TODAY - 18 February, 2011
تزامناً مع المطالبة برحيله القذافي يشارك في تظاهرة مؤيدة له
النظام يواجه أخطر تحدّ له واستبعاد لتدخل الجيش لفائدة المتظاهرين
رغم الاختلاف الكبير بين الحالة الليبية ونظيرتيها التونسية والمصرية، يستبعد المتابعون سقوط نظام معمر القذافي من دون معركة دموية قد يذهب ضحيتها الكثير من المحتجين. فالجيش الليبيّ موال للعقيد ولا يبدو انه سيكون في صفّ المتظاهرين.
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
بث التلفزيون الرسمي صورا لما قال إنها "هبة شعبية" لمناصري الزعيم الليبي معمر القذافي ينددون فيها بالمظاهرات ومن يقودها، ويؤكدون وقوفهم وراء القذافي،
وظهرت لقطات فيها القذافي مرحبا بحشود من مؤيديه وهو يتجول في سيارة مكشوفة، ويلوح بيده بينما احتشد مؤيدوه على جانب الطريق، رافعين لافتات للتأييد.
ويشير استمرار الاحتجاجات في ليبيا رغم سقوط قتلى وجرحى الى ان القذافي قد يواجه أخطر تحدٍ حتى الآن منذ استيلائه على مقاليد الحكم قبل 41 عاما.
ولكن مراقبين يرون أن هناك اختلافات كبيرة بين ليبيا وجارتيها تونس ومصر حيث مر خلع الحاكم بصورة سلمية أساسا، في حين من المستبعد ان يسقط نظام القذافي من دون معركة دموية ، بحسب هؤلاء المراقبين.
وفي هذا الشأن نقلت وكالة “اسوشيتد برس” عن معارضين أن 14 شخصا على الأقل قُتلوا في اشتباكات بين متظاهرين مسلحين موالين للنظام وخصوم القذافي في ما سمته جماعات معارضة "يوم الغضب" الخميس.
وقد تكون الحصيلة أكبر. فان نصوصا لم تتأكد صحتها على تويتر تحدثت عن مقتل 35 شخصا يوم الخميس في مدينة البيضاء شرقي ليبيا. وأشارت مصادر صحية إلى حدوث نقص في الامدادات الطبية مع تزايد عدد الإصابات.
وكتبت مجلة تايم أن التعتيم الاعلامي الذي يكاد يكون كاملا ومنع الصحافيين من دخول ليبيا تكفلا بأن تكون تغطية اكبر حركات الاحتجاج التي شهدتها ليبيا حتى الآن تغطية تفتقر الى المصادر المستقلة وإمكانية التأكد من صحتها.
وقد أُفرغت تسجيلات فيديو من الخلوي الى صفحات فايسبوك ثم نُقلت الى حسابات على تويتر خارج ليبيا لترسم صورة تقريبية عن تطور الوضع، فيما استقت قنوات فضائية عربية معلوماتها عبر اتصالات هاتفية من داخل ليبيا.
ولكن اتصالات الهاتف الخلوي تعطلت بدرجة كبيرة مع بنغازي والبيضاء يوم الخميس. تشترك مطالب المحتجين الليبيين بالكثير مع مطالب نظرائهم في تونس ومصر ابتداء من ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب الى قمع النشاط السياسي في ظل حكم متسلط منذ عشرات السنين.
ولكن الفارق الأساسي قد يكون الجيش الليبي بقادته الموالين للقذافي الذي كان عقيدا في السابعة والعشرين حين قاد انقلاب 1969.
وفي حين أن قادة الجيش في تونس ومصر رفضوا فتح النار على المتظاهرين أو استخدام القوة لانهاء الاحتجاجات فان مراقبين يستبعدون مثل هذا الموقف المتعاطف من جانب العسكر في ليبيا.
وتنقل مجلة تايم عن ناشطين في مجال حقوق الانسان وجماعات ليبية معارضة في الخارج ان قوى الأمن الليبية اظهرت انها لا تتورع عن استخدام الذخيرة الحية ضد المحتجين لافتين الى تسجيلات فيديو على موقع يوتيوب تبين انطلاق رشقات من الرصاص وفرار المتظاهرين من هجوم الشرطة خلال احتجاجات هذا الاسبوع في بنغازي ومدن أخرى اصغر.
في مثل هذه الأوضاع يكون فعل الاحتجاج السلمي على بساطته محفوفا بالمخاطر على حياة مَنْ يأتيه، وحقيقة أن آلاف الليبيين ابدوا استعدادهم للإقدام على هذه المخاطرة خلال الأسبوع الماضي، تؤكد عمق استيائهم وسخطهم على النظام.
ونقلت مجلة تايم عن الباحثة في منظمة مراقبة حقوق الانسان "هيومن رايتس ووتش" في القاهرة هبة مريف قولها إنّ خطورة هذا التحدي الذي يواجه القذافي ستعتمد على عدد الذين سيجازفون بالنزول إلى الشارع.
وأشارت مريف إلى أنّ مجزرة السجن عام 1996 التي قُتل فيها نحو 1200 نزيل بنيران الشرطة كانت ردا على أحدث محاولة جادة وقتذاك لإسقاط القذافي، انطلقت هي أيضا من مدينة بنغازي، وترى مريف "أن هذا الرد يبقى حيا في ذاكرة الناس".
ولكن انهيار نظام زين العابدين بن علي في تونس وتنحي الرئيس المصري حسني مبارك في مصر غيرا بصورة جذرية حدود المعادلة التي تبقي القذافي في الحكم، بحسب العديد من المراقبين. ويقول الكاتب الليبي المعارض جمعة القماطي أستاذ دراسات الأعمال في كلية غرافتون في لندن لمجلة تايم "ان كل شيء ممكن بعد تونس ومصر".
وفي ذات السياق تؤكد الباحثة مريف ان ليبييين ابلغوها في الأيام الماضية ان خلع مبارك بصفة خاصة كان اشارة الى ان القذافي قد يكون مكشوفا بالقدر نفسه في مواجهة ثورة شعبية ذات إرادة صلبة. وتقول مريف "إن مصر ايضا تعتبر دكتاتورية تخضع بدرجة كبيرة لسيطرة العسكر وان الليبيين الذين تحدثتُ اليهم يقولون، إذا استطاعت مصر ان تفعلها فنحن ايضا ينبغي ان نكون قادرين على أن نفعلها".
رد مع اقتباس
