TODAY - February 13, 2011
قالوا انهم سيتظاهرون في 14 و19 و25.. وربما يقررون «اعتصاما دائما» للضغط على الحكومة
عراقيوا الفيسبوك: نتواصل مع طلاب الجامعات وجها لوجه.. ومطلبنا الاصلاح السياسي

موظفون في شركة نفط الشمال يتظاهرون امس احتجاجا على اوضاعهم المعيشية مطالبين بمحاربة الفساد الذي تفشى في الشركة

بغداد
بدأ ناشطون عراقيون على مواقع الانترنت الاجتماعية، يعبرون شاشات حواسيبهم ويلتقون في اماكن عامة داخل عالم الواقع، ليتداولوا بشأن تنظيم احتجاجات واسعة على التردي العام في الاوضاع.
اعضاء مجموعات ناشطة على موقع فايسبوك مثل "هل سنبقى صامتين"، "الثورة العراقية الزرقاء"، "بلا صمت"، "بغداد لن تكون قندهار"، قالوا في حديث لـ"العالم"، انهم لم يكتفوا بتنظيم اجتماعات "تحضيرية" في بغداد ومدن اخرى، بل راحوا يتواصلون مع طلاب الجامعات عبر توزيع بيانات مطبوعة على الورق هذه المرة، وفي نيتهم التظاهر مرارا: غدا الاثنين، وفي 19 و25 من شباط (فبراير) الجاري، دون ان يستبعدوا تحويل ذلك الى اعتصام دائم على الطريقة التي شهدتها تونس ومصر وادت الى خلع الانظمة السياسية هناك.لكنهم يقولون ان المطالب الحالية تدعو الى "الاصلاح السياسي" لا اكثر، ومن الممكن ان تتطور في المستقبل.
الناشط في مجال الحريات علي الجاف يقول لـ"العالم" ان مجموعته تضم شبابا من مختلف التوجهات العلمانية والليبرالية "وننتظر ان ينظم الينا شباب متدين يحمل ذات همومنا وادواتنا في الدعوة الى التظاهر".
ويقول الجاف ان المجموعات التي تضم عربا واكرادا وآشوريين وكلدان وسواها من القوميات والديانات، لم تكتف بالنشاط الالكتروني بل لجأت مؤخرا الى نشر افكارها عبر "المطبوعات التي توزع على مختلف الجامعات العراقية، وتمكنا من مخاطبة الاف الشباب عبر الاعلان المطبوع ووزعناها في جامعتي بغداد والمستنصرية اضافة الى جميع الجامعات الاهلية".
ويقول انه متفائل بأن يتجاوب مع دعوتهم الكثير من طلاب الجامعات وان ينجحوا في حشد "العنصر الشبابي".
ويختصر الجاف مطالب هذه الحركة التي تأتي بموازاة مظاهرات باتت شبه يومية في مختلف محافظات البلاد، في "تحسين الخدمات ومحاسبة الفاسدين والمفسدين ودعوة الحكومة لتنفيذ برامج تحد من البطالة والقضاء عليها".وهذه المطالب هي تعبير عن الاحتجاجات الشعبية اليومية التي تعلن سخطها حيال الطبقة السياسية واداء الاحزاب، ويقول الجاف "ندعو بشكل خاص الى خفض رواتب المسؤولين ورعاية الارامل والايتام بشكل اكثر كرامة".
وبشأن ما يعتقد انه نتيجة محتملة لهذه الاحتجاجات، يقول الجاف "على الرغم من تعاقب عدة حكومات على هذه البلاد الا ان ايا منها لم تقدم الخدمات بالشكل الافضل، وقد طرحنا على انفسنا السؤال التالي: هل من الممكن ان تحقق هذه الحكومة ما عجزت عنه الحكومات السابقة؟".
ويقول ان الاحتجاجات جزء من الضغوط الشعبية التي يمكن ان تجبر الحكومة على تصحيح الاخطاء التي شهدتها الاعوام الماضية، ويضيف "لن تطالب تظاهراتنا المرتقبة، بتغيير الحكومة حاليا، بقدر مطالبتنا باصلاح ما يمكن اصلاحه على الفور وايضاح سياستها للمرحلة التالية".
ويقول هؤلاء انهم يدركون جيدا "ان التغيير لن يتم بيوم او يومين" لكنهم ينتظرون "تجاوبا تدريجيا" من قبل الحكومة. ويذكرون ان سلاحهم الحالي هو "الالحاح على الحكومة بانتظار ان تستجيب للمطالب، اما اذا لم نلحظ تجاوبا فسوف تتصاعد حدة المطالبات بالتدريج، وهذه التظاهرة هي مجرد انذار وان لم يتم الاستجابة لها بالسرعة والمطلوبة سنلجأ الى الاعتصام المفتوح".
شوكت البياتي الناشط في مجال الحريات قال ان شباب فايسبوك العراقيين "يمثلون جميع الاطياف والمذاهب والقوميات، واجتمعوا لهدف واحد هو القضاء على الفساد والبطالة والحرمان".ويذكر ان جميع الشباب يتغاضون عن مذاهبهم وقومياتهم ومرجعياتهم الدينية والعقائدية، فهم يطالبون جميعا بالحرية والخدمات. ويذكر ان جميع الشباب على الفيس بوك الذين التقوا وجها لوجه لتنظيم تظاهراتهم "سوف ينزلون فعليا الى الشارع، للتظاهر حتى يتم تحقيق ما يصبون اليه من محاسبة المفسدين والقضاء على البطالة"
وهو سعيد "بنجاح" جهود مجموعته في حشد الرأي العام عبر المواقع الاجتماعية وعبر طبع بيانات المظاهرة وتوزيعها على معظم الجامعات، ويقول ان "التجاوب مع بياننا الذي وزع، فاق كل التوقعات لان الجميع يشعر بالمرارة من الذي يدور في البلاد من اهمال حكومي لجميع القطاعات وانشغال اغلب ساستها بالبحث عن الامتيازات".
ويذكر البياتي ان التظاهرات تريد من الحكومة "الشروع بخطة واضحة المعالم تلبي ما ندعو اليه، وهو الاصلاحات السياسية اللازمة، وقد نفشل هذه المرة ولكن بالتواصل بالتظاهر سوف نحقق ما نصبوا اليه وتأخذ الحكومة مطالبنا على محمل الجد".الناشطة النسوية اسراء حسن توقعت في حديث لـ"العالم" ان يشارك عدد كبير من الشباب في تظاهرة 14 شباط (غدا)، مؤكدة انه "ليس لدى المتظاهرين اي صبغة سياسية او حزبية سوى انهم شباب باحثون عن التغيير وعن حياة حرة كريمة".
وتضيف "سنتظاهر لمطالبة الحكومة بتوفير الخدمات والقضاء على البطالة واحترام حقوق الانسان العراقي البسيط ومعالجة الفساد وردم الفجوة في الرواتب بين موظفي الدولة وتوفير مساكن للارامل والايتام".
وتذكر ان ادوات تحشيد الرأي العام هو الموقع الاجتماعي على شبكة الانترنت الفايسبوك، وهي سعيدة بنجاحهم في "تشكيل لجنة تحضيرية لتظاهرة 14 شباط ووحدنا مطاليبا واهدافنا".وتضيف "تظاهرة 14 شباط ستكون بمثابة بالون اختبار لامكانية استجابة الحكومة لمطالبنا، ولن نقف عندها بل ستكون هناك تظاهرات لاحقة يوم 19 شباط، ويوم 25، وعليه من الممكن ان تتحول الى اعتصام دائم حتى تلبية المطالب المشروعة التي ندعو اليها".