TODAY - January 29, 2011
المعارضة اتفقت على دعم خطة غير مكتوبة للانتقال إلى ديمقراطية برلمانية
أميركا دعمت خطة سرية لإسقاط نظام مبارك

يبدو أنّ واشنطن تقف وراء الانتفاضة المصرية الحاليّة، فقد ساعدت السفارة الأميركية في القاهرة احد المعارضين الشباب من المرجّح انتمائه إلى حركة 6 ابريل على حضور قمة مدعومة أميركيا لناشطي المعارضة وحرصت على إبقاء هويته بعيدة عن أعين الدولة المصرية.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ


واشنطن
دعمت الحكومة الأميركية في السر قيادات وراء الانتفاضة المصرية كانت تخطط لتغيير النظام منذ ثلاث سنوات ، كما أفادت صحيفة الديلي تلغراف.
وقالت الصحيفة إن السفارة الأميركية في القاهرة ساعدت احد المعارضين الشباب على حضور قمة مدعومة أميركيا لناشطي المعارضة عُقدت في نيويورك وحرصت على إبقاء هويته بعيدة عن أعين الدولة البوليسية المصرية، على حد وصف الصحيفة.
ولدى عودة الناشط إلى القاهرة في كانون الأول/ديسمبر 2008 ابلغ دبلوماسيين أميركيين أن تحالفا لقوى المعارضة أعد خطة تهدف إلى إسقاط الرئيس حسني مبارك وإقامة حكومة ديمقراطية هذا العام.
وقالت الديلي تلغراف إنها تحمي هوية هذا الناشط الذي سبق وأن اعتقلته السلطات المصرية بالارتباط مع المشاركة في تظاهرات.
وتبين برقيات دبلوماسية أميركية سرية نُشرت على موقع ويكيليكس ان مسؤولين أميركيين ضغطوا على الحكومة المصرية للإفراج عنه مع معارضين آخرين اعتقلتهم الشرطة.
وفي برقية دبلوماسية سرية أُرسلت في 30 كانون الأول/ديسمبر 2008 قالت مارغريت سكوبي السفيرة الأميركية في القاهرة أنّ جماعات معارضة أعدت على ما يُفترض خططا سرية لتغيير النظام قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في أيلول/سبتمبر هذا العام.
وكُتبت عبارة "سري" على البرقية التي وجهتها سكوبي إلى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بعنوان "ناشط 6 نيسان/ابريل عن زيارته للولايات المتحدة وتغيير النظام في مصر".
وجاء في البرقية أن هذا الناشط زعم أن "عدة قوى معارضة اتفقت على دعم خطة غير مكتوبة للانتقال إلى ديمقراطية برلمانية تشتمل على إضعاف سلطات الرئاسة وتمكين رئيس الوزراء والبرلمان ، قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2011".
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر في السفارة الأميركية قوله إن الخطة "حساسة بحيث لا يمكن أن تُكتب" تحريريا.
وشككت السفيرة سكوبي في إمكانية نجاح خطة "غير واقعية" كهذه أو حتى في وجود خطة.
ولكن الوثائق أظهرت أن دبلوماسيين أميركيين تحدثوا مع هذا الناشط الذي تلقى دعما واسعا لحملته من أجل الديمقراطية من مسؤولين في واشنطن، وساعدته السفارة الأميركية في القاهرة على حضور "قمة" للناشطين الشباب في نيويورك نظمتها وزارة الخارجية الأميركية.
ونبه مسؤولون في السفارة الأميركية واشنطن إلى ضرورة التكتم على هوية الناشط لأنه يمكن أن يتعرض إلى الملاحقة لدى عودته إلى مصر.
وزُعم انه أصلا تعرض إلى التعذيب على امتداد ثلاثة أيام عندما اعتقلته مباحث أمن الدولة لمشاركته في عمل احتجاجي قبل سنوات.
وتضم حركة 6 نيسان/ابريل التي تشير إليها البرقية نحو 70 ألف عضو وهي تستخدم المواقع الاجتماعية لتنسيق الاحتجاجات وتغطية نشاطاتها.
وتكشف البرقيات التي نُشرت على موقع ويكيليكس أن مسؤولي السفارة الأميركية في القاهرة كانوا على اتصال منتظم مع الناشط المذكور خلال عامي 2008 و2009 باعتباره واحدا من أوثق مصادرهم للحصول على معلومات عن انتهاكات حقوق الإنسان


قطع الانترنت والاستعمال المفرط للقوة يثير حفيظة الغرب
قادة العالم يدعون النظام المصريّ إلى الإصغاء لمطالب الإصلاح


