TODAY - 17 February, 2011
حظر التجول حتى اشعار آخر إثر وقوع عشرات المصابين ومقتل فتى عمره 16 عاما
احتجاجات العراق تبلغ ذروتها في واسط: اضرام النار بمبنى المحافظة ومنزل المحافظ

جزء من مبنى محافظة واسط يحترق بعد اقتحامه من قبل بعض المتظاهرين أمس... مئات المحتجين وجها لوجه أمام عناصر أمنية تحمي مبنى محافظة واسط قبل اقتحامه أمس

بلغت مظاهر الاحتجاج التي شهدها العراق، خلال الاسبوعين الاخيرين، ذروتها امس الاربعاء في مدينة الكوت وذلك بإضرام النار في مبنى المحافظة ومنزل المحافظ ومكتبه، في اعمال عنف بين المحتجين وعناصر الامن، تضاربت الانباء بشأن عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا خلالها.
وفيما اعلنت الشرطة حظر التجول حتى اشعار آخر، كشفت مصادر امنية عن وصول قائد عمليات الفرات الاوسط لمتابعة تطورات الاوضاع، والاشراف بشكل مباشر على اعادة الامن، وذلك وسط اعتراضات واسعة على استخدام الرصاص الحي مع المحتجين.
وتعيش اغلب محافظات العراق منذ اسبوعين موجة احتجاجات عارمة تطالب بتحسين الخدمات ومحاربة الفساد، وخلال تظاهرة الثلاثاء اتهم العشرات من المثقفين العراقيين الطبقة السياسية بـ»ممارسة النفاق ولكن بشعارات ديمقراطية»، وأبدوا تأييدهم للشعارات التي حملتها التظاهرات الاخيرة، مطالبين الحكومة بوضع جدول زمني لتنفيذ مطالب المحتجين.
وتظاهر مئات من اهالي مدينة الكوت أمام مبنى مجلس محافظة واسط للمطالبة بتحسين الخدمات ومحاسبة المسؤولين، فيما اقتحم البعض منهم مبنى المجلس وأقدم آخرون على تحطيم زجاج النوافذ بالحجارة مما دعا الشرطة إلى اطلاق اعيرة النار في الهواء.
واقتحم المحتجون بعد ساعات من بدء تظاهرتهم مبنى محافظة واسط في مدينة الكوت وقاموا بإحراق الاستعلامات، ما دفع قوات الشرطة إلى اطلاق اعيرة نارية حية اصابت بعضهم بجروح. وقال شاهد عيان إن «مجموعة كبيرة من المتظاهرين في مدينة الكوت اقتحموا مبنى ديوان محافظة واسط، وقذفوا الحجارة وكسروا زجاج النوافذ وأحرقوا مبنى الاستعلامات». كما هاجموا بيت المحافظ القريب من المكان وقاموا بإحراق اجزاء منه.


جانب من المظاهرات ومشاهد احتراق مبنى محافظة واسط أمس خلال الأحداث التي وقع فيها عشرات المصابين وقتيل عمره 16 عاما

وأضاف المصدر أن «قوات الشرطة اضطرت لاطلاق اعيرة نارية حية لتفريق المتظاهرين ما أدى إلى اصابة بعضهم بجروح». ولم يخرج اي من اعضاء مجلس المحافظة لمحادثة المحتجين قبل ان يضرموا النار بالمبنى، بحسب مراسل فرانس برس. وقال محمد جمعة وهو احد المتظاهرين لـ «أصوات العراق» إن «الآلاف من ابناء محافظة واسط تجمعوا احتجاجا على سوء الخدمات والنقص الحاصل في مفردات البطاقة التموينية والتأخير في تنفيذ قرار المجلس القاضي بإقالة المحافظ من منصبه وضرورة محاسبة المفسدين».
وأضاف أن «المتظاهرين رفعوا لافتات خطت عليها عبارات تندد بالواقع الخدمي في المحافظة، واخرى تطالب المحافظ لطيف الطرفة بتنفيذ قرار المجلس القاضي باقالته من المنصب، واخرى تطالب بمحاسبة المفسدين في دائرة صحة المحافظة وتوزيع الاراضي على المواطنين».
وبين جمعة أن «المتظاهرين اقتحموا مبنى المجلس وهم يحملون على اكتافهم نعشا خطت عليه عبارة (الخدمات) في اشارة إلى أن الخدمات في المحافظة توفيت وهم يقومون بتشييعها».
من جهته، اوضح محمد جبار هو احد المتظاهرين أن «عددا من المتظاهرين الغاضبين اقدموا على تحطيم زجاج نوافذ المجلس بالحجارة تعبيرا عن غضبهم من المسؤولين فيها». وبين أن «الشرطة قامت باطلاق الاعيرة النارية في الهواء في محاولة لردع المتظاهرين والسيطرة على الوضع»، مضيفا أن «المحافظة تعاني من تردٍ واضح في الخدمات البلدية والصحية وسببها الرئيس هما المحافظ لطيف الطرفة ومدير عام الصحة الدكتور ضياء العبودي وحاشيته».
وأضاف «طالبنا بتنفيذ قرار المجلس القاضي باقالة الطرفة وانتخاب بديل عنه يتمتع بالكفاءة والنزاهة، على أن يكون من خارج تشكيلة المجلس كي لا يكون تابعا له». وأشار إلى أن «التظاهرات سوف تستمر لغاية تنفيذ قرار المجلس القاضي باقالة المحافظ لطيف الطرفة ومدير الصحة وتنفيذ مطاليبنا الاخرى».

