TODAY - February 06, 2011
الفضاء الإلكتروني.. حلقة جديدة من الإحتجاج والتراشق
معركة بين أنصار حركتي حماس وفتح على فيسبوك


ظهرت على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" صفحات تطالب بإسقاط حكومة إسماعيل هنية المقالة في قطاع غزة، وكذلك صفحات أخرى تنادي بتنحي الرئيس محمود عباس عن السلطة، إلا أن التفاعل مع هذه الصفحات بقي محدودا.
"سئمنا الانقسام، سئمنا تدمير النسيج المجتمعى، سئمنا الفقر والبطالة" هي أبرز الكلمات التي كتبها الشباب الفلسطينيون على صفحات موقع فايسبوك التي تشهد معركة حقيقية بين أنصار حركتي "فتح وحماس"، ويحاول الشباب وفق انتمائاتهم التشهير ضد بعضهم، ونشر الوثائق عن كل حركة، والرجوع إلى أبرز الأحداث الفلسطينية، واستخدام الدعاية على شبكة الإنترنت للقيام بحملات التحشيد على صفحات فايسبوك تمهيدا للخروج بمظاهرات في الشوارع في تواريخ تم تحديدا مسبقا، وإن حاول البعض أن يحيد الخلاف وأن ينظر باستقلالية إلى الصراع الفلسطيني الدائر وذلك من خلال تصميم بوسترات وكتابة شعارات كان أبرزها "توحدنا سر قوتنا" و "رسالتنا أننا نريد العيش بكرامة ونلبى حقوقنا" علاوة على بعض دعوات البعض لأن تكون المسيرات سلمية بالقول " نرفع العلم الفلسطينى والرايات البيضاء فقط"
وبينما ظهرت صفحات على فايسبوك تطالب بإسقاط حكومة إسماعيل هنية، ظهرت صفحات أخرى تطالب بتنحي الرئيس محمود عباس عن منصبه، وحملت كل منهما شعارات معادية للآخر وتطالب بابتعاده عن السلطة.
"ثورة الكرامة" لإسقاط الحكم في غزة "ثورة لإسقاط سلطة عباس" في الضفة الغربية، لكل منها صفحة على فايسبوك تواصلت "إيلاف" مع أصحابها وكذلك استطلعت آراء الكتاب والحقوقيين الفلسطينيين فكان التالي:
إحدى الحملات والتي حملت عنوان "الثورة الفلسطينية لإسقاط سلطة عباس" طالبت في أولى رسائلها على الصفحة الرئيسية الرئيس محمود عباس وسلطته بالتنحي الفوري عن الحكم والابتعاد عن الحياة السياسية وعدم المراهنة على الدول الأجنبية، والكف عن الاعتقال السياسي والتعاون الأمني مع إسرائيل.
في المقابل فقد بدأت أحد الصفحات والتي حملت عنوان "ثورة الكرامة" وهدفها الأول والرئيسي كما ذكر على صفحتهم هو إنهاء حالة الإنقسام من خلال البدء بانتخابات تشريعية ورئاسية جديدة، وأكدوا بأن هدفهم ليس الإنقلاب على حكومة أو تنظيم معين، ودعا أصحاب المجموعة بأن يخرج كافة الناس في شوارع غزة للتعبير عن رأيهم واسقاط حكومة إسماعيل هنية.

ثورة لإنهاء في غزة والضفة


الكاتب مصطفى إبراهيم يرى أن ما يجري من أحداث في مصر ليس حدثاً مقتصراً عليها وحدها، وإنما هو بمثابة تسونامي هز الوطن العربي، وأنه قد يصل إلى فلسطين في أي وقت رغم الخصوصية الفلسطينية، ويضيف: "على حركتي فتح وحماس اتخاذ قرارات مصيرية والتنازل عن الأجندات الخاصة، وعدم الاستسلام للضغوط الإقليمية والدولية، وإنهاء الانقسام قبل فوات الأوان والندم".
ويقول إبراهيم "لإيلاف" بأن كل حركة تريد اجتثاث الأخرى، ولا تؤمن بالآخر، ولكنه يوضح: "الثورة الشعبية من جميع الفلسطينيين يجب أن تكون على كل شيئ، ضد الانتهاكات والاعتداء على حقوق الإنسان والاعتداء على الحريات العامة والقمع وتكميم الأفواه، وضد الإنقسام، ويجب أن تكون الثورة الشعبية ضد الانقسام وإنهاءه".
وأشار إبراهيم إلى أن الثورة الشعبية يجب أن تكون بمشاركة الشباب العاديين من الأغلبية الصامتة والذين لا انتماءات حزبية لهم الذين فقدوا الأمل، وتابع: "هؤلاء هم الأقدر على قيادة الثورة سواء كانت على فايسبوك أو النزول إلى الشوارع والميادين العامة، والتخلي عن الأجندات الحزبية والخاصة، وكسر حاجز الخوف والتردد والحسابات الخاصة".
وبين: "من حق الشباب التحريض على الانتهاكات المرتكبة من الطرفين وفضحها، والضغط من أجل وقفها، والسماح لهم التعبير عن أرائهم بحرية ووقف الانتهاكات المتعلقة بالحريات العامة والشخصية والحق في التجمع السلمي والتظاهر، لكن ليس من حق المسؤولين في الحركتين استغلال ما يقوم به الشباب وتوجيههم خدمة لإغراض حزبية وتعميق الانقسام".
وأوضح بأن الثورة تكون لإنهاء الحوار الغائب والبدء بحوار حقيقي، وإنهاء القطيعة المستحكمة بين فئات المجتمع الفلسطيني، وبين الحركتين وأعضائهما، وإنهاء أزمة الثقة المستفحلة بين الناس والشعور بالإحباط والغضب في طريقة التعامل مع الناس والاستخفاف بمشاعرهم وآلامهم، وطريقة التعامل مع القضية الفلسطينية.
وأكد أن الثورة الشعبية يجب أن تكون لإنهاء الانقسام وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، وإنهاء إدمان السلطة من الطرفين.

لهم الحق في التجمع والمشاركة السياسية وفق القانون
سمير زقوت منسق وحدة البحث الميداني في مركز الميزان لحقوق الإنسان قال "لإيلاف" بأن منع وتقييد حرية تنظيم الاجتماعات العامة يشكل مساساً بسيادة القانون لما ينطوي عليه من مساس بأحكام القانون، ولاسيما نص الفقرة الخامسة من المادة (26) من القانون المعدل للقانون الأساسي، التي تؤكد على حق الفلسطينيين بالمشاركة في الحياة السياسية أفراداً وجماعات، على وجه الخصوص عقد الاجتماعات الخاصة دون حضور أفراد الشرطة، وعقد الاجتماعات العامة والمواكب والتجمعات في حدود القانون.
وأضاف: "وكذلك نص المادة (2) من قانون الاجتماعات العامة رقم (12) لسنة 1998، التي تؤكد على أن للمواطنين الحق في عقد الاجتماعات العامة والندوات والمسيرات بحرية، ولا يجوز المسّ بها أو وضع القيود عليها إلا وفقاً للضوابط المنصوص عليها في هذا القانون".
ويذكر بأن مركز الميزان لحقوق الإنسان قد أصدر بيانا عبر فيه عن إدانته لتقييد حرية التجمع السلمي والاعتداء بالضرب والإهانة على صحافيين ومدونين واحتجاز بعض نشطاء شارك على خلفية احتجاجات أو تجمعات سلمية.
وذكر البيان بأن باحثين ميدانيين لدى مركز الميزان جمعوا معلومات أفادت بأن أفراد من الشرطة بالتعاون مع الشرطة النسائية، كانوا جميعاً يلبسون ملابس مدينة، عند حوالي الساعة 2:00 من مساء يوم الإثنين الموافق 31/1/2011، اعتقلوا ستة من المدونات والصحافيات وصحفيين اثنين كانوا يعتزمون تنظيم اعتصام سلمي في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة تضامنا مع الشعب المصري.
وحسب البيان "فإن الإفادات التي جمعها المركز من بعض الصحافيات فقد أجبروهن والمشاركين الآخرين بالقوة على الصعود إلى سيارات مدنية نقلتهم إلى مقر شرطة الجوازات، وهناك تم الاعتداء على بعض الصحافيات بالضرب وإطلاق الشتائم قبل أن يفرج عنهم عند حوالي الساعة 6:30 من مساء اليوم نفسه بعد الاتصال بذويهم وإجبارهم على التوقيع على تعهدات تقضي بعدم الانخراط في فعالية بدون الحصول على ترخيص".
وأشار البيان: "فيما لم تنشر وزارة الداخلية أي مواقف حول الحادث، وقد حاول باحث المركز الاتصال على الناطق باسم وزارة الداخلية ولكنه لم يتمكن من ذلك".
ايلاف