خرج قادة العالم عن صمتهم وتوجهوا للنظام المصريّ بدعوات ومناشدات للإصغاء إلى مطالب المحتجين في القاهرة وعدد من المحافظات الأخرى، وطالبت عدة عواصم غربيّة نظام حسني مبارك بالعمل على إقرار إصلاحات ديمقراطية واجتماعية اقتصادية تعيد الهدوء للبلد وتجنبه الفوضى.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
دعا قادة عدد من دول العالم السلطات المصرية إلى الإصغاء لمطالب المحتجين وحثوا جميع الاطراف على ضبط النفس.
ففي اتصال هاتفي استغرق ثلاثين دقيقة، دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما نظيره المصري حسني مبارك الى اتخاذ خطوات "ملموسة" للإصلاح السياسي والامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين المعارضين لنظامه.
وقال اوباما ان "الشعب المصري لديه حقوق يتشارك بها الجميع بما فيها الحق في التجمع سلميا وفي حرية التعبير وإمكانية تقرير المصير".
واكد انه طلب من مبارك ان يفي بالتعهدات التي قطعها في خطابه للمصريين الجمعة.
وكان مبارك اعلن في خطاب مساء الجمعة اقالة الحكومة وتعهد ب"خطوات جديدة" على طريق الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وقال اوباما "قلت له ان لديه مسؤولية اعطاء معنى لهذه الكلمات (...) وعليه اتخاذ خطوات ملموسة للايفاء بتعهداته".
وقبيل تصريحات اوباما، دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الحكومة المصرية الى "السماح بالتظاهرات السلمية والعودة عن الخطوة غير المسبوقة التي اتخذتها بقطع خطوط الاتصالات".
كما طالبتها "بالبدء فورا باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية".
وكان مسؤول اميركي صرح ان واشنطن قد تعيد النظر في سياستها بشان المساعدات العسكرية وغيرها من المساعدات التي تقدمها الى مصر في ضوء الرد الحكومي على التظاهرات.
وقد رأى السناتور الاميركي جون كيري ان على مصر ان تختار رئيسا جديدا لها عام 2011 عبر انتخابات "حرة ونزيهة وديموقراطية".
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي "لدى الرئيس مبارك فرصة لتهدئة الوضع عبر ضمان قيام عملية انتخابية حرة ونزيهة وديموقراطية عندما يحين وقت اختيار رئيس جديد للبلاد في وقت لاحق من هذه السنة".
وفي نيويورك تسببت الازمة في مصر باكبر تراجع لبورصة نيويوك منذ تشرين الثاني/نوفمبر اذ تراجع مؤشر داو جونز 1,39 بالمئة ومؤشر ناسداك 2,48 بالمئة.
واغلق داو جونز على 11823,70 نقطة بعد خسارته 166,13 نقطة بينما تراجع ناسداك 68,39 نقطة ليقفل على 2686,89 نقطة.
كما دفعت الاضطرابات في مصر اسعار النفط الى الارتفاع. ففي نيويورك اغلق سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) على 89,34 دولارا، بارتفاع قدره 3,70 دولارات او 4,32 بالمئة.
اما في لندن، فارتفع سعر برميل البرنت نفط بحر الشمال الى 99,74 دولارا مقتربا من عتبة المئة دولار التي لم يتجاوزها منذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر 2008.
من جهة اخرى، نصحت الحكومة الاميركية رعاياها "بتأجيل اي سفر غير ضروري" الى مصر كما دعت الأميركيين الموجودين فيها الى تجنب التنقل والتزام الحيطة والحذر.
واثار قطع السلطات المصرية الانترنت لمنع المتظاهرين من التواصل انتقادات في الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان "الحكومة (المصرية) يجب ان تحترم حقوق المصريين واعادة امكانية الدخول الى المواقع الاجتماعية وشبكة الانترنت".
