TODAY - 19 February, 2011
تقرير خاص: بلدان الشرق الأوسط وانتفاضاتها

تونس

استمرت الاحتجاجات في تونس على الرغم من تنحي الرئيس زين العابدين بن علي في يناير/ كانون الثاني الماضي، للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية وتثبيت الاستقرار في البلاد.
وكان الرئيس بن علي قد غادر تونس بعد أسابيع من المظاهرات المناهضة للحكومة واشتباكات بين المحتجين والشرطة، وتوجه الى المملكة العربية السعودية حيث تقول أحدث التقارير إنه في حالة صحية متردية بعد إصابته بجلطة دماغية في مقر إقامته بمدينة جدة.
يذكر ان الاحتجاجات في تونس تفجرت إثر إشعال محمد بو عزيزي، وهو شاب جامعي يعاني من البطالة، النار في نفسه يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول عندما منعه مسؤولون من بلدته من بيع الخضروات في منطقة سيدي بوزيد.


احتجاجات تونس أدت إلى رحيل الرئيس

وانتشرت الاحتجاجات اثر ذلك في شتى أرجاء تونس. وقد فاقم الأحداث رد الفعل العنيف من قبل السلطات، حيث فتحت الشرطة النيران على المتظاهرين، ونتج عن ذلك مزيدا من الاحتجاجات التي نجحت في الاطاحة بالرئيس.
وقد أدى رئيس البرلمان التونسي فؤاد المبزع اليمين الدستورية كرئيس مؤقت للبلاد، بعدها طلب من محمد الغنوشي، الذي يتولى رئاسة الوزراء منذ عام 1999، أن يشكل حكومة وحدة وطنية. وقد تعهد رئيس الوزراء بترك منصبه بعد اجراء الانتخابات في غضون ستة اشهر.
وتجري مساع في تونس وخارجها للكشف عن ثروة الرئيس المخلوع بن علي تترافق مع مطالبات بالملاحقة القانونية له ولمقربين منه.

الجزائر

تشهد الجزائر مظاهرات متفرقة منذ أوائل يناير/ كانون ثاني الماضي يطالب فيها المحتجون باقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وتضم جماعات المتظاهرين اتحادات النقابات التجارية الصغيرة والاحزاب السياسية.
لكن الشرارة التي أشعلت المظاهرات هي الاوضاع الاقتصادية وخاصة الارتفاع الحاد في أسعار السلع الغذائية.


تشييع لأحد القتلى في الاحتجاجات

وكان الرئيس بوتفليقة قد تعهد أوائل الشهر الحالي بالغاء قانون الطوارئ، المطبق منذ 1992، في القريب العاجل غير أنه لم ينفذ ذلك الى الان.
يذكر أن لدى الجزائر ثروة هائلة من عائدات النفط وصادرات الغاز. وهي تسعى لتطبيق برنامج لخفض الانفاق في محاولة لمواجهة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية.
وقد قرر منظمو الاحتجاجات الاستمرار فيها كل يوم سبت.

المغرب

شهدت المغرب عددا من التظاهرات في الاسابيع القليلة الماضية. وحذرت أحزاب المعارضة من أن حكم الفرد المطلق سيكون الى زوال ما لم تجر اصلاحات اقتصادية جذرية.
وتواجه المغرب مشكلات اقتصادية طاحنة، لكن الحكومة عن زيادة الدعم الحكومي في محاولة لمواجهة الزيادة في أسعار السلع.
وكان موقع ويكيليكس قد نشر أوائل العام الحالي مزاعم حول فساد العائلة المالكة وأشخاص مقربين من الملك محمد السادس.
ويقول الملك محمد السادس إن محاربة الفقر تأتي على رأس الاولويات بالنسبة له ولحكومته.


تظاهرة في المغربتأييدا لانتفاضة مصر

وكان الانفتاح الاقتصادي قد اجتذب العديد من الاسثمارات الاجنبية. ويشير مسؤولون الى تحسن الخدمات الرئيسية في المدن الصغيرة والقرى.
غير أن بعض المجموعات غير الحكومية تقلل من حجم التغييرات، مشيرة الى انتشار الفقر واستمرار ارتفاع معدلات البطالة. وتشهد المغرب مظاهرات من كلا القطاعين العام والخاص.
وشأنها شأن مصر والجزائر تسمح المغرب بحريات محدودة للتعبير عن الرأي وقد نجحت حتى الان في احتواء المظاهرات.

ليبيـــــــــــا

وقعت في ليبيا اشتباكات بين المحتجين والسلطات يوم 16 فبراير/ شباط في مدينتين ليبيتين هما بنغازي والبيضاء. ونقلت الأنباء خبر مقتل أربعة محتجين في مدينة البيضاء شرقي البلاد.
كما أصيب العشرات في مظاهرات عنيفة يوم 15 فراير/ شباط في مدينة بنغازي شرق البلاد.
ويمنع الاحتجاج في جميع صوره في ليبيا ولكن الاضطرابات الأخيرة كانت نتيجة اعتقال محام ينتقد النظام.
يذكر أن العقيد القذافي هو صاحب أطول مدة حكم في افريقيا والشرق الاوسط وهو واحد من أكثرهم ديكتاتورية.

