TODAY - February 06, 2011
رغم وجود انقسامات في الرأي بين البعض حيال الأمر برمته
مطالب تحث عمرو موسى على قيادة مصر في مرحلة ما بعد مبارك

عمرو موسى

لعبت الزيارة التي قام بها الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى ميدان التحرير دوراً مهماً لجهة اعتباره شخصية يمكن أن تكون بمثابة "الحل الوسط" من أجل قيادة مرحلة انتقالية في مصر يحتمل أن تحدق بها المخاطر
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
بدأت بعض المطالب تظهر على الساحة المصرية، سيما بين المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير، أو على الأقل مجموعة منهم، لحث الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية المصري الأسبق، عمرو موسى، لقيادة البلاد في مرحلة ما بعد مبارك.
وفي تقرير لمراسلها من القاهرة، قالت اليوم صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية إن موسى برز على الساحة من خلال الزيارة التي قام بها لميدان التحرير يوم الجمعة الماضي، باعتباره شخصية يمكن أن تكون بمثابة "الحل الوسط" من أجل قيادة المرحلة الانتقالية التي ستمر بها مصر ويحتمل أن تحدق بها المخاطر.
ورغم اعتراف الصحيفة في مستهل حديثها بأن موسى قد يبدو خياراً غير محتمل باعتباره بطلاً للشعب، إلا أنها أكدت على أن الزيارة التي قام بها لميدان التحرير بعد ظهر يوم الجمعة الماضي لعبت دوراً في استثارة الجموع الحاشدة للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس مبارك المستمر منذ ما يقرب من 30 عاماً. وحينها هتف بعض المحتجين المرابطين في الميدان لموسى مرددين: "نريدك كرئيس، نريدك كرئيس".
جدير بالذكر أن موسى ظل خجولاً ومتحفظاً بشأن حقيقة طموحاته الرئاسية في السنوات الماضية، حين كان الرئيس مبارك ممسكاً بزمام الأمور بصورة قوية للغاية. وحين سُئِل عما إن كان يفكر في السعي وراء الترشح لانتخابات الرئاسة، ردّ موسى قائلاً: "أنا مستعد لخدمة بلادي، ومستعد لأن أكون مواطناً يحق له أن يكون مرشحاً".
وتابعت الصحيفة حديثها بالقول إن موسى، الذي شغل منصب وزير الخارجية خلال الفترة ما بين عامي 1991 و 2001، يُنظَر إليه على أنه جزء من النظام، لكنه ليس مُلطَّخاً به بالضرورة. كما يُعتَقد أن رحيله من هذا المنصب الوزاري جاء بناءً على تخطيط من جانب الرئيس مبارك، كي يتمكن من إقصاء منافساً تتزايد شعبيته يوماً بعد الآخر.
وبعدها، لم تنمو شعبيته إلا من خلال ترأسه لجامعة الدول العربية. ورغم أنه لم يكن محبوباً بين بعض الزملاء الذين اتهموه بالمحسوبية ورفض تحمل أصوات المعارضة، إلا أن المواطنين العرب العاديين رحبوا بانتقاداته المتكررة لإسرائيل واعتراضه العلني على غزو أميركا للعراق. ولفتت الصحيفة كذلك إلى امتداد نطاق الشعبية التي يحظى بها عمرو موسى، لدرجة قيام المطرب الشعبي المصري، شعبان عبد الرحيم، بالاحتفاء به، من خلال أغنيته "أنا بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى".
وفي الوقت الذي قوبل فيه موسى في ميدان التحرير بمشاعر تطغي عليها الحماسة، إلا أن تلك المشاعر كانت بعيدة عن التملق. وهناك، لم يهتف له كثيرون على الإطلاق، وانتقد البعض حقيقة أنه ( موسى ) لم يسبق أن تحدث علانيةً ضد مبارك، كما أنه ظهر في إحدى المرات لتأييد ترشح نجله، جمال مبارك، كرئيس محتمل.
ثم انتقلت الصحيفة لتلفت إلى وجود فريقين، أحدهما يرى أن مصر بحاجة إلى وجه جديد، يكون قوي بما فيه الكفاية لتحقيق مطالب الشعب، وفريق آخر يقول إنه مستعد لدعم موسى، لكن كقائد انتقالي حتى يحين موعد إجراء الانتخابات الرئاسية التي ستقام في أيلول/ سبتمبر المقبل.
ونقلت هنا عن شريف صابر، محاضر جامعي، قوله: "موسى ليس شخصاً سيئاً. لكنه لم يفعل أي شيء في حقيقة الأمر لبلاده". ونقلت الصحيفة أيضاً عن طارق الألفي، منظم في حملة فايسبوك التي أدت للثورة الحالية، قوله :" الكل يحب موسى، لكنه رجل دبلوماسي وليس سياسي. وليس لدى اعتراض على أن يقود البلاد لفترة انتقالية، رغم أني أشك أن الجيش سيقبل شخصاً من وزارة الخارجية، لكن أن يصبح رئيساً دائماً، فهذا أمر غير مقبول".
ايلاف