TODAY - 21 February, 2011
في خطاب ينقلب على جماهيرية القذافي الأب
سيف الإسلام القذافي: أنا... أو الخراب


دعا سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي في خطاب مسجل، الشعب إلى الاختيار بين خططه المستقبلية، أو الخراب والحرب الأهلية، وارتكز سيف الإسلام في خطابه على ترهيب المواطنين، والتهديد باللجوء إلى السلاح، كما حذّر من خضوع البلاد للاستعمار، وضياع الثروات والبترول، وانعدام التعليم والصحة.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
طرابلس_ ايلاف
قال سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي إن البلاد تعيش لحظات تاريخية خطرة، مؤكدًا اعتزامه إطلاق مبادرة تاريخية ووطنية لعقد مؤتمر شعبي عام بأجندة واضحة لإقرار مجموعة من القوانين للصحافة والمجتمع المدني وغيرها، وكذلك تشكيل لجنة لتعديل الدستور.
وأوضح سيف الإسلام في خطاب مسجل أن هذا المؤتمر يضمن الوحدة لليبيا بدلاً من الانفصال، وبالتالي يرجع الحكم المحلي إلى ليبيا، وكل منطقة تختار من يسيّر أمورها، ويكون هناك حكم مركزي محدود.
وأضاف "لنتحول من الجماهيرية الأولى إلى الجماهيرية الثانية، ونلتقي على ليبيا جديدة، بنشيد جديد وعلم جديد". وخيّر سيف الإسلام الليبين بين الإصلاح والمؤتمر الشعبي أو الاستعداد للدخول في مواجهات وحرب أهلية وتدمير النفط والغاز وانتشار الفوضى.
وتابع "وعليكم أن تنسوا تعليم أبنائكم وصحتهم، وكذلك استعدوا لاستعمار جديد، فأوروبا وحلف الأطلسي لن يقبلوا بإمارة إسلامية في حوض البحر الأبيض المتوسط، وأبشّركم بالاساطيل الأميركية التي ستحتل البلد، فهي لن تسمح بأن يذهب للإسلاميين، ولن يسمحوا بأن تصبح ليبيا مصدرًا للإرهاب".



وذكر سيف الإسلام "لن تضحك علينا العربية والجزيرة والبي بي سي والخونة في الخارج، وسنعيش في ليبيا، وسنموت فيها".
لافتًا إلى أن "الشعب الليبي عاقل، ويعرف مستقبله، ومن هم في الشوارع لا يمثلوه، فهؤلاء المتظاهرون يتناولون المخدرات وحبوب الهلوسة".
وأكد سيف الإسلام أن الليبين لن يفرّطوا بشبر واحد من ليبيا، وقال "أهلنا قاتلوا منذ 60 عامًا من أجل ليبيا وبلا مقابل، ولم يكن لدينا بترول ولا غاز، ولن نترك البلد لعصابات وبلطجية".
واتهم البعض بإطلاق النار لاتهام الجيش في نشر الفوضى. مؤكدًا أن الجيش سيكون له دور أساسي في فرض الأمن وإرجاع الأمور إلى نصابها، وقال "لا بد من وقفة حازمة، والجيش الليبي ليس الجيش التونسي أو المصري". وأضاف إن "معمّر القذافي ليس زين العابدين بن علي، وليس حسني مبارك".
وبحسب سيف الإسلام، فإن عشرات الآلاف يتقاطرون إلى طرابلس للدفاع عنها، فيما يحمل مصريون وتونسيون السلاح في ليبيا، وهم جزء من المظاهرات، ويريدون أن يقاسموا الشعب ثرواته.
وتابع "نطالب بحل أخير ونهائي، قبل أن يحتكم الليبيون كلهم إلى السلاح، الذي أصبح في متناول الجميع، وسنبكي على مئات الآلاف من القتلى بدلاً من أن نبكي الآن على بعض القتلى".
سيف الإسلام رأى أن "ليبيا ستكون لمدة 40 سنة بلا تعليم وبلا صحة إذا استمر الوضع، ولن تجدوا من يعيد البناء في البلد، وفي في هذه اللحظة تجوب الدبابات شوارع بنغازي وفيها مدنيون، وليس الجيش، بعدما تم الاستيلاء عليها".
وأوضح أن ليبيا تعيش فتنة كبرى، وتهديدًا للوحدة الوطنية، مؤكدًا أن سقوط القتلى أجّج المتظاهرين في بنغازي، و"كان هناك خطأ من الجيش في بنغازي، كما إن الجيش غير مدرّب على قمع الشغب" حسب قوله.
وأوضح سيف الإسلام أن الحديث عن عدد القتلى مبالغ فيه، وأن هناك أشخاصًا ووكالات أنباء تبالغ في الحديث عن ما يجري في ليبيا.
وبحسب سيف الإسلام، فإن ثلاث مجموعات تقف وراء ما يحدث، وهي مجموعات منظمة، ومجموعة ثانية هي جماعات إسلامية و"الإسلام منها براء"، وقد هاجموا معسكرات الجيش، وأعلنوا إمارة إسلامية في البيضاء. أما المجموعة الثالثة فهي أطفال ومن يتعاطون المخدرات وأشخاص متعاطفون.
وقال" اعتقلنا عشرات العرب من العمال، وتم صرف الملايين عليهم من قبل البعض لإثارة الفتنة في ليبيا، وهناك مجموعات تريد أن تكون دولة في شرق ليبيا، وهناك من يريد تشكيل حكومة في بنغازي".
واعتبر أن "الإعلام الرسمي لم يغطِّ الأحداث، وهذا كان خطأ، واستغل الإعلام العربي الأحداث، وأصبح مصدرًا للمعلومات غير الصحيحة والشائعات". وتابع هناك "فئة "البلطجية" تستفيد مما يجري في ليبيا، ومن مصالحهم أن تنهار الدولة وينهار القانون، وهم يريدون أن يعيثوا فسادًا في البلد".
وتحدث سيف الإسلام عن البترول قائلاً "هو من وحّد ليبيا وهو في وسط البلد، والجميع يعتاش منه، وعندما يحدث انفصال، لن يكون هناك قدرة على إدارة البترول في ليبيا، والمجرمون سيحرقون البترول، ولن يستفيد منه أي شخص، وما يحدث بالغ الخطورة، ولا نريد العودة إلى أيام الفقر، وانهيار التعليم والصحة، وسنضطر إلى الهجرة من ليبيا لأنها ستصبح فقيرة إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه".