مصر

في 11 فبراير/شباط 2011 أعلن عمر سليمان نائب الرئيس المصري السابق في بيان مقتضب بثه التلفزيون المصري تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن منصبه كرئيس للجمهورية. وكان ذلك تتويجا لـ 18 يوما من الاحتجاجات المتواصلة في القاهرة ومدن أخرى.
وكان مبارك (82 عاما) قد اعتلى سدة الحكم في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1981 اثر اغتيال سلفه محمد أنور السادات.
وقد اعتبرت مصر لفترة طويلة مركزا للاستقرار في منطقة متوترة، لكن المشكلات المزمنة التي عانت منها البلاد طوال سنوات فجرت احتجاجات شعبية في 25 يناير/ كانون الثاني ضد نظام حكم مبارك الذي دام نحو ثلاثين عاما.


المظاهرات في مصر نجحت في إبعاد الرئيس عن الحكم

وأصبح ميدان التحرير في العاصمة المصرية مركزا للاحتجاجات الحاشدة التي أودت بالرئيس مبارك، ولا يزال منظمو هذه الاحتجاجات مستمرين في مطالبهم بتحقيق العدالة والديمقراطية في البلاد.
وبعد تنحي مبارك تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد، وذلك لمدة ستة أشهر على الأقل أو لحين إجراء انتخابات. ووعد المجلس بإجراء انتخابات نزيهة وتسليم الإدارة لحكومة مدنية.

سوريـــا

خرجت دعوات لـ "يوم غضب " في سورية تزامنت مع تنحي الرئيس المصري حسني مبارك، لكن هذه الدعوات لم تترجم إلى مظاهرات معارضة للسلطة التي لا تسمح بتنظيم مثل هذه الاحتجاجات. وحتى الآن لا تزال البلاد هادئة.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد وعد بالمضي قدما في إصلاحات بعد توليه السلطة خلفا لوالده حافظ الأسد الذي قضى عام 2000 بعد ثلاثة عقود من الحكم الشمولي، لكن البلاد لم تشهد تقدما كبيرا في هذا المجال.
ولا يزال قانون الطوارئ ساريا في سورية منذ فرضه عام 1963، لكن البلاد شهدت منذ وفاة حافظ الأسد نوعا من تخفيف قبضة السلطة تمثل خصوصا في إطلاق سراح مئات من السجناء السياسيين.
إلا أن منح حريات سياسية حقيقية وإجراء إصلاحات شاملة في النظام الاقتصادي لم يأخذ طريقها إلى التطبيق على أرض الواقع حتى الآن.

الأردن

خرج آلاف الأردنيين في مظاهرات احتجاج على مدى الأسابيع الخمسة الماضية مطالبين بحل مشكلات مثل البطالة وارتفاع أسعار الغذاء والوقود.
وإثر ذلك أقال عاهل الأردن عبد الله الثاني حكومة سمير الرفاعي بسبب ما وصف بالبطء في مسار الإصلاح وعين معروف البخيت رئيسا للوزراء وهو جنرال سابق وخدم أيضا كسفير للملكة الأردنية في إسرائيل.
وادت حكومة البخيت التي تضم 26 وزيرا اليمين في 10 فبراير/شباط.
يشار إلى أن المملكة الأردنية الهاشمية دولة فقيرة تعاني من ضعف الموارد الطبيعية، لكنها تلعب دورا محوريا في صراع الشرق الأوسط.
في عام 1999 توفي الملك حسين بن طلال بعد 46 عاما من حكم البلاد ليخلفه نجله عبد الله الذي ورث عرش دولة تعاني من مشكلات اقتصادية واجتماعية إضافة إلى المشكلات القائمة في المنطقة.
وأصبح مهمة الملك عبد الله الرئيسية الحفاظ على الاستقرار في مملكته مع الاستجابة لدعوات الإصلاح. وقد وضع مشروعا للتغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي على المدى الطويل أطلق عليه الأجندة الوطنية لكنه مازال بحاجة إلى التطبيق العملي.

السعوديـــــة

تحولت المملكة العربية السعودية من بلد صحراوي على درجة قليلة من التطور الى إحدى أكثر الدول ثراء في المنطقة، بفضل عائدات النفط.
ويواجه حكام السعودية مهمة حساسة تتمثل في الاستجابة لمطالب الإصلاح بينما يواجهون مشكلة تنامي العنف المتطرف.
وترى العائلة المالكة في السعودية أن من مصلحتها المحافظة على الاستقرار والقضاء على التطرف، لكنها تحظر الحركات المعارضة في البلاد أو أي احتجاجات أو مطالبات بالحقوق السياسية والاجتماعية.
وللسعودية نفوذ في المنطقة ولها علاقات متينة مع الأنظمة العربية المحافظة. وقد استضافت السعودية الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي بعد إقصائه عن موقعه كرئيس لتونس.