من جهتها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان "الاستخدام المتواصل للقوة ضد المتظاهرين (...) امر مقلق للغاية".
ودعت السلطات المصرية الى "العمل بسرعة على ايجاد وسيلة بناءة وسلمية للتجاوب مع التطلعات المشروعة للمواطنين المصريين لاقرار إصلاحات ديموقراطية واجتماعية اقتصادية".
كما طلبت من السلطات المصرية اطلاق سراح كل المتظاهرين الذين اعتقلوا خلال التظاهرات "على الفور ومن دون شروط".
ورأى رئيس البرلمان الاوروبي البولندي جيرزي بوزيك من جهته ان "القوة ليست الرد على المخاوف المشروعة والتطلعات الديموقراطية للشعب المصري"، ودعا السلطات المصرية الى اعادة تشغيل خدمات الاتصالات في البلاد.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى تطبيق "اصلاحات" في مصر. وقال "علينا ان ندعم الاصلاحات واحداث تقدم في تعزيز الديموقراطية والحقوق المدنية وحكم القانون في مصر".
وفي باريس، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليو ماري ان بلادها تدعو الى "ضبط النفس والحوار" في مصر وعبرت عن "قلقها العميق" حيال الاحداث الاخيرة التي شهدها هذا البلد.
وقالت ان "الحوار بين كل الاطراف من شانه وحده ان يسمح بتطور ملحوظ وايجابي للوضع بهدف اخذ التطلعات نحو مزيد من الحرية والديموقراطية في الاعتبار".
وتظاهر مئات الاشخاص الجمعة في باريس دعما للتحركات الاحتجاجية ضد نظام مبارك ورددوا هتافات بينها "مبارك ارحل".
وردد المتظاهرون الذين تجمعوا تلبية لدعوة من رابطة حقوق الانسان ولجنة التضامن مع نضال الشعب المصري "مبارك ارحل" و"ليسقط مبارك" و"الشعب يريد حل الحكومة".
وعلقت كل وكالات السفر الفرنسية مساء الجمعة كل رحلاتها الى مصر بينما دعت فرنسا رعاياها الى"الحد" من تنقلاتهم في مصر.
وفي روما، دعت وزارة الخارجية الايطالية الى "الوقف الفوري لاعمال العنف" في مصر و"احترام الحريات المدنية وحرية التعبير والتواصل بما في ذلك التظاهر سلميا"، معبرة عن "اسفها العميق للضحايا المدنيين".
اما الامين العام للامم المتحدة بان كي مون فقد اكد ضرورة "احترام" حرية التعبير "بشكل كامل" في مصر، واعتبر ان الوضع "فرصة لالتزام السبل الكفيلة تلبية التطلعات المشروعة لشعوبها".
وفي جنيف، طالبت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي برفع حال الطوارىء المفروضة في مصر منذ ثلاثين عاما.
وقالت "اعتقد ان رفع حال الطوارىء منتظر منذ فترة طويلة وهو مصدر قسم كبير من الاحباط والغضب الذي يسود الشوارع حاليا".
وفي كوبنهاغن، دانت وزيرة الخارجية الدنماركية "استخدام العنف" ضد المتظاهرين ودعت الحكومة المصرية الى "بدء حوار" مع المحتجين لتجنب استمرار العنف.
وفي ستوكهولم، قال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت ان "مصر تحتاج الى مبادرة سياسية تقود الى انتخابات رئاسية مفتوحة وديمقراطية هذا العام".
وقال ان "مصر هي ثاني اكبر البلدان في جوار الاتحاد الاوروبي من حيث عدد السكان بعد روسيا، وما يحصل فيها يرتدي اهمية كبرى بالنسبة الينا"، معتبرا ان قرار السلطات المصرية منع الدخول الى شبكة الانترنت "خطير".
وفي سيدني، اعلنت الحكومة الاسترالية انها رفعت درجة التحذير من السفر الى مصر نظرا "للوضع الامني الصعب" فيها.
وفي مونتريال تظاهر اكثر من مئة شخص معظمهم من أصول مصرية وتونسية ولبنانية امام القنصلية المصرية تعبيرا عن تضامنهم مع المتظاهرين المعارضين لمبارك.
وقد رفعوا أعلاما مصرية وتونسية ورددوا هتافات مستوحاة من حوادث تونس.


