TODAY - February 06, 2011
قال انه ليس نادما على الحرب لكنه يأسف لعدم الاستقالة بعد فضيحة ابو غريب
رامسفيلد في مذكراته: فضلت احتلالا سريعا للعراق وبريمر مسؤول عن تأجيج التمرد

رامسفيلد

بغداد- عبد علي سلمان
بعد اكثر من خمسة اعوام على صمته، يعود وزير الدفاع الاميركي المثير للجدل دونالد رامسفيلد الى الاضواء لا لكي يسلط الضوء على "المعلوم والمجهول" من حقبة حرب العراق وحسب، بل ليعود كي يصفي حسابه مع رموز ادارة الرئيس السابق جورج بوش.
وفيما يؤكد الوزير السابق انه كان يفضل احتلالا سريعا للعراق يعقبه تسليم المسؤولية للعراقيين انفسهم، قال ان الحاكم المدني بول بريمر كان يرى العكس وان ممارساته هي التي اججت التمرد فيما بعد.
وتنقل صحيفة الغارديان عن مقتطفات من مذكرات رامسفيلد، نشرتها صحف اميركية مؤخرا، نفيه ان يكون نادما على شن الحرب على العراق لكنه ياسف لعدم استقالته بعد فضيحة ابو غريب.
وتقول الصحيفة البريطانية في تقرير لها ان الوزير السابق رامسفيلد اصبح منغمسا بشجار علني مع السناتور جون مكين قبل اسبوع واحد فقط من نشره لمذكراته الشخصية والتي يلقي باللوم فيها على الاخرين جراء الفشل في العراق.
وقد اختار رامسفيلد الانزواء منذ استقالته عام 2006، لكنه يستخدم كتابه لتجديد عدائه القديم مع السناتور مكين والذي يصفه بانه صاحب مزاج سريع الثوران وبانه يغير مواقفه لجذب وسائل الاعلام.
وترى الغارديان ان رامسفيلد لايقبل ان يتحمل مسؤولية الاخطاء التي وقعت في العراق عبر مذكراته التي تقع في 800 صفحة وجاءت تحت عنوان "المعروف والمجهول".
ويوجه رامسفيلد اصابع الاتهام الى بول بريمر الدبلوماسي الاميركي السابق الذي تولى المسؤولية في العراق، وينتقد ايضا وزير الخارجية السابق كولن باول ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس.
وتنقل الصحيفة عن مكين قوله لقناة أي بي سي الاخبارية "انا احترم الوزير رامسفيلد، وكنا انا وهو مختلفين تماما حول الاستراتيجية التي كانت يستخدمها في العراق، والتي توقعت ان يكون مآلها الفشل. واشكر الله انه تخلى عن واجباته وقمنا نحن بادامة زخم القوات بزيادتها وبخلافه فاننا كنا سنتعرض لهزيمة كارثية في العراق".
ويرى رامسفيلد - حسب الغارديان - ان الشرق الاوسط كان سيكون اكثر خطورة مما هو عليه اليوم "لو بقي صدام في السلطة"، ويرفض فكرة انه اخطأ عندما لم يقم بارسال قوة اكبر للعراق في عام 2003.
وكان هذا هو رأي كبار القادة العسكريين الاميركيين في ذلك الوقت الذين قالوا ان القوة الاميركية المهاجمة كانت صغيرة جدا، وهي وجهة نظر كان لها ما يبررها بعد فشل القوات الاميركية لاحقا في ايقاف العنف والنهب اللذين اعقبا الحرب.
لكن رامسفيلد يقر ولو متأخرا بان زيادة عديد القوات الاميركية كان سيساعد على ايقاف النهب، ويمضي في مذكراته بالقول "عند التفكير بما حدث في السابق هناك فان ارسال المزيد من القوات كان في بعض الاحيان سيساعد". لكنه يصر على ان الجنرالات لم يقدموا طلبات رسمية لزيادة عديد القوات.
ويقول رامسفيلد "ان قرارات بول بريمر اشعلت الاستياء الوطني بشكل غير مقصود وأذكت جمرات ما أصبح لاحقا التمرد العراقي".
وتقول الصحيفة ان رامسفيلد فضل احتلال العراق بصورة سريعة والخروج منه بسرعة ايضا بعد تسليم السلطة للعراقيين. لكن بريمر كان له رأي آخر اذ فضل ان تجري الامور بصورة أبطأ. ولذلك قام بحل الجيش ومنع كل اعضاء حزب بعث صدام من تولى وظائف وبدأ عملية مطولة للانتقال لحكومة ديمقراطية.
اما انتقادات رامسفيلد لكولن باول وكوندوليزا رايس فكانت بسبب المشاجرات الداخلية، وجاءت الانتقادات لجورج بوش بسبب اخفاقه في تهدئة الامور وتسوية الخلافات بينه وبين باول ورايس. ويصر رامسفيلد على القول ان بوش هو أول من صعد احتمالات التدخل في العراق بعد هجمات 11/9.
وتذكر الصحيفة اللندنية ان دونالد رامسفيلد ابدى اسفه على اسلوب التعامل مع بعض السجناء في سجن ابي غريب وفي معتقل خليج غوانتانامو، وكتب يقول "عندما ارجع للوراء ألاحظ ان ثمة امور كان بامكان الادارة ان تقوم بها بشكل مختلف وبصورة افضل فيما يخص محتجزي الحرب".
ويدعي رامسفيلد ان اساليب الاستجواب التي استخدمها الجيش الاميركي والتي تحمل مسؤوليتها كانت اقل تطرفا من تلك التي تستخدمها الاستخبارات المركزية الاميركية.
ويقول رامسفيلد ان خطأه الاكبر كان عدم اجبار بوش على قبول استقالته في ايار (مايس) 2004 في اعقاب فضيحة "ابو غريب".