TODAY - February 18, 2011
تعز تشهد أكبر مظاهراتها وأبشع اعتداء على المتظاهرين
تزايد عدد القتلى والجرحى في اليمن مع تزايد حدة الاحتجاجات


تسببت القنبلة التي ألقيت أمس على المتظاهرين في تعز وقتلت شخص وأصابت أكثر من 45 شخصا أحدهم في حالة حرجة، حالة من الالتفاف الشعبي بين مواطني المدينة والمناطق المجاورة حيث خرجوا بالآلاف لينظموا إلى المعتصمين في "ساحة الحرية".
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
يوم دام شهدته اليمن بعد أسبوع من التظاهرات التي شهدتها محافظات صنعاء وتعز وعدن. ففي محافظة عدن سقط شاب ثالث في حين سقط رابع في تعز بينما لا تزال حالة الشاب الخامس في حالة حرجة في العناية المركزة.
وشهدت محافظة تعز مهرجانا لعشرات الآلاف من أنصار الحزب الحاكم ظهر أمس وتم تقديم وجبة الغداء لهم لينصرفوا بسلام.
تطور لافت شهدته المدينة بعد وقت قصير من انتهاء مهرجان المناصرة للرئيس حيث اقتربت سيارة تسبقها دورية عسكرية وحاول ركاب سيارة "اللاندكروزر" استفزاز المتظاهرين بالسلاح الناري وفجأة رميت قنبلة على جموع المتظاهرين لتخلف قتيل وجرح 52 جريحا أحدهم في حالة حرجة.
وقال الناشط الحقوقي طلال الشرجبي لـ إيلاف أن غالبية الجرحى يرقدون في مستوصف "الصفوة" الخاص بينما أسعف خمسة آخرين في مستشفى الثورة الحكومي نظرا لصعوبة إمكانيات المستشفى السابق.
وأضاف الشرجبي إن هناك عيادة ميدانية تم ترتيبها في "ساحة الحرية" لكنه تحدث عن شحة إمكانات العيادة، خصوصا للحالات الطارئة الكبيرة التي حدثت اليوم.
وأوضح الشرجبي إنه تم إلقاء القبض وفقا للإعلان الرسمي على من ألقى القنبلة وستة آخرين.
وحول الوضع الميداني أكد طلال الشرجبي إن شرائح عدة تواصل انضمامها للمعتصمين من محامين وحقوقيين وأكاديميين في جامعة تعز.
وأصدر المعتصمون بيانا لهم موقع باسم "حركة شباب تعز" نددوا فيه بالجريمة مطالبين بمحاسبة مرتكبيها وداعين الناس لمواصلة المطالبة بحقوقهم المشروعة تحت راية تغيير النظام.
وأشار الشرجبي إلى أن المتظاهرين مصممون على عدم العودة إلى منازلهم مشيرا إلى أن المواطنين سئموا من الاحتقانات والقهر والفقر والبطالة وانتهاك الحقوق من قبل النظام.
واعتبر الحديث عن مبادرة الرئيس بأنها كانت عبارة عن تراجع عن أخطاء ولم تعد مقنعة الآن مشيرا إلى أن ما يجري حاليا هو حرب نظام على المواطنين داعيا الجيش والأمن إلى الوقوف مع إخوانهم المواطنين وحمايتهم.