رايتس ووتش: 233 قتيلا منذ الخميس
اعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش في حصيلة جديدة الاثنين ان 233 شخصا على الاقل قتلوا في ليبيا منذ الخميس، اليوم الذي اندلعت فيه الاحتجاجات الواسعة ضد حكم الزعيم معمر القذافي، مشيرة الى ان 60 قتيلا سقطوا الاحد في مدينة بنغازي لوحدها.
وقال المنظمة الاميركية في بيان تلقت وكالة فرانس برس في باريس نسخة عنه ان حصيلة القتلى "ارتفعت الى 233 قتيلا بحسب معلومات مستقاة من مصادر طبية في ليبيا".
وكانت حصيلة سابقة اوردتها هذه المنظمة الاميركية المتخصصة في الدفاع عن حقوق الانسان افادت عن مقتل 173 في الاحتجاجات التي قمعها نظام القذافي بقسوة.
واضافت هيومن رايتس ووتش انه "في بنغازي افاد طاقم مستشفى الجلاء انهم احصوا 50 قتيلا في 20 شباط/فبراير (الاحد) في حين احصى مستشفى 7 اكتوبر 10 قتلى في اليوم نفسه، ما يعني ان حصيلة القتلى الذين سقطوا في بنغازي في 20 شباط/فبراير بلغت 60 قتيلا".
وبنغازي هي ثاني كبرى البلاد وهذه المدينة الواقعة على بعد الف كلم شرق العاصمة طرابلس هي معقل الحركة الاحتاجية ضد النظام وقد سجل فيها اكبر عدد من الضحايا.

جرحى اثر اقتحام حشد من الليبيين ورشة بناء كورية قرب طرابلس
اقتحم حوالى 500 ليبي الاثنين ورشة بناء كورية جنوبية قرب طرابلس ونهبوا محتوياتها، ما اسفر عن اصابة العديد من العمال البنغلادشيين والكوريين الجنوبيين بجروح، كما اعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية.
واضافت الوزارة ان حوالى 15 بنغلادشيا وثلاثة كوريين جنوبيين اصيبوا بجروح خلال اقتحام الحشد هذه الورشة الواقعة على بعد 30 كلم غرب طرابلس، مشيرة الى ان اثنين من الجرحى البنغلادشيين اصاباتهم خطرة.
واوضحت ان عملية الاقتحام انتهت قرابة الساعة 03,00 تغ وان المهاجمين الليبين غادروا الموقع حيث يعمل 1600 بنغلادشي.
وقال المسؤول في الوزارة بايك جو-هيوين خلال مؤتمر صحافي انه "تم نهب اجهزة كومبيوتر ومعدات ثقيلة ولكننا لا نعرف حتى الساعة حجم الخسائر".
واضاف "لا نعرف ما اذا كان الامر مرتبطا مباشرة بالاضطرابات التي تشهدها ليبيا".
وفي وقت سابق، قالت أنباء إن العقيد معمّر القذافي غادر مساء اليوم ليبيا إلى بلد في أميركا الجنوبيّة، يعتقد أنّه فنزويلا، وذلك بالتزامن مع وصول الاحتجاجات إلى العاصمة طرابلس.
وكشفت مصادر دبلوماسيّة لقناتي الجزيرة والعربية أنّ الرئيس الليبي غادر البلاد إلى فنزويلا أو البرازيل. وقال الدبلوماسي الليبي حسين صادق المصراتي، السكريتير في السفارة الليبية في الصين، والذي استقال مساء اليوم من منصبه احتجاجًا على قمع المتظاهرين في ليبيا، إن القذافي غادر ليبيا فعلاً الى فنزويلا.
وفيما فضّل المصراتي في مداخلة عبر الهاتف إلى قناة الجزيرة عدم الكشف عن مصادره حفاظًا على أمنهم وسلامتهم، قال نقلاً عن المصادر عينها أنّ نجل معمّر القذافي المعتصم القذافي أطلق النار على شقيقه سيف الإسلام القذافي، في إطار ما يبدو أنّه صراع داخل العائلة الليبية.