القتيل عمره 16 عاما
وتضاربت الانباء بشأن حصيلة المواجهات التي اندلعت اثر قيام عناصر امن المحافظة باطلاق النار الحي باتجاه المتظاهرين، فيما تحدثت رويترز عن مقتل ثلاثة واصابة العشرات، اشارت وكالة الانباء الفرنسية الى مقتل شخص واصابة 27.
ونقلت رويترز عن الشرطة ومصادر مستشفيات قولها «ان ثلاثة أشخاص قتلوا واصيب العشرات في مدينة الكوت». وقال مصدر بالشرطة ان «عدد الاصابات في اعمال العنف في المظاهرات ثلاثة قتلى ونحو 30 جريحا بينهم 15 شرطيا من قوة حماية المنشات الحيوية».
وتحدث ماجد محمد حسن من دائرة صحة واسط لفرانس برس ان «فتى يبلغ من العمر 16 عاما قتل باطلاق نار في صدره، واصيب 27 اخرون اثر الاشباكات». وقال مسوؤل رفيع في الشرطة لوكالة فرانس برس ان حراسا عينهم مجلس محافظة واسط قاموا باطلاق النار على المحتجين. واضاف اللواء حسين صالح ان «حمايات مجلس المحافظة هم من اطلق النار على المحتجين وهذا عمل خارج على القانون». بدوره، قال المقدم محمد صالح وهو ضابط في استخبارات الشرطة في الكوت ان «اجراءات عقابية ستتخذ بحق الحراس الذين اطلقوا النار على المحتجين».
وفي خطوة لاحتواء الاحداث التي شهدتها مدينة الكوت، اعلن في وقت متأخر عن وصول قائد عمليات الفرات الأوسط الفريق عثمان الغانمي الى الكوت لقيادة عمليات المحافظة. وكشف مصدر عسكري لـ «اصوات العراق» ان «قائد عمليات الفرات الأوسط اللواء عثمان الغانمي وصل عصر اليوم (الاربعاء) على متن مروحية عسكرية الى مدينة الكوت»، مبينا أن «الغانمي سيقود قيادة عمليات محافظة واسط وامرة الجيش والشرطة لضبط الأمن في المدينة التي شهدت توترا وعودة الحياة الى طبيعتها». وأضاف المصدر ان «القوات الأمنية قامت باطلاق النار لتفريق المتظاهرين وابعادهم عن مبنى ديوان المحافظة في وقت حلقت الطائرات العسكرية في سماء المدينة».
وسبق وصول الغانمي، اعلان قائد شرطة واسط اللواء حسين عبد الهادي، فرض حظر التجوال للاشخاص والمركبات في عموم مدينة الكوت، مبينا أن «غرفة عمليات واسط قررت فرض الحظر ابتداء من الساعة الرابعة عصرا والى اشعار آخر، لاعادة ضبط امن المحافظة اثر قيام متظاهرين باعمال عنف اسفرت عن حدوث اضرار في مبنى المحافظة ومجلسها ومنزل المحافظ». في غضون ذلك، دعا رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، أعضاء البرلمان عن محافظة واسط الى التوجه الفوري للمحافظة التي شهدت تظاهرات شارك فيها المئات ووقعت خلالها اعمال عنف، لسماع مطالب المتظاهرين.
وقال النجيفي، خلال جلسة مجلس النواب ان «مجلس النواب سيقوم بتلبية كل المطالب المشروعة للمتظاهرين وسيقوم بمناقشتها مع الحكومة لايجاد الحلول لها»