TODAY - February 04, 2011
مصر: استعدادات لمظاهرات"جمعة الرحيل" وسليمان يعد بعدم اللجوء للعنف


أعلن عمر سليمان نائب الرئيس المصري انه لن يصدر اوامر في اي وقت من الاوقات للجيش باستخدام العنف ضد المتظاهرين في ميدان التحرير، المتوقع أن يواصلوا اليوم الجمعة احتجاجاتهم فيما يعرف بمظاهرات"جمعة الرحيل" للمطالبة بتنحي الرئيس حسني مبارك.
تصريحات سليمان جاءت في لقاء مع الصحفية كريستيانا امانبور، بثته شبكة إيه بي سي الأمريكية، واكد نائب الرئيس المصري أنه من المستحيل ان يلجأ الجيش للقوة لإجلاء المتظاهرين قائلا "سنطلب منهم مغادرة الميدان ولكن لن ندفعهم إلى ذلك ، من المستحيل أن نقوم بذلك".
وأوضح أن السلطات ستطلب أيضا من أهالي الشباب المتظاهرين ان يحثوهم على مغادرة الميدان، وأكد سليمان أن القيادة المصرية بحثت مطالب المتظاهرين وقررت التجاوب معها إيجابيا.

كما أعلن رئيس هيئة اركان الجيوش الأمريكية الأميرال مايك مولن الخميس ان قادة الجيش المصري أكدوا له مجددا أنهم لن يفتحوا النار على المتظاهرين.

أسلاك شائكة
وقد أفاد مراسل بي بي سي فى القاهرة بأن قوات الجيش أقامت أسلاكا شائكة عند مداخل ميدان التحرير خاصة من جهة ميدان عبد المنعم رياض المجاور في إطار الاستعدادات للفصل بين معارضي الرئيس مبارك ومعارضيه.
ويأمل آلاف المتظاهرين المتعصمين في انضمام عشرات آلاف آخرين لهم في يوم تظاهر جديد بعد أكثر من عشرة أيام من الاحتجاجات وأعمال العنف التي راح ضحيتها نحو 300 قتيل.
وقال مراسلنا مصطفى المنشاوي إن الجيش أقام حواجز لتفتيش من يريد دخول الميدان. وأوضح أن ضباط الجيش طمأنوا المتظاهرين بأن هذه الإجراءات تهدف لحمايتهم وأنهم لو أرادوا السماح لمؤيدي الرئيس مبارك بمهاجمتهم لقاموا بذلك منذ عدة أيام.
وأقيمت الأسلاك الشائكة أمام بعض المتاريس الموضوعة عند مداخل الميدان استعدادا لمواجهات جديدة متوقعة، وقال مراسلنا إن حالة من التوتر تسيطر على المتظاهرين المعارضين بينما دفع الجيش بتعزيزات.


ميدان التحرير شهد مصادمات عنيفة يومي الأربعاء والخميس

وقال شهود عيان ان جماعات مؤيدة للرئيس مبارك منعت الناس من ادخال الطعام والماء والدواء الى الميدان. كما تعرض الصحفيون الأجانب لهجمات على أيدي أنصار مبارك. حيث تعرض عدد منهم للضرب وحطمت معداتهم بينما اعتقل اخرون .
وقالت مصادر صحفية في ميدان التحرير إن اغذية ومواد طبية مرسلة الى المتظاهرين ألقيت الخميس في نهر النيل عند حاجز عسكري قبل جسر الجلاء.
كما أكد أقارب تسعة من قيادات شباب ميدان التحرير ان قوات الشرطة اعتقلتهم مساء الخميس بعد قيامهم بزيارة للمعارض محمد البرادعي وقد اكدت زوجة احد المعتقلين للبي بي سي نبأ اعتقال زوجها.
تأتي هذه التطورات وسط تصاعد الضغوط الدولية على الحكومة المصرية لوقف العنف والتعامل سليما مع المحتجين اليوم الجمعة.
كما تأتي بعد تكرار النداءات الحكومية للشباب لفض اعتصامهم وكان آخرها من عمر سليمان الذي قال في حديث للتلفزيون المصري إن هذا الاعتصام يعطل عمل أجهزة الدولة.
وتسود حالة من الترقب لرد فعل الحكومة على المظاهرات خاصة وأنها استبقتها بالحديث عن وجود عناصر أجنبية تحاول الاندساس بين المتظاهرين وتوجيه اتهامات عبر وسائل الإعلام الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين بمحاولة إثارة الشغب.