استقالة محافظ عدن



في عدن أفادت مصادر متعددة أن محافظ عدن عدنان الجفري قدم استقالته من منصبه احتجاجا على تعامل قوات الأمن مع المتظاهرين. الخبر تناقلته عدة وسائل إعلامية لكن لم يتسنى التأكد من صحته.
ويأتي هذا الخبر بعد أن كان قد أعلن عن إقالة مدير أمن عدن عبدالله قيران لكن الخبر ظهر أنه كان غير صحيح وظهر على قناة الجزيرة يوم أمس بصفته ذاتها.
وقال الإعلامي سامي الكاف من عدن لـ إيلاف إن المحافظ كان قد طالب بإقالة مدير الأمن قبيل إقامة بطولة "خليجي 20"، لكنه لم يتم الاستجابة لطلبه.
وتحدث سامي الكاف عما يدور في عدن مشيرا إلى أن المحلات في شوارع المنصورة أغلقت بشكل شبه كلي وهي المديرية التي خرج المتظاهرين فيها منذ سقوط مبارك، وسقط أول القتلى فيها في حين لازالت جثته في المستشفى بعد رفض أسرته استلام جثته حتى يتم محاسبة المسؤولين عن قتله.
وأشار سامي إلى أن تعامل السلطات مع ما حدث وتهميش قضية مقتل المتظاهرين أثار سخط الناس مما سبب تزايد حالات الاحتجاجات وانتشار حالة غضب واسعة.
وأضاف أن الاحتجاجات في عدن قد تشهد أكثر حدة إذا لم تتخذ السلطات معالجات عاجلة للوضع.
إلى ذلك سيطر مساء أمس مئات المحتجين على ميدان الساعة بقلب مدينة كريتر في عدن، في حين علق المجلس المحلي في خور مكسر أعماله احتجاجا على العنف ضد المتظاهرين.
كما خرجت مسيرات سلمية في عدة مدن بمحافظة حضرموت جنوب شرق اليمن، وكذلك في محافظة شبوة وذلك عقب صلاة الجمعة.
ومن المقرر خروج مسيرة في منطقة يافع بمحافظة لحج يوم غد السبت تحت قيادة ما يسمى بالحراك الجنوبي.

جرحى في تظاهرات حاشدة بصنعاء
وفي صنعاء خرج الآلاف إلى الشوارع الرئيسية وسط العاصمة بعد أن تم تحويل منطقة جامعة صنعاء الجديدة إلى ثكنة لمساندي النظام حيث كان مقررا إقامة الاعتصام المناهض للنظام هناك.
وكالعادة تعرض المتظاهرون الذين هتفوا بإسقاط النظام وبعبارة "سلمية، سلمية"، تعرضوا لاعتداءات من قبل من يطلق عليهم "البلطجية" بالخناجر التقليدية والعصي الكهربائية والخشبية.
وقال شهود عيان إن عدد الجرحى الذين سقطوا يتجاوز العشرة أشخاص في حين أصيب أكثر من 45 شخص في تظاهرات أمس الأول.
إلى ذلك لازال الموقف السياسي غامضا حيث لم يعلن أي جديد من السلطة والمعارضة.
فرنسا تحذر وأميركا تتخوف
دوليا دعت فرنسا رعاياها في اليمن إلى توخي الحذر والابتعاد عن التظاهرات، وعدم السفر إلى اليمن.
وقال الخارجية الفرنسية في بيان لها إن التظاهرات في الشارع التي حصلت منذ بداية فبراير في كبرى مدن اليمن، "التي غالبا ما كانت عفوية وغير متوقعة، تستدعي مضاعفة الحذر والابتعاد عن أي تجمع جماهيري".
وأضافت الوزارة "ننصح، أكثر من أي وقت مضى، بعدم السفر إلى اليمن".
وكانت سفارة واشنطن في صنعاء أدانت الاعتداءات التي يتعرض لها الموطنين اليمنيين من قبل أنصار النظام معتبرة أنها تتنافى مع التعهدات التي التزم بها الرئيس علي عبد الله صالح لحماية حقوق المواطنين اليمنيين في التجمع السلمي للتعبير عن آرائهم.
وجاء في بيان للسفارة صدر عصر اليوم إن "سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لاحظت في الأيام الأخيرة ارتفاع مقلق في عدد الاعتداءات وحدتها ضد المواطنين اليمنيين الذين يتجمعون سلمياً للتعبير عن آرائهم حول الوضع السياسي الراهن".
وأضاف البيان أن السفارة لاحظت أيضا "تقارير تفيد بتواجد مسؤولين حكوميين أثناء وقوع هذه الاعتداءات".
ودعت السفارة الأمريكية الحكومة اليمنية إلى الالتزام بمسؤوليتها في حماية حياة وممتلكات كافة اليمنيين وصون حقوقهم الأساسية الإنسانية والمدنية ومنع حدوث أي اعتداءات أخرى ضد المظاهرات السلمية.
وبعد البيان ظهر الرئيس أوباما ليعلن عن قلقه الشديد حول ما يدور في اليمن وكذلك ليبيا والبحرين.