واشنطن ولندن تدعمان مطالب الشعب لكن.. بلا عنف
المصريون مصممون على إسقاط نظام مبارك


رغم حظر التجوال وانتشار الجيش المصري في شوارع العديد من المدن إلا أن المتظاهرين الغاضبين مصممون على مواصلة احتجاجهم حتى الإستجابة لمطالبهم وفي مقدمتها تنحي الرئيس حسني مبارك عن منصبه.
القاهرة: تتواصل التظاهرات الغاضبة في المدن المصرية مطالبة بتنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن منصبه، في وقت بدأت ردود الفعل الدولية تتواتر، وحيا آلاف المتظاهرين الذين تحدوا قرار حظر التجول في القاهرة، قوات الجيش التي انتشرت الجمعة في العاصمة والتي رد أفرادها التحية برفع ايديهم بعلامة النصر كما افاد صحافي في وكالة فرانس برس.
وبالقرب من ميدان الاوبرا في وسط العاصمة كانت شاحنات عسكرية تسير مساء الجمعة بعد اكثر من ساعتين من اعلان فرض حظر التجول في القاهرة الكبرى والاسكندرية والسويس الذي اصدره الرئيس حسني مبارك مساء اليوم، وقد رفع الجنود الموجودون داخلها ايديهم بعلامة النصر للمتظاهرين وهم يلوحون لهم بالاعلام وقاموا ايضا بمصافحتهم وفقا للمصدر نفسه.
بل ان بعض المتظاهرين صعدوا الى مدرعات للجيش. وقام ايضا رجال شرطة بمصافحة المتظاهرين. وقال متظاهر شاب يدعى ايهاب علي "لا نريد مبارك ولا هذه الحكومة بعد الان. لكننا نحب الجيش، المصريون يحبون حقا الجيش" وسط موافقة عشرات "الشباب" الذين التفوا حوله.
وقال متظاهر اخر كان يسير مع الاف اخرين في حي الدقي بعد ساعتين من فرض حظر التجول "لا نعرف حتى الان الجيش يقف مع من وما اذا كان معنا. لكننا جميعا نحترم الجيش".
وعلى جدران العديد من المباني العامة في هذا الحي، كتبت شعارات معادية للحكومة مثل "يسقط النظام". وقال الطالب الشاب عمر احمد "ما يحدث اليوم اجمل من الحلم، لم اصدق ابدا ان ذلك يمكن ان يحدث يوما" في الوقت الذي انتشرت فيه رائحة الفوسفور في وسط العاصمة المصرية التي حلقت فوقها طائرات مروحية.

رئيس اركان الجيش المصري يختصر زيارته لواشنطن
واكد الجنرال الاميركي جيمس كارترايت ان رئيس اركان القوات المسلحة المصرية سامي عنان سيغادر الى مصر الجمعة في ضوء التطورات المتسارعة في بلاده، بعدما كان يترأس وفدا عسكريا لإجراء محادثات في البنتاغون كانت مقررة حتى الاربعاء المقبل.
وقال كارترايت نائب رئيس اركان الجيوش الاميركية ردا على سؤال في مؤتمر صحافي "انه (عنان) لا يزال في الولايات المتحدة واعتقد انه ينوي المغادرة اليوم". ولم يوضح ما اذا كان الوفد العسكري المصري سيغادر بكامله ام ان اللواء عنان هو الذي سيغادر وحده. وكان من المقرر ان تتواصل الاجتماعات بين الوفد العسكري المصري والعسكريين الاميركيين حتى الاربعاء المقبل.
كما دعا الجنرال كارترايت الجيش المصري الى "ضبط النفس" في مواجهة التظاهرات التي عمت الشارع المصري بشكل واسع الجمعة مطالبة باسقاط نظام الرئيس المصري حسني مبارك.

واشنطن تدعو الجيش المصري الى "ضبط النفس"

دعا جنرال اميركي بارز الجيش المصري الجمعة الى "ضبط النفس" في مواجهة الاحتجاجات التي تجتاح شوارع عدد من المدن المصرية. وصرح الجنرال جيمس كارترايت نائب رئيس هيئة الاركان المشتركة للصحافيين ان "الامر الرئيس الذي اعتقد انه مهم حقا هو ممارسة ضبط النفس من جانبنا وكذلك من جانب نظرائنا في الجيش المصري". واوضح في مؤتمر صحافي ان وزارة الدفاع الاميركية معنية بما يجري في مصر اكثر من الجنود الاميركيين.