تصريحات مبارك
وكان الرئيس مبارك قد أعلن إنه مستاء جدا مما جرى في ميدان التحرير، واوضح في مقابلة مع شبكة "ايه بي سي" الامريكية "لقد فاض بي الكيل بعد 62 عاما في الخدمة العامة واريد الرحيل".
واستدرك لكن "لا يمكنني ذلك خوفا من غرق البلاد في الفوضى" بحسب ما نقلت عنه الصحفية كريستيانا أمانبور.
وردا على سؤال حول الدعوات الأمريكية الى انتقال سريع للسلطة قال مبارك انه صرح لنظيره الأمريكي باراك اوباما "انكم لا تدركون الثقافة المصرية ولا ما سيحدث ان استقلت".
واكد مبارك مجددا على انه لايعتزم الترشح للرئاسة مرة اخرى او ان يخلفه نجله جمال .

المعارضة
وبينما قدم رئيس الحكومة المصرية أحمد شفيق اعتذارا عن أحداث العنف التي شهدها ميدان التحرير، اعلن حزب الوفد الليبرالي المعارض انه علق الحوار مع الحكومة.وأوضح شفيق، في تصريحات ل‍ بي بي سي العربية، قائلا: "لا أعتذر لأنني مخطئ ولكنني أعتذر عن الاحتكاكات التي وقعت".
من جهته طالب السيد البدوي رئيس حزب الوفد بإضافة مادة إلى الدستور تتيح لرئيس الجمهورية أن يدعو لانتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد.
وقال في مقابلة مع بي بي سي إن ما طرحه الرئيس مبارك هو بداية الحوار وإن المعارضة سيكون لها رأي في الحوار مشددا على تعديل المواد 77و78و88 من الدستور المصري والخاصة بالترشح لرئاسة الجمهورية والإشراف القضائي الكامل على الانتخابات.
وأكد البدوي أن" قطار التغيير قد انطلق قد انطلق ولا يمكن إيقافه" وحذر من أنه في حالة عدم تعديل الدستور ستخضع البلاد للحكم العسكري لسنوات أخرى طويلة.
واكد البدوي ضرورة بقاء الرئيس مبارك في منصبه إلى نهاية فترته الرئاسية لإجراء التعديلات الدستورية المطلوبة، وقال إن البرلمان سيبحث تعديلات دستورية بعد حوار مع المعارضة بما يحقق مطالب الشباب مضيفا" لن نسرق انتفاضة شباب مصر".


استمر اعتصام الآلاف في ميدان التحرير

كما أن جماعة الاخوان المسلمين والناشط السياسي محمد البرادعي رفضا دعوة الحوار، مؤكدين على رحيل الرئيس مبارك اولا قبل اي حوار.
وقال البرادعي، في تصريحات الخميس: "لقد رفضنا الاجتماع. اي مفاوضات ستكون مشروطة بتنحي حسني مبارك، ومشروطة بالوضع الامني في ميدان التحرير".
وقال محمد البلتاجي، عضو البرلمان السابق عن الاخوان المسلمين: "نرفض اي نتيجة يمكن يخرج بها هذا الاجتماع"، بين الحكومة وجهات معارضة، وان الجماعة تؤيد الشروط التي اعلن عنها البرادعي.
وقال المتحدث باسم الجماعة محمد المرسي في مقابلة مع بي بي سي إن الحوار يجب أن يكون على أسس واضحة.
وأصدر الإخوان بيانا قالوا فيه إن على الرئيس مبارك وحكومته التنحي تجنبا لمزيد من المصادمات مع المحتجين المطالبين برحيله وحكومته.
وقال البيان، "نطالب باسقاط هذا النظام، ونطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الجهات".

BBC