TODAY - January 29, 2011
يدفع الآن الثمن غالياً لانعزاله عن هموم المواطن!
مبارك.. بطاقة شخصية من وجهة نظر غربية


ربما ظل العديد من المصريين ينظرون الى الرئيس حسني مبارك باعتباره "شغّيلاً" قادراً ومتواضعاً بمقاييس حكام الشرق الأوسط. لكنه، مع ذلك، لم يتمتع بالشعبية البتة.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
ربما ظل العديد من المصريين ينظرون الى الرئيس حسني مبارك باعتباره "شغّيلاً" قادراً ومتواضعاً بمقاييس حكام الشرق الأوسط. لكنه، مع ذلك، لم يتمتع بالشعبية البتة.
ويعود هذا، في رأي "تايمز" البريطانية، الى طبيعة مبارك. فهو، على غير سجية قومه العفوية المنطلقة، موغل في التحفّظ والرصانة الرسمية. لذا فقد جرّد نفسه من صفة "ابن البلد" المدرك لنبض الشارع وهمومه الحقيقية برغم محاولاته الدؤوبة لأن يعتبره هذا الشارع "العم الحنون".
ومع انه ليس بالخطيب المفوّه، فهو يتحدث بوضوح ويملك ناصية اللغة العربية الفصحى مضافة إليها الانكليزية السليمة والروسية التي تعلّمها بفضل دراسته علوم الطيران في الاتحاد السوفياتي السابق.
وفي المؤتمرات الدولية يتفادى الرئيس المصري المواجهة على الدوام مفضلا عليها الحلول الوسط. ويشهد له أن وساطاته الشخصية أبطلت العديد من العبوات السياسية الناسفة بين الفلسطينيين وإسرائيل.
على أن العديد من المتعلمين المصريين ينحون الى السخرية من افتقاره للخيال والإبداع وسعيه لوضع الزعيم المعبود. وثمة عدد قليل فقط هؤلاء يعتبرونه طاغية. لكن عددا أقل لا يذكر الآن دور التهدئة الذي قام به في أعقاب اغتيال سلفه أنور السادات في 1981 مع تسلمه السلطة من بعده.
ولإعادة سيادة القانون والنظام، فرض مبارك وقتها حالة الطوارئ. ومضى ليجرّد الشعب من حرّياته الأساسية ومنح الحكومة سلطات واسعة النطاق للإلقاء بمعارضيها في غياهب السجون. وهذا هو الوضع السائد حتى الآن (على مدى قرابة 30 عاما) وهو الذي يقف خلف مظاهرات الغضب التي تجتاح البلاد الآن. والإحساس في الشارع حاليا هو التعب والإحباط وخيبة الأمل في زعيم يفتقر الى السياسات الخلّاقة وطال بقاؤه - بفضل قمعه الحريات - بشكل صار غير محتمل.
وهناك ايضا السيدة الأولى، سوزان مبارك، التي أدت دورا من خلف الكواليس في ترقية القضايا الاجتماعية. لكن مشكلتها هي مشكلة زوجها نفسها، وهي أن المواطنين يعتبرونها "بنت العز" التي حجبت عنها الحياة الرخوة الإمساك بنبض الفقراء والكادحين.
أما ابنهما الأصغر جمال (47 عاما)، الذي كان أبوه يعدّه لخلافته في الرئاسة، فهو ذكي ومثقف صقيل على الطراز الغربي. لكن أهل بلاده يعتبرونه أكثر انعزالية عنهم من والده ويفضل صحبة المصرفيين على النظر في هموم المواطن الذي يحصل على 1800 دولار في المتوسط على مدار السنة.
ايلاف