اوباما يعقد اجتماعاً

وعقد الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة اجتماعا استمر 40 دقيقة مع عدد من كبار اعضاء فريقه للامن القومي لمناقشة احداث العنف المتسارعة في مصر، وامر بابقائه على اطلاع بالمستجدات خلال اليوم.
والتقى اوباما في المكتب البيضاوي عددا من المسؤولين في الادارة الاميركية ومن بينهم نائبه جو بايدن ومستشاره للامن القومي توم دونيلون، وكبير مستشاريه لمكافحة الارهاب جون برينان وعدد من كبار المسؤولين في الاستخبارات والمسؤولين الدبلوماسيين، حسب ما افاد احد المسؤولين.
وجرى الاجتماع قبيل ادلاء وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بتصريحات اشتملت على اشد الانتقادات التي توجهها واشنطن الى الحكومة المصرية حتى الان ودعت فيها الحكومة المصرية الى كبح جماح قوات الامن والبدء في تطبيق الاصلاحات.
وقررت وزارة الدفاع الاميركية الجمعة مواصلة عقد اجتماعات عسكرية عالية المستوى مع وفد مصري بدأت الاربعاء رغم الاحداث الجارية في مصر. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ديف لابان ان هذه المحادثات السنوية لن تتوقف وهي تجري مع وفد مصري برئاسة رئيس اركان القوات المسلحة اللواء سامي عنان.
وقلل المتحدث من المخاوف من ان يفهم هذا الاجتماع على انه اشارة معينة، في الوقت الذي تجري فيه مواجهات تتسم بالعنف في مصر بين قوات الامن ومتظاهرين. وقال المتحدث ردا على سؤال بهذا الصدد "لا اعتقد" انه ستحصل مشكلة في طريقة فهم هذا الاجتماع، مضيفا ان "وزارة الدفاع تقيم منذ زمن بعيد علاقة عسكرية مع مصر".
واضاف الكولونيل الاميركي "من المفيد دائما ان نتكلم مباشرة مع المسؤولين العسكريين المصريين". واوضح المتحدث ان الوفد المصري باشر اجتماعاته الاربعاء الماضي على ان تتواصل حتى الاربعاء المقبل وهي تشمل لقاءات ومحادثات تتركز خصوصا على النواحي الامنية والتدريب والتعاون بين القوات العسكرية في البلدين. ويترأس الوفد الاميركي ساندي فيرشبو مساعد وزير الدفاع الاميركي.
ودعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الحكومة المصرية الجمعة الى "بذل كل ما بوسعها" لكبح جماح قوات الامن في مواجهاتها مع المتظاهرين والبدء في تطبيق اصلاحات.
"وقالت كلينتون: اود ان اقول شيئا عن الاحداث في مصر. نحن نواصل مراقبة الوضع عن كثب. ونشعر بالقلق البالغ لاستخدام الشرطة المصرية وقوات الامن العنف ضد المتظاهرين، وندعو الحكومة المصرية الى بذل كل ما بوسعها لكبح جماح قوات الامن". وفي الوقت ذاته يجب على المتظاهرين الامتناع عن القيام بأعمال عنف والتعبير عن انفسهم سلميا. وكما كررنا مرارا، نحن ندعم الحقوق الانسانية العالمية للشعب المصري بما في ذلك الحق في حرية التعبير والانتماء والتجمع".
وأضافت: "ندعو السلطات المصرية الى السماح بالتظاهرات السلمية والعودة عن الخطوات غير المسبوقة التي اتخذتها بقطع الاتصالات. إن هذه التظاهرات تشير إلى وجود مظالم عميقة لدى المجتمع المصري، وعلى الحكومة المصرية أن تدرك ان العنف لن يلغي هذه المطالب". وكما قال الرئيس باراك اوباما بالامس (الخميس) فان الاصلاحات مهمة للغاية لرفاه الشعب المصري. ومصر هي شريك مهم للولايات المتحدة في مجموعة من القضايا الاقليمية".
وتابعت الوزيرة الأميركية: "وبصفتنا شريكا، نحن نعتقد ان على الحكومة المصرية ان تبدأ فورا في إشراك الشعب المصري في تطبيق الاصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المطلوبة". ونناقش مع الحكومة المصرية وكذلك الحكومات الاخرى في المنطقة باستمرار اهمية تطبيق الاصلاحات والسماح بمزيد من الانفتاح والمشاركة لتوفير مستقبل أفضل للجميع. ونريد أن نشترك مع الشعب المصري وحكومته في تحقيق تطلعاتهم للعيش في مجتمع ديمقراطي يحترم حقوق الانسان الاساسية".
ومضت قائلة: "عندما كنت في المنطقة مؤخرا، التقيت عددا كبيرا من منظمات المجتمع الاهلي، واستمعت منهم لعدد من الافكار التي يمكن ان تحسن وضع البلاد. ان شعوب الشرق الاوسط كما هي الشعوب في كل مكان، تسعى الى الحصول على فرصة للمساهمة ولعب دور في القرارات التي تحدد حياتها". وقد قلت في الدوحة ان على القادة ان يستجيبوا لهذه التطلعات والمساعدة على بناء مستقبل افضل للجميع. عليهم ان يعتبروا المجتمع المدني شريكا وليس تهديدا".
واشنطن تنصح رعاياها بعدم السفر الى مصر "لغير الضرورة"
نصحت الحكومة الاميركية رعاياها الجمعة ب"تأجيل اي سفر غير ضروري" الى مصر بسبب الاحتجاجات العنيفة التي تجتاح مصر منذ اربعة ايام. ودعت وزارة الخارجية الاميركية ايضا المواطنين الاميركيين الموجودين في مصر الى تفادي التنقل والتزام الحيطة والحذر.

دعوات للإفراج عن المعتقلين
دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الجمعة السلطات المصرية الى العمل على اطلاق سراح كل المتظاهرين الذين اعتقلوا خلال التظاهرات الاخيرة "على الفور ومن دون شروط". وقالت اشتون في بيان "ادعو السلطات الى العمل فورا ومن دون شروط على اطلاق سراح كل المتظاهرين المسالمين المعتقلين".
واضافت ان "الاستخدام المتواصل للقوة ضد المتظاهرين من قبل الشرطة وقوات الامن امر مقلق للغاية". ودعت في بيانها السلطات المصرية الى "العمل في شكل عاجل على ايجاد وسيلة بناءة وسلمية للتجاوب مع التطلعات المشروعة للمواطنين المصريين لاقرار اصلاحات ديمقراطية واجتماعية اقتصادية".
وتابع البيان "ومنعا لاي تدهور للوضع في القاهرة وفي المناطق الاخرى من مصر ولتجنب مزيد من الاحداث، ادعو مجددا كل الاطراف الى الهدوء وضبط النفس". واوضحت اشتون ان تطورات الوضع في مصر ستكون محور نقاش خلال اجتماع مقرر الاثنين المقبل في بروكسل لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي.

فرنسا تدعو الى "ضبط النفس والحوار" في مصر

اعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليو ماري مساء الجمعة ان بلادها تدعو الى "ضبط النفس والحوار" في مصر، معربة عن "قلقها العميق" حيال الاحداث الاخيرة التي شهدها هذا البلد. وقالت اليو ماري في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه ان "فرنسا تعرب عن قلقها البالغ حيال التظاهرات التي تشهدها مصر منذ بضعة ايام والتي اتسعت الجمعة".
واضافت ان بلادها "تأسف للضحايا وتدعو الى ضبط النفس". واعتبرت اليو ماري ان "الحوار بين كل الاطراف من شأنه وحده ان يسمح بتطور ملحوظ وايجابي للوضع بهدف اخذ التطلعات نحو مزيد من الحرية والديمقراطية في الاعتبار".
وتابعت اليو ماري "يعود الى السلطات المصرية ان تجد السبل الملائمة لتلبية هذه الامور"، داعية ايضا الى "التهدئة والى ان يتحمل الجميع مسؤولياتهم".
تضارب حول حظر التجول على كافة محافظات مصر
والغت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية خبرها الذي اعلنت فيه تمديد نطاق حظر التجول ليشمل كل محافظات مصر، كما عاد التلفزيون الرسمي ليؤكد ان حظر التجول مفروض في القاهرة الكبرى والاسكندرية والسويس فقط. وقالت الوكالة في اعلان الى مشتركيها "رجاء الغاء خبرنا بعنوان مد العمل بحظر التجول ليغطي كافة محافظات الجمهورية وعدم استخدامه".
اما التلفزيون المصري الذي سبق ان اعلن كذلك توسيع نطاق حظر التجول الى جميع محافظات الجمهورية، فعاد ليعلن ان الرئيس المصري حسني مبارك قرر فرض حظر التجول في القاهرة الكبرى والاسكندرية والسويس.

ايطاليا تدعو الى "الوقف الفوري" لاعمال العنف في مصر

دعت وزارة الخارجية الايطالية الجمعة الى "الوقف الفوري لاعمال العنف" في مصر. وقالت الوزارة في بيان ان "ايطاليا تتابع من كثب وبقلق بالغ" الاحداث في مصر، وتعرب عن "اسفها العميق للضحايا المدنيين" وتدعو "الى الوقف الفوري لهذا النوع من العنف مع احترام الحريات المدنية وحرية التعبير والتواصل بما في ذلك التظاهر سلميا"
واذ اكدت ان "استقرار" البلاد هو "اولوية" بالنسبة الى ايطاليا و"المنطقة برمتها"، شددت الخارجية الايطالية على انه ينبغي "تعزيز (هذا الاستقرار) عبر الحوار الملموس والبناء بين المؤسسات والمجتمع المدني". وقرر الرئيس المصري حسني مبارك مساء الجمعة بصفته الحاكم العسكري للبلاد فرض حظر التجول في عدد من محافظات البلاد وكلف الجيش النزول الى الشارع لحفظ الامن بعد تظاهرات شعبية واسعة طالبت باسقاطه.

بريطانيا تدعم مطالب المتظاهرين "المشروعة"

ومن جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجمعة ان "مطالب" المتظاهرين الذين خرجوا الى شوارع المدن المصرية "مشروعة" داعيا جميع الاطراف الى تجنب العنف. وقال هيغ "اشعر بقلق بالغ للصور التي شاهدتها من مصر". كما دعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الجمعة من دافوس الرئيس المصري حسني مبارك وحكومته الى السماح بقيام "التظاهرات السلمية".
وقالت ميركل في تصريح صحافي ادلت به على هامش اعمال منتدى دافوس في سويسرا "كلنا قلقون امام الصور التي تصلنا من مصر، وادعو كل المعنيين ومن بينهم الحكومة المصرية والرئيس الى السماح بالتظاهرات السلمية في اطار الحفاظ على حرية التعبير عن الرأي". واضافت ميركل "لا يفيد بشيء محاصرة الناس والحد من قنوات الاتصال، علينا ان نتوصل الى حوار سلمي". وتابعت المستشارة الالمانية ان "الاستقرار في البلد غاية في الاهمية ولكن ليس على حساب حرية التعبير". واضافت "علينا ان نقوم بكل ما هو ممكن لوقف العنف والا فان ضحايا ابرياء سيسقطون".
"الشعب يريد اسقاط النظام": كان الاف المصريين الغاضبين يرددون من اعماق قلوبهم هذا الهتاف الجمعة وهم يسيرون كالهدير في شوارع القاهرة المحاصرة بقوات الامن. وكان انتهاء الصلاة بمثابة ساعة الصفر لانطلاق التظاهرات الكبرى ضد النظام من جميع المساجد اذ انتشر الاف المتظاهرين في الشوارع تحت التصفيق الحار للمارة للمطالبة برحيل الرئيس المصري حسني مبارك الذي يتولى الحكم في البلاد منذ 30 عاما.
وهتف المتظاهرون ومعظمهم من الرجال "الحرية، الحرية، الحرية" امام رجال الشرطة الذين انتشروا بدروعهم وخوذاتهم بالقرب من الجامع الازهر في حي خان الخليلي التاريخي. ويقول المحامي الشاب احمد وهو يلتقط انفاسه "مبارك دكتاتور، نريد اسقاطه ليس هذا وقت الاصلاح الناس لم تعد تطيق والوضع الاقتصادي لا يحتمل".
ويصيح محمد المنصور وهو شاب في الثلاثين يرتدي معطفا من الكاشمير "جئنا القوى الوطنية والاخوان المسلمين لنقول للسلطة كفاية". وكان المتظاهرون يلعبون لعبة كر وفر مع رجال الشرطة الذين يهددون بالتدخل ما يثير بعض لحظات الذعر بين المحتجين.
وصعد العديد من المتظاهرين واحتلوا جسر الازهر الذي يقود الى قلب القاهرة في حين اخذ التجار في اغلاق محلاتهم. واكد حمزاوي وهو بائع اقمشة في منطقة الازهر "لقد اغلقنا المحل لاننا نخشى ان تفلت الامور". وشارك الاخوان المسلمون والمعارض البارز محمد البرادعي في "جمعة الغضب" التي دعت اليها حركة 6 ابريل الشبابية وايدتها معظم قوى المعارضة.
وقال اكرم اسماعيل وهو متظاهر شاب "خرجنا من مسجد مصطفى محمود (بحي المهندسين) وجئنا الى الدقي وسنكمل الى التحرير". وكان بعض المتظاهرين يجلسون على جانب الطريق وعيونهم مبللة بالدموع من جراء القنابل المسيلة للدموع في حين بدا ان الشرطة غير قادرة على السيطرة على الموقف.

قطع خدمات الانترنت في مصر "غير مسبوق"

وقالت شركة رينيسيس لرصد الانترنت ان الشركات الاربع الرئيسة المزودة بخدمات الانترنت في مصر قطعت الاتصالات الدولية لعملائها في خطوة متزامنة وغير مسبوقة. وقال جيمس كاوي من شركة رينيسيس التي مقرها في نيوهامبشير وترصد بيانات الانترنت آنيا "اصبح من غير الممكن الان الاتصال بجميع عناوين الانترنت المصرية تقريبا من أي مكان من العالم". وقال كوي في مدونته على الانترنت "في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الانترنت، يبدو ان الحكومة المصرية امرت مزودي خدمة الانترنت باغلاق كل الاتصالات الدولية مع الانترنت".
واضاف ان "كل المزودين المصريين وكل شركة وبنك ومقهى انترنت وموقع الكتروني ومدرسة وسفارة ومكتب حكومي يعتمدون على تلك الشركات الاربع الكبرى في تزويدهم باتصالات الانترنت، اصبحوا مقطوعين الان عن العالم". واضاف ان شركات "لينك ايجيبت، فودافون/راية، تلكوم مصر، واتصالات مصر وجميع عملائهم وشركائهم اصبحوا منقطعين عن الانترنت في الوقت الحالي".
واضاف ان الشركة لاحظت توقفا "شبه متزامن" لكافة الخطوط للشبكات المصرية عند الساعة 22,34 ت غ الخميس "بشكل لم يترك اي مسار يمكن ان يسمح للعالم باستمرار تبادل الاتصال عبر الانترنت مع مزودي الخدمة في مصر".
وقال ان الاستثناء الوحيد هو مجموعة نور التي لا يزال لديها 83 خطا عاملا لعملائها في مصر. وقال ان من غير الواضح سبب عدم تأثر مجموعة نور بتوقف الانترنت "ولكننا لاحظنا ان البورصة المصرية لا تزال تعمل على عنوان نور".
واعلنت مجموعة فودافون البريطانية للاتصالات في بيان في لندن ان كل شركات الهاتف النقال في مصر "تلقت امرا بتعليق خدماتها في نحو مئة منطقة تم اختيارها". وقالت فودافون انه "بموجب القانون المصري، يحق للسلطات اصدار امر مماثل وعلينا ان نخضع له"، موضحة ان هذا التدبير ينطبق "على كل شركات الهاتف النقال في مصر". واضاف هذا البيان المقتضب ان "السلطات المصرية ستوضح الوضع في الوقت المناسب".

مطالبة برفع حال الطوارئ

طالبت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي السلطات المصرية الجمعة برفع حال الطوارئ المفروضة منذ ثلاثين عاما في البلاد التي تشهد تظاهرات عنيفة. وقالت بيلاي في بيان "اعتقد ان رفع حال الطوارئ منتظر منذ فترة طويلة وهو مصدر قسم كبير من الاحباط والغضب الذي يسود الشوارع حاليا".
والتظاهرات التي انطلقت الثلاثاء في مصر مستلهمة الثورة التونسية هي الاضخم منذ وصول الرئيس حسني مبارك (82 عاما) الى السلطة عام 1981، والذي يتعرض للانتقادات بسبب عدم رفع حال الطوارئ المعلنة منذ اكثر من 30 عاما.
واعلن قانون الطوارئ عام 1981 بعدما اغتال اسلاميون الرئيس السابق انور السادات. وحضت بيلاي الحكومة المصرية من جهة اخرى على "ضبط النفس" و"حماية حقوق المواطنين في حرية التعبير و(الوصول الى) المعلومات بموجب قوانين البلاد والقانون الدولي لحقوق الانسان".
وقالت " علمت ان الشرطة واجهت المتظاهرين منذ اندلاع الاحتجاجات في الشارع بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والهراوات واوقفت اكثر من الف شخص، بمن فيهم معارضون سياسيون". ودعت الحكومة المصرية الى "اعادة الاتصالات الهاتفية والشبكات الاجتماعية الى العمل". وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون طالب ردا على سؤال على هامش منتدى دافوس (سويسرا) "باحترام كامل" لحرية التعبير في البلاد.

السناتور كيري يعتبر ان على مصر ان تختار رئيسا جديدا عام 2011

واعتبر السناتور الاميركي جون كيري الجمعة ان على مصر ان تختار قائدا جديدا لها عام 2011 عبر انتخابات "حرة نزيهة وديمقراطية". وقال كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي في بيان ان "لدى الرئيس (حسني) مبارك فرصة لتهدئة الوضع عبر ضمان قيام عملية انتخابية حرة ونزيهة وديمقراطية عندما يحين وقت اختيار قائد جديد للبلاد في وقت لاحق من هذه السنة".
واعتبر كيري ان الاحداث الجارية في مصر "تستدعي قلقا شديدا"، ودعا الحكومة المصرية وقوات الامن الى "ضبط النفس" في مواجهة التظاهرات في العديد من المدن المصرية. من جهة ثانية دعا السناتور كيري المصريين الى القيام بتظاهرات "سلمية" مشيرا الى تظاهرات لا عنفية في التاريخ دعا اليها اشخاص مثل غاندي ومارتن لوثر كينغ.
ايلاف