TODAY - 03 February, 2011
اليمن: مسيرات حاشدة تطالب بإصلاحات

الرئيس اليمني وعد بعدم الترشح لولاية جديدة

أفادت الأنباء بخروج مسيرات حاشدة لليمنيين في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية تطالب بالتغيير ومحاربة الفساد واجراء اصلاحات سياسية جادة في البلاد.
وقال مراسل بي بي سي إن المحتجين رفعوا شعارات تطالب بـ"وقف نهب الثروات الوطنية" في المسيرات التي قادها التكتل المشترك الذي يضم أكبر خمسة أحزاب معارضة يمنية وفي المقابل سير الحزب الحاكم مسيرة تؤيد السلطة وما ورد في خطاب الرئيس اليمني الأخير.
وتأتي هذه المسيرات وسط اجراءات امنية مشددة. كما تزيد الانباء الواردة من بعض المحافظات اليمنية عن تعرض مواكب المتظاهرين المنضمين للمعارضة لمضايقات امنية ومنعها من الوصول الى اماكن التظاهرات. كما تعرض انصار المعارضة لتهديدات من انصار الحزب الحاكم.
هذا وقد أغلقت كافة المؤسسات النجارية ابوابها في العاصمة ومعظم عواصم المحافظات تحسبا لحدوث اعمال عنف.
وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قد اعلن امس الأربعاء انه لن يسعى لفترة ولاية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية عام 2013.
يذكر ان الرئيس صالح ما لبث يحكم اليمن منذ 23 عاما، إذ جاء الى الحكم عام 1978. وعندما تحققت الوحدة بين شطري اليمن عام 1990، تولى صالح منصب رئيس اليمن الموحد.
كما تعهد الرئيس اليمني بعدم تسليم مقاليد الحكم لابنه بعد انتهاء فترة ولايته.
وقال الرئيس صالح في كلمة القاها في جلسة استثنائية عقدها مجلسا الشعب والشورى قبيل انطلاق تظاهرة كبيرة في صنعاء اطلق عليها "تظاهرة يوم الغضب": "لا للتمديد، لا للتوريث، ولا لاعادة عقارب الساعة الى الوراء"، داعيا المعارضة الى العودة للحوار والمشاركة في حكومة وحدة وطنية.
واعلن الرئيس اليمني عن تجميد التعديلات الدستورية الاخيرة وتأجيل الانتخابات النيابية التي كانت مقررة في أبريل القادم حتى يتم تصحيح السجل الانتخابي وهي النقاط التي كانت مثار خلافات حادة مع المعارضة طوال الاشهر الماضية.
كما دعا الرئيس اليمني المعارضة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وكشف عن برامج حكومية للحد من الفقر وتوفير فرص عمل لخريجي الجامعات وفتح باب الاكتتاب امام المواطنين في عدد من المؤسسات الاقتصادية العامة.
كما كشف الرئيس في خطابه عن توسيع صلاحيات الحكم المحلي وانتخاب المحافظين ومدراء المديريات بشكل ديمقراطي.
وكان الحزب الحاكم ومنظمات شعبية مواليه له نظم مهرجانا جماهيريا بالعاصمة صنعاء بالتزامن مع خطاب الرئيس شارك فيه الآلاف مرددين شعارات تؤيد الرئيس وتندد باحتجاجات المعارضة.
واضاف الرئيس صالح في كلمته: "أقوم بهذه التنازلات من اجل مصلحة البلاد، فمصلحة اليمن تأتي قبل المصالح الشخصية."
وكانت القوى اليمنية المعارضة قد دعت الى تظاهرة كبرى اطلقت عليها "يوم الغضب" يوم غد الخميس، ينظر اليها كمقياس لارادة الشعب اليمني في التغيير.
ودعا الرئيس اليمني المعارضة الى "تجميد كل التظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات" التي تنوي تنظيمها ضد نظام حكمه.
وكان الرئيس صالح قد قدم بعض التنازلات فعلا في الايام الماضية، عقب الانتفاضة التونسية التي اجبرت الرئيس زين العابدين بن علي على الفرار، إذ قلص فترة الولاية الرئاسية وخفض ضريبة الدخل، وتعهد بزيادة رواتب الموظفين والعسكريين بحوالي 47 دولارا شهريا، وهي خطوة ليست بالصغيرة في بلد لا يتقاضى اربعون في المئة من سكانه اقل من دولارين في اليوم.
وفي اول رد على تصريحات الرئيس صالح، قال محمد السعدي مساعد امين عام التجمع اليمني للاصلاح المعارض: "ننظر الى هذه المبادرة على انها تطور ايجابي، وننتطر الخطوات المقبلة."

صالح يتعهد بكفالة ألف أسرة فقيرة وتوظيف 25 % من خريجي الجامعات


ينظر مراقبون إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لاحتواء احتجاجات الشارع اليمني

وجه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح باعتماد 500 ألف حالة جديدة من الأسر الفقيرة ضمن برنامج الضمان الاجتماعي وتوظيف 25 في المئة من خريجي الجامعات في العام الحالي.
وسيُوظف خريجو الجامعات العاطلون ضمن صندوق وجه بإنشائه، كما وجه الرئيس اليمني بإعفاء طلاب الجامعات من بقية الرسوم الدراسية في النظام الموازي مرتفع الرسوم وإعفاء الطلاب الأيتام من كافة الرسوم الدراسية.
وينظر مراقبون إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لاحتواء احتجاجات الشارع اليمني.
وكان الرئيس اليمني أقال قبل ايام وزير الصناعة والتجارة بسبب عجزه عن ضبط ارتفاع الاسعار تحسبا لحدوث موجة غلاء قد تؤجج الشارع اليمني في الظروف الراهنة.
كما أعلن في خطاب له أن لا توريث للسلطة ولا رئاسة مدى الحياة متراجعا عن تعديلات دستورية تقدم بها حزب الرئيس تقضي بتقليص فترة الرئاسة من سبع الى خمس سنوات مقابل فتح المجال لعدد لا محدود من مرات الترشح للرئاسة وهو ما أثار استياء شديدا لدى الشارع اليمني والمعارضة.
كما أمر الرئيس اليمني بنقل كافة اليمنيين الموجودين في مصر عبر جسر جوي على نفقة الدولة.
ودعت المعارضة اليمنية كل اليمنيين للخروج في مسيرات حاشدة الخميس القادم للمشاركة فيما أسمتها أكبر هبة للغضب الشعبي للمطالبة بتغيير النظام ومحاكمة الفاسدين ووقف العبث بدستور البلاد وقانون الانتخابات.
كما ذهبت بعض قيادات المعارضة اليمنية الى القول إن الشعب اليمني لم يعد مقتنعا بالنظام الحالي ولا يقبل بالحوار معه بل يطالب بتغييره والى الأبد.
ويتهم الحزب الحاكم قيادات المعارضة بتأجيج الشارع اليمني دون مبررات تهربا من الحوار وخشية من المنافسة مع الحزب الحاكم في الانتخابات النيابية المقرر اجراؤها في ابريل/نيسان القادم.
BBC