البحرين

ينظم المتظاهرون البحرينيون المعارضون للحكومة مسيرات احتجاج، كان أهمها ما سمي باحتجاج دوار اللؤلؤة وسط العاصمة المنامة، حيث شارك الكثيرون في تجمع سلمي ونصبوا خياما هناك.
لكن قوات الامن البحرينية شنت هجوما عنيفا استخدمت فيه اسلحة وغازا مسيلا للدموع واقتحمت الدوار فجرا، مما أدى الى تشتيت المحتجين واقتحام الدوار.
وقتل جراء هذه العملية ثلاثة اشخاص على الاقل، واصيب ما لا يقل عن 303 اشخاص.
وفي اليوم التالي شيعت أعداد غفيرة القتلى وتحول التشييع الى مظاهرة احتجاج تطالب باسقاط الملكية.
يشار الى ان البحرين بلد معرض للاضطرابات بسبب الرفض التاريخي للاغلبية الشيعية الرضوخ لحكم اسرة آل خليفة الحاكمة السنية، التي تحكم البلاد منذ القرن الثامن عشر.
ويشتكي المحتجون من ظروف اقتصادية صعبة، ومن التضييق على الحريات السياسية، ومن التمييز ضدهم في الحصول على وظائف.
ومنذ تولي الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم في عام 1999، دفع باتجاه اصلاحات اقتصادية وسياسية لتحسين ظروف الاغلبية الشيعية.
وقد تحولت البحرين، التي تعتبر مقرا للاسطول الخامس الأمريكي كما أنها مركز للمعاملات المصرفية والتجارية القائمة على الشريعة الاسلامية، الى ملكية دستورية في عام 2002.

اليمن

بعد أيام من الاحتجاجات التي نظمها المعارضون للحكم اليمني، أعلن الرئيس علي عبدالله صالح في الثاني من فبراير /شباط أنه لن يترشح لفترة رئاسية جديدة، بعد أن قضى ثلاثة عقود في السلطة.
وأبلغ صالح البرلمان أيضا بأنه لن يسلم السلطة لنجله، وقال "لا تمديد، لا توريث، لا عودة بعقارب الساعة إلى الوراء".
ولكن الاحتجاجات مستمرة، في صنعاء وتعز وعدن.
ويطالب المتظاهرون المناهضون للحكومة بالإصلاح السياسي وقد اصطدموا مع المؤيدين للحكومة وأرسلت قوات الشرطة للفصل بين الجانبين.
واليمن هي الدولة الأكثر فقرا في العالم العربي، حيث يعيش نصف السكان على دولارين في اليوم. وهي تواجه معارضة شديدة من قبل القوى السياسية المعارضة والأقليات، إضافة الى وجود نشاط للقوى مسلحة مثل تنظيم القاعدة.

ايران

ينظم المعارضون في إيران منذ الانتخابات الرئاسية مظاهرات حاشدة ضد حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد، لكن هذه الاحتجاجات تواجه بقسوة من قبل قوات الأمن.
وكانت الحكومة الايرانية قد دعت الى مسيرة يوم الجمعة، الثامن عشر من فبراير/ شباط، تعبيرا الغضب من حركة المعارضة الايرانية.
ويأتي تنظيم هذه المسيرة عقب مظاهرات نظمها ابرز اقطاب المعارضة الايرانية خلال الايام القليلة الماضية دعما للاحتجاجات التي شهدتها بلدان مجاورة، الا انها تحولت بسرعة الى احتجاجات ضد الحكومة، واسفرت عن مقتل شخصين واصابة آخرين.
يشار الى ان النظام السياسي في ايران نظام معقد ومتشابك الى حد كبير، ويضم عناصر من الثيوقراطية الاسلامية الحديثة مختلطة مع عناصر من النظام الحديث.


نواب إيرانيون يطالبون بإعدام قادة المعارضة

اذ توجد في هذا النظام شبكة من المؤسسات والهيئات العامة غير المنتخبة، يسيطر عليها المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية، علي خامنئي، وهو شخصية محافظة، ويقابل هذه المؤسسات رئيس الجمهورية والبرلمان، وكلاهما ينتخب انتخابا مباشرا.
ويعتبر الرئيس محمود احمدي نجاد، الذي انتخب في عام 2005، من الشخصيات المتشددة، وقد تعهد بالقضاء على اي احتجاجات ضد نظام حكمه.
وقد اتهم المتظاهرين بانهم يسعون الى "الاساءة الى الامة الايرانية" حسب التعبير الرسمي.