TODAY - February 18, 2011
حضور لعمر المختار وشارون وخالة القذافي اليهودية وكتائب افريقية
فايسبوك .. فضاء آخر يستعمله الليبيّون للاطاحة بالقذافي


يخوض مستعملو الانترنت في ليبيا بالتوازي مع الاحتجاجات الدامية التي تشهدها بلادهم، حربا افتراضية على شبكة فايسبوك، ويساعدهم في ذلك مبحرون من تونس ومصر ممّن عرضوا "خبراتهم" في الإطاحة بالحكام على زملائهم الليبيين.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
مع اشتداد وطيس الاحتجاجات المناوئة لنظام الحكم في ليبيا، حرصت مجموعات على موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك على متابعة التطورات هناك، بل أن بعضها اخذ على عاتقه مهمة إيصال المعلومات لوسائل الإعلام عبر كتابة الأخبار، وتحميل ملفات الفيديو التي تبين الصدامات مع قوات الأمن، واعمال التنكيل التي يتعرض لها المحتجين، وقد طغى على هذه الصفحات، ومنها "انتفاضة 17 فبراير 2011لنجعله يوم للغضب في ليبيا" التصميم على تحقيق مطالب الشعب، فيما برزت أيضاً قضايا ملفتة في "ثورة الليبيين"، ومنها ظهور خالة القذافي اليهودية، وعمر المختار، وشارون، وشباب ثورة 25 يناير، وشباب ثورة الياسمين.

هروب السجناء والساعدي في بنغازي
ورد على شبكة المنارة الرئيسية على موقع فايسبوك، نبأ مفاده أن تمرداً حصل في سجن الكويفية القريب مدينة بنغازي، وهرب خلاله العديد من السجناء، ويعتبر سجن الكويفية أكبر السجون في المنطقة الشرقية والخاص بالقضايا الجنائية، كما جاء أيضاً أن الساعدي القذافي، نجل العقيد القذافي، متواجد الآن في فندق تيبستي ببنغازي، ويحث المواطنين على تسليمه اي طلبات لهم، أو شكاوي من أجل حلها، وذلك كمحاولة لامتصاص الاحتقان وتطويق الاحتجاجات في المدينة التي خلفت حتى الآن قرابة 40 قتيلاً في مختلف المناطق الليبية، وأشارت الشبكة أن الى الكثير من المواطنيين يرفضون قدوم الساعدي، ويصرون على تغيير النظام وعلى رأسه العقيد القذافي وعائلته.

نصائح تونسية ومصرية
وبرز على فايسبوك دعوات ونصائح يقدمها شباب ثورة 25 يناير في مصر، وكذلك شباب ثورة الياسمين في تونس، وكتب أحد الأشخاص ويسمى Jalel Ben Rhouma يقول: "شباب تونس يؤازرون إخوتهم في ليبيا للحاق بهم على درب الحرية...بكم سنسعد... وبكم سنكمل لم الشمل العربي... نحن في خدمتكم ان أردتم الدعم و المشورة وسنسعد بتحرركم كي تتحرر باقي الأمة العربية...انتم تستحقون رئيسا يليق بكم لا لرجل يسخر جميعا منه..انتم تستحقون الأفضل".
أما المصريون فقد بدأوا بالفعل بتقديم النصائح العملية للشعب الليبي الثائر، وكتب فيكتور سيمون، يقول: "احتلو مبني الإذاعة والتلفزيون الرئيسي في أقرب فرصة- وأعلنوا فيه سقوط الطاغية واستمرار الثورة وأدعو الناس للخروج للميادين".
كما كتب محمود الحناوي، يقول: "شباب ثورة 25 يناير بمصر يرسل تحياته لشباب ليبيا الاحرار، هذه بضع نصائح يمكن أن تنفعكم:
اصنعوا متاريس من الاطارات المشتعلة والسيارات المحروقة.
اصنعوا دروع من زجاجات المياه البلاستيكية والكرتون وضعوها تحت الملابس.
استخداموا الكوكاكولا لغسل الوجه بعد التعرض للغازات المسيلة للدموع.
استخداموا البصل في الاستنشاق عند الأحساس بالدخول في... الغيبوبة.
التحرك ليلاً لأن قوات الأمن تكون منهكة.
الاستيلاء علي مناطق كاملة وحرق مقرات الشرطة.
وقد لاقت نصائح شباب تونس، ومصر صدى لدى الليبين، وكتب أحدهم، يقول: "إلى أخوتنا الشباب فى تونس ومصر، الموضوع فى ليبيا أخطر مما هو موضح أعلاميًا، ولكن التعتيم شديد، شديد جدا، ساندونا أرجوكم قدر أستطاعتكم، النظام ينفذ فى أكبر مذبحه ممكن أن تتصوروها ولكننا لانظهر على الجزيره أو الجزيره مباشر، وانادي اخوتي الشباب الليبيين ان ينشروا كلامي هذا بالصيغه التي يرونها إلى أكبر عدد ممكن على فايسبوك، وفقكم الله ، وأرضاكم".

حصار المقرات وقطع الإتصالات
ووجهت مجموعة "انتفاضة 17فبراير لنجعله يوم للغضب في ليبيا" والتي بلغ عدد مؤيديها (28,316) نداءً إلى اللجان المكلفة في المناطق كافة، وكل حسب منطقته بان يتم "تكليف مجموعات من الشباب الأسود لمحاصرة المقرات الأمنية ومزارع ومقرات سكن كل أعوان النظام من الخارج، وتطويقها وقطع خطوط الهاتف عنها مع عدم الإعتداء عليهم وعلى اهاليهم وامرهم بتسليم الهواتف النقالة الموجودة بحوزتهم لا تستتنو بيت أو مزرعة أو إستراحة فكل في منطقته... يعرف أين يقبع هؤلاء ودلك لمنعهم من التواصل مع بعضهم وتنظيم صفوفهم المنشقة، ولا تؤذوهم، ووفروا لهم الأكل والشرب إلى أن يتم النظر في امرهم لاحقاُ ووفقاُ للقانون والشرع لنريهم أخلاق المسلمين حتى في أحنك الظروف".
كما دعت المجموعة شباب طرابلس إلى الخروج في تظاهرات ضد النظام، وقالت لهؤلاء الشباب: "هل يرضيكم يقتلون إخوانكم في المناطق الشرقية ويحتفلون ويهللون بالساحة الخضراء في نفس الوقت الله الله، والله العين بدات تدمع عليكم ياشباب طرابلس وإخوانكم الشهداء العزل ينادونكم فإن صميتم أدانكم ولم تهبو فإنا لله وإنا إليه راجعون فيكم فهده فرصتكم إما تدخلون التاريخ من أوسع أبوابه أو تدخلون مزبلة التاريخ وتسمى طرابلس مدينة الدل والعار والأمر لكم متروك".

مؤيدو القذافي على المنبر
وتناقل الشباب الليبيون العديد من الأنباء عن التطورات في بلادهم التي تعرف بقلة عدد سكانها مقارنة بحجم مساحتها الجغرافية، وهو ما يخيف منظمات حقوق الإنسان من لجوء قوات الأمن الليبية لإستخدام القوة المفرطة لإحباط التظاهرات بعيداً عن اعين العالم، وكتب أحدهم، يقول: "قوات الامن فى طرابلس تحاصر مساجد طرابلس الكبرى.... فى مسجد سيدي النفاتى، في طرابلس حي الاندلس، وبمجرد ان بدأ الخطيب خطبة الجمعة، دخلت قوات الأمن وانزلته من على المنبر، وبدأت تهتف بحياة القذافي، ولم يستجيب الناس وخرجوا منزعجين، وحدث حالة من الهلع وفرقت قوات الأمن المصلين الذين كانوا فى حالة غضب شديد وغير مصديقين ما يحدث".
ووجه على أحد المجموعات على فايسبوك نداء عاجل إلى شباب ليبيا يطالبهم بعدم التراجع على المظاهرات السلمية، لأن النظام يقوم بتصوير المتظاهرين، وهناك مركز أمني خاص فى الهضبة الخضراء فى طرابلس لمراقبة النشطاء ليقوم بعدها بالقبض عليهم والنيل منهم... ارجوكم الاستمرار فى المظاهرات حتى تحقيق مطالبكم مثل مصر وتونس الرجاء توصيل هذا لكل من تعرفه".

حرب الصورة
واعتمد المتظاهرون المطالبون بتغيير النظام في ليبيا ورحيل القذافي على اشرطة الفيديو التي يتم التقاطها أما بكاميرات منزلية او الهواتف النقالة، وذلك من أجل نقل ما يجري إلى الخارج لمحاربة التعتيم الإعلامي من قبل السلطات.
وفي أحد هذه المقاطع المصورة التي لم يتم التأكد من صدقيتها من مصدر موثوق، بينما يقول معدوها إنه تم التقاطها الجمعة 18/2/2011، في مدينة درنة وتبعد 200 كم شرق مدينة بنغازي، وهي تظهر بحسبهم "قوى الامن وهي تستخدم الرصاص الحي، وايضا المرتزقة من دول افريقية والبلطجية لدحر المتظاهرين العزل السلميين، وقد تم قتل بعض الشباب الشهداء وتظهر بعض الصور بالمقطع الثاني وعددهم ثلاثة. ولا نعلم الى متى يقف العالم متفرجا على هذه المجازر التي ترتكب لشعب اراد الحرية والكرامة والعيش بامان على ارضه وبشكل سلمي"، حسبما يقول معدو الفيديو.
وعلق احد القراء على الفيديو بالقول: "اكبر فضيحة وسابقة خطيرة لم يفعلها هتلر ولم يفعلها موسيليني، ولم يفعلها أي مجرم في العالم القردافي يجلب كتائب عسكرية افريقية لقتل الليبين وابن القردافي الساعدي يدفع لكل جندي افريقي 12000 لكل ليبي يقتل".
ووجه خالد عبد الرحيم، أحد شباب حركة 17 فبراير، نداء استغاثة على فايسبوك، قال فيه: "أبناء مدينة البيضاء يقتلون الآن في المدينة مجازر تحصل في شارع المستشفى، والعروبة، والقناصين فوق المباني ومقاتلين افارقة يملئون المدينة، القتلى بالعشرات، وجرحى بالالاف، وتعتيم اعلامي اين الاعلام، اين منظمات حقوق الانسان، اين الشعب، أخرجوا يا شعب ليبيا.. اخرجوا جميعا، وانصروا اخوانكم، مجازر شارونية تحصل الآن".

خالة القذافي اليهودية
وتداول على موقع فايسبوك شريط فيديو باللغة العبرية، وهو منقول عن قناة تلفزيونية إسرائيلية، وتظهر خلاله استضافة القناة لسيدة اسماها واضعو الفيديو "خالة القذافي اليهودية"، فيما رد أحد المؤيدين للقذافي على هذا الفيديو، بالقول: "شوفو المعارضه تشتشهد باليهود وهذا دليل علي العماله لهم لعنه الله عليكم يا اتباع، يا اذناب".
في هذه الاثناء، تناقل ايضاً اعضاء المجموعات على فايسبوك خبراً مفاده أن الزعيم الليبي غادر طرابلس تحت حراسة أمنية مشددة، كإجراء أمني احترازي خوفا من انتقال انتفاضة بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا إلى العاصمة. وقالت مصادر إن القذافي توجه إلى مدينة سبها الواقعة في عمق الصحراء الليبية للإقامة مؤقتا هناك بين قبيلة القذاذفة، بعد أن بث التلفزيون صورا مباشرة لما قيل إنهم أنصار للزعيم الليبي خرجوا في مظاهرة مضادة مساندة له في المدينة.

"طز في أميركا"
وفي غمرة هذه الأصوات على فايسبوك، هناك من طالب بضرورة الحفاظ على الإستقرار في ليبيا، وأبدى تأييده لنظام الحكم والقذافي، وكتب pretty moon، يقول: "أنا لست ضد التغيير، ولكن ليس على حساب بلدي، معمر القدافي قائد الثورة ينفذ فكرته الديمقراطية المباشرة بليبيا منذ أكثر من واحد وأربعون عاماً وفي خلال هذه الفترة عاشت ليبيا في امان واستقرار لا حروب، لا نزاعات طائفية ولا عرقية، عندما كانت ليبيا تحت الحصار لم ينقص الشعب شيئاً ولم نمت بالجوع لم نخضع لأميركا ولا إسرائيل، لم نرفع علم أميركا خوفاً وذلاً ومهانة كما رفعه جيراننا وإشقائنا في الدول العربية، لم يخف قائدنا حين يقول "طز في أميركا".