TODAY - January 30, 2011
الاندبندنت: شوارع القاهرة قالت كلمتها، نظام مبارك انتهى

تتواصل الاحتجاجات في مصر

في صحيفة الاندبندنت كانت الصفحات الخمس الاولى بكاملها مخصصة لتطورات الاحداث في مصر، ففي الاولى صورة لمتظاهرين يحملون ضابطا من الجيش المصري يحمل غصنا من زهور الاوركيد الصفراء.
اما العنوان فيقول: شوارع القاهرة اثبتت حقيقة فشل في استيعابها قادة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، وهي ان امر هذا النظام قد انتهى.
ويكتب اوليفر مايلز مقالا تحت عنوان: لا بد لمصر ان تجد طريقها من دون تأثير الغرب، ويقول انه بات من الصعب تصديق شخص يقول انه قادر على التنبؤ بما يمكن ان يحدث في الشرق الاوسط.
فما شاهدناه في تونس ومصر لا يمكن الا ان يوصف بانه ثورة، ومن المستحيل التنبؤ بالثورات، ومن الواضح ان الانظمة التي استمرت لسنوات طويلة في الحكم قد انقضى عهدها، على الرغم من عدم وضوع صورة من سيحل محلها.

صحيفة الصاندي تلجراف
من مصلحة السلطات الاستبدادية في البلدان العربية مراقبة ورصد المزاج العام في مصر، والعمل على تفعيل التغييرات والاصلاحات.
ودعا الكاتب الغرب الى عدم الاغراق في وهم انه قادر على السيطرة على مجريات الاحداث في الشرق الاوسط، فيس له او لغيره الحق او القوة لتحديد ما يمكن ان تكون عليه المنطقة.

صورة الرعب
الدماء تسيل في الشوارع، هذا هو العنوان الرئيسي في الصفحة الاولى لصحيفة الصاندي تلجراف البريطانية.
العنوان يتوسط صورة كبيرة احتلت صدر الصفحة لمحتجين مصريين شباب وهم يعتلون دبابة ويتحاورون مع احد الجنود من طاقمها.
اما العنوان الفرعي فيقول: مبارك متمسك بالسلطة، واحتجاجات مصر تسفر عن مقتل 89 قتيلا على الاقل.
وتقول الصحيفة ان الصورة الحقيقية للرعب الذي خلفته الاحداث الدامية في مصر ظهرت في اقوى تجلياتها مساء السبت، عندما تجمع اقارب القتلى خارج ابواب ثلاجات حفظ جثث الموتى، وظهرت ايضا في افادات الاطباء الذين تحدثوا عن محاولاتهم اسعاف الجرحى.

صحيفة الاوبزيرفر
لقد غيرت ايام الغضب الخمسة في شوارع القاهرة والاسكندرية والسويس وعشرات المدن الاخرى نظرة مصر الى نفسها.
وفي الصفحة الثانية للمتابعات تنشر الصحيفة مزيدا من الصور للاحداث المتلاحقة في مصر، حيث خرج عنوانها قائلا "ستتكثف الاحتجاجات حتى يسقط نظام مبارك".

بداية النهاية!
وفي الملف الخاص بالتغطية والذي خصصت له صفحتان نشرت الصحيفة صورة عريضة للمحتجين وهم بين دبابات الجيش المنتشر في المفاصل الرئيسية والحساسة في العاصمة المصرية، نطالع عنوانا يقول متسائلا: اهي بداية النهاية، وفي عنوان آخر: وسط الفوضى يُقتل الشباب بلا رحمة او شفقة.
اما المقالات المرفقة بهذه التغطية الواسعة فان مضمونها ملخص في عناوينها، فهناك مقال تحليلي تحت عنوان: التاريخ يظهر انه اينما اتجهت مصر يتبع الآخرون، وفي آخر، وهو تحليلي ايضا: القادة الغربيون في حيرة من فرض الديموقراطية على حليفهم المخلص.
وعلى نفس المستوى من الاهتمام خرجت صحيفة الاوبزيرفر بعنوان في صفحتها الاولى يقول: مبارك في محاولة متعجلة للتمسك بالسلطة.
وفي المقال التحليلي للصحيفة، والذي جاء تحت عنوان: دكتاتورية مبارك لا بد ان تنتهي، يقول الكاتب ان من مصلحة السلطات الاستبدادية في البلدان العربية مراقبة ورصد المزاج العام في مصر، والعمل على تفعيل التغييرات والاصلاحات.

نظام قمعي مفلس
ويقول الكاتب ان ايام الغضب في مصر تؤشر الى نهاية نظام مبارك القمعي والمفلس، فعلى مدى 30 عاما سيطر الرئيس المصري على بلاده بفرض الخوف وعصا الشرطة السرية وقانون الطوارئ والاموال الامريكية، ونقص البصيرة السياسية.
وكانت رسالته الغليظة تقول: بدوني ستكون فوضى، اما الآن فقد جاءت الفوضى في كل الاحوال، وعلى مبارك ان يرحل.
لقد غيرت ايام الغضب الخمسة في شوارع القاهرة والاسكندرية والسويس وعشرات المدن الاخرى نظرة مصر الى نفسها.
فالمصريون كانوا يرددون لعدة اعوام ان هذا مستحيل، وان النظام قوي جدا، وان الناس لا يبالون، وان اجهزة الامن قاسية وقمعية.
وكما هو حال الاوروبيين الشرقيين قبل عام 1991، الذين انتفضوا وسط الظلمة، بلا مساعدة او أمل. وهو ما حدث لحركة "كفاية" وزعيمها الشجاع ايمن نور الذي استفز وضرب وسجن.
وتضيف الصحيفة انه مع ذلك كله كان الضغط باتجاه الاصلاح في تصاعد وفورة مستمرة، فهناك حديث يومي عن ارتفاع الاسعار، والركود الاقتصادي، والفقر والبطالة، والفساد المنتشر، وتقلص الحريات وتزايد الرقابة، حتى وصل كل هذا الى درجة الكراهية الشديدة للنظام، وهو ما دفع المحتجين الى المطالبة برحيل الرئيس المصري.