TODAY - February 02, 2011
كاتم الصوت يرعب العراقيين ويدفهم لتوزيع الإتهامات
تصفيات سياسية حزبية داخلية.. أم مخابراتية أجنبية؟


تشهد العاصمة العراقية حالياً تصاعداً خطيراً لموجة الإغتيالات باستخدام الأسلحة المزودة بكاتم للصوت والتي تستهدف سياسيين وأمنيين وأكاديميين وأصحاب كفاءات. وأصبحت هذه الظاهرة تشكل رعباً وقلقاً للمواطنين الذين تراوحت مواقفهم من هذه العمليات بين الإعتقاد بأنها تصفيات بين القوى السياسية، وبين إتهام مخابرات أجنبية بتنفيذها، ملقين باللوم على الإختراقات التي تعانيها الأجهزة الأمنية وضعف الجهد الإستخباري في تنامي هذه الظاهرة التي ناقشتها "ايلاف" مع سياسيين ومختصين ومواطنين.

إختراقات أمنية ومخابرات أجنبية
يقول النائب عن التيار الصدري مشرق ناجي ان "الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين وأصحاب الكفاءات وعناصر وقيادات الأجهزة الأمنية والمسؤولين والقضاة تؤكد ضعف الجهد الأمني والإستخباري الذي يصيب الأجهزة الأمنية".
وأشار بهذا الصدد إلى ان غالبية الذين يقومون بتنفيذ عمليات الإغتيال عبر كاتم الصوت يستخدمون الأسلحة والسيارات العائدة إلى الدولة لأنهم يستطيعون المرور بها عبر الحواجز الأمنية ودون أن يكون هناك تفتيش أو رقابة عليها".
ودعا ناجي إلى تطهير الأجهزة الأمنية من العناصر الدخيلة عليها وتنشيط الجهد الاستخباري داخل هذه الأجهزة نفسها لمراقبة من يستغل صفته الوظيفية لتنفيذ أعمال إجرامية. كما أشار إلى أن معظم الذين انخرطوا في المؤسسات الأمنية لم يدخلوها عن مهنية أو كفاءة وإنما جيء بهم من خلال صفقات سياسية.
وشدد على ضرورة بناء المؤسسات الأمنية بناءً حديثاً ومتطوراً مع تفعيل الأجهزة الرقابية بداخلها ونوحيد القيادات الأمنية وربطها بمرجعية واحدة لتحديد الجهة المسؤولة عن حفظ الأمن الداخلي والأخرى المسؤولة عن الجهد الإستخباري حتى يتم تشخيص المقصر ومحاسبته.
وعن الجهات والاسباب التي تقف خلف عمليات القتل بكاتم الصوت قال النائب ان العراق ساحة مفتوحة للعمل الاستخباري الدولي وهناك أجندات مرتبطة بدول خارجية الهدف منها زعزعة الأمن الداخلي، وكذلك دول لا تريد للعراق هذا التطور بعد تشكيل الحكومة الجديدة بمشاركة جميع القوى السياسية لأن تلك الجهات متخوفة من عراق قادم وبقوة الى الساحة العربية والدولية.

تصفيات بين قوى سياسية
من جهته إعتبر أحمد حلو سالم مراسل قناة آفاق الفضائية أن الجماعات المسلحة قد غيرت تكتيكاتها العملياتية من تفجير السيارات المفخخة إلى كواتم الصوت نتيجة تضييق الخناق الأمني عليها بسبب الجهد الإستخباري الذي نجح في كبح جماح حركتها في العاصمة بغداد نتيجة قتل أو إعتقال قياداتها المهمة. لكنه أشار إلى ان الأيادي الخارجية ما زالت تعبث بأمن وأمان المواطن العراقي وأمن مؤسساته وتحاول عرقلة المنجز الأمني للقوات العراقية.
أما حسين عبد الرحمن (مدرس) فإنه يرجع أسباب هذه الظاهرة إلى صراعات سياسية بين الأحزاب وقال "إن هناك تصفيات داخلية تتم خصوصاً بعد تشكيل الحكومة فأصبحت وزاراتها والمسؤولين فيها مستهدفون وذلك من أجل ابعادهم عن المسؤوليات التي يتولونها".
ومن جانبها ترى أم حسين (ربة بيت) ان الظروف الأمنية هي الآن في غاية الخطورة "حيث بتنا نشعر بالخوف والرعب وصار كاتم الصوت حديث جلساتنا، نتيجة إستهداف أبنائنا في الشرطة والجيش والجامعات ومؤسسات الدولة الأخرى". وتستغرب أم حسين أن هذه الأعمال أصبحت تستهدف المواطنين العاديين أيضا، وتقول إن كواتم الصوت يتم إخفاءها في سيارات الأجرة التي تجري بواسطتها عمليات الإغتيال حتى أصبحت هذه السيارات "مصدر قلق لنا" .
ويقول احمد علاء (موظف) في قطاع النقل ان عمليات القتل بكواتم الصوت أصبحت ترعب الناس بشكل خطير خلال تحركهم ونشاطهم "حيث بات مجرد التفكير في الخروج من المنزل أمراً مقلقاً وهناك خوف من سيارات الأجرة وغيرها من السيارات الحكومية التي تنفذ بواسطتها عمليات القتل بكواتم الصوت، وهو قلق أرهق كاهل العراقيين بشكل اصبحت معه حتى الأماكن المؤمنة بحواجز عسكرية عرضة لهذه العمليات".
من جانبه قال سلام الدليمي (طالب في كلية الإعلام) ان العمليات التي تستخدم فيها أسلحة كواتم الصوت وموجة الإغتيالات التي تطال ضباط كبار "تكتيك جديد للقوى الإرهابية لتستطيع من خلاله النفاذ الى المناطق الرخوة أمنيا وتنفذ عملياتها".
واشار الى ان هذه العمليات هي ظاهرة دخيلة على المجتمع العراقي داعيا الحكومة الى تشكيل غرفة عمليات للطوارئ لمتابعة منفذي هذه الجرائم. وأكد ان الهدف من هذه العمليات هو إفراغ العراق من الكفاءات العسكرية الوطنية عبر استهداف شخصيات معينة
ELAPH