TODAY - 18 February, 2011
إتهامات لحركة التغيير المعارضة بالمسؤولية عن أحداث السليمانية
بارزاني: سنقف بوجه التهديدات والفتن ونفشل مخططات "الأعداء"
ف

يما ارتفع عدد قتلى احتجاجات شهدتها مدينة السليمانية الشمالية العراقية خلال الساعات الاخيرة الى 7 قتلى وحوالي 50 مصابا فقد أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أنه سيقف بوجه محاولات خلق الفتنة والفوضى وسط اتهامات لحركة التغيير المعارضة بالمسؤولية عن العنف لكن زعيمها نوشيروان مصطفى أكد ان حركته لاعلاقة لها بما حدث مبديا الاستعدادا للتعاون مع السلطات في التحقيق بملابساته في وقت قال الاتحاد الكردستاني بزعامة جلال طالباني ان حراس مقر حزب بارزاني اطلقوا النار دفاعا عن انفسهم.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
قال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني اليوم إن مبنى الفرع الرابع للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتراسه في مدينة السليمانية (330 كم شمال بغداد مقر الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني) قد تعرض الى هجوم امس أدى الى وقوع العديد من الضحايا نفذه أعداء شعب كوردستان مايزالون يحاولون خلق الفتنة والفوضى.
وأضاف ان شعب كردستان واعٍ ومتيقظ لمواجهة وإفشال خطط ومؤمرات الأعداء المتربصين بتجربة ومكتسبات إقليم كردستان وكذلك الوقوف بوجه أي تهديد وفتنة يواجههما. ودعا "الجميع" الى التعامل بهدوء وحذر مع الحدث وأن يحافظوا على الوضع الآمن والمستتب في كردستان.. وطالب حكومة الإقليم الى تشكيل لجنة تحقيقية فورا "من أجل المتابعة وتعقب المجرمين والذين يقفون وراء خلق هذه الفتنة وذلك للقبض عليهم وتسليمهم الى القضاء وإنزال العقاب العادل بهم".
كما دعا مواطني كردستان وحكومة الإقليم التي يتراسها برهم صالح (القيادي في الاتحاد الوطني) والقوى الأمنية الى القيام بمهامهم وإحكام السيطرة على الوضع بشكل تام وحماية مقرات جميع الأحزاب والأطراف والمؤسسات الحكومية. وشدد بالقول"أننا لن نسمح أبدا بأن تسود القلاقل والفتنة والفوضى في البلاد ويتعرض الوضع الآمن وحياة المواطنين في الإقليم الى تهديدات ومخاطر".
وقال "ان الوفاق ووحدة الصف أديا الى تحقيق مكاسب كبيرة لذا ان حمايتها تقع على عاتق الجميع أيضا كما نعلن اننا سنقف بكل قوة وحزم بوجه أي تهديد يلحق الضرر بالوضع الآمن والمستقر في الإقليم وبمصالح شعب كردستان".

ارتفاع عدد القتلى والمصابين
وقالت مصادر أمنية واخرى طبية عراقية اليوم إن عدد قتلى أحداث السيمانية قد ارتفع الى 7 اشخاص واصابة حوالي 50 بجروح مختلفة في التظاهرات الاحتجاجية التي صاحبها اطلاق نار في مدينة السليمانية. وأوضحت المصادر ان حصيلة إطلاق نار من قبل حماية مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني ضد متظاهرين حاولوا اقتحام المقر ارتفعت إلى سبعة قتلى 50 جريحا مبينة ان الحصيلة قابلة للزيادة بسبب خطورة بعض الإصابات.
وكان حوالي الفي شخص من أهالي محافظة السليمانية تظاهروا عصر امس في ساحة السراي وسط مدينة السليمانية عاصمة المحافظة للمطالبة بإجراء إصلاحات حكومية ومحاربة الفساد والمفسدين هي الثانية خلال يومين حيث شهد الاربعاء تظاهرة كبيرة احتجاجا على البطالة مطالبين بتوفير فرص العمل على خلفية محاولة رجل إحراق نفسه احتجاجا على بطالته.
من جهته أكد مصدر أمني أن قوة عسكرية تابعة لحزب بارزاني توجهت من محافظة اربيل الى السليمانية للسيطرة على الوضع مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية انتشرت بشكل كبير في مدينة السليمانية التي اعلن فيها حظر للتجوال من السابعة مساء امس وحتى السابعة من صباح اليوم. كما قال مصدر أمني في محافظة اربيل بأن مجهولين أضرموا النار بمقر حركة التغيير المعارضة في المحافظة من دون معرفة حجم الخسائر البشرية أو المادية.

حكومة كردستان: سنقطع دابر كل من يريد ترويع المواطنين
ومن جهتها عبرت حكومة إقليم كردستان التي يترأسها برهم صالح عن قلقها "حيال هذا الحادث المؤسف"... ودعت مواطني كردستان وخاصة أهالي السليمانية وجميع الجهات السياسية الى القيام بتحمل مسؤولياتها لقطع الطريق أمام الفوضى ومثيري الشغب.
وقالت في بيان صحافي "إن التظاهر والتعبير الحر والتجمعات الجماهيرية بطرق قانونية هو حق طبيعي للجميع". وشددت بالقول "نطمئن الجميع أننا سنقطع دابر كل ما من شانه أن يشيع الخوف في نفوس المواطنين". واكدت انها ستقوم بتحقيق في احداث السليمانية وستتم معاقبة جميع المتسببن فيها.
اما الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني فقد أشار الى انه كان بين المتظاهرين مسلحين وبعد أن رشق المتظاهرون مقر الحزب قاموا بالهجوم عليه. وقال ان قوة صغيرة من قوات الآسايش (الأمن) المكلفة بحماية الفرع قامت بالدفاع عن المقر وذلك لعدم تحرك المؤسسات الأمنية والقيام بدورها اللازم.
وأوضح انه كان على علم وقبل ايام "بحركات مريبة من قبل مشاغبين ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني في محافظة السليمانية وقد كان من ضمن المشاغبين مؤيدي أحزاب ومنظمات معروفة مع الأسف ولم تحرك قوات الآسايش أو الشرطة ساكنا في مدينة السليمانية ولم تدافع عن مقر الفرع الرابع لحزبنا وتركوهم لتوجيهات المشاغبين ولم يسيطروا على طريق التظاهر".
ودعا الحزب المؤسسات الرسمية في السليمانية الى القيام بواجبها والحفاظ على الأمن والمؤسسات.. وطالب الأطراف السياسية والجماهير داخل مدينة السليمانية "بالقيام بواجبهم الوطني لحماية الأمن وسلامة المؤسسات السياسية والحكومية وأن لا يدعوا المشاغبين والمتهمين تنفيذ مخططاتهم ضد مصلحة بلادنا لأنه في النهاية ستتضرر ممتلكات المواطنين والمؤسسات".
وقال ان "حماية الأمن والإستقرار ومكتسباتنا القومية الديمقراطية واجب كافة الطبقات والشرائح والأحزاب والمنظمات المختلفة وننظر الى قيام الجماهير بواجبها في حماية كافة مقرات الأطراف السياسية والمكونات المختلفة والمؤسسات الحكومية وعدم إفساح الطريق لنشر الفوضى". ودعا حكومة إقليم كردستان الى تشكيل لجنة تحقيقية والإعلان عن نتائج التحقيق بأسرع وقت "والكشف عن مدبري فتنة وفوضى أحداث مدينة السليمانية وتسليمهم للعدالة".

حزب طالباني: حراس مقر حزب بارزاني دافعوا عن انفسهم
دعا المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني حكومة إقليم كردستان الى الاسراع في تشكيل لجنة تحقيق حول الأحداث التي وقعت في مدينة السليمانية. وقال المكتب أن بعض المتظاهرين أمام ساحة السراي توجهوا الى مقر الفرع الرابع للحزب الديمقراطي الكردستاني الحليف ومكتب المنظمات الديمقراطية للاتحاد الوطني الكردستاني حيث شن المتظاهرون هجوماً على مقر الفرع الرابع للحزب الديمقراطي الكردستاني فلم يجد حراس المقر بداً من الدفاع عن أنفسهم وجراء ذلك تمت إصابة عدد من المتظاهرين بجروح بالأضافة الى مصرع متظاهر واحد.
واعتبر المكتب السياسي للاتحاد ما حدث من هجوم من قبل المتظاهرين يشكل خطراً على ارواح المواطنين ، ويدعو حكومة إقليم كردستان الى الاسراع في تشكيل لجنة تحقيق حول هذا الحدث. ودعا جميع الجهات والمواطنين الى أن يكونوا يقظين وواعين في التعامل مع هكذا أحداث والحفاظ على مكتسبات الشعب الكردستاني.

حزب بارزاني يتهم حركة التغيير المعارضة وهذه تنفي
ومن جهته اتهم مسؤول فرع الحزب الديمقراطي الكردستاني في السليمانية حركة التغيير الكردية المعارضة بوعامة نشيروان مصطفى بتحريض المتظاهرين ودفعهم الى الهجوم على مقر الحزب. وقال هيوا احمد مصطفى مسؤول الفرع لوكالة انباء "بيأمنير" الكردية ان حركة التغيير قامت بتحريض مجموعة كبيرة من الناس للهجوم على مقر الحزب. وأضاف ان المتظاهرين وفور وصولهم إلى مقر الحزب بدأوا بالهتاف ورمي الحجارة بأتجاه المقر ثم قام افراد من المتظاهرين باطلاق النار باتجاه المقر.
لكن حركة التغيير نفت ضلوعها بالهجوم على مقر حزب بارزاني وقالت انه نتيجة للتظاهرات التي نظمتها بعض الجهات في مدينة السليمانية وقعت سلسلة من الاحداث المؤسفة.. وقالت "اننا في الوقت الذي ندين فيه بشدة كل اشكال الاقتحام لمقرات الاحزاب والمؤسسات نجدد التأكيد ثانية على حقيقة ان حركتنا (حركة گوران – التغيير) حركة سياسية مدنية ولاتؤمن اطلاقا بالعنف او مهاجمة مقرات الاحزاب او المؤسسات الرسمية وتضع حماية أمن وسلامة واستقرار البلاد على صدارة اولوياتها".
وأكدت الحركة استعداداها "للتعاون مع المؤسسات الرسمية وتهيب بالمواطنين في كردستان التصرف بروح المسؤولية وعدم السماح لبعض المشاغبين بتعريض أمن واستقرار الاقليم للمخاطر".

خلفيات للخلافات وتراشق الاتهامات
وكانت رئاسة إقليم كردستان وحكومته وصفت نهاية الشهر الماضي دعوة اطلقتها حركة التغيير بحل برلمان وحكومة الاقليم وتشكيل حكومة انتقالية من التكنوقراط تهيئ لانتخابات نزيهة خلال فترة أقصاها ثلاثة أشهر بأنها مؤامرة تخريبية وقالت ان هيئات الاقليم انبثقت من طريق الانتخابات ولن تتغير الا بهذه الطريقة واقرت بأن تجربة الحكم الكردية لا تخلو من النواقص ومشاكل في تسيير الأعمال اليومية للمواطنين محملة قادة الحركة مسؤولية أي خرق لأمن المواطنين محذرة بأن اجهزة الأمن لن تسمح لأي جماعة بخلق الفوضى وستمنع أي شخص من خرق القانون.
وشددت على انه لن يسمح لأي طرف بأن يزعزع الأوضاع ويعكر حياة المواطنين في الإقليم.. داعية جماهير كردستان ومؤيدي وأعضاء جميع الأحزاب والأطراف السياسية الكردستانية الى الحذر والتيقظ "إزاء هذه المؤامرة التي تهدف الى إجهاض جميع المكتسبات المتحققة بدماء الشهداء" كما قالت.
وأعلنت الحركة عن سبعة مطالب: منع قيادتي الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني من جميع أشكال التدخل في شؤون الحكومة ومؤسساتها والبرلمان والقضاء والأمن والبيشمركة.. ومنع التشكيلات الأمنية (جهاز المعلومات وهو جهاز استخبارات تابع لحزب الطالباني وجهاز الحماية وهو جهاز استخبارات تابع لحزب بارزاني) كذلك البيشمركة من جميع التدخلات في الشأن السياسي والانشطة الشعبية وتغيير جميع المسؤولين الحاليين لهذه التشكيلات بأشخاص مستقلين ومهنيين... وحل حكومة الإقليم الحالية وتأليف حكومة انتقالية من التكنوقراط وحل البرلمان وتهيئة الأرضية لإجراء انتخابات نزيهة خلال فترة أقصاها ثلاثة أشهر... وإعادة أملاك وممتلكات عامة وخاصة قالت إن الحزبين والمسؤولين فيهما استولوا عليها أضافة الى سحب مسودة لدستور إقليم كردستان وجميع القوانين ذات الصلة بنظام الحكم وإحالتها على النظر فيها من قبل البرلمان المقبل. وناشدت جميع القوى السياسية في الإقليم دعم هذه المطالب وأن تكون سلطة الإقليم بمستوى المسؤولية التاريخية وتنفذ هذه المطالب.
وكانت حركة التغيير الكردية التي تشغل ثمانية مقاعد في مجلس النواب العراقي أعلنت في الثأمن والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عن انسحابها من ائتلاف الكتل الكردستانية عازية السبب إلى عدم تجاوب السلطة في اقليم كردستان التي يقودها حزبا بارزاني وطالباني لبرنامج إصلاحي طرحته الصيف الماضي. وتحتفظ كتلة التغيير التي تتبع حركة سياسية بالاسم نفسه ويقودها نوسيروان مصطفى المساعد السابق لطالباني في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بثمانية مقاعد في مجلس النواب العراقي و25 مقعداً في برلمان كردستان.