادثات بين طهران والغرب حول النووي لمعرفة الاتجاه الصحيح من اجل مقاربة مفهوم جديد للعلاقات".